الفصل السابع عشِر منِ رواية" صهيل الجياد".
_____
هرعت إليه ركضًا وقلبها في فزع شديد، كانت الأتربة ملأت جسدهُ، أخذت تُحركهُ وهي تصرخُ بإسمـهُ باكية، فتح عينيهِ بألم شديد يعصف بجسدهُ، لتهتف نغم بخُوف وهي تبكيِّ:
_(( دراعك جرحهُ فتح تاني)).
أسندتهُ وقد لف ذراعيهِ حُول رقبتها، كان يُحاول جمع شُتات نفسهُ من الآلم والشعُور بألم في عقلهُ، دقائق مرت وقد أستطاعت نغم بأن تصل إلى أبعد بقعة بالمكان كلهُ، ليجِلس مالك على الأرض يلتقط أنفاسهُ، أهتزت جُدران الكهف مرة آخُرى، زاد من وتيرة بُكاء نغم، تشعر وكأنها ستُدبح بعد قليل، أقتربت من جُرح مالك تُحاول معالجتهُ بِالرغم من كفيها المُرتعشين بشدة..
أرير الأنفجـار وصوت الصُراخ يُشتتها، ليضع مالك كفهُ على يد نغم، يحُاول بث إليها الأمان، ولكنها قرأت الشهادة وبدأت بربط الشاش عليهِ، هتف بصُوت مبحوح:
_((لازم أقُوم يانغم، لازم أقف معاهُم)).
هتفت بصُراخ وهي ترتجف خوفًا:
_(( مِش هيحصل يامالك، أن..)).
قاطعها وهُو يحاول أن ينهض بمفردهُ:
_(( اللي بيسيب زمايلهُ يموتوا يا نغم، بيبقى جبان وخاين للعهد)).
تعلم بأن مالك لن يستمع لرجاءاتها، بل سيصِّر على النهوض، أسندتهُ ليقف مستقيمًا، لتمسك بكفهُ قائِلة بإصرار:
_(( أنا معاك، مش مُهم أنا هيحصلي، المهم أني هفضل جمبك)).
قبَّل جبهتها، وأمسك بِسلاح كان مُلقي بالأرض، وأخبرها بأن تقف خلفهُ، كان الوضع كلما تقدم كلما أزداد الخطر وكان أشد، إن المُوت كالغيمة التي تخطف بدُون حساب، كان يرى زُملائهُ في كل جانبِ يتفجر الدماء منهم كالسيل، يحُاول أن يتماسك وأن يكُون أشدَّهُم صلابة، ولكنهُ للأسف لايستطيع أن يرى من شاركُهم يومًا نصيبًا في حديث، مُوتى ويتلقى الأمر بسلاسة!!
سار مالك بممر خلفي، يصلهُ بالخارج على الفُور، وقد وجد سلاح آخر على الأرض، ليضعهُ بكِف نغم ويخبرها بأن تكُون صامتة، ظل يسير حتى رأى أثنان من العدُو امامهُ، أبعد نغم عن خلفهُ بمسافة كبيرة، ثُم وجد نفسهُ يركُل أحدهُم حتى سقط أرضًا والآخر هاجمهُ بضربة على عنقهُ أطرحتهُ أرضًا، ثُم أطلق الرصاص على الأثنين، نظَر إلى نغم ليخُبرها بأن تظل بمكانها حتى ينتهي الأمر، وجد بالقُرب قُنبلة موضوعة داخل حقيبة، أمسكها بحذَرِ .. وهُو يسير بألم، وقد فُتَح الجرُح من جديد، سارع بالسير للأمام حتى وجد كذا شخص يقفان وقد كانُوا يتحسسو عدد المُوتى، ليصك مالك على قواطعهُ بألم، إن العين لتبكيِّ من شدة الحُزن على أصدقائـهِ!
فتح تلك القنبلة وألقاها عليهـم وسارعِ بالرِجُوع، وحين أنفجرت تخبط بالحائِط المجاورة لهُ، رأى دماء ذراعهُ على الجدران، قرر الرِجُوع إلى نغم فقد أبتعد مسافة قليلة عنها، سمع صُراخها ليهرع إليها، ويجد أحد يحُاول أن يُكممها، وعلى مايبدُو يريد أن يأخُذها آسيرة، وجدهُ يضع خنجر على عنقها قريبًا بشدة... كان ذلك الرجُل يقف عند الباب الذي أوقفها مالك بها، وكان أمام عيناى مالك حمـد عسكري، طلب منهُ الصمَت، زاد الأمر خُوفًا، فهُو لايعلم هل يستطيع الذهاب إلى الأمام حتى يفاجأ ذلك الرجُل، ولكنهُ لايعلم هل هُناك أحد يقف هُناك، سار ذلكَ الرجُل وجعلها هي وجهتهُ امامهما، حتى تفاجأ كلاهما برصاصة من الداخل تُصيب رجِل ذلك الوغد، لتبعد نغم الخنجرة من كفهُ تسقطهُ أرضًا.. سقطت تلتقط أنفاسها، ليضع مالك رصاصة بـرأس الرجُل، وجد مالك السيد سليمان هُو من ضرب الرصاصة الأولى، وجدهُ يلتقط أنفاسهُ الأخيرة..
وعينيهِ تملأها الدمُوع، حتى سقطت دموعهُ مع طُلوع روحَهُ لـرب العالمين، شُحب وجههِ مالك وهُو يقترب من السيد سُليمان بخطُوات بطيئة وقلبهُ ينَبُض آلمًا وجزعًا، وضع كفهُ ليغُمض عينى السيد سليمان، وفجأة سمع طلقتين خلفهُ، جعلتهُ يستدير فزعًا على نغـم، إلا أنهُ وجد ذلك الشخص المُقنع يسقطُ أرضًا بعد أن آتتهُ طلقة بـِرأسهُ، ثُم وجد جسد حمد يهوي معهُ، لم يستطع مالك تحمُل المشهد ليركُض إليه يضمهُ إليهِ، وهُو ينظر إليهِ نظرات تحمل الآلـم والسعادة، ليبتسـم حمد برضا قائِلاً الشهادة:
-(( أشهد أن لا إلـه إلا الله .. وأشـ هـ د أن مُـ حمـ د رسول اللهـ )).
وأشار برجاء بين عينيهِ على جيب سترتهُ، صرخ مالك آلمًا، المرة الأولى التي يشعر بها بأن عملهُ صعب، صعـب أن يتقبلهُ .. صعب أن يتقبل وفاة جميع من جمعتهُ يومًا صداقة وأحاديث، أقتربت منهُ نغم تعانقهُ وهي تشاركهُ البكُاء..
كانت ليلة خسر بها جميع من ألتقاهـم في خدمتهُ، لم يتبقى غيرهُ وثلاثة منهم...
أنت تقرأ
صهَيِّل الجِيَّادِ.✅
Romance#براثن_الذئب٢ المُقدِمة ______ " بلا قاعدِة واحِدة تنُص لي بأن أحمِّلُ أسِمك أعلنتُ العِصيان حِينْ وعيتُ و وأدِركتُ بأنني كُنت سجِينة قصرك المِلعُونْ.. ولذلك تحررِتُ! ". " عيـناك سراً لازِلتُ أجهِّل فك شفرِتها أنتِ وإن كُنت قريبة مني أشتِاقُ إليك أ...