صفحات من الماضي .

2.2K 60 1
                                    

صفحات من الماضي ..

****
في البداية ذلك فصل عن مُقابلات سديم مع مُهاب، ولم أجعلهُ فصلاً لأنهُ من الأساس ليس مُهم ذِكرهُ، ولكن إذا آتاكُم الفضول بأمرهُم يومًا.

****
كانت البداية مُنذ سنة ونِصف، حين بدأ زين بالاهتمام بالعمل كثيرًا وأخذ كُل وقتهُ في تلك الأوقات، لذلك كانت سديم قد تعَّودت منهُ وجودهُ معها في نهاية دوام الجامعة، كان يأتي إليها كُل يوم، حتى تفاجأت بهِ يومًا يخبرها بأمر إجتماع مُفاجيء ولن يستطيع إصطحابها.. شعرت بالحُزن يومها .. وأنتظرت السائق ولكنهُ لم يأتي، لتتفاجيء بسيارة مُهاب، توقف وهبط منها يخبرها بتساءُل:
- ممكنَ أوُصلك؟
تحدثت بتوتر:
- شُكرًا يا دكُتور مُهاب بسَ..
قاطعها وهُو يفتح لها باب السيارة:
- مينفعش تُرفضي طلبي يا آنسة سديم، يلا أركبي وأنا هوصلك.
وافقت يومها غصبًا حتى لاتُشعرهُ بالحرج، وحين عادت إلى المنزل، ذهب إليها زين يعتذر إليها قائِلاً:
- آسف أوي بس أنتِ عارفة الشغل الأيام دي زاد وأنا..
قاطعتهُ وهي تسُامحهُ:
- أنا مش مضايقة منك يازين، بس ياريت تحاول وتجيلي!!

***
ولكن عكس ماتوقعت عدم تكرار ذلك إلا بأن زين لم يأتي في اليوم التالي بإنشغالهُ بالعمل، فأصبح مُهاب يُوصلها إلى المنزل، وأصبح كثير الكلام واللين معها، كانت دائمًا تشعر بالتذبذب من أمر مُهاب، فالجميع أصبح يتحدث عنهمُ بسبب وجودهُ معها كل يوم ليوصلها، وحديثهُ الكثير معها بسبب وغير سبب .. حتى قالت لها إحدى  صديقاتها:
- باين عليكِ قفشتي على قريبك وبقيت بتحبي الدكتُور مهاب
غضبت سديم قائِلة بانزعاج:
- أيه اللي أنت بتقوليه ده، الدكتُور مهاب بيوصلني علشان السواق بيتاخر بس
- يعني مش بتحبيه؟
يومها كانت سديم تفكر بما يحدث معها، زين أصبح يشغل وقتهُ بالعمل بالرغم من أن الكثير يعمل معهُ، وأنهُ ليس بمفردهُ حتى!
أصبحت عدد اللقاء بينهما يقل، حتى أحاديثهما لم تعد لها مذاق من قبل، اصبحت باهتة عديمة الحياة .. والحُب!، حتى أنهُ أصبح لايسألها عن من يأتي ليعُود بها إلى المنزل، أو أصدقائها!
وأثناء ذلك كان مُهاب قد تقرب منها وأصبح يتحدث معها ويلاطفها بأحاديث يسرقها من وقتها، وهي تعلم من نظراتهُ وأفعالهُ بأنهُ معجب بها .

حتى آتي يوم رأس السنة الذي كانت القشة التي قسمت ظهر البعير
كانت قد اخبرت زين بانها ستـأتي قبل الميعاد بنصف ساعة، جاءت ولم يأتي هُو، حتى أنهُ لم يُجيب على مكالماتها الكثيرة لهُ، حتى وجدت مهاب يأتي إليها وبصحبتهُ كأس به عصير لها، قال لها بتساءُل:
- مستنية حد؟
تلفتت حولها بخيبة أمل، لتبتسم قائِلة:
-(( لأ)).
وقضت باقي الوقت معهُ، يتحدث معها بأمور عديدة لفتت نظرها لهُ، وأحاديث حلُوة جعلتها تظن بان زين لايستحقها فهُو لايفعل المُستحيل لأجلها، رقصت معهُ وأنتهت السنة برفقتهُ، كانت تريد أن تخبرهُ بأشياءَ عديدة، ولكنهُ ذهب ليأتي بشيء ما بعيدًا عن مرمى بصرها، وشعرت بوكز على كتفها لتجد زين امامهُ يلتقط أنفاسهُ، تلك اللحظة، لم تشعر بأهميتهُ لها، لتهتف لهٌ بسخط:
- ده اللي هاجي بدري، أتمنى تقضي السنة دي مع حد تاني..
وكاد أن يمسك كفها يستسمحها إلا أنها غادرت المكان كلهُ ورحلت، وتلك اللحظة كانت قد رمت حُب زين بالقمامة وحل مكانهُ .. ((مُــهــاب)).

****

الفصل 16 جاري الكتابة، هينزل بليل
اللي كان متابع سندريلا الصعيد نزلت ال6 فصول وهكملها ان شاء الله قريب..

__________
#صهيل_الجياد
#أماني_طارق
_قلم_من_ذهب.

صهَيِّل الجِيَّادِ.✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن