الفصل الرابع
سحبت هند كرسيها على المائدة الكبيرة بفظاظة تعرب عن مقدار غضبها ونزقها من الصباح ليتبادل الاخوة النظرات فيما بينهم ويقول فارس بنبرة مؤنبة
:- وصباح الخير لك ايضا يا ابنة عمي
:- توقف عن مناداتي هكذا........... اسمي هند وانت بالتأكيد تعرفه وانا لم القي التحية لانني غاضبة منكم
فقال امير مستنكرا
:- ومني انا ايضا ؟؟؟ انا لم افعل شيئا يا ..... يا ابنة عمي
تعالت ضحكة فهد المستفزة التي جعلت غضبها يشتعل اكثر واكثر وهي تقول
:- بل فعلتم لا ادري لم تصرون على احراجي امام اصدقائي وضيوفي الا تعلمون ما الذي سيفعله هذا بمنظرنا امام الناس الم تتعرفوا على المدعوين انهم من اهم الناس في البلد وانتم كنتم و كانكم تتبارون على احراجي
فهدر صوت فارس بغضب مكتوم
:- اخفضي صوتك عندما تحادثين اولاد عمك وتادبي..... هذا اولا وثانيا انت من سببت لنفسك الاحراج لا لنفسك فقط بل لكل عائلتك وانت تبدين ك.................
استغفر الله لا اريد نطق الكلمة لانها لا تليق بواحدة من عائلة السلطان اما عن علية القوم فاعلمي بانني لا اهتم باي واحد منهم البتة وبدلا من ان توجهي الشكر لفهد الذي ترك عمله ومشاغله كلها لياتي وسط اسبوع العمل برحلة تستغرق اربعة ساعات من اجل جلالتك وامير الذي ترك عملنا كله بسبب اصرارك على اقامة الحفلة هنا لتكون النتيجة بذاك الشكل واخيرا تتبجحين امامنا دون اي خجل مما فعلتي ؟؟؟
فغرت هند فمها وهي تستمع لتقريع فارس لها .... لتفاجئ بوالدتها التي جلست بالقرب منها وحيت الجميع بتكلفها المعتاد ونبرتها الباردة المستفزة لتقول اخيرا مخاطبة فارس بابتسامة رآها الجميع ابشع ما يكون رغم جمالها الذي تحافظ عليه بشتى الطرق
:- اذا هل انتهيت من تقريع ابنتي يا فارس ؟؟؟؟
فرد عليها وهو يرفع حاجبه لها باستهانة واضحة وقال
:- لا لم انته عمتي عليك ان تتوقفي انت وابنتك عن تلك التصرفات الهوجاء لانني ان كنت احترمتكما بالامس فالامر كان لاجل عمي رحمه الله ... والا والله لم اكن لارضى باقل من ان اكسر لها رأسها جزاءا لما فعلته .............. تلك الملابس الفاضحة واولئك المدعوين المثيرين للتقزز والاشمئزاز بكل اختصار حفلة خليعة واين في منزل جدي الحاج محمد السلطان ذاك الرجل التقي الذي لا تزال سمعته العطرة كالمسك لذا فلتحمدي ربك لانني اكتفيت بالتقريع فقط
فردت عليه بصفاقة تظهرها لاول مرة امامه وتفقد هدوءها ودهاءها لتتحداه قائلة
:- لا يحق لك ان تتحكم في و ابنتي يا فارس وان كان على القصر فهو قصر جدها ايضا وليس حكرا عليك وعلى اخويك لذا توقف عن توجيه الاوامر والتحكم بنا ان ابنتي محترمة وتعرف ما لها وما عليها ولا يحق لاي كان ان يفرض وصايته ويتحكم بها واسم السلطان الذي تتبجحون به هو لها ايضا ورغما عنكم جميعا
ذاك الغضب الذي استفحل لدى فارس وهو يستمع لتهديدها المبطن الذي يعرفه جعله ينهض فجأة ويقول بسيطرة عجيبة على النفس وهو ينظر نحوهما بنظرة جعلتهما يرتجفان خوفا بانتظار ما سيقول
:- معك حق عمتي نحن لا يحق لنا ان نتحكم بك انت ..... اما هند فهي رغما عنك من عائلتنا ونحن الكل نعتبرها اختا صغيرة لنا اليس كذلك ؟؟؟؟
ونقل نظره بين فهد وامير
ليرد كل من امير وفهد قائلين بموافقة
:- نعم نعم بالتاكيد اختنا الصغيرة
فاكمل فارس قائلا :- اسم السلطان الذي ترينه لا يستحق منك بعض الاحترام لا تنتمين له باية طريقة فعمي رحمه الله قد مات منذ سنوات وفقدت انتماءك لنا برحيله عنا لذا يسرني ان اخبرك بانك حرة عمتي او ساقول يا سهام خانم حرة لتفعلي ما تشائين حرة من تطفلك اللا مرغوب به على حياتنا حرة من تبذير اموال السلطان الذي لم يعجبك قبل قليل حرة من استغلال اسمنا وسمعتنا لتاسيس الاعمال لاقاربك العفنين حرة من تكديس الاموال وتلك الاعمال التي تديرينها وتظنين بان لا احد منا يعلم بها هل اكمل ام اتوقف ؟؟؟ ...... اااه وقبل ان انسى قبل ان تتحرري تماما منا اريدك ان تساعدي اختي الصغيرة هند بالاعداد لحفل زفافي القريب اريد اعدادات سريعة لانني مستعجل للغاية
قالها وهو يبتسم ويغادر القاعة بخطى هادئة وقد حقق ضربة موفقة لتلك التي جعلت جدته تموت بحسرة على ولدها وجعلت جده ووالده يقاسيان الويل والثبور بسببها هي فقط غادر لعمله الاهم في الوقت الحاضر الا وهو التعرف على زوجته المستقبلية !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ليبقى الكل على صمتهم ذاك وكأن على رؤوسهم الطير وتقطع الصمت صرخة هند المستنكرة
:- ماذا ؟؟؟ حفل زواجه ؟؟؟
كان وجه سهام لا يفسر بعد صدمتها بمعرفة فارس بكل ما تفعله
بينما اكمل كل من فهد وامير طعامهما بهناء وكأن الذي قيل وحصل قبل قليل قد اثار شهيتهم للطعام الا من تساؤل ظهر جليا في عيني كل منهما عن زواج فارس وهل هو حقيقة ام .....
اما هند فرمت طبقها على الارض وغادرت القاعة راكضة وغضبها يسبقها لتشهد القاعة على اولى خسارات سهام والتي لم تتخيل ان فارس قد يتجرأ عليها وهي تقريبا تمسك بيدها ورقة ضغط تعلم بانه لا يحتمل فقدانها او التهاون معها
أنت تقرأ
عشق السلاطين(الجزء الأول من سلسلة سلاطين الهوى) مكتملة
Romanceالجزء الأول من سلسلة سلاطين الهوى بقلم المبدعة Serendipity Green حقوق الملكية محفوظة للكاتبة Serendipity Green