لم تكن رحله عاديه كانت مفترق طري بالنسبه لمحمود وحياته فيما بعد تخلي فيها محمود عن ما تبقي من وزاعه الديني استحل الخمر والرقص
كارولين :انا سعيده جدا انك معي الان محمود انا احبك
كان محمود مخمورا وقد اثر الخمر علي عقله فهو غير معتاد الشرب
محمود :انا متزوج واحب نور كثيرا لكنها ان راتني هكذا لن تقبل بي ثم اخذ بالبكاء واكمل نور ملاك لا يحب الوقوع في الخطأ لا يمكن ان تقبل بي بعد.ذلك اشعر انني اخسرها
كانت كارولين تستمع اليه بحقد وقد اشعلت نيران الغيره قلبها ولكن حسنا لقد علمت الان كيف نجعل تلك المدعوه نور تبعد عن طريقها للابد
كارولين :حسنا محمود الان لنذهب حتي لاتتاخر علي صديقك
اخذت كارولين محمود الي شقته ساعدته في تبديل ملابسه بعد وضعته تحت الماء في محاوله منها لافاقته
احضرت له كوبا من القهوه بدأ محمود بارتشافه وكان عقله يعود اليه تدريجيا ولكنه كان يتخبط كانت كارولين تحادثه ولا يستمع اليها بل كان يسمع لصوته عقله الباطن :ازاي عملت كده ازاي اوصل للمرحله ادي انا الشيخ محمود الحافظ للقرآن اشرب واوصل لدرجه السكر هو انا ضعت للدرجه ازاي هاقدر ابص بعد كده في عين امي وعيون نور ازاي
كارولين :محمود هل تسمعني يبدو انك لم تستفيق بعد
محمود:لا انا اسمعك لابد ان اذهب الان فيمعاد طائره هيثم قد اقترب
كارولين حسنا ساوصلك للمطار
محمود:لا ساخذ سياره اجره اذهبي انتي الي بيتك واستريحي
كارولين :حسنا ولكن امتاكد انك بخير
محمود :انا بخير كارولين لا تقلقي
اومأت كارولين براسها لمحمود وذهبت كما ذهب هو لمقابله صديقه الذي طال غياله عنه فلم تكن تلك فتره هينه في حياته
التقي هيثم بمحمود وكان لقاءهما حرا للغايه استطاع هيثم ان يري بوضوع التغيير الذي طرأ علي محمود وان حاول هو اخفاء ذلك وكذلك هيثم كان قد اطلق لحيته وظهرت عليه علامات الالتزام
ظل هيثم بتحدث كثيرا عن سعاده والديه برجوعه وكيف كان يحادثهم عن محمود الذي انار له الطريق
تحدث عن والداته واصرارها علي ان تختار له زوجه من ابناء قريته وكيف استطاعت ان تقنعه لتاجيل سفره مرارا وتكرارا حتي وجد الزوجه المناسبه وتم عقد قرانهم
محمود :مبارك يا اخي انا سعيد للغايه لاجلك اتمني من الله ان يوفقك في ماهو قادم
هيثم :ماذا بك يا محمود لا اظن انك بخير
محمود :لا اعلم اظن انني تائه لم اعد اعلم ماذا اريد
هيثم :تعلم اخبرت امي بك دوما ما تدعو لك واوصتني بك كثيرا
ابتسم محمود:بارك الله لك فيها ورزقك برها وماذا عن زوجتك متي ستقيم عرسك
هيثم :احتاج الي شراء شقه جديده وافتتاح مكتب المحاماه الخاص بي وبعدها ستاتي الي هنا سوف اقيم حفل صغير بحضور الاصدقاء
محمود :وفقك الله ياصديقي ساتركك لترتاح قليلا من السفر ولحديثنا بقيه
ابتسم هيثم :حسنا ساصلي العشاء ثم اخلد للنوم
محمود وقد طاطا راسه انا ساخرج لبعض الوقت اراك غدآخرج محمود وترك هيثم في حيرته ماذا حل بصاحبه لم يكن الشيخ محمود الذي راه اول مره كيف تغير كل هذا التغيير في تلك الفتره نعم لقد راي انه بدأ يتغير قبل سفره ولكن علي ما اظن ان لديه مشاكل ما واتمني ان تمر مرور الكرام ويعيد محمود بحيوته وبهجته
خرج محمود هائما علي وجهه اخذ يسير في شوارع باريس لم يكن يعلم اي وجهه سياخدها ولكنه شعر بالضياع كيف ترك نفسه ليصل لتلك الحال هل يستحق الامر كل هذا .
عاد في ساعات الصباح الباكره ليرتمي بملابسه علي فراشه ويستيقظ بعدها بسويعات قليله علي صوت هاتفه التقط الهاتف كانت كارولين هي المتصله
محمود :الوو
كارولين :صباح الخير محمود لدي خبر سار لك
محمود بخمول :ماذا هناك
كارولين بسعاده :بحثك الاخير اختير كافضل بحث في فرنسا هذا الشهر
محمود ومازال البرود مسيطر عليه:نعم انه شئ جيد
كارولين :الا تعلم ما معني ذلك
محمود:لا لا اعلم ما معني ذلك
كارولين:سوف تقوم اداره البعثه بتمويل بحثك مع اعطائك الحق باختيار فريقك كاملا ومن الممكن ان تمد فتره بعثتك ايضا
محمود وقد عاد اليه الطموح من جديد:حسنا كارولين انا للتو استيقظت من نومي ساتناول قهوتي وساذهب للمستشفي اتمني ان اقابلك هناك
كاولين:بالتاكيد محمود ساسبقك وداعآاغلق محمود الخط وعاد تفكيره لما سوف يفعله خلال الوقت المتبقي من بعثته ورسم احلامه من جديد
اتجه ناحيه غرفه هيثم ليجدها فارغه يبدو انه قد غادر مبكرا
ذهب للمستشفي ليجد استاذته قبل زملائه يهنئونه بهذا الانجاز العظيم فلم يسبق ان نال تلك المكانه طبيبا متدربا بل وفي مثل سنه كان شعور الفخر يحيطه حتي وجد كارولين تحتضنه بسعاده :انا سعيده لاجلك محمود وفخوره بك كثيرا البروفسير بانتظارك
لم يبد محمود اعتراضا من احتضانها بل لقد بادلها الحضن ليشعر هو بالراحه وتشعر هي بالانتصار
ذهب لمكتب البروفسير
البروفسير :اهلا دكتور بسيوني تفضل
محمود:اهلا بروفسير انا سعيد لرؤيتك
البروفسير :انا السعيد هنا يبدو ان رهاني عليك لن يسقط ابدا ستكون خليفتي محمود ستكون وريثي في كل شئ
محمود بعدم فهم :ماذا تقصد بكل شئ بروفسير
البروفسير :انا قررت التقاعد سحيا ما تبقي لي من حياتي في راحه بعيدا عن المسئوليات ولكن ستفهم كل شئ في اوانه والان انا ادعوك الي حفله صغيره تجمعنا انا وانت وكاورلين ابنتي لنحتفل معا بانجازك الرائع
محمود :بالتاكيد بروفسير انا سعيد ولي الفخر باني تليمذك واتمني ان اظل دوما عند حسن ظنك
البروفسير :اذن نتقابل في الثامنه مساءا
محمود:بالتاكيد سيدي ساكون متواجدا قبل الموعدغادر محمود مكتب البروفسير وقد تناسي تلك الافكار التي راوضته مساءا عن ما الت اليه احواله فاليوم هو في افضل حال وسيكون كذلك غدا وقريبا سيكون حديث الصحف في مصر وفرنسا ظل يحلم وقد كتبت الصحافه بالبنط العريض النابغه المصري محمود البسيوني يحصد وسام الطب الاول في فرنسا .
أنت تقرأ
نوري رغم الضياع
Ficção Geralقصه شاب من الالتزام الي الانحراف وحبه الصادق الذي ساعده علي العوده