Karlos pov
قررت العودة لقصري بعد منتصف الليل.
متقصدا ذلك لعدم رؤية أحد فما زال غضبي العارم مسيطر تماما على تفكيري و قلبي ..
متألم لما حدث البارحة ... و ذئبي كاين لم يتوقف عن لومه لي أبدا إلى هذه اللحظة ...
أشعر بضعفي فلم أستطع حماية رفيقتي المقدرة ..
ما زالت غصبي يخيم على قلبي .. و أنا أقترب أكثر للقصر و أشم رائحتها المذهلة..
حسبت بأن إدماني عليها جعلني أتخيلها أينما ذهبت .. لكن بكل خطوة أخطيها اتجاهه تزداد قوة رائحتها ...
وصلت للباب وقفت لثوان لأقرر موقفي..أنا لا أتخيل إنها هنا .. قريبة مني .
ما هي ثوان حتى فتحت الباب و الدهشة ملأت ملامحها ..
تفتحت زمردتيها أكثر و ازدادت ضربات قلبها .. و كأنها كانت تتوقع أي شيء عدا رؤيتي ..
و أنا غارق ببحرها بتلك العينان و ذلك القوام الرائع . أرى نعومتها و جسدها الصغير مقارنة بجسدي الضخم و تفاصيلها المذهلة التي سلبت لبي ..
إستغرقت ثوان لتستملك القوة لتحرك شفاهها ..
"الألفا ...."قالتها بدهشة"ماذا تفعلين هنا أيتها الأميرة ؟"بادلتها بالسؤال ..
"أنا ....كنت أريد أن أتمشى قليلا .." قالتها بحيرة و تململ
"في هذا الوقت المتأخر .؟!""نعم فليس لدي رغبة في النوم ..
ألا يوجد أحد يساهرك ؟" و كأنني وضعت الملح على الجرح .. لتتنهد و تومئ بحزن ."لا ... فالجميع قد ذهبوا للنوم .."
"إذن لن أسمح لك بالخروج فهنا يوجد وحوش و ذئاب تظهر بالليل .."ابتسمت بجانب واحد و كأنها تستهزء بكلامي لترفع بكتفيها بلا مبالاة
"لا يهمني ذلك أريد الخروج .."إكتفت بذلك و خرجت تنزل الأدراج بخفة.. تبعتها بعيناي .. أشعر بحيويتها .. ليست ككل يوم .. لقد بدأت أرى هالة حولها ..
تبعتها لترمقني بنظرات لطيفة ..
"لما أتيت ...؟"
ابتسمت لها ..
" أحاول حمايتك من الوحوش .."تنهدت مجددا .. لتردف ..
"وحوش الليل أم وحوش النهار "
كأنها عادت بذهنها لذلك الموقف ..عاد لي الغضب فقررت عدم الإجابة ..سرنا بصمت قليلا .. إلى أن وقفت و إستدارت نحوي ..
"أليس هنا مكان جميل غير هذه الغابة؟""بلى يوجد بحيرة قريبة .. تعالي معي"
سرت أمامها لتتبعني بصمت ... إنه مكاني المفضل الذي أقضي فيه أغلب أوقاتي و يشعرني براحة كبيرة بعيدا عن تطفلات و مشاغل الحياة ..
سرت بها إلى أن وصلنا إلى تلك البحيرة الصغيرة ... الذي كانت تبدو كالمرآة بانعكاس ضوء القمر عليها .. و بجانبها ذلك المرتفع الصغير الذي تجري فيه المياه ليشكل شلالا صغيرا ليعطي خريرا رائعا و رائحة مذهلة لإختلاط بعض حبات المياه مع الأعشاب و التربة ..
وقفت بذهول بهذا المكان الواسع و الرائع .. اقتربت أكثر إلى الشلال و هي تستشعر حبات المياه المتناثرة بعشوائية على جسدها ..اقتربت أكثر لتصله لترفع يدها لتضعها تحت انسياب مياهه بقوة ..
رفعت بديها تجمع شعرها النسدل على ظهرها لتجعله على كتفها الشمالي لتظهر أقراط أذنها الخمسة من الألماس و الذهب..
أراقبها بتمعن كبير بكل تفاصيلها ...
ذهلت بها أكثر و أنا أتلهف للمزيد و المزيد .. لقد شعرت بإدماني لأول مرة على هذه المخلوقة الأنثى الرائعة .
أهذا هو الحب ؟ أهذه حقا رفيقتي ؟
استدارت نحوي بهدوء لتقاطع تفكيري و ذهولي ..
"أهذه المياه نقية ؟"
استغربت من سؤالها لكن بدهشتي العارمة التي اكتسحت ملامحي و عقدت لساني أومأت لها برأسي بالإيجاب ..
"أيوجد حيوانات خطرة ؟"
تابعت بسؤالها هذا لم أفهم ما قالته و ما المغزى منه كذلك اكتفيت بالإيماء لها بالإيجاب ..
أدارت بظهرها لي و اقتربت من البحيرة أكثر و أنا أراقبها و أتابعها بعنين واسعتين غير مدرك لأي شيء من تصرفاتها و أسئلتها هذه ...
لأصدم برؤيتها تخلع فستانها لتبقى بملابسها الداخلية باللون الأبيض ...
و تستدير لي و هي على حافة البحيرة لأرى تفاصيل جسدها و لكن لفت إنتباهي أكثر ذلك الوشم على بطنها ..لترفع ذراعيها باتساع و تغمض عينيها و ترتمي بجسدها في البحيرة ....
صعقت بهذا و أنا يؤنبني ذئبي الذي كان بثبات تام بسبب دهشته العارمة منها .. و ليبدأ بتحريضي بالإقتراب منها لإنقاذها ظنا منه بأنها تحاول الإنتحار ..
"لا تقلق كاين .. إنها بمزاج جيد .. لا تريد الإنتحار .. أنا أشعر بشغفها ..
حقا إن البشر غريبو أطوار " حاولت تهدأته قليلا و أنا أقترب من البحيرة و ما زالت عيناي عليها تراقبانها و هي تسبح بخفة و مهارة و كأنها حورية بحر كانت مقيدة بسلاسل و فكت للتو لتستعيد حيرتها و شغفها...
"ألا تريد السباحة المياه رائعة ستعيد لك نشاطك " قالتها بصوتها الناعم الذي لا يخلو من الحيوية و السعادة .
ضحكت في سري أي نشاط هذا .. لقد تشنجعت عيناي من شدة مراقبتها .. لكن قفز كاين بداخلي يحثني على النزول للسباحة و كأن هذه الفكرة راقت له كثيرا..مع أميرتنا الشابة ..
خلعت سترتي و قميصي لأرمي بهم بفوضى و هي تسبح بمكانها تراقبني بعينيها الجميلتين ...و كأنها ترى مشهدا قد راق لها ..قفزت بالبحيرة بخفة ...
فالسباحة تروق لي أيضا ..
سبحت نحوي فور نزولي للمياه ..
"ما رأيك أليست منعشة ؟"
ضحكت لها لأنطق بلساني ..
"نعم هي كذلك "
لتصدر صوت ضحكة عالية و كأنها شعرت بانتصار .. و هي تنظر لي بنظرات لم أفهمها ...
"و أخيرا لقد جعلتك تنطق "
ضحكت للطافتها .. لأفكر قليلا بتصرفاتي فعلا أنا لم أكن أتكلم لقد اكتفيت بالإيماء لها فعلا و كأن لساني قد شل من شدة الدهشة ..بادلتها ضحكي .. ليردف صوتها الناعم بأذني ..
"و كذلك أضحتك "
ضحكت بصوت أعلى و كاين الذي يحثني على وسمها بهذه اللحظة و كأنه أخذ موافقتها و تأكد من مشاعرها ...
نظرت لها لتعود للسباحة مبتعدة عني لألحق بها من تلقاء نفسي .. تذكرت تلك الشعب المرجانية النادرة ذات اللون الأرجواني في قاع البحيرة ..
"هل تستطيعين حبس أنفاسك لمدة دقيقة تحت الماء " سألتها بصوتي الخشن.
لتومئ لي بصمت ..
أمسكت يديها و أخذنا نفسا عميقا لنغطس تحت المياه لم تكن ماهرة تماما بالغوص لذلك لم أفلت يديها و نحن نغوص للقاع .
لتبدأ عينانا تنجذب لذلك اللون الأرجواني الرائع الذي يزيد من بريقه و تألقه ضوء للقمر الذي يخترق المياه متغلغلا بين ثناياه و تفرعاته التي بانت كلوحة رائعة تذهل العين .. تأملنا ذلك للحظات شعرت بيد الأميرة تلامس ذراعي لتشير لي لفوق .. يبدو أنها لم تعد تستطع حبس أنفاسها .. شعرت بالذعر قليلا فيبدو بأن أجساد البشر ليست بقوة بأجسادنا ناهيك عن كونها فتاة رقيقة .. خضنتها بذراعي بسرعة لأسبح للأعلى فقد استشعرت بطأ حركتها بسبب نقص الأوكسجين في جسدها ..
ما هي لحظات حتى رفعت بها للسطح لتشهق بقوة .. و كأنها كادت تختنق ..
نظرت لعيناي بزمردتيها بعشوائية و على يديها الناعمة و الرقيقة على صدري العاري ..و هي بهذا القرب مني. و كأنها نست نفسها بأنها بثيابها الداخلية فقط ..
شعرت بإنتظام أنفاسها و ثقل جسدها و كأن قد خارت قواها و هي لا تزال بين يداي ..
"هيا الآن لقد اكتفينا من السباحة "
لتجاريني قليلا بالسباحة بحراكات منها .. و كأنها تساير جسدي بتناسب تام ..
عجبت لهذا الإحساس و كأننا خلقنا لنكمل بعض ..
ما إن وصلنا للحافة . رفعت بجسدها للأعلى لترتمي على ظهرها بتعب و إرهاق و كأنها قد خاضت معركة .. صعدت للحافة و جلست بجانبها .. و لا تزال عيني عليها تراقبها وما تزال تتسارع أنفاسها من شدة التعب .. سحبت بسترتي بجانبي لأضعها على جسدها لسببين .. السبب الأول لكي لا تبرد فإنها بلا شك ستمرض بإرهاقها هذا و بجسدها النحيل و الناعم .. و الثاني لأوقف تفكيري المنحرف .. و كاين الذي لا يزال يحثني على وسمها ...
جلست بجانبها و أنا أتأمل جمال البحيرة و نقاء مياهها شعرت بإنتظام أنفاسها لترفع بجسدها للأعلى قليلا .. و كأنها تخبرني بأنها لا تزال بجانبي .. استدرت لها لأرى عينيها الزمرديتين تحدق بي بإهتمام ..
"هل ارتحتي قليلا ؟"
"نعم .. لقد كان منظرا رائعا لم أرى مثيلا له في حياتي كلها "
أجابتني بصدق و امتنان ..
"هذا جيد ... إذن أعجبك هذا المكان .. إنه مكاني المفضل ..."
زمت عيناها و هي تحاول الفكير بشيء ما .. عدت لذهولي السادج بتفاصيلها الرائعة محاولا فهم و إدراك ما تعني من تحركاتها تلك فمع كل قوتي و شدة ملاحظتي و إدراكي التام للغة الجسد و لغة العينين .. فها أنا أشعر بالعجر أمام هذه الأميرة ..
"أليس لك زوجة ؟"
ضحكت بهدوء .. و أنا مستشعر عجزي بفهمها أكثر لأومئ لها ..
"أتقصدين رفيقة ؟"
أومأت لي بحيرة ..
"لا لم أجدها بعد .."
رفعت أكتافها بحيرة غير مقتنعة بإجابتي..
"أهذا لشروطك التعجيزية ؟!"
ضحكت أكثر على جهلها الموضوع تماما ..
"ليس نحن من نختار الرفيق بل هي ألهتنا ألهة القمر .. هي من ترسل لنا شرارات أو تهيئات جسدية و روحية بمجرد رؤيتنا له "
دهشت لسماع هذا و كأنها تسمعه لأول مرة بحياتها ..
"ألم تجد رفيقتك إلى الآن ..؟!
اعذرني على هذا لكن أشعر بأنك كبيرا بعض الشيء .."
دهشت لكلامها لأعود لعينيها بسرعة ..لترمش بسرعة و تصلح ما اقترفته بفعل ألفاظها ..
"أقصد بكل هذه المدة و أنت تنتظر هذه الرفيقة و لم تصنع أي علاقة مع فتاة أخرى "
عاد الهدوء لملامحه قليلا فهو كان بحاجة لتفسير كلامها السابق الذي كاد يفقده سيطرته على كاين الذي كان يريد تأكيد رجولة و قوة صاحبه لهذه الأميرة الرقيقة. ليردف ..
"نوعا ما ... "
سألته بسرعة ..
"هل أحببت فتاة من قبل ؟!""تقريبا.."
تململت من أجوبته الباردة التي لم تستطع إطفاء فضلولها الطفولي الطائش ..
ليتسلل الغضب إليها ..
"و لم كل هذا البرود ؟؟!"
أعاد بعيناه إليها بذات السرعة فهو لم يعهد بأحد يخاطبه بهذه اللهجة الحادة..
ثبتت بأنظارها عليه بقوة و كأنها تنتظر إجابة منه .
تأملها جيدا ...
"وجدتها و فشلت ..."
جاءتها صدمة من جوابه الذي لم تكن تتصوره .. و لكنه لم يطفئ من فضولها بل زاده حقا....
أنت تقرأ
The Cold Alpha
Paranormalمجددا هؤلاء الأشخاص الذين يبدون قاسيين و بلا رحمة هم من يهتمون كثيرا و هم الأكثر طيبة بداخلهم .. قصتنا عن ألفا مختلف . بارد . قاسي . و لا يثق بسهولة .. صدمات و أحداث رائعة تحدث بينه و بين تلك الأميرة البشرية ... الكاتبة fatima kasem 30-9-2020 بداي...