الحلقة التاسعة

150 6 9
                                    

كانت تنظر حواليها وتتخيل كل ما حدث بينهما وتتخيل ما حدثتها به نفسها عن احتمال تواجد امراءة اخري لتحل محلها بعدما تغادر ... لتتخيله معاها ... يضحكان كما كانا يضحكان ... يتهمسان كما كان يهمس لها ... يرقصان كما رقصا معا... لم تتحمل مجرد التفكير في الفكرة نفسها لتجد قشعريرة تسير بجسدها كله لتفيق علي صرخة تخرج منها غصب عنها... لتفاجئ بيه يحيطها بذراعيه من ظهرها دون ان تشعر به ...
لم تكن تستطيع ان تلقط انفاسها ولكنها تمالكت نفسها بسرعة لتسترجع غضبها والمها من شدة جرحها منه... لتبعده عنها وتبعد نفسها عنه ... وهيا تنظر اليه نظرة ثابته ثاقبه منتظرة لما سيقوله وما هيا الكلمات التي سوف تخرج من بين شفتاه... كان يتملكها شعور بانه اتي اليها لتحقيق رغبتها ولتنفيذ طلبها ...
فادي " وهو مفزوع من صوت صراخها " : جينو شو بيكي ... ليش عم تصرخي هيك ...
جيني " باستغراب لحنيته معاها " : فادي ... انت هتجنني ... وبعدين ايه اللي دخلك هنا ... بليز اتفضل اخرج ...
فادي " بعد ما شاف شنطتها " : جيني شو عم تعملي ... ليش عم تلمي هدومك ...
وبصلها وهو مش مصدق انها فعلا مصممة علي كلامها وعايزة تسيبه ...
جيني : ايه ... مش انا قولتلك خلاص we should be separated … so I gathered my page to leave ...
فادي : leave ... علي وين ... وانتي ما اليك مكان تتروحيه ...
جيني" بحسرة " : عارفة ... بس مش مشكله ... هروح اوتيل ...
فادي : شو ... اوتيل ... ليش كل هيدا ... " وهو بيقرب منها" ... جيني ما كان قصدي كل اللي صار  ... بس عنجد كنت هموت من القلق عليكي وانا من الصبح ماني عارف مكانك ...
جيني : تقوم تتهمني اني بكدب وانت عارف اني مش كدابة...
فادي " وهو تقريبا وشه في وشها وبمنتهي الرقه " : بعرف... والله العظيم بعرف انك مانك كدابه ... بس ما بعرف ليش دماغي هيك فجاة سكر وما عدت عارف شو عم بحكي وكيف...
وهيا مش قادرة تتحمل نظراته ليها وخلاص حاسة انها هتموت ...
جيني : فادي خلاص ... بس برضوا ما كن....تش ...
وفي اللحظة دي عينيها بقيت في عينيه ماعرفتش تتكلم وحسيت ان كل خطوط دفاعها انهارت ومش عارفة تعمل كنترول علي نفسها قصاده ...
حس بيها وباللي هيا حاسة بيه قصاده وساق فيها زيادة ...
فادي : بس شو ... ايه لساتك مصممة علي طلبك ... خلاص ما في مشكل ...
وابتداء يلاعب شعرها مرورا بلمسات ناعمة علي خدها ...
فادي : ولو عايزة دلوقتي ... حاضر ...
ولسه هيقولها الا لقاها بتحط ايديها علي شفايفه وهيا بصاله بصه جامدة وعيونها بتقوله ...
جيني : don’t  say anything … I can’t leave … I will stay ...
واترميت في حضنه وهيا بتعيط ...
ضمها ليه جامد وحاول يهديها ...
فادي : خلاص ما صار شي ... انسي كل شي وتذكري بس اني هون حدك ... ما راح اتركك ابدا ...
ليبدا في تقبيلها وهو مستمر في الحديث ...
طبع قبله علي خدها ...
فادي : كيف فيني اتركك ... "ثم علي عينيها" ... معقولة تفكري اني كنت هقولها ... "ليقبلها علي جبينها"... يعني لساتك ما عرفتيني ... "ليقبل عينيها الاخري" ... وتقولي اني بكرهك وما بحبك ...
ليقبل خدها الاخر ثم يحيط وجهها بيديه الاثنين وهو يداعب جبينها بجبينه ثم ينظر في عينيها ليغوص فيهما... لياخذ نفسا عميقا ...
فادي : انا فعلا ما بحبك ... انا بعشقك ... بعشقك هالمجنونة اللي جواكي واللي عم تطير عقلي بكل شي عم تعمله حتي ولو ما عملت شي ... بحبها ... بحبك يا مجنونتي ...
ليطبع قبلة علي شفتيها ثير مشاعرها الملتهبة بحبه لتعلن استسلامها الكامل ولتتنازل بكامل ارادتها له ... متناسية كل ما كانت تخطط له معلنه تصميمها علي الاستمرار معه مهما كلفها الامر ...
ابعدته عنها وهيا تحاول التقاط انفاسها ... ابتسمت له وهيا تعلم انها لن تستطيع المقاومة طويلا ولكن لابد له ان يسمع ماتريد ان تقوله ...
جيني : فادي ... انت بتقول انك مش بتحبني وانك ... ايه ...
فادي " ضحك " : بع...ش...قك ...
جيني " وهيا هتموت من الكسوف " : وبتقول اني بجننك ... بس اللي انت ماتعرفوش ... انك انت اللي بتجنني ... لا انت جننتني خلاص ...
فادي " بنظرة هزتها " : يا سلام ... انا جننتك ... كيف ...
جيني " وهيا بتحاول تتنفس " : كيف ... يعني مش عارف بتعمل فيا ايه ... دي كفايه ...
فادي : كفايه شو ... كملي نفسي اسمعك مرة تقوليلي شي ... يعني كل اللي عم اقوله وما بتقوليلي شي ...
جيني : ما انا عايزة اقول بس انت مش مديني فرصة ...
فادي : طب شو عايزاني اعمل ...
جيني : ابعد شويه ... بس عشان اتكلم ...
فادي : هيك ... حاضر ... كدا منيح ...
جيني : ايوة ... وابتديت تلف في الاوضة زي اللي بتدور علي حاجة ...
فادي " وهو مستغربها " : عم بتفتشي علي شو ... جينو ... قوليلي بركي اساعدك ...
جيني : لا خلاص لقيته ...
بص لقاها ماسكة البوم صور ... بصلها باستغراب مش فاهم ايه علاقة الالبوم باللي كانوا بيعملوه ...
فادي : جينو ... شو هيدا ...
جيني : ايه البوم مش شايفة ...
فادي : بعرف انه البوم ... بس لشو ...
جيني " راحت قعدت علي السرير " : تعال وانت تعرف ...
راح قعد جنبها وهو مش فاهم اي حاجة من اللي بتعمله ...
ابتديت تفتح الالبوم لقاه البوم في صور كتير ليها ... ابتديت تعرفه علي اللي معاها في الصور ...
جيني : بص دي مامي معايا هنا ... ودي فرح صحبتي اللي ...
وماقدرتش تكمل ...
فادي " فهم " : ايه بعرفها ... كملي ...
جيني : ودا بابي انت شوفته في  ...
وبرضوا سكتت ... راح قالب الصورة وهو بيطبطب عليها ... حس اد ايه هيا مشتاقة لاهلها وحس انه لازم يحل المسالة دي ... بس من غير ما تعرف حاجة ...
جيني : ودي بقي ...
فادي : شو ماراح تفرجيني عليها ...
جيني : لا هتشوفها بس الاول عايزة اقولك انك بجد اعظم انسان شفته في حياتي ... "ضحك " ... لا بجد... يعني يوم ما تقابلنا وانك تتدافع عن واحدة مش تعرفها ... دا غير اللي حصلنا بعد كدا وانك توافق تتجوزني وانت ماتعرفنيش ولا تعرف عني اي حاجة ... وعشان انت عملت كتير وقلت اكتر ... فانا ماعرفتش ارد عليك ازاي غير كدا ...
فادي : شو هيدا ...
كان بيبصلها وهو مش مصدق ...
فادي " كيف هيك ... عنجد حقيقه ... طب كيف ...
جيني : عارف انا عملتها امتي ...
فادي : امتي ...
جيني : عملتها بعد شهر من جوازنا ... حسيت ان في حاجة ناقصة وان لازم تكونلي صورة معاك ... فدخلت علي الكمبيوتر بتاعك ولقيت صورتك وانت لابس البدله ... اخدتها وبعدت سعاد تجيبلي فستان فرح والبسته وصورت نفسي ونزلت الصورة علي الكمبيوتر وعملت الصورة دي ...
فادي كان بصصلها وهو مش مصدق اللي بيسمعه منها وان جواها كل الجمال والحب دا وماكانش عارف... حضنها جامد وهيا كمان ورجعوا يستسلموا للي كانوا بيعملوه من شوية ...
لينتهي يومها علي سعادة غامرة ينعما فيها ويشربا من نهرها ...
بعد مرور شهرين
مر عليهم شهرين وهما في منتهي السعادة ... فادي مابقاش زي الاول لا كل يوم ينزل للشغل الصبح ويرجع الساعة 5 ومن وقت ما يرجع ما بيفكرش ينزل تاني الا لو جيني طلبت منه ... حتي ايام الاجازات بقي يقضيها معاها وعلي طول مع بعض وما بيخرجوش الا نادرا ... حتي لما حاول انه يشتركلها في نادي عشان تخرج شويه ... رفضت الفكرة وكانت حابه قعدة البيت اوي وخصوصا لما بيكون موجود معاها ...
كان في شغله علي غير العادة ... كان نشاطه وحيويته اللي رجعوله فجاءة محط تسأل الجميع ... واكتر واحد كان ملاحظ التغير الكبير دا كان هيثم ... كان فرحان اوي ان صاحبه القديم رجع تاني بس في نفس الوقت كان حاسس ان تفكيره في الحالة اللي كان فيها الاول دي كان وراها مشكله والمشكلة دي متعلقة بالبيت عنده اتاكد منه اوي وخصوصا انه كان بيرفض يخرج معاه يوم اجازته زي ماكان متعود حتي لو كان هو مش عايز كان بينزله بالعافية ...
وفي يوم وهو قاعد في الشركة بيقلب ما بين الاوراق ... رفع سماعة التليفون ...
فادي : الو ... ايه هيثم ... كيفك ...
هيثم : اهلا ... الحمد الله كويس ... خير تآمرني بحاجة ...
فادي : هيثم بلاسئالة ... سيب كل شي هلا وتعال لعندي حالا...
هيثم : طب فهمني ... انا كدا قلقت ... في حاجة جديدة حصلت بخصوص مشروع المانيا ...
فادي : ما راح اقولك شي الا وانت هون قصادي ... يلا دقيقتين وتكون هون ...
قفل السكة ...
هيثم : ايه دا ... هو انا حسدك والا ايه ... يا خوفي ترجع ريما لعادتها القديمه ... اما اروح اشوف المجنون دا عايز ايه...
خرج بسرعة من مكتبه وفثواني كان قصاد فادي في المكتب ...
هيثم : خير اديني سيبت كل اللي ورايا وجيت ... خير في ايه ...
فادي : ومالك عم تحكيني هيك ... لا خليك عادي ... انت هلا بتحكي مع فادي صاحبك مو فادي المدير وصاحب هالشركة ...
هيثم : طب مادام كدا بقي .... استني ...
وراح فاكك الكرافيت وفتح الجاكيت ... لا قلعه وشمر القميص وقعد قصاده ومدد رجليه ... وفادي باصص عليه وميت من الضحك علي اللي بيعمله ... 
فادي " وهو لسة بيضحك " : اسمع انا بعرف ان واحد منا لازمن يسافر علي المانيا الشهر الجاي ليخلص الترتيبات النهائية للافتتاح ...
هيثم : ايه دا ... هو انت مش قلت اصحاب من شويه ... قلبت ليه مدير ومش عارف ايه ليه ...
فادي : هيثم لا ما قلبت او شي بس عايز منك خدمة ...
هيثم : اوعي تقولي رجعت في كلامك وتخليني انا اللي اسافر ... انت عارف انه من رابع المستحيلات ... انت عايز مراتي تقتلني ... دي هتولد الشهر الجاي ...
فادي : بعرف انك ما تقدر تسافر ... عارف هالشي منيح مانك محتاج تذكرني ...
هيثم : طب ما دام كدا ... آمر يا سيدي ... عايز ايه ...
فادي : بص انا عايزك تاخد بالك من الشركة وتكون مكاني لمدة اسبوعين ... ها ايه رائيك ...
هيثم " اتعدل في قعدته " : ايه شكلك ناوي علي اجازة ... صح...
فادي : ايه راح اخد اجازة اسبوعين ويمكن تلاتة لسة مش عارف...
هيثم " ميت من الضحك " : يعني اعمل فيك ايه ... بقالك سبع والا تمن سنين هنا في مصر ولسة مش عارف تتكلم مصري والا شامي ... لا وكلوا كوم ولما بتتكلم كلمتين مصري والباقي شامي ... بصراحة بتيقي مسخرة ... يعني لكدا لكدا بس بلاش وحياة الغالين عندك يا شيخ اللغبطة دي ... والله بعذر مراتك اكيد مش فاهمة منك حاجة ...
فادي : خلاص يا عمي ... المهم موافق او ...
هيثم : طبعا موافق ... بس قولي الاول هيا ايه الحكايه ... يعني ما شاء الله واديني بمسك الخشب اهو " وخبط علي المكتب " ... يعني شايفك اليومين دول زي ماتكون رجعت يجي عشر سنين لوراء وما شاء الله عندك باور مش موجودة عند شباب صغيرين ... ايه بتحب جديد والا ايه ... قول قول وما تخفش سرك في بير ...
فادي " وهو بيضحك عليه " : بتعرف هيثم انت الوحيد اللي ما بعرف اخبي عليك شو عم احس ... ايه عم احب جديد ومو حب لا اكتر ...
هيثم : يا نهارك ... ومراتك دانتوا لسة ماكملتوش سنه مع بعض ... سنة ... سنة ايه يا خرابي عليا وعلي مخي اللي عليه العوض فيه ... مانت صحيح ما بتحبهاش ...معلش يا خويا صاحبك الزهايمر عامل عمايله معاه ... وطبعا واخد الاجازة عشان الجو ... ماشي ياعم ربنا يسهلك ... بس هتقول ايه لمراتك ... اقولك قولها انك مسافر بخصوص الشغل ولو اتصلت انا هاكد عليك وماتخافش سرك في بير ياعم ... اه ناس ليها حظ وناس ليها كل تسع شهور عيل ... اه ياني ...
فادي خلاص هيموت من الضحك عليه وعلي كلامه وتعليقاته اللي ما بتخلصش ...
فادي : خلاص ... من اول الاسبوع الجاي راح تستلم مهام الوظيفة الجديدة لحد ما ارجع من السفر ...
هيثم : ايه دا انت هتاخدها وتسافر ...
فادي : ايه مش لساتك قايل اسافر ... خلاص راح اخدها ونسافر ... " وعجبته الفكرة وكمل فيها " ... وابعد عن هيدي اللي قعدالي بالبيت ما مخلياني عارف اتنفس ... عنجد خنقتني وما عدت قادر اتحملها بعد هيك ... بتعرف بشو عم افكر...
هيثم : ايه هتطلقها ...
فادي " وهو سايق في الموضوع " : ايه شو رائيك ... بركي ارتاح مو هيك ...
هيثم " وهو متفاجا بيه " : اه بس ... مش شايف انك تفكر شويه ... يمكن الموضوع بتاعك دا ما يمشيش ...
فادي : طب انا راح امشي هلا تروح احجز تذاكر السفر وبعدين راح ارجع عالبيت ارتاح شوي ويمكن اعدي عليك ... دا لو ما خرجت معها ...
وغمزله بعينه ... 
هيثم " وهو متنح " : اوك ...
خرج فادي وساب هيثم في المكتب وهو مسبهل من اللي سمعه ... كان طول الوقت بيهزر معاه ومفكرش ان الموضوع جد الا لما سمعه بيقول انه هيطلق جيني ... كان مستغرب ...
هيثم :  طب مادام هيطلقها ليه استني كل دا ... ليه ما طلقهاش من الاول ... يعني بقالهم تمن شهور مع بعض وبعدين يطلقها ... والله الراجل دا ما فاهم حاجة وشكله كدا مش هيجبها لبر ... وانا مالي خليني في اللي هتولد دي ... يلا هوجع دماغي ليه ... اللي بياكل علي درسه بينفع نفسه ... اما اقوم اشوف اللي ورايا... 

لم تكن خياري صيرت قراري  (you weren't my choice but became my destination )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن