الفصل الثالث .. رِوُاية صهيل الجياد
***
نـظرت حنان إلى يزيد بصدمة شديدة، لتنظُر إلى عمران لهُ ليفعل أي شيءِ، تُوترت سديم من ملامِح والدتها المتحجرَة، ليتتوتَر قائِلة:
- هُو فيِ حاجة؟
قالت حنان برفضِ تام:
- لأ، لأن الأستاذ يزيد وابنه مِش مُرحبين هِنا.
هتفت سديم بغضب:
- إيه اللي إنتِ بتقوليه ده ياماما؟
لتمِسك حنان بيد إبنتها بقسوة وتأمُر نغم بأن تَأخُذ أختها للأعلى، ولكن سديم ترفُض الإنصياع لأوامِرها، لتتحدث حنان بغضبِ شديد:
- أتفضلي أطلعي أوضتك دلوقتي! حـالًا.
ثُم نظرت إلى يزيد تبتسـم بغضبَ قائِلة:
- لعبة حِلوة يا أستاذ يزيد.
رد بنبرة باردة:
- أعتقد أن اللي بتعمليهِ ده غلط ياحنان، متخليش الماضي يهد ولادنا!
قبضت على كفها، ليتحدث عمران بنبرة جامدة:
- شرفتونا يا أستاذ يزيد.
وبالفعل غادرِ يزيد بِصُحبة ابنهُ مهاب، والذي إبتسـم فُور أن غادرا وصعدا السيارة، ليقُول وهُو يقود السيارة مُستفسرًا:
- وأنت برائيِك إيه الخطُوة الجاية؟
ليقُول يزيد بنبرة ماكرِة:
- مِش إحنا اللي هنعملها.. بنتها.
__
- أنا مش فاهمة ليه عملتي كده؟!
صرخت سديم بوجههِ والدتها، ليأتي الجميع على أصواتهُم، ليقترب صُهيب من سديم قائِلاً بغضب:
- صوُتك ياسديم، فين الأحترام؟
لتتحدث مع بحدة:
- أنتُ سيبتوا فيها إحترام؟، ممكن بقى تفهمني ليه ماما رفضت العريس قبل حتى مايقعدوا سوا؟
لينظُر صهيب إلى أختهُ الصامتة الواهنة، ليقُول عمران لـ صُهيب:
- طلع ابن يزيد يا صهيب.
لينظُر صهيب تلقائِيًا إلى أختهُ، يرى ملامحها تتقلب وشعر بأنها ترغب بالبُكاءِ، ليقترب منها قائِلاً وهُو يحتضنها:
- خلاص يا حنان، الماضي إنتهى!
لتصرُخ بِهُم سديم من غضبها الثائِـر:
- أنا مِش فاهمة حاجة؟.
نظر مالك إلى نغم، وأشار لها بأن يصعدا لأعلى، لتومُأ لهُ، وأنفض المكان ماعدا سديم، حنان وعمران وصُهيب.. ليقُول عمران:
- يزيد يابنتي يبقى طليق مامتكَ.
لتردف بلا مُبالاة:
- وإيه يعني، صفحة قديمة بينهُ وبينها وأتقفلت!
ليقُول صُهيب بغضب وقد جذ على أسنانهُ من عناد هذهِ الصغيرة:
- أنتِ ليه مش عايزة تفهمي إحنا بنقول إيه؟، مُستحيل نناسبهُ حتى لو كُنت بتحبي أبنهُ! إنت فاهمة؟
لتُجيبهُ بنبرة إستفزازية:
- أنت ملكِش حُكم ليا، محدش ليه أصلاً، أنا بقيت كبيرة وأقدر أخُد أي قرار أنا شيفاه مُناسب..
ليقبض صُهيب على ذراعها بحدة شديدة، يقُول و وجهه أحمر من شدة الغضب:
- قولي اللي إنت عايزاه، لأن أحنا اللي هنقرر حياتك هتبقى عاملة إزاي!
ترك ذراعها الذيِّ أصبح لونهُ أحمر من شدة إمساكهُ بهِ، لتبتعد عن مُحيطهُم وتركُض للأعلى، هي لن تجعلهم يسيطرون عليها، هي ليست صغيرة، لم تعد تلك الطفلة .. أصبحت قادرة على أخذ قرارتها بمُفردها حتى وإن كان زواجها من مُهاب!
فُور أن أبتعدت سديم، بكت حنان بنحِيبٍ قائِلة بألم:
- أنا كُنت حاسة أن يزيد مش هيسكت ياصُهيب، أنا بنتي هضيع مني!
عانقـها عمران وقد أشتد آلمها لتشد على ملابسهُ تشهق وتبكي بشدة، أقترب صُهيب منهما قائِلاً :
- مهما حصل ياحنان، أنا مُستحيل أسمح بكده.. مُستحيل أخلي سديم تتجُوز مهاب!
ليتساءَل عمران:
- طيب، هنعمل إيه؟، سديم عنيدة وأي قرار بتحطهُ في دماغها بتعملهُ.
- يبقى لسه معرفتش خالها، أنا قررت أنها تتجُوز.
لتعقد حنان حاجبيها:
- هتتجوزَ بمين؟
- زيـن.
**
في الصباح الباكِر.
أستيقظ زين من نومهُ، ليتجه ناحية نافذة غرفتهُ الكبيرة، كان نصف عاري، جزعهُ العلوي عاري ويرتدي بنطال قطُني أسود، سند بكفيهِ على قُطبان النافذة.. ليرى بأن لازال الصباح لم يهل، ليتنفس الهُواءِ يملأ صدرهُ، ويبتسـم فأمسِ، كانت الفتاة بلقيس معهُ طوال اليوم، تخبرهُ عن أسماء العاملين، وعن الأماكن التي يُريد أن يزورها، دلف للداخل وإلى المرحاض، ليستحم ثُم يبُدل ملابسهُ ..
أما بالأسفـل.
كانت بلقيس تقف بجُوار طاهية الفُندق، الست جُواهر، هي إمراة بعُمر الخامسة والثلاثين، مُتوسطة الطُول، مُمتلئة بعض الشيءِ، بيضاء الوجه ذات إبتسامة خفيفة الرُوح، طيبة القلب، إنتبهت الست جُواهر،على بلقيس التي كانت مُستيقظة مُنذ الفجر، لتقول بنبرة ذات مُغزي:
- إيه اللي مصحيكِ الساعة دي يابلقيس مش من عوايدك.
- ها.
هتفت بلقيس بشِروُد، لتضحك جُواهر على مظهر بلقيس الشارد، يبُدو بأن زين قد ملأ عينيها.. لتقُول جُواهر بغيَا إختبارها:
- طيب، خليكِ واقفة كده .. لغاية لما أحضر الفطار وتطلعيهِ لـ زين بيهِ.
- بجد؟ أقصُد أيون انا فاضية هطلعهُ.
لتزداد ضحكات جُواهر، ويحمر خدى بلقيس آثر ذلك، لتقُول بلقيس بخجل:
- بتضحكي عليا ياست جواهر، بس متعرفيش انا جرالي إيه لما شفتهُ، قلبي وقف .
- سلامة قلبك يانُور عيني..
ثُم أكملت بحزم قليلاً:
- بس يابلقيس .. متتمادِيش، متنسيش الطبقة اللي هُو فيها، كمان عيد ابن عمك، مش هيسكت ولا هيسبها تمُر كده.
لتُضم شفتيها وهي تُفكر بحدِيث جُواهر، فهي على حق، ليستمعا لصُوت خطوات خلفهما، وحين ظهر مصدر الصوت قال:
- صباح الخير.
لتقُول بلقيس:
- ياصباح الهنا والجمال يازين بيهِ، إيه اللي مصحيك دلوقتي، الدُنيا لسه ماصحيتش!
ليضحك بخفة قائِلاً وهُو ينظُر إليها:
- متعُود أصحى بدري علشان شُغلي.
ثُم أبتعد عنها وهُو يقترب من الست جُواهر قائِلاً بمُزاح:
- بتعملي إيه ياست جُواهر..
- بعملك الأكل يازين بيه..
ليتحدث بُحزن مُصطنع:
- زين بَس يا ست الهوانم، زائد إني مبفطرش الصُبح بدري كده.. ممكن تعمليلي قهوة؟
- اللي أنت تؤُمر بيه يابني.
ثُم ألتفت إلى بلقيس المُبتسمة، ليقُول بتساءُل:
- إيه رائيك نُروح البحر؟
أتسعت مُقلتيها من حديثهُ، لترى الست جواهر تُشجعها للذهاب معهُ، لتَتُوتر قليلاً قائِلة بتلعثـم:
- أه .. طبعًا، ثواني هطلع أغير هدومي ونروُح سوا.
قاطعها:
- مش محتاجة يابلقيس.. شكلك حلو كده.
شعرت وكأن جسدها غير قادر على أن يتحملها، فنطق إسمهُا، وكأن جسدها تخدَر، إزدادت إبتسامًـا وحُمرة على وجنتيها، ليأخُذ زين القهوة ويخرُج يجلس في الحديقة قليلاً، لتقُول جواهر بضحكة:
- باين عليكِ يابلقيس هتمُوتي.
لتقُول بلقيس بحُب:
- ده قلبي هيقف ياست جواهر.. ده قمر أوي، متصَورتش أن هلاقي واحد زيه هنا وكمان يعاملني كده!
- طيب يلا أطلعي برا، علشان لو حد إحتاج حاجة قوليلي..
ثُم أكملت:
- وأنت طبعًا عارفة بقصد الحد ده مين!
**
ذهبت سديم في اليوم التالي الجامعة، بالرغم من أن نغم حذرتها من الذهاب وأخبرتها بأن تظل موجودة في المنزل حتى تهدأ الأوضاع، ولكنها رمت كل الحديث بعرض الحائط، وذهبت ولم تذهب إلى الجامعة بالتحديد بل مكان وجود مهاب ومكان لقائهُم المعتاد في سيارتهُ، ذهبت وجدتهُ لازال يركن سيارتهُ، وحين توقفت صعدت بها، لتعانقهُ بشدة فور أن رأتهُ، لتقول بحُزن وآلم:
- أنا آسفة يامهاب على اللي حصل!
لينظُر إليها مهاب بحُزن وإقتضاب مصطنع:
- عارف أنك ملكيش ذنب بس اللي والدتك عملتهُ..
- أنا آسفة خلاص، ومتخدش كلامها على محمل الجد.. احنا ملناش ذنب على اللي حصل مابينهم زمان.. وكمان أنا بحبك وأنت بتحبني وكل حاجة هتَمُر.
ليومُأ لها مبتسـماً ليعانقها مُقبلًا وجنتيها قائلاً:
- هتخرجي معايا النهاردة ولا هتروحُي علطول بعد الكلية؟!
- لأ طبعًا، هخرُج معاكَ.
سديم فتاة طيبة مُتمردة، وغبية في نفس الوقت، نوايا مهاب ليست خير، وكل مايرغب في فعله هُو أن يدُمر علاقتها بِعائلتها، إنتقامًا لما عاناه والدهُ سابقًا على يديهم وأيضًا سديم لعبة حُلوة سهلة التحكم .. لذلك هُو يستمتع بما يفعلهُ بها. وماسيفعلهُ.
___
كان مالك يقُود سيارتهُ، وتفاجأ بـ زين يهاتفهُ، ليركن سيارتهُ على جانب فارغ من الطريق، ويتحدث معهُ:
- بقالك يومين قاعد ومش راضي تعبر صحبك ياجدع!
إستمع إلى ضحكات زين، والذي أردف:
- تصدق أنك اللي خاين، يبقى عندك المكان ده ومتقوُلناش عنهُ، واللهِ يامالك أنا فعلاً إرتاحت هنا، والناس الموجودين فعلاً يريحوا الواحد من شغلهُ..
- طيب كُويس.. كُنت.
تشاُور عقل مالك قليلاً، هل سيخبرهُ عما حدث أمس، وعن الشجار الذي حدث وعن رفيق سديم والذي رُفض، ولكنهُ يعلم بأن زين سيقلق قليلاً ومن الممكن أن يقطع إجازتهُ للرجُوع ..
- كُنت عايز تقُول حاجة يا مالك؟
- لأ، بس خلي بالك من نفسكَ ومتنساش تكلم والدتك تتطمنها عليكَ.
- حاضر.
أغلق مالك الهاتف، ثُم حاول أن يُهاتف شادي، فمنذ أن ذهب ليقضي أيام الأجازة في منزلهُ وهُو لايُجيبهُ على إتصالاتهُ، قلق قليلاً .. ولكن إذ لم يجدهُ، فسيذهب إليه، وصل إلى مقر تدريباتهُ، وأتجه فورًا إلى السكن الخاصة بهم .. فلم يجدهُ أيضًا.
ليسأل زميل لهُ (حمد):
- مشُفتش شادي ياحمد؟
ليقطُب حمد قائِلاً:
- هُو أنت متعرفشِ؟ والدهُ تعب وسافر لهُ البلد وخد أجازة أسبوع.
أومأ لهُ، ليعزم أمرهُ بان يذهب إليه، ليُطرق باب المكتب ويستمع المُشير ليأذن له بالدخُول،وجد كارما ابنة المُشير موجودة أيضًا، ليخُفض بصره عنها، فهو لايتقبلها من الأساس..
ليتحدث المُشير معه بإستفهام:
- كُنت عايز حاجة يا مالك؟
- كُنت عايز أخُد أجازة علشان أروُح لـ شادي.
ليتنهـد المُشير قائِلاً:
- للأسف مش هينفع أديك أي أجازة، لأنك لازم تسافر سيناء.
- نعم!
هتف بغيظ، ليتحدث مكملاً:
- بس أنا معرفش الكلام ده ليه من وقت الأجازة؟
- علشان لسه عارف إمبارح.. أنك مكتوب من ضمن الظباط اللي هترُوح وكمان شادي المفروض كان هيروحُ بس والده تعبهُ خلاه يُستبعد لذلك مفيش مُبرر يخليكَ تقول لأ.
ليكتم غيظهُ الشديد ويقوم بأداء التحية العسكرية، وقبل أن يُغادرِ.. تحدث:
- ممكن توصل كارما لعربيتها وأنت خارج يا مالك؟
- حاضر يافندم.
أخذت كارما حقيبتها وسارت امام مالك، والذي يُريد أن يسألها، إذا تحدثت مع شادي، ولكنهُ صدمهُ قولها حين كادت أن تصعد إلى سيارتها:
- أتمنى تبقى تقُول لـ نغم عن خطوبتي الشهر الجاي.
ليتحدث معها بصدمة ونبرتهُ تتحول لغضب:
- خطُوبتك؟ وشادي؟
- آه شادي، أبقى قولهُ برضُوا.
أغلقت الباب وأبتعدت بسيارتها عن مرمى بصرهُ، لسُبها مالك بغضبِ شديد وعصبية، لم يكن ينقصهُ غير ذلك!، وأيضًا ذهابهُ إلى سينـاء وقد وعد نغم بالذهاب في نهاية الأسبوع إلى حفلة غنائية!
- هو انتَ يامالك مكتُوب عليك التعاسة ليه!
**
كانت أمُواج البحر تتلاطم في نغم هاديءِ ورقيق، وكان زين يجِلس على الرمال ينظُر امامهُ بشرُود وهُو يتذكرها، سديم، يتذكر يوم ولادتها وتعلقها بهِ، ونمهُا أمام عينيهِ، لماذا بعد كُل ذلك، لا تصبح لهُ لماذا يحدث خطأ واحد يمحي كل ماكان بيننا معها!
جلست بلقيس معهُ وهي تُلاحظ شرودهُ، وتلاحظ عينيهِ .. ينظُر للبحر كأن يشكيهِ في إفاضة من الألم، لتهتف بهـدوء:
- مالك يازين؟
نظر إليها، ليبتسـم قائِلاً:
- أنا محتاج فعلاً أشكي، بس هتستحملي.
نظرت لهُ ولاحظت دموع عينيهِ، لتقول:
- أنا سمعاك.
- أنا واحد فضل يحب واحد عشرين سنة، عمرهُ ماعمل حاجة تزعلها، كُنت بحاول أراضيها بِكُل الطُرق، وقت مابخرج مابخرجش غير معاها، صُحابي مكنش ليا غيرها،بس كل ده راح، حبت واحد تاني .. وبقيت في الهامِش.
لينظُر إليها:
- أنا كاتم ومش قادر أخُرج وجعي مش قادرِ.
أخفضت بصرها، لم تعلم بذلك، لم يُظهر ذلك، لتقول لهُ ببعض المرح في نبرتها:
- تعرف أن كل حاجة بتمُر بنتعلم منها حاجات كتير، أنا مثلاً بقالي كتير قاعدة في أسوان، وعمري ماعتبت خطوة عنها، بس بجهز نفسي لكده، لأني عارفة وقت ماهخرج من هنا، هيجي يوم وهرجَع .. بس أنا عارفة أن الناس هتتغير والوقت هيمر وأنا هتغير، مشاعري، الناس، وأهلي وأفكارهم.. علشان كده لازم ننسى.
- مش قادر أنسى، أنا اللي ربتها يابلقيس.. أنا مش عارف أزاي هكمل حياتي من غيرها، أنا حياتي بنيها على أساس وجودها فيهِ.
لتبتسـم إبتسامة خفيفة على ثغرها والحُزن يملأ عينيها:
- يبقى هدها من تاني، آه هدها، الحياة بتقوم من غير الناس.. الحياة بتقوم علينا إحنا، بتقوم على أفكارنا وأحلامنا، أنا اللي هبقى وأنا اللي ههدها من تاني وهبنيها.. لو بتقول كده يبقى الناس اللي بتربط نفسها بأهلها، لما يموتوا أهلهم.. يموتوا وراهم، ولا العمر بيعلمنا السُكوت وإننا نرضى والرضا بينسيني الوجع.
كلماتها الجميلة، آثرت في نفسهُ، ليقُول وقد تنهـد تنهيدة قوية:
- مُكنتش أعرف أن اسوان عندها بنات حلوة وذكية في كلامها.
لتبتسـم بحرج لتقول:
- كلامك ده أشيلهُ فوق رأسي.
وكانت تود أن تَضيف كلامًا إلا أن عيد ابن عمها جاء ليطمس إبتسامتها لآخرى غاضبة، لتنهض بسِرُعة، وتذهب بإتجاههُ قائِلة بغضب:
- أنت جاي ليه؟
- جاي أشوف بنت عمي بتعمل إيه مع راجل غريب!
لتتحدث مع بحدة:
- للمرة الألف ياعيد.. أنا في طريق وأنت في طريق تاني، وياريت متدخلش في حياتي.
أمسك بذراعيها بقسوة يتحدث معها بعنف وصُراخ:
- أنتِ بنت عمي وعن قريب مرتي!.. عصيانك لينا ورحمة أمُك يابلقيس مش هتكُوني لغيري!
شعرت بلقيس بألم حاد في ذراعيها، تعضِ على شفتيها حتى لاتظهر ضعيفة أمامهُ، ولكن شعرت بأحد يفك قبضة عيد عن ذراعيها، لترى زين ينظُر بغضب وعدم رضا، وفجأة هوى عيد على الأرض بعد أن لاكمهُ زين بوجههُ جعلتهُ يسقط سقطة عنيفة.. شهقت بلقيس آثرها، ليقُول زين وهُو ينظُر لـ عيد المُلطخ بالدماء:
- مِش قالتلك تسيبها في حالها.
ليُمسك بذراعيها بِلُطف ويجعلها تسير خلفهُ، أما عيد فهتف من بين أسنانهُ بغلٍ وحقدٍ يملأهُ:
- ماشي يابلقيس.. أما خليت سُمعتك بين الناس في طين، ميكُونش أنا عيد ولد سليمان.
***
نظر إلى ساعة مِعصمهُ مرة وأثنين بنفاذ صبر، لقد تأخر هاني هذهِ المرة كثيرًا، أصبحت العاشرة صباحًا، أبَصرهُ عُبيد على مسافة ما، ولكن ذهب وعيدهُ وتهديدهُ له حين وجد عينيهِ حزينتين باهتين، نهض على الفُور ووجد هاني يلقي بنفسه على الكُرسي المُقابل لـ عُبيد، ليقُول عُبيد بقلق:
- مالك؟
رفع مُقلتيه الذابلتين في آلم:
- كل حاجة أنتهت يا عُبيد.
جلس على مقعدهُ وقربَّهُ ناحية هاني ليقوُل:
- إيـه اللي حصل؟
- روُحنا إمبارح نتكلم مع أبوها، وفجأة قعد يقُولنا طلبات كتيرة أوي.. لا أنا ولاأهلي هنستحملها.. وفهمت من كلامهُ، أنه عمل كده علشان يعرف قيمتنا وإننا مش قد طلباتهُ .
غضب قليلاً عُبيد، ولكنهُ تمالك أعصابهُ متسائِلاً:
- أنت بتحبها؟
- أكيد أيون! هُو ده سؤال يتسألي يا عُبيد؟!
ليكمل عُبيد سؤالهُ:
- وهيَّ بتحبك؟!
- أيون.
- مُتأكد؟!
ليثُور هاني قائِلاً بحدة:
- أيون يا عُبيد . أنت فاكر إني هستحمل إهانة أبوها وأنا مش واثِق إنها بتحبني!
- طيب، خلاص .. إهدى، انا مُمكن أساعدك بفلوُس..
قاطعهُ:
- أنتَ متعرفش هُو طلب إيه؟
ليتنـهد عُبيد تنهيدة قُوية قائِلاً بحيرة:
- طلب إيه هُو؟
- أولاً شقة بعيدة عن هنا، مش في بيت أهلى وأنا صعب أبعد عنهم، أبويا قالي مش مهم، كمل الراجل وطلب دهب بـ 30 ألف جنيهِ .. وأنا موافقتش في الاول بس أمُي قالتلي إنها هتبيع دهبها وهي أصلاً مش محتاجاه.. طلب تاني، عايزني أجيب حاجات فوق طاقتي .. نيش بـ 15 ألف، وأجيب حاجات أول مرة أسمع عنها..
- أنت واخد بالك أهلك بيحاولوا يعملوا إيه؟ كلهم بيحاولوا يساعدوك يا هاني، بس أنت هتقدر تساعدهم لو أتجوزتها، يعني لو أبوك أستلف من غيره فلوس هتقدر تسد؟
ليقُول هاني بتشتت:
- مِش عارف!
- متقوليش وقتها ربنا يحلها، أي خطوة هتعملها بألف حساب، بُص للمُوضوع من نظرة تانية، يعني أنت هيبقى معاك كام لما تتجُوز.. وأزاي هتقدر تتأقلم في مكان تاني، والشغل كل حاجة ياهاني لازم تحسبها.. لو مش علشان أهلك، علشان متتعبش وتطلقها وأبوك يدفعك المؤخـرِ.. صحيح هُو المُؤخر كام؟
ليقُول وهُو يضم قبضتيهِ :
- نُـص مليـون.
ليُشحب وجههِ عُبيد قائِلاً بصرامة:
- سيبها!
- نعم.
قال عُبيد بإصـرار..
- أيون سيبها، في ألف واحدة تتمناك، متقُوليش فين؟، لأن الكُل بيشهد عليك يا هاني، وبيشهد أنك الرجل المُناسب لأي بنت هنا في المنطقة، وسيبها مدام مقدرتش أنها تتحكم في قرارات والدها، الله أعلم في المُستقبل هيحصل إيه.
ثُم أكمل:
- رُوح البيت ونام شُوية. باين عليك مدُقتش طعم النُوم.
ولكن قبل أن ينهض عُبيد ليدُخل الدُكان، أمسك هاني بكفهُ قائِلاً:
- أنت ليه مش قادر تفهمني! أنت الوحيد اللي عارف أنا بحبها من كام سنة، بحبها من عشر سهل أسيبها وأبقى مع واحدة تانية بِكُل سهولة
ليغضب عُبيد ويمسك بتلابيب ملابس هاني قائِلاً له:
- بس عادي بالنسبة ليها، أن أبوها يبيع ويشتري فيك وكأنهُ في سوق!، فُوق يا هاني اللي متخفش على كرامتك وقت ماتطلب من الغير فلوس علشان تجيبلها كل حاجة يبقى متستهلكش.. الست مش بتتقدر بفلوس، الست بتتقدر بمعدنها وأصلها ياهاني.
تركـهُ ودخل إلى الدُكان، تاركًـا الأخر واقف جامد الحركة، يشاهدونهُ المارون بحُزن وشفقة، ليذهب إلى منزلهُ دُون أن يعتذر لصديق عمرهُ.
دلف للداخل ليجد والدهُ ووالدتهُ يتناقشا بأمر المال، ليستمع لصوت والدتهُ الشاكية:
- وهنعمل في باقي الفلوس إيه؟
- متقلقيش هاخد معاشي بدري.. وكمان أخُويا هيشارك بفلوس.
لتردف :
- وبعدها هتعمل إيه؟ هتردلهُ الفلوس أزاي؟ ده المبلغ كبير أوي.
قدم هاني إلى الغُرفة، قائلاً بإبتسامة:
- أنتُ بتعلموا إيه .. خلاص نقفل على موضوع جُوازي من يمنى يابا.
لتنظُر والدتهُ بحُزن قائِلة:
- يابني بس أنت بتحبها
- بس أنا بحبكوا أكتر، ومقدرش أشُوفكم كده، أنا هحوش وهكمل لوحدي، ولوُ هي بتحبني بجد هتستحملني وتستناني.
دلف إلى غرفتهُ يغلق بابها خلفهُ، جلس على على الفراشِ وفجأة لم يستطيع كتم دموعهُ وبكى بآلم وحسرة، وهوُ يتخيلها برفقة آخر .. لماذا لاتُعطيه الحياة مايبتغيهِ؟ لمـاذا؟
***
لم يتحدث مالك معَ نغم عن أمر سفرهُ إلى سيناء، لأنهُ يعلم مدى خوفهُا عليهِ، ولكن في نفس الوقت يشعر بالذنب فهُو يظلمها كثيرًا بطبيعة عملهُ، وصل إلى المقر في سيناءِ، وألقى التحية على جميع زملائـهُ، ودخل إلى المُشير عبدالله .. ليُلقي تحية العسكرية قائِلاً:
- المُشير محمد عبد التواب.. بيسلم على حضرتكِ.
ليبتسـم عبدالله قائِلاً بترحاب:
- يابني أقعُد..هتفضل واقف كده؟
جَلس مالك وهُو يبتسـم للرجُل، كان كبيرًا في السن بحدُود الخمسين عامًا، لازال يُحافظ على جسدهُ الرياضي وطُوله، ليقُول عَبدالله:
- أنا عارفك يارائد مالك، سمعت عنك كتير وعن صرامتك مع زمايلك في التمارين، جبتك هنا علشان عارف الشغب اللي بيحصل هنا، وطبعًا علشان سلامتك وسلامة الظُباط، بعتنا في مصر وطلبنا فريق طبي.. وكُنت عايزك تستقبلهُم مع كام ضابط هنا.
- حاضر يافندم.
نهض وألقى التحية، وذهب ليُقابل صديق يُدعى سلُيمان مر زمن على آخر لقاء بينهُم، ليبتسـم سليمان لـ مالك قائِلاَ بإشتياق:
- عامل إيه يامالك؟ سمعت أنك أترقيت لُرتبة رائد .. تستاهلها بجدَ.
- شُكرًا ياسليمان، أنت كمان هترُوح تشُوف الجروب الطبي اللي جيهِ.
ليبتسـم سليمان وقد هز رأسهُ بـنعم، ليسير سويًـا إلى خارج الساحة، ليبتسـم مالك قبل أن تظهـر أمامهُ نغم!، أقترب منها بغضب غير عابئًـا لأي أحد هُنا.. وأمسك بذراعيها بعُنف وذهب بها إلى مكان بعيد امام مرئى من أعُين الجميع.
صرخ بها:
- أنت بتعملي إيه هنا؟
توُتـرت ملامحهابشدة لتقول:
- أنا من طاقم العمل يا مالك!، أرجُوك ممكن تهدى!، انا كُنت هقولك..
ثُم تذكرت بانهُ أيضًا لم يخُبرها بأمر وجودهُ هنا، لتهتف:
- انت كمان مقوُلتليش عن وجودك هنا!.
- أنا غير يا نغم، انا أتجبرت أجي هنا علشان شادي مش موجود، وأنتِ ياهانم المَفروض عندك راجل تستأذني منهُ؟
هتفت بتُوتر عندما أشتد أمساكهُ لذراعيها:
- خُوفت لتُرفض، كمان أنت علطُول مش موجود .. فـ الصراحة بقى مهتمش المرادي أقولك.
ليرفع أحدى حاجبيه بدهشة مما تتفوه بهِ. ليقُول:
- ماشي يانغم.
ترك ذراعيهـا، وأتجه إلى مكان الفريق الذي جاءت معهُ ليقُول بصرامة:
- العسكري سامح هياخدكم ويوريكُم أوضكم.
تحدث إلى العسكري المُجاور لهُ ليذهب معهُم، ليتسمع إلى موافقتهُ.. لتنظُر إليه نغم بعتاب وهي تسير معهُم وهي تعلم بانها لن تسلم من لسانهُم، ولكنهُ تحدث إليها:
- أستني أنتِ!
توقفت هي بمفردها، ليقترب منها قائِلاً بحزم:
- أوضتك هتبقى جمبي.. فتعالي ورايا.
سبقها بالسير للامام، وهُو يعلم بأنها غاضبة من معاملتهُ لها ولكنها تستحق أكثر من ذلك، لتتعلم بأن تخبره بكل خطواتها.
**
كانت سديم قد بدلت ملابسها بملابسِ معها أقل أحتشامًـا، فصديقتها "جيسي" قد أعطتها من ملابسها حين علمت بأنها ستخِرُج مع مهاب، كانت تنُورة سوداء قصيرة تظهر ساقيها بكُل فجر، وقميص احمر ذُو خطوط سوداء، وضعت أحمر شفاه على شفتيها وقامت بتصفيف شعرها بمنزل جيسي.. لتهبط منهُ إلى سياره مُهاب الذي يتنظرها، وحين رأها أحتضنها مُقبلاً وجنتيها .. قائِلاً بمدح:
- شكلك ..روعة يا حياتي.
لتشعُر بالخجل والحُمرة تصتبغ وجنيتها بشدة، صعدت بالسيارة وهي تتساءَل عن المكان الذي سيقصدانهُ، ليقُول لها:
- هنرُوح ملهى بروحُهُ كتير.
إستمعت إسم ملهى وقلق قلبها قليلاً، خوفًا من الصحافة أو ماشابهَ، ولكنها أصبحت لاتهتم، فهُم لايريدون تحقيق ماتتمنى لذلك ستفعل مايحُلو لها حتى وإن كان ضد مبادئهُم.
وصلا إلى ملهى كير، أخذ بيديها وسار إلى الداخل، كانت الضوضاء تملأ المكان، ليمسكها مُهاب ويسير بها إلى ساحة الرقص، ليخبرها بأن تهدأ .. ويحدثها بكلماتٍ معسولة، تجعلها تبتسـم وترُقص معهُ، لم تكُن هذهِ المرة الأولى التي تذهب معهُ إلى كهذه الاماكن، حتى وإن كان مُهاب معروُف عنهُ الوقارِ والصرامة في النهار مع طلابهُ فهُو في الحقيقة ليس كذلك في المساءِ.. هُو رجُل ماجن في ظلام السماءِ.
لم تكن تعلم بأن هُناك من يُصورنهم خلسة طلبًا من مهاب، لم تكن تعلم بأن لمساتهُ وقبلاتهُ لها يتم تصويرها، نعم سديم تعلم بخطأها وتعلم بانها غبية لأفعالها، ولكنها تعلم بانهُ سيكُون لها.. ومافعلهُ حين جاء يطُلبها قد أثبت لها ذلك الكلام.. ولكن ماذاستفعل إذا كان مهاب أفعى كـ والدهُ، لايحبها ولا يريدها زوجة لهُ، بل يُريد أن يهُينها بأفعالهُ ويجعل كرامتها أسهل من أن تذُل.
****
طرقات على الباب، جعلت سلمى تُململ في ضجر، ولكن حين علمت بانهُ رجُل أرتدت حجابًا يخفي شعرها بأكملهُ، لتفتح الباب وتلتقي بصديق أخيهـا، هاني.
إبتسـم هاني بتوتر حين رأى سلمى، سلمى وإن كانت طفلة نظرًا لسنها إلا ان ملامحها إمراة راشدة.. فتاة طويلة بشرة بيضاءَ ناعمة، وجمال شرقي ساحر، ولأن هاني نادرًا ماكان يأتي إليهمُ.. فلم يراها تكَبُر أمام عينيهِ أو حتى تتعود عليه..
تحدثت بتوتر قائِلة:
- عايز عُبيد؟
- أومأ لها بتُوتر شديد، لتذهب أمام ناظريهِ ويُعاتب نفسهُ لأنهُ أطال النظر إليها، وظن بانها أنزعجت منهُ، ليرى عُبيد أمامهُ ينظرُ إلى بحزم، ليقُول هاني بصوتِ حزين:
- أنا آسف أنا كُنت غبي ساعتها.
إبتسـم عُبيد قائِلاً:
- سامحتك بس علشان عرفت إنك كُنت غبي! تعالى واقف ليه؟
وحين تذكر هاني ـسلمى خشى أن تتلفقها أعينهُ ليقول بحُجة:
- لأ، لازم أمشي علشان لسه مصلتش العشا.. هبقى أعدي عليك بعدين.
وذهب على الفُور، وبالرغم من أن هاني قد صلى قبل أن يولج إلى بيت عُبيد، إلا أنهُ يكره ويبغض مافعلهُ حين تأملها، هي لازالت فتاة صغيرة .. وبالتأكيد مافعلهُ لن يرضى عنه الله.
ولكن فجأة تحدث إلى نفسه بإن سبب حبهُ لـ يمُنى كانت إطالة النظر إليها وبعينيها، ظل طُوال الطريق يُعاتب ويُحاسب نفسه لدرجة جعلتهُ لاينتبهِ إلى يمنى الواقفة أمامهُ والتي تعدَّاها في شرودٍ.. مما جعلها تنظُر بخيبة أمل، وهي تعلم بأنهُ مسح أمرها من عقله بعد مافعلهُ والدها، ولكنها في الحقيقة لاتستطيع معارضته لاهي ولا امهُا .. فالعواقب وخيمة إذا عصتهُ بأي فعلٍ أو قول.
***
- مُحافظـة قِنا.
- الساعة الثالثة عصًرا.
عاد شادي إلى قريتهُ في الليل، وقد أستيقظ للتو، علم من جدتهُ بأن والده بخير وأن مافعلهُ، فقط لإجل أن يعُود إلى المنزل، يعلم شادي كم هو إصرار والدهُ للزواج من ابنة عمهُ فقط لإنها لايجب أن تتزوج من خارج العائلة.
هبط شادي إلى السلالم، فألتقى بـ مُهرة - ابنة عمهُ- لينظُر إليها بغضب طفيف ويتجاوزها، وقبل أن يتقدم خطوات .. هتفت:
- مرحب بيك يابن عمي، باين نستني لدرجة أنك مهنش عليك تسلم!
ليلتفت لها متحدثًا:
- لأ يامُهرة، كُنت قاصدها، عارفة ليهِ .. لإنك بتثيري غيظي كل ما اشوفك!
لتضحك قائِلة:
- أحسن.. أفضل ما أكُون بثيري شفقتك!
تركتهُ ودلفت إلى غُرفتهُ وهُو سار إلى والدهُ وعقله ينفجر من الغضب منها.
يتُبع...
السلام عليكُم.
متابعين الرواية، خبر مُهم في إحتمال كبير مقدرش أفتح الأكونت ليه، أكيد معظمكم خد بالهُ، أنك مبتدخلش على الأكونت بسبب الباسورد وده تقدر تغيره من الايميل بتاعك تمام، أنا للأسف الأكونت ولحظي، معملتش ليه أيميل فـبالتلي مش بعرف أدخل عليه طيب إنت بتنزلي منين .. الاكونت داخله عليه من عند تاب اختي بس التاب مستفز وبينهج فبخاف يخرجني منهُ لذلك .. هكمل الروايات في أكونت تاني وأسمه بالأنجلش وكل حاجة هتلاقيهِ في الصورة اللي هتبقى مُلحقة بالفصل..
أسمهُ
LilianWandy
ده هكمل عليه رواية رواية، هخلص صهيل الجياد وهنزل سجينة العقرب.. وبكده التحديث هيبقى يومي لان هيبقى سهل أنزل، فـ لوسمحتم محدش يطنيش ويعملي فولو على الأكونت لأن يوم السبت هبدأ التحديث علطُول.. وزي ماإنتم واخدين بالكم أنا بكتب فصول طويلة يعني عايزة الرواية تطلع أحسن حاجة..
أنت تقرأ
صهَيِّل الجِيَّادِ.✅
Romance#براثن_الذئب٢ المُقدِمة ______ " بلا قاعدِة واحِدة تنُص لي بأن أحمِّلُ أسِمك أعلنتُ العِصيان حِينْ وعيتُ و وأدِركتُ بأنني كُنت سجِينة قصرك المِلعُونْ.. ولذلك تحررِتُ! ". " عيـناك سراً لازِلتُ أجهِّل فك شفرِتها أنتِ وإن كُنت قريبة مني أشتِاقُ إليك أ...