الفصل الحادي عشر مِنْ رِواية ( صهيـل الجياد).
***
" الألـم والحُزن وجهان لعُمـلة واحدة وهيَّ التعاسـة".
صُوت ضحكاتها الخبيثة، لم تُزيدهُ إلا ألمًا، وبعض الكُرهَ لها، تنهد وهُو ينظُر إليها بجفاء بدُون معالم مُحددة في وجههُ، ينُظر إليها ببروُد، ليس الأمر مُضحك لما تقصد بهِ، هُو ليس سعيد!
خرج من الغُرفة يسبقها، وخاطرهُ يسرِقهُ من حاضرِهُ إلى نقطـة لم يرغب بتذكِرهُا.
قـبل سنـتين.
كانت رأس السنة الميلاديـة، وكان زين قد وعدها بالذهاب معها وقضاء اليوم في الحفلة والتي تمَّ دعوتهُم جميعًا، ولكن كِبار العائلة لم يرغبوُا بالذهاب، لذلك قصدت المكان بِمُفردها تلك الليلة .. على أمل أن يُهاتفها زين ويخبرها بأنهُ وصل!
كان المكان مليء بالأشخاص الهامة والتي تعرفه بعضهم، ولكن ليس لديها علاقة صداقة تجمعهم مع أي أحد منهُم، ظلت وحيدة طوال الليل وعينيها على ساعة معصمها، قارب على إنتهاء العام نصف ساعة، وهاتف زين مُغلق
لتشعُر بالغضب يتخلل جسدها وتستشيط من فعلتهُ تلك، لتذهب بإتجاه الطاولة التي بها المشرُوبات وتأخُذ كأس، كان حارقًا عليها ولكن كانت تُريد أن تشغل نفسها، ولكن لمحت شخص يرتدي قِناع يخفي وجههُ بهِ يقترب منها، ظنت من البداية بأنهُ زين ..ولكنهُ لم يكن هُو، كان شخص أخر لاتعرِفهُ، حليق الذقن، شعرهُ الأسود الناعم، لم تستطيع رؤية ملامحهُ بل عينيهِ التي شعرت بأنها رأتها قبلاً، كانت رائحة عطرهُ جميلة جعلتها تبتسـم وهي تضحك بتلقائية بنعومة، شعرت بمشاعر هائجة، تجعلها
تُريد الأحتفال والرقص، أصبح ذلك الشخص على مقربة منها، وهي فقط تُطالعهُ بملامح مخمُورة، حتى أقترب منها مُقترحًا بهدوء:
- إيـهِ رائيك نطلع فوُق القصر ونِشُوف الأحتفال والألعاب النارية بَشكل أوضح؟
ستكُون غبية وإن وافقت بتلك السهولة، ولكنها لوهلة واحدة تذكرت بأن زين وعدها بالمجِيء ولكن لم يظهر حتى الآن أو يهاتفها بأنهُ قادم أو حتى يُجيب على رسائلها، لتُوافق بتهُـور دُون أن تأخُذ وقت لتفكر عن ذلك الشخص، ولكنها لم تشعر منهُ بأي مشاعر خُوف، او قلق، كانت تشعر ببعض الطمأنينة.
أمسك بيديها وجعلها تُرافقهُ إلى خارج المكان، صعدت إلى سلالم عاليّة، وقلبها يخفق بجُنون، كانت ظُلمة السماء الصافية شيءِ ناعم ولطيف على رُوحها الصغيرة، أقتربت من الأسُور بهدوء والهُواء الرطِب والنقي يتخلل رئتيها بدفيء
ليقف بجِوُارها ينظُر إليها من آن لآخـر، حتى سمعت أصوت الآخرين، يهتفُو بأعداد أخر ثواني بذلك العام، كانت تنظُر للسماء بأعُين هائمة، لاتعلم ماذا سيحل بها بالعام الجديد ولكنها تعلم بأنهُ سيكُون أفضل من ذي قبلثوانٍ مرَت مع ذلك الشخص الغريب، شعُور بأن الرياح تحتضنها بجِنُون وتأخذها بعناق جميلة وهاديءِ جعلها تترك نفسها حتى شعر ذلك الشخص بالقلق عليها ليقترب منها لتسقط في حضنهُ، كانت تضحك بجِنُون مما زاد من قلقهُ، هتفت بنبرة ثملة:
- أنا معرفكشِ، بس أنت أكيد عارف زين الجياد؟
صمت ولم يُجيبها، لتردف بحُزن وملامحها تتغير إلى ضجر:
- وعدني أنهُ جاي، بس بقى يخلف بوعدهُ كتير، كتير لدرجة إني مبقتش أستحمل .. لو مكاني هتستحمل؟
أجاب بهدوء وصوتهُ الرخيم:
- لُو بحب هستحمل ومش هشتكي، بَس أنت بتشتكي، أكيد محبتهُوش!
لتَمُط شفتيها بتفكير قائلة:
- صح!، ممكن فعلاً مش بحـبهُ.
ونطقت آخر كلمة بهدُوء وسكُون، زادت آثار الثمالة عليها، لتتمسك بذراعى ذلك الشخص بشدة وعينيهِ تنظُران إليها بِكُل هدُوءِ ومشاعر آخُرى لم تفهمها، وطرأ بعقلها أشياء كثيرة مُتهورة، أقتربت منهُ ... حتى كانت تشعُر بأنفاسهُ على وجهها..
أنت تقرأ
صهَيِّل الجِيَّادِ.✅
Romance#براثن_الذئب٢ المُقدِمة ______ " بلا قاعدِة واحِدة تنُص لي بأن أحمِّلُ أسِمك أعلنتُ العِصيان حِينْ وعيتُ و وأدِركتُ بأنني كُنت سجِينة قصرك المِلعُونْ.. ولذلك تحررِتُ! ". " عيـناك سراً لازِلتُ أجهِّل فك شفرِتها أنتِ وإن كُنت قريبة مني أشتِاقُ إليك أ...