المقدمة

22.8K 545 164
                                    


ينظر الي الرجال الذين يقفون بجمود رهيب وهو يمنع نفسه بشتى الطرق ان يصرخ
يصرخ بعدم تصديق ما حدث ...هل تركته ...هل ذهبت ولن تعود الن يراها بعد الان !!!

(البقاء لله يا قاسم ياابني ربنا يعينك علي تربية ابنك ويكون سند ليك في الدنيا ويعوضك )

رد آخر بمواساة

(ربنا يرحمها يا قاسم انت راجل مؤمن واكيد ده خير من عند ربنا ....ربنا يخليلك ل ابنك يارب )

رد بجفاء ممزوج بشرود وهو ينظر امامه

(امين ... )

ابنه !!!هل سيتمكن من تربيته بمفرده  !!
هل يستطيع ان يعوضه عن والدته التي ذهبت الي خالقها !!!
هل وهل !! الف سؤال بدون اي اجابة ....

اغمض عينيه وهو تنهد بثقل و يدعو بصدر مكتوم

(يارب الصبر ...الصبر والسلوان يارب ... )
......................................................................

تضع المشروبات بكل صمت علي الطاولة امامها وهي تنظر بإشمئزاز ممزوج ببعض الخوف الي ذلك المكان المقرف بالنسبة لها ...
لم تجد عمل ولن تجد بهذا السن و بتلك الشهادة البسيطة

لتضطر الي العمل بملهى ليلي !!! كنادلة فقط تضع المشروب ثم تذهب بصمت دون التفوه بكلمة
بالطبع لن يخلو من بعض الملامسات والكلمات الغير مقبولة من السكارى ..

فاقت من شرودها علي دخوله ...يأتي منذ عدة ايام فقط لينظر لها ببرود والأدهى انه لا يطلب منها بل يطلب من زميلتها ...يحيرها نعم وكثيرا ...

ابتلعت ريقها وهي تأخذ الطلب الي صاحبه ذو نظرات الخبيثة
وضعتها بإبتسامة باردة فهذا هو عملها ليمسك يدها عمدا

(اتفضل )

(تسلم ايد القمر يا قمر ..)

لم ترد عليه بل اخذت الأكواب الفارغة بسرعة لكنها شعرت بيده تتجه علي فخذها الشبه عاري لتصرخ بخوف ورعب

(انت بتعمل ايه يا حيوان ... ابعد ايدك دي عني )

نظر لها بغضب عندما شعر ان البعض ينظر له وقد لفتت انتباههم بصوتها رغم صخب المكان

(انا حيوان !!!انتي ازاي تكلميني كدة !؟فين صاحب المكان هنا !؟ يشوف الخدامة دي بتقول ايه !؟)

دقيقة ..تلو الاخرى وهي تبكي امام توبيخ الرجل للمدير الذي كان يحرقها بنظراته ولا احد يتدخل الي ان نطق ببرود

(اتأسفي للبيه..)

لم ترد ..

(مش بكلمك يابت انتي اتأسفي حالا )

كانت ترتعش حرفيا ليغضب كثيرا تحت نظرات الشاب الشامتة
وهو يرفع يده ينوي صفعها لكن يد اخرى منعته من فعل ذلك

قيود لعنة العشق  (الجزء الثاني من سلسلة عشق الرجال )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن