"سيوهمكِ أنكِ آخر نساء الأرض وأن لا مثيل لكِ، سيُقنعكِ أن لا أحد استوطن قلبه غيركِ، لا تصدقيه ، فالرجل الشرقي بارع في تأليف الأساطير "
.. أحلام مستغانمي ..
كم من المرات قرأت فيها تلك العبارة ومرت عليها مرور الكِرام دون أن يخطر لها على بال بأن هذه الكلمات دونًا عن غيرها مُوجهة إليها، بل تبدو وكأنها كُتبت لأجلها خصيصًا كي تحترس من ذلك الشِرك الذى أوقعت نفسها بداخله، لكن هيهات أن تستطع حتى مجرد التفكير في ذلك، فهي حقًا طالما كانت يقظة حذرة مِن جميع مَن مروا بحياتها .. عاداه !
بعد مرور عدة أيام من ذلك العرض السينمائي الخاص ..
استطاع مصطفى وبجدارة إثبات ولاء قلبه وإخلاصه لزوجته وابنتها بعد أن ولاهُما اهتمام زائد من طرفه تعويضًا لها عن انشغاله عنها في الحفل ذلك اليوم والأيام التي سبقته ..
بالطبع هي ثارت وقتذاك وانقلب بحرها الساكن الهادئ إلى آخر هائج غَضِب كاد أن يُودى بحياة ذلك البحار المتلذذ بهدوء أمواجه السابقة، فكاد أن يخر صريعًا عقب تحطم سفينته بفعل تلك العاصفة الهوجاء الغير مُتوقَعة، لكن سُرعان ما انقشعت الغُمة وتمكن من الوصول إلى شاطئ ضعفها كعادته، وقام على الفور ببناء سفينة ثقتها من جديد، فلانت له رغمًا عنها، وزادت ثقتها العمياء لشخصُه خاصة بعد مُحاولاته المُستميتة لإرضائها، فحرص على المكوث بالمنزل معظم الوقت برفقتها هي والصغيرة ...
ولكن مرت الأيام سِراعًا وجاء ذلك اليوم الذى أراد فيه البحار الإبحار كعادته عقب اطمئنانه لابتعاد العاصفة واستقرار أمواج بَحرُه، ومن جديد أخرج الساحر من جُعبته إحدى ألعابه التي لاتُفنى والتي ضمن مُسبقًا تأثير سحرها على عقل فتاته ..
كان مُستلقيًا بغير اكتراث داخل غرفة معيشته أمام التلفاز شاردًا حزينًا على غير عادته فاقتربت منه بهدوء مُتسائلة برقة :
_ مالك ياحبيبي قاعد كدة ليه ؟
اعتدل في جلسته قبل أن يدعوها إليه لتجلس داخل أحضانه وأخذ يعبث بيدها الناعمة وهو يقول بابتسامة ضعيفة :
_ مستنيكي .. أصلك وحشتينى ..
راقبت شمس ملامح وجهه مليًا قبل أن تعلو بجسدها قليلًا إلى مستوى وجهه تحتضن رأسه بلُطف قائلة :
_ بتفكر في إيه أحكيلي ..
أراح رأسه بداخل أحضانها وأغمض عينيه باسترخاء قبل أن يُجيبها :
_ أبدًا شويه مشاكل كدة، مش عاوز أشغلك ..
عبثت شمس بشُعيرات رأسه التي غالبها الشيب قبل أن تهمس بأذنه قائلة :
_ ولو مشغلتنيش أنا هتشغل مين ؟
ثم أضافت مُسترسلة :
_ قولي يمكن نلاقي حل مع بعض ..
أنت تقرأ
(كلهم مصطفى أبو حجر؟) النسخة الورقية
General Fictionتدور أحداث الرواية حول فتاة في الثلاثين من عمرها تقع في حُب كاتبها المُفضل وتلتقيه للمرة الأولى خلال فعاليات معرض الكتاب عن طريق الصدفة لتتوطد العلاقة بينهما فيما بعد وتنتهي بالزواج .. ظنًا منها أنها قد أحسنت الاختيار تلك المرة ولكن فجأة تتعقد الأمو...