ما ان فتحت كارولين الباب حتي وجدت شخصا امامها كانت هيهتها وملابسها وهيئه محمود وملابسه تجعل من يراهم يظن بهم الظنون انتفض محمود لرؤيه هيثم
محمود :هيثم تفضل
هيثم وقد نكس راسه للاسفل :لا لاداعي لذلك لقد جئت لابشرك اني رزقت بمولود وقد اسميته محمود واردت ان تكون اول من يعرف الخبر
محمود وقد ازداد خجلا :مبارك يا أخي انا سآتي معك
هيثم لا داعي لذلك فانا اري ان لديك صحبه
نظرت اليه كارولين باشمئزاز ولم تعلق وتركتهم وذهبت
محمود :لم يحدث شئ يا هيثم اقسم لك
هيثم وهو ينظر الي زجاجات الخمر الفارغه:اريدك ان تستعيد صديقي القديم بالله عليك اعده لي
ترك هيثم صديقه وذهب
اما عن محمود لم تكن تحمله قدماه كان يحادث نفسه :انا عملت في نفسي ايه انا وصلت لهنا ازاي انا ضعت لا بس انا مش هكمل انا هارجع مش هينفع اكمل في السكه دي يارب اعيني يا معين اعيني يارب
كان يصرخ بعلو صوت كانت كلماته تخرج من اعماق فؤاده لتمزق السكون والظلام بداخله
امسك محمود بزجاجات الخمر واخرجها خارج الشقه حيث موضع القمامه واخذ ينظف ويطهر مكانها ثم ذهب الي الحمام حيث اغتسل وتوضأ وامسك سجاده صلاته التي نسيها منذ فتره طويله صلي صلاه العائد التائب بكي كما لم يبكي من قبل بكي حتي تعب وانتفخت عيناه اخذ يردد يارب ردني اليك ردآ جميلا يارب اني العاصي والضال اهدني وارشدني وتب علي اللهم تب علي لاتوب يارب لا تتركني علي ضلالاتي يارب اقبل توبي طالت صلاته وطال سجوده وبكاءه بدأ ينجاي ربه ويحادثه
ما ان انهي الصلاه حتي امسك نسختها من القرآن فتحتها فوجد سوره الزمر(قلّ ياعبادي الذين أسرَفو على أنّفُسهم لا تَقنطو منّ رحمةِ اللّه إن اللّه يغفرُ الذنوبَ جميعا إنهُ هوَ الغفور الرحيمّ )
لم يتمالك نفسه من البكاء مجددا واخذ يدعو ربه ويناجيه كانت لحظات صدق خرجت من قلبه واضاءت عتمه طريقه
ظل محمود علي هذا الحال اياما لم يخرج من شقته ولم يعرف ما كان يدور بالخارج لم يهتم لامر المستشفي ولم يهتم لامر مستقبله كان كل همه امر توبته ارادها توبه نصوحه
رغم غيابه عن المستشفي لم يحادثه احدا من زملائه فقد اصدرت كارولين امرا بفصله من المستشفي لم يكن محمود يعلم ذلك وان علم فلن يكن يباليفي مصر
كانت اسراء تجلس وتبكي والداتها فحالتها الصحيه في تدهور مستمر وحالتها النفسيه ايضا
نور:استهدي بالله كده يا اسراء ماما عايزاكي قويه جنبها مينفعش الي بتعمليه ده
اسراء :مش قادره يا نور مش قادره استحمل وانا بشوفها كل يوم في وضع اسوء من قبله صحتها بتتدهور والكيماوي دمرها مبقاش موجود من ماما غير اسمها
نور:خلي ثقتك بالله قويه مينفعش كده ولا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك امرا ادعيلها كتير الدعاء بيغير الاقدار
اسراء:الدكاتره فقدو الامل خلاص وانتي دمتوره وعارفه وشايفه وضعها بقي ازاي وغير كده حالتها النفسيه متاثره جدا بموضوع محمود
نور:والله يا اسراء انا شايفه انه غلط الي انتي ومامتك عملتوه ده بدل ما تحاولو معاه وترجعوه تقطعوه وتسيبوه لشيطانه يفعل به ما يريد المفروض كنتي نصحتيه مره واتنين وعشره مش تسيبوه كده وبعدين ازاي تخبو عنه مرض والداته كان لازم يعرف وساعتها يبقي هو حر حب يجي ويبوس ايديها ويقف جنبكم يبقي بارك الله فيه اختار طريقه الي ماشي فيه يبقي اختياره وبارادته حتي ياستي ميجيش بعد كده ويلوم عليكي لو لا قدر الله ماما حصلها حاجه
اسراء:انا عارفه انك عندك حق في كل الي قولتيه ده بس ماما وقتها كان اعصابها تعبانه وكانت لسه في بدايه العلاج ومحبتش اناقشها او اضغط عليها وهي لما وصتني مكلمهوش مقدرتش اقولها لا
نور:انا معرفش الوصيه دي تجوز ولا لا لان لاطاعه لمخلوق في معصيه الخالق وزي ما ربنا وصي ببر والداتك امرنا كمان بصله الرحم واخوكي ده اقرب رحمك مينفعش تقطعيه لازم يا اسراء تراجعي حساباتك مع اخوكي وحاولي مع ماما تسامحه يمكن دعوه منها ترجعه عن الي هو فيه ده وتصلح حاله
اسراء:تصدقي انا عمري ما فكرت فيها كده بس انتي ازاي سيباني الفتره دي كلها ومقولتيش موضوع قطع الارحام ده
نور:بصراحه يا اسراء انا لسه بتخنق لما تيجي سيره محمود حاسه اني مش قادره اتخطي الماضي وبحاول مجبش سيرته عشان مرجعش وافكر فيه واكملت ببكاء انا كل يوم بدعي ربنا ينزع حبه من قلبي وتكيد ربنا كاتبلي الخير انا واثقه في حكمته
اسراء وهي تحتضنها:اكيد يا حبيبتي ان شاء الله مش هتشوفي غير كل خير يلا بقي ندخل لماما زمانها فاقت
نور:يلا بينافي فرنسا
كان محمود مازال بشقته مر اسبوعا علي عزلته لم يجد حتي من يلاحظ غيابه لم يفكر كثيرا بامر البشر فقد كانت خلوته مع رب البشر خلوه قضاها في الصلاه وقراءه القران حتي قطع خلوته صوت رنين هاتفه التقط هاتفه ليجد ان المتصل هو هيثم ابتسم ابتسامه حانيه فبالرغم من كل ظنونه به لم يفقد به الامل ولم ييأس في المحاوله معه
محمود:السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
هيثم :وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته كيف حالك اخي
محمود:انا بخير الحمد لله كيف حالك انت وكيف حال مولودك الصغير
هيثم:بخير حال الحمد لله اتصل بك بخصوص محمود الصغير فقد قررت ان اقيم عقيقته بالغد وادعوك ان تكون متواجدا سوف يحضرها بعض الاهل والاصدقاء اتمني ان تجد وقتا لتكون بجانبي فلن اغفر لك عدم وجودك معي في العرس
محمود:انا اسف لذلك ولكن صدقني يا صديقي لقد فعلت اشياء كثيره لاندم عليها في الماضي اتمني ان تسامحني وان شاء الله ساكون اول الحضور
هيثم :انا اسامحك بالتاكيد يا محمود لا تنسي انك اخي وشيخي وساظل ادين اك بالفضل ماحييت
محمود ببكاء :لكني لم اعد اصلح لان اكون صديقك وشيخك يا هيثم
هيثم:
كل ابن آدم خطاء ، وخير الخطائين التوابون ...مـن منا مـن لم يُذنب أو يـقترف خطأ ، لـذا أمرنا الله عـز وجل أن نـستغفره ونكثر مـن الإ ستغفار، وقـد أخـبـرنـا رسـولنا خاتم الأنبياء والرسل صلى الله عليه وسلم ، بـأنه لـو لم نـذنب ونستغفر الله لذهـب الله بنا ولجاء بـقـوم يـذنـبـون ويـستغفرون الله فيغـفـر لهم ..
الست انت من كنت تخبرني بذلك المهم اعتقد ان لنا حديث طويل سويا ولكن لنتقابل اولا
محمود:ان شاء الله ولكن لا تنسي ان ترسل لي عنوانك بالتفصيل فانا لا اعرفه وغدا في الصباح الباكر ساكون بجوارك
هيثم:وانا انتظرك يا شيخي السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
محمود :وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته.
أنت تقرأ
نوري رغم الضياع
Ficción Generalقصه شاب من الالتزام الي الانحراف وحبه الصادق الذي ساعده علي العوده