الفصل الثالث عشر
حسنا من قال ان الاستسلام للامر الواقع هو اسوأ ما يمكن ان يحصل ؟؟؟؟ من قال بان الابواب حين تغلق كلها بان البيوت حين تنهار ينتهي كل شيء ؟؟؟؟ من قال بان الحياة هي جزء واحد او فصل واحد ؟؟؟؟؟ حسنا كل تلك الاقوال هي محض كذب وافتراء فهي المصداق على كذب كما قيل
لا تستطيع ان تتوقف عن الابتسام ..... لا تستطيع ان تكف عن الشعور بالسعادة
تشعر بانها تصفع الدنيا ....تناولها كفا كما اعتادت ان تفعل معها منذ عامين وهي تسير بين اروقة المعهد الذي اعاد تسجيلها فيه العم سالم نعم هي الان طالبة مرة اخرى طالبة ترتدي قميصا انيقا ناصع البياض يمثل الزي الرسمي في معهد الادارة الذي تركته منذ عامين عندما عندما ....طالبة مرة اخرى رغم انها تكبر الجميع هنا حسنا ليس الجميع ولكنها تكبر اغلبهم ولكن شعورها بالسعادة الصرفة بعد استسلامها لم تتوقعه ولا في اكثر احلامها تطرفا
لا زال شعورها بالقهر يقتحم اسوارها كلما ظنت انها تمكنت منه ولكنه هذه المرة ملون ملون بالامل ملون باحلامها واحلام والديها التي ذكرها بها العم سالم نعم والديها حبيبيها لطالما ارادها ان تكمل دراستها لطالما اهتما بالامر اكثر من اهتمامهما بوسام حتى وهي عندما فقدت بيتها في سلسلة متصلة من الفقد والخسارة ابتداءا بوالديها ثم احلامها ونفسها وبعدها احترامها لذاتها لتفقد اخيرا السقف الذي يحفظ كرامتها وجدت نفسها باستسلام منقطع النظير وهي توافق على كل ما اقترحه عمها الطيب فما نفع الكرامة والاعتزاز بالنفس ان فقدت كل ما فقدت
ولكن ما تراه امامها وهي تنظر الى المراة في استراحة المعهد بحجابها الوردي المحكم وقميصها الابيض الفضفاض وتنورتها الطويلة التي تهفهف حول قدميها بزيها الذي كان هدية من الخالة امينة الخالة امينة التي اصرت عليها ان تبقي الصغار كلهم معها اثناء وجودها في المعهد بل واقسمت عليها لتوافق لا تشعر سوى بانها تسير على السحاب بذائها الوردي الرقيق نعم حذاء لم ترتدي واحدا منذ عامين بالضبط وهي تكتفي بالصنادل المناسبة لعملها
:- مرحبا
استدارت لتنظر لتلك الفتاة الصغيرة التي تقف بالقرب منها فردت مبتسمة وهي تشعر بالدماء تسري باوردتها بدفء منعش وهي تردد لنفسها انا طالبة من جديد انا هنا في مكاني الذي سجلني فيه والدي
:- مرحبا
:- هلا ابتعدت قليلا عن المرآة فانت تحتكرينها منذ نصف ساعة وهذه المرآة الطولية الوحيدة هنا
ابتعدت هبة على الفور وقالت
:- اسفة لم اشعر بالوقت فانا كنت مستغرقة بالنظر للقميص الابيضتأففت الفتاة بصوت عال وقالت
:- حقا ؟؟؟ انظري لسخافة المعهد كل الكليات بامكانها ان ترتدي ما تشاء ما عدا هذا المكان المتخلف كأننا اطفال تبا لهم
اتسعت ابتسامة هبة بل تحولت لقهقهة وهي تراقب الفتاة الصغيرة التي تشبه مرام لحد كبير وقالت
:- حسنا ماذا ان علمت بان الزي الذي تكرهين كان حلما وتحقق لاحدهم هل سيبقى الامر كما هو بالنسبة لك ؟؟؟؟؟
أنت تقرأ
عشق السلاطين(الجزء الأول من سلسلة سلاطين الهوى) مكتملة
Romanceالجزء الأول من سلسلة سلاطين الهوى بقلم المبدعة Serendipity Green حقوق الملكية محفوظة للكاتبة Serendipity Green