[الفصل الخامِس والعشرون].

6.4K 133 8
                                    

الفصل الخامس والعشروُن. رِواية صهـيــل الجياد.
***
أرتدى بدلة سوداء وصفف شعرهُ، وهبط سريعًا حتى يصعد إلى سيارتهُ، وهُو يحاول مع نفسه أن يفكر في حديث معها، يريد أن يخبرها بانهُ كان احمقًا، غبيًا لما فعلهُ، وحين وصل أسرع بخطواتهُ إلى الحديقة الخلفية والتي سيقُام بها الأحتفال..
رأى مالك ونغم وصافحهُ وألقى السلام على نغم، التي كانت تبتسم لهُ بخفوت، وعينيهِ تُجوب المكان بحثًا عنها، لتقترب منهُ نغم قائِلة:
- سديم في الأسطبل..
نظر إليها نظرة أمتنان، وأسرع في خطواتهُ للخلف، فـهُو يعلم مكان ذلك الأسطبل، كثيرًا ما كان يلتقيها في صغرهُ، كان يسير بهدُوء حتى لايفزعها، وجدها ترتدي سُلوبته من الجينز، وتقُوم بغسل أحد الجياد ..
وحين شعرت بالتعب تراجعت خطوتان ولكن قبل أن تستدير شعرت بجسد خلفها، أستدار بقلق ولكن حين رأت عُبيد .. تنفست الهُواء براحـة، ونظرت لهُ بعتاب غاضبة:
- مش عارف تعمل صُوت؟!
وقبل أن تبتعد عنهُ، وضع يدهُ على خصرها فجأة لتشهق بدهشة، وهُو يقربها منهُ قائِلاً:
- مشتاقلك ياسديم.
نظرة عينيهِ نغزت بقلبها، ولكنها أصرت أن تبتعد عنهُ وهُو لم يزحزح خطوة عنها، لامست وجنتيها لحيتهُ وهُو يهمس في آذنيها:
- تعرفي أني غبي..
ثم تابع:
- علشان يسيب روحهُ ويفتكر انهُ حيي.. أنا كنت ميت في بُعدك يا سديم.
شعرت بالخجل يُصيبها حتى أحمر وجهها، لتهتف بتوتر :
- كُنت فكراك مش جاي .. مش من عُوايدك تحضر حفلات..
ابتسم وهُو ينظر لعينيها الجمليتين:
- كلهُ علشانك، علشان وحشتيني..
لمعت عينيهِ، تحدث :
- لو قولت نرجع ,  أيه ردك؟
- ليه؟
ابتسم وهُو يدنو منها:
- علشان عرفت أن غبي ياسديم، بجد، لقيت أن في غيابك أنا مش موجود ، جسم بس بتحرك بس مش عايش، وأن حياتي هي اللي معاكِ.. جيت على نفسي بالغلط .. ومكنش لازم أعمل كده.
أهتزت مُقلتيها من نبرة صوتهُ، قالت:
- لو رجعنا، هنرجع من البداية..
- مُوافق..
- هتستحمل؟
وضع كفهُ الدافيء على وجنتها:
- مدام أنتِ موجودة هستحمل كل حاجة، كل حاجة تهون وأنتِ معايا ياسديم..
أحتضنتهُ بغتة بشدة،ليشعر وكأن روحهُ ردت لهُ، أستمر العناق لدقائق كثيرة، لم يحسبها فهو لم يرد أن تبتعد عنهُ خطوة، ولكنها أبتعدت حين رن هاتفها، وتجد نغم تهاتفها للعودة للداخل.. لتخبرهُ بأنها ستسُرع حتى تلملم ملابسها..
قبِّل جبينها قبل رحيلها، دقائق ودخل القصر، وأقتربت منه نغم:
- هي فين سديم؟
- هي مجتش لما كلمتيها؟
شعر بالقلق الشديد، فخرج حتى يعثر عليها ولكنهُ رأى سيارة أمام المنزل لمح أحد بداخلها وكانت سديم .. مُكممة، ركض ولكن كانت قد ذهبت بأسرع سرعة، ركض خلفها .. لم يتوقف حتى سقط من تعب قدميهِ .. شعر بالخُوف، ليعُود ويخبر الجميع بما رأه..
لينظر صهيب إلى فريد وشهاب.. ليقُول فريد:
- ممكن يكُون مهاب بيتقم لابوهُ؟!
- علشان حبسناه! ممكن جدًا.
قالها مالك، ثُم بدأ يجري أتصالاتهُ بأصدقاءه بالداخلية، ليقُول مالك بتساءُل لـ عبيد:
- مشفتش لوحة الأرقام؟
- للأسف مكنش فيها..
لم يستطيع أن يقاوم ألم قلبهُ وهُو يشعر بغضب شديد، كان الجميع يعلم مايعانيهِ ..فـ مهاب بالتأكيد لن يرحم سديم، فـ والد مهاب سيسجن لسنوات عديدة .. وايضًا خسر أمواله كلها ..
أسند عُبيد ظهرهُ على الحائط وهُو يبكي بصمت، لايريد أن يظل واقفا مكتوف اليدين يريد أن يستعيدها الآن، ولكن الأمر صعب، ذلك مهاب يلعبها بحدة تلك المرة...

صهَيِّل الجِيَّادِ.✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن