[ الفصل الثامنة عشر].

2.6K 93 2
                                    

[ الفصل الثامنْ عشـر]_ رِواية صهيل الجياد
____
تملمت في نُومها بهدُوء، وحين كانت تستدير تفاجأت بهِ ينام بجانبها، تنهدتَ بإرتياح، فقد ظنت بأنهُ لن يأتي للشقة بعد ذهابهُ إلى قصر عائِلتهُ، كانت تتأملهُ بهدُوءِ تبتسـم بحنان، هيَّ تحبهُ وإن كانت تعلم بأن قلبهُ لآخُرى!
حين وضعت كفها على وجنتهُ وجدتهُ يفتح جفنيهِ بِبُطءِ وهدِوءِ، لتظَهر زُمردتيهِ تنُاظِرها، شعرت بتُوتر وإضطراب، لتبعد كفها قائِلة وهيَّ تُوليهِ ظهرها:
- كُنت فكراك هتفضل في القصر؟!
رمَّش عدِّة مرات حتى يستعد وعيِهُ، أعتدل في جلوسهُ على الفراش، ليهتف لها بهدُوءِ:
- صعب أسيبك لوُحدك هنا يا بلقيس!
سمعت خطُواتهُ خلفها حتى ذهب إلى المرحاض، تنهدت كثيرًا وشعرت بأنها تضع عليه أثقال ليس لهُ المقدرة على التحمُل، هي تعلم بأنهُ لن يستطيع نسيانها وإن حاول، فـ لماذا تحاول أن تنتشلها من عقلهُ بتلك الطُرق!
خرجت من الغرفة، لتغسـل وجهها، وجدت نفسها تُحضر قهوتهُ المُعتادة واضعـة كُوبان منها على الطاولة وعقلها لازال يَشُرد بشِكل سديم..

كانت الصُورة تُظهر كما هي نحيفة وبيضاءَ البشرة، ناعمة وفاتنة، تُسلب لُب الرجُل حقًا، ولكنها تعلم بداخلها بأن المظهر ليس كُل شيءِ، دلف زين إلى المطبخ حين شَم رائحة القهوة .. إبتسم بخفة، ولكنهُ إنتبه لشروُدها.

ليمسك بكفها لتنتفض، أستمعت لقهقه خفيفة صادرة من شفتيهِ، ليهتف بهدُوء قائِلاً بإستغراب:
- عقلك شارِد في إيـه؟
أنهَى كلماتهُ يحتسى كُوب قهوتهُ في إستمتاع، لتردُف بدُون حرج:
- فيكَ أنت وسديم.
رفع عينيهِ إليها في جُمود لاتفسير لهُ، لم يشعُر بالغضب، ولكن شفقة تغزُو قسمات وجههُ، على ماتفعلهُ بنِفسها ولأنهُ يعلم بأنهُ السبب بذلك!
- عارف أنك مِش مُتقبـ..
قاطعتهُ بتساءُل وعينيها تجُوب المكان حولهُ:
- هتحبني أمتى؟
صمت يُطبق شفتيهِ في حرج، ليخُفض رأسهُ يفُكر، إلا أنها قاطعتهُ قائِلة بهدُوء عكَس بُركان السخط الذي يفترش قلبها:
- خلينـا صحاب يازين، لما تزهق من وجودي أبقى طلقني!
هتفت بها تأخُذ كوبها إلى غرفة النُوم، تاركة إياه ينُاظرها في غضب قليلاً.. نعم غضب، فـهي حتى لاتحاول معهُ، بل تُريد إنهـاء علاقة لم تبدأ حتى، أغمض عينيهِ يحُاول أن يتماسك وألا يشتعل أكثر ...

___

كانت لُوجين تعبث بهاتفها أثناء سيرها نحُو المصعد، وحين دلفت لم تنتبهِ إلى الشخص الواقف بجِوُارها ولكن رائحة عطرهُ لم تكُن غريبة عليها، رفعت عينيها حين تذكرت فجأة، أنهُ عدنان!
نظرت لهُ بدهشة، عكس نظراتهُ الحرجة مما فعلهُ سابقًا وعدم أعتذارهُ لها، شعرت بتوُرد خديها في حُمرة غريبة، كانت رائحة عطرهُ لها عليها تأثير غريب .. حتى حين كان قريبًا منها المرة السابقة.
- آنسة لُوجين؟
نظرت لهُ بهدُوء وبداخلها يعلن عدم أنتباهها، فـ بالتأكيد يظُن بأنها تجاهلتهُ ولم تلقي السلام لانها لازالت غاضبة أو ماشابهَ، أومأت لهُ ليبتسـم بعذُوبة لها جعلتها تشعُر بشعُور غريب يحرق عروقها، قال بأسف:
- أنا آسف على اللي عملتهُ معاكِ في الجراج، بس كُنت تعبان ..
لتردُف بتُوتر:
- ولايهمك يا أستاذ عدنان، الكُل مُمكَن يحصل معاهَ
بادلتهُ الأبتسامة وعينيها تنُاظرهُ نظرات لم يتجاهلها، تعكرت ملامحهُ بشدة لينظُر لجانب آخر، جعلها تشعر بالخجل منهُ، فيبدُو بانهُ لم يُحب الحديث معها، أو انهُ مريض نفسي رُبما..
فُور أن فُتحَ المصعد ذهب هُو أولاً، لترفع حاجبيها بإستغراب شديد جعلها تهتف بين سِرها:" هُو مجنون لا مجنون!!".

صهَيِّل الجِيَّادِ.✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن