الحلقة الاولي

824 13 1
                                    

في تراس شقتها الفاخرة والتي هي عبارة عن طابقين مفتوحين علي بعضهما ليكونا فيلا صغيرة في احدي عمارات مصر المحروسه المطله علي النيل الازرق الهادي باحدي الاحياء الهادئة بالقاهرة ... جلست لتستمتع بالجو المشمس الرائع ولتستدف باشعة الشمس الدافئة وهيا تحتسي فنجان النيسكافيه الدافئ مثلما هيا متعودة ان تفعل يوميا ...
تذكرت رحلتها الي مدينة الاقصر في اخر سنة لها بالمدرسة وتذكرت صديقتها ... فرح ... التي لم تكن تفارقها ابدا ... كيف كانت سعيده وهيا تلعب وتجري وتضحك ... كم كانت تملؤها الحيويه والنشاط ... لم تكن تكف عن الحركة ودائمت التحدي لفرح في هذا ...
فرح : اثبتي بقي خليني اعرف امسكك ...
..... : هههههه ... لا مش هتعرفي مهما تحاولي ...
فرح : كدا طيب ... استني وانتي تشوفي اللي هيجراليك اول ما امسكك ...
..... : طب يلا تعالي ... اديني وقفت اهو ... يلا وريني هتمسكيني ازاي ....
كانت تضحك وهيا تتذكر فرح صديقة عمرها من الطفوله وهيا تحاول الامساك بها ولا تستطيع ... فرح صديقتها التي كانت معها في كل شئ ... ولم يفترقا عن بعض ابدا ... الا وقت الجامعة عندما سافرت هيا للدراسة باميريكا وظلت فرح في القاهرة ... 
كانت تتامل المنظر امامها وهيا سارحة وسط بحر من الافكار لا ينتهي ... عادت بذاكرتها الي سنة فاتت لتتذكر نفسها بعد ان عادت من اميريكا بعد ان انهت دراستها التي استغرقت اربع سنوات من عمرها ... اربع سنوات لم تحس فيهم بطعم السعادة الا في اخر سنتين لتنتهي سعادتها بجرح اليم ... لتترك اميريكا وتعود للقاهرة ... لينتهي بها المطاف زوجة ... نعم زوجة لشخص تجهله ... كان هذا اليوم هو ذكري مرور سته اشهر علي زواجها الذي تم بعد معركة لم تكن في الحسبان ... زواج من شخص تجهله لم تراه الا يوم الحادث فقط ولا تكن له اي مشاعر ... لم تعلم عنه شئ غير اسمه "فادي خوري" والذي قيل لها فقط لتوافق علي الحل الذي اقترح عليها لتخرج من ازمتها ... وتخرجه معاها ...
رجعت بذاكرتها مرة اخري الي امريكا ... عندما كانت تعتقد انها تعيش السعادة التي تمنتها منذ نعومة اظافيرها ... تذكرت هذا البلد الغريب عليها ... استغربت كيف تحملت الحياة فيها لمدة اربع سنوات دون ان تشتكي او تمل وكم كانت السنة الثالثة هيا من احلي ايام حياتها هناك ... كانت السنة التي تعرفت فيها عليه ... لقد كان اللقاء غريب عن حق ...
فلاش باك
لقد كانت محملة بكتلة من الكتب وسائرة باتجاه السكشن الخاص بمحاضرتها ... لم تكن تستطيع ان تري ما امامها ... وهو كان قادما في الاتجاه المعاكس لها مسرعا حتي يلحق السكشن قبل دخول الدكتور ويمنعه من الدخول ... لم يكن يراها من تسرعه ليصطدما ببعضهما ويقعا علي الارض ... كانت تنظر اليه وتريد ان تصرخ عليه كاره فكرة انه اوقعها بما تحمله علي الارض ... لكن شيئا بداخلها منعها من ان تتكلم ... سكتت ولم تحتج او تبدي اي اعتراض عما حدث ... ثم قام هو وساعدها علي النهوض وساعدها ايضا في تجميع اشيائها وكتبها التي تبعثرت علي الارض ... ليرحل كلا منها في طريقه مودعا الاخر ببتسامة ... لم تكن تعرفه او رائته من قبل هذا اليوم ... لا تعرف اسمه او في اي عام دراسي هو...
مر ثلاث ايام من يوم التصادم ولم تصادفه خلالهم ولو لمرة ... كانت تبحث عنه في كل مكان تذهب اليه ولم تكن تجده ... نسيت الموضوع ورجعت لتركز في البحث المهم الذي ورائها ... يجب ان تنهيه قبل نهاية الاسبوع لتسلمه في الموعد المطلوب ... وفي احد الايام وهيا جالسة تطالع كتبها في المكتبة ... الا وتجد الواقف امامها مبتسما ... نظرت اليه ولم تصدق عيناها ... هل هو صحيح امامها بعد ان ظلت تبحث عنه دون ادني فائدة ...
.... : هاي ....
.... : هاي ....
.... : سوري مالحقتش اعتذرلك عن اللي حصل مني يوم ما ... يوم ما اتخبطنا في بعضنا ووقعنا علي الارض ...
كانت تنظر اليه دون ان تتكلم ...
.... : سوري مرة تانيه شكلي كدا قاطعتك وباين انك مشغولة اوي ... شكله بحث مهم ...
..... : ايوة ... بس عادي ... سوري اتفضل اقعد ... واقف ليه...
..... : اه نسيت اعرفك بنفسي ... انا " ستيف مارتن " في السنة النهائية ... وانتي ...
..... : انا " جيني المالكي " في السنة الثالثة ... So that is why I didn’t see you before...
ستيف : بس بجد اليوم دا بعد ما خبطت فيكي ... عارفة كل اللي حصلي بعديها كان حلو بدرجة مش معقولة عشان كدا I looking for you ... لحد ما عرفت انك هنا ... فجيت عشان اشوفك ...
جيني : ايه دا بجد ... طب خير في حاجة مهمه ...
ستيف : لا مش مهمه بس حسيت اني لازم اشوفك ... لو متضايقة ... خلاص اقوم امشي ...
جيني : لا لا ... خليك ... انا مش متضايقة خالص ...
ستيف : خلاص لو كدا ... اوك ...
قعدوا واتكلموا مع بعض ومرت ساعات عليهم من غير ما يحسوا بيها ... بس اللي كانوا حاسين بيه هو سعادة غريبه مش عارفين سببها ...
نهاية الفلاش باك
فاقت علي اللي بينادي عليها وقالب الشقه عليها لحد ما دخل التراس وشافها قاعدة ...
.... : صباحو جيني ... وينك عم افتش البيت كله عليكي وانتي هون ومانك هون ... شو ما سمعتني وانا عم نادي عليكي...
جيني " بصتله باستغراب " : good morning الاول ... اخيرا صحيت ...
.... : شو هيدا ... في زوجة تقابل زوجها هيك علي الصبح ...
جيني : فادي ... Are you kidding me or what ... يعني مش انت اللي داخل مش مديني فرصة اتكلم ... يبقي المفروض تقول الكلام دا لنفسك مش ليا...
فادي : طب خلاص سوري ... عنجد اسف ... بس ليش ما صحتيني مادامتك زعلانة اني ضلتني نايم لهلا...
جيني : زعلانة  لا طبعا ... مين اللي قال كدا ... وبعدين اصحيك ازاي وانت نايم الصبح ... مش ينفع وانت مش كنت هتقوم اصلا ...
فادي " باستغراب " : الصبح ... شو هيدا يعني عايزة تفهميني انك كنتي صاحية وعم تمثلي علي انك نايمة
جيني " بعد ما اتفاجات بكلامه " : لا ... لا ... انا كنت نايمة بس الدوشة اللي بتعملها وانت داخل تنام هيا اللي صحتني ... عشان كدا عرفت انت وصلت امتي من وقت خرجت امبارح المغرب ...
فادي : شو يعني زعلانة من هيك ... خلاص يا ستي ... انا بعتذرلك ...
وقام وباس راسها ...
جيني : ومين قالك اني زعلانة ... انا مش زعلانة لان انا عارفة ان وجودي في حياتك مش فارق خالص و مش بتعملي حساب كمان ... As I am invisible in your life...
بس الغريبة انها كانت مستغربه اللي عمله وبتداري ...
فادي " مستغرب من كلامها معاه " : يا سلام ... يعني بدك اياني افهم ان انا اللي فارق معكي ويا سلام عاملالي شي الف حساب ...
وابتديت نبرة صوته تتغير ويكون فيها لهجة تهديد ...
فادي : جيني ... ما تتضحكي عحالك ولا علي ... نحنا الاتنين عارفين منيح اننا مو فارقين في حياة بعضنا ومو طايقين بعضنا كمان ...
والغريبة ان هو كان حاسس بمرارة وهو بيقولها الكلام دا بس مش عارف ليه ... 
جيني " وهيا متغاظة منه ومش عارفة ليه وخلاص هتعيط وماسكة نفسها بالعافية " : خلاص ... اذا زي مانت بتقول خلاص الحل بسيط وهيريحنا احنا الاتنين ...
فادي : وشو هو الحل ان شاء الله ...
جيني : فادي ، Why we didn’t get divorce  ...
فادي تنحلها اول ما سمع منها انهم يطلقوا ... حس الدنيا بتلف بيه ومش مستوعب ولا عايز يستوعب اللي قالته ...
فادي : شو اطلقها ... طب كيف ... ما راح اقدر ... وكيف ... كيف هيا تفكر هيك تفكير ... ايه اكيد اهلها وحشوها ... بعذرها ... ماهو من ساعة ما تزوجنا وهما مقاطعينها ... لا لا ... منو هيدا السبب ... اكيد في شي تاني اللي خلاها تطلب ها الطلب هلا ولساتنا ما كملنا سنة ...
ضميره : فادي فيق ... شو يا خيي انت مفكر حالك مجوز  عنجد ... انا وانت بنعرف كيف وامتين تم هالزواج وليش ... يعني ما تعيشه للدور وهيا معها حق ... ما تتضحك علي حالك ... بيكفي لحد هلا قبل ما تصير مشاكل ما تقدر عليها ...
فادي : لا لا ... مابقدر ... صدقني مابقدر ...
ضميره : طب ليش ...
فادي : صدقني ما بعرف ليش ... بس لا حتي لو صممت هيا ماراح اتركها ...
جيني : فادي ، هاي مش سمعتني ... ما بتردش ليه ...
فادي : ايه ... لا مافي ... شو كنتي عم تقولي ...
جيني : ايه مش سمعتني ... كنت بقولك ليه مش get divorce ... ونخلص من الحكايه دي ...
فادي " بيتهرب من الاجابة " : جيني بلاه هالكلام عالصبح وياريت تحضريلي شي تاكلة احسن ...
جيني " وهيا حاسه انه بيتهرب من الاجابة و مش فاهمه السبب  " : حاضر ... " وقامت من مكانها " ... ماهي دي الحاجة الوحيدة اللي انت شاطر فيها ... هروح اشوف " سعاد " ونحضرلك الغداء ...
فادي : شو غداء ... كيف وانا لساتني ما فطرت ...
جيني " وهيا بتضحك عليه " : فادي ... دا وقت غداء ... عن اذنك ...
سابته وخرجت وهيا مش مصدقة انها قالتله اللي بقالها كتير بتفكر فيه ...
جيني : ايوة دا الحل الوحيد اللي هيريحنا احنا الاتنين من الجوازة اللي محسوبه علينا دي ... يعني لا انا بحبه ولا هو بيحبني ... ست شهور عايشين مع بعض زي الاغراب عمرنا ماقربنا من بعض ... ست شهور عذاب وخناق مستمر ... ايوة هو دا الحل اللي هيرحمني من الحياة الغريبة اللي انا عيشاها دي ... الحياة اللي اجبروني عليها ومحدش فاهمني حتي اهلي ... بعدوا عني ومايعرفوش عني حاجة من ست شهور ... وقعت في مشكله وكان حلها الوحيد ان اتجوزوه ... وخرجت من مشكله ووقعت في مصيبة ...
ضميرها : بس ماتنكريش انه حنين ...
جيني : ايوة هو صحيح عنده حاجات حلوة كتيرة ... كفايه انه بيضحكني من غير ما يقصد ...
ضميرها : بس ليه كنت متضايقة وانتي بتقترحي عليه الطلاق ...
جيني : مش عارفة ... بس برضوا هصمم عليه ...
ضميرها : طب مش شايفه انه اتهرب منك وغير الموضوع ...
جيني : انا خلاص مابقاتش فاهمة حاجة ... حاسة ان الموضوع دا مش هينتهي خالص ... وهفضل في العذاب دا طول عمري ...
ضميرها : بذمتك دا عذاب برضوا ...
جيني : What did you mean ...
ضميرها : اصبري وانتي هتعرفي لوحدك....
جيني : يوه خلاص انا هروح اعمله الاكل ...
ضميرها : ياسلام ... وتقوليلي مش عارفة ايه ... روحي روحي ...
في التراس
كان قاعد في التراس بعد ما جيني سابته وخرجت ... كان سرحان مع منظر النيل وبيفكر في الكلمة اللي قالتهاله ومش عارف ينساها ... الكلمة كانت بتتردد فباله زي اللي مشغل كاسيت والشريط سف جواه ...
Why we didn’t get divorce” ... “Why we didn’t get divorce ... 
فادي : كيف قدرتي تقوليها ... معقول ما عم تحسي خالص ... كيف جاتلك هالجراءة انك تخرجيها بعلو صوتك تتسمعيني اياها ... كنت بشوفها في عيونك وقت نكون عم نتشارع علي اي شي ... كنت بلمحها في كل شي عم تعمليه تتوصليها الي ... بس كيف فيني انفذلك هالطلب ... ما بقدر اطلبي اي شي وراح البيه الا هيدا ... ما بنكر اني الاول ما كنت طايق هالفكرة واني في يوم وليلة بصير متجوز من واحدة مابعرفها ولا شوفتها بحياتي غير مرة واحدة.... جوازنا كان انقاذ لالينا نحنا الاتنين ... بس بعد ما عيشت معاكي وشفيتك وانتي عم تبكي كل يوم بسبب بعدك عن اهلك وبعدهم عنك وانا صاير عم اقرب وما فيني ابعد ...
ضميره : شو هيدا فادي ... هيك انت عم تحبها ...
فادي : لا لا ... بس مو عارف ليش وقت سمعتها وهيا عم تنطقها للكلمة وانا عم احس حالي مخنوق ومو طايق نفسي ...
ضميره : طب ليش ما عم تقدر تنفذلها طلبها وهو الحل اللي راح يريحكم اتنيناتكن من هالوضع ...
فادي : شو ... يمكن راح يريحها هيا لانها متل ما قلت مو فارق معاها وجودي من عدمه ... لكن انا ما راح ارتاح ...
ضميره : تقصد ايه ...
فادي : ما بعرف بس اتعودت عليها يا خيي ... اتعودت علي حكيها ... ضحكتها اللي عم تطلع علي اشيا ما بتستاهل ... اتعودت علي بكاها اللي عم تحاول تداريه عني ... بس كنت عم احس بيه مابعرف كيف ... بحسني معاها متل الطفل اللي مع امه تتاخد بالها منه وترعاه ... يا عمي انا كنت بحس بيها وهيا جايه باليل تتطمن علي وتشوفني نمت والا لسانتي برا... لهيك لما قالتلي كيف تصحيني وانا نايم الصبح ... تعرف شو ... كنت عم احس بسعادة غريبة وفكرتها بتعترفلي انها بتضل صاحية حتي ارجع ... لكن من الواضح اني ماني علي بالها بالمرة ولا حتي شاغل اي حيز من تفكيرها ... طب علي القليلة تعطي نفسها فرصة تتفكر ليش انا عم اتحمل كل عمايلها هيدي وطريقتها اللي ما بيتحملها بشر ...
ضميره : ما يمكن هيا مانها هيك حقيقتها ...
فادي : بعرف ولهيك متحملها لاني بعرف هيدي العمايل عم تعملها تتكرهني فيها ...
ضميره : شو شو عم تقول ... يعني انت هيك بتحبها وبتكابر ...
فادي : ايه بحبها وما بعرف ليش ما عم تفهم ... ولا عم تحس ...
ضميره : يمكن لانك عم تتهرب ...
فادي : ايه بهرب متل ما بهرب كل يوم ... حتي ايام الاجازات عم اتهرب حتي ما اضلني معها وهيا عم تاكدلي كل يوم اني مو فارق معها ... بتعرف بشو عم احس وانا عم اطلع بعيونها وعم احس بهيك احساس منها ...
ضميره : فادي ما تظلمها واعطيها شي فرصة ... وما تنسي انك اللي مخليها تفكر فيك انك مانك مضبوط...
فادي : ايه بعرف بخرج كل يوم وما برجع الا وش الصبح ... وهيا مفكراني عم بلعب بديلي متل ما بيقولوا ... واني مقضيها حريم وليالي حمراء وهيك اشيا ... وانت بتعرف اني بخرج من هون وبضلي ماشي  لحد ما الصبح يطلع ... اصلي وارجع تنام ... كل يوم علي هالحال من بعد الشغل وحتي ايام الاجازات ...
ضميره : طب شو بدك اياها تفكر وانت ما بتحاول تحكيها وتعرفها شو عم تعمل ... الصبية لهلا ما بتعرف عنك شي غير اسمك واللي شايفاه منك طول ست شهور ... مابيصير يا خيي ...
فادي : صدقني حاولت وهيا ما معطياني فرصة تاحكي معها ... متل ما بتشوف ...
ضميره : بس برضوا انت السبب ...
فادي : كيف يعني ...
ضميره : يعني البنت كانت في ديقة وانت انقذتها وبدل ما تتشكرك وتحس انك متعاطف معها ... حسيستها انك مصدق الحكي اللي اتحكي عنها ...
فادي : لا ما صدقت ...
ضميره : بس هيا هيك مفكرة ... ومستغربه ليش ما عم تنفصل عنها في نفس الوقت ...
فادي : ايه ما تفكرني بهاليوم ... عنجد بدي امحيه من ذاكرتي للابد ...
ضميره "بمكر" : تمحيه كله ...
فادي : شو يا خبيث ... لا مو كله يعني ... بس ضلي فاكر الجزء الخاص فيها ... هيك ارتحت ...
ضميره : وتقلي ما بتحبها ... اعرف حالك الاول وبعديها تعالي تنحكي ... سلام ...
فادي : ايه سلام جننتني ...
فاق علي اللي قاعدة قصاده وبصاله وميته من الضحك عليه ...

لم تكن خياري صيرت قراري  (you weren't my choice but became my destination )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن