14

3.2K 203 8
                                    

مرت عدة ساعات و أنا بحالة الفراغ تلك حاولت معي العمة و دانييل بشتى الوسائل لكنني لم أتجاوب معهم .

كنت ما زلت غارقة في تساؤلاتي لأتذكره..........

ذكراه لي كانت كفيلة لينبض قلبي و لدب الحياة و النشاط فيه.. نهضت بسرعة لحزانتي و أنا أبحث عنها .. بعثرت الخزانة بأكملها لكن لا أجدها ... لأتذكر بأنني أخفيتها في ذلك الدرج ..

اتجهت نحوه بسرعة لأفتحه ..

وجدتها ها هي سترته .. إحتضنتها بقوة و لهفة رفعت بها لأنفي لأستنشق رائحة عطره التي أسكرتني تماما ..

أنا مدمنة حقا .. مدمنة على قرب ذلك الألفا..

عادت ذاكرتي لي بلمساته و إعترافه الجميل لي . برقته و حنانه .
بصدقه و قوته .
بطهره و عفته .
حضنتها بكل ما أملك من قوة ..
لأتذكر وداعي له .. و ضحكته الرائعة و حركته الظريفة ببعثرت شعره بسبب الإرتباك ..
ضحكت بهدوء . أخذت نفسا طويلا و أغمضت عيني رافعة رأسي متمنية رأيته قريبا .. فقط شعرت بحنين كبير له .

نهضت بنشاط لأضع سترته بالخزانة و دخلت الحمام .. أخذت حماما منعشا و ارتديت ملابسي ...
و نزلت السلالم بخفة ..
كانت جالس العم و العمة و دانييل بحزن شديد و أشرقت وجوههم لرؤيتي مبتهجة ..
"مساء الخير ..."

"إبنتي .. تعالي لجانبي .. كيف حالك الآن ..؟!"
نهضت عمتي و أجلستني بجانبها و سألتني بلهفة و خوف ...

"أنا بخير عمتي .. كنت أريد البقاء لوحدي قليلا ليس إلا .."
ضحكت عمتي بإمتعاظ لكنها سعيدة بإبتهاجي ...

ليتسائل دانييل جالسا أمامي ..
"تريدين البقاء لوحدك قليلا ليس إلا .. إنها خمس ساعات جورجي . خمس ساعات ...." قال الأخيرة بغضب و هو يشد على شفاه .

لم أكترث لما قاله كثيرا ..
"و لكنني الآن بخير و أفضل مما مضى"

"هذا جيد إبنتي .. أتمنى لك راحة البال و السعادة المطلقة ..."
كانت تلك كلمات العم مارك ..

نظرت له بإمتنان فكلماته اللطيفة لامست قلبي ..
"شكرا لك عمي ..."

فتح لوثر باب المنزل بمفتاحه الخاص . ليدخل بهدوء و يتفاجئ من وجودنا جميعا في غرفة الإستقبال ..

"هل تنتظروني جميعكم يا لي من محظوظ "
قال كلماته تلك باستهزاء شديد ..

ليغضب والده ..ويتقدم نحوه .
"كان عليك أولا إلقاء السلام . ثانيا كم مرة طلبت منك الإبتعاد عن هذه الشلة القذرة و عدم تأخرك في العودة للمنزل ..."

The Cold Alphaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن