[الفصل الرابع]

3.9K 122 16
                                    


الفصل الرابع .. رِوُاية صهيَّل الجياد.
**
ذهب شادي للحديث مع والدهُ والذي كان جالسًا في غرفتهُ ينظُر للتلفاز بعينى شاردتين، وحين تنبهَ بوقوف ولدهُ الكبير شادي أمام نُصب عينيهِ، سارع بعناقهُ قائِلاً بعتابٍ:
- كِده أهُون عليك يابني، سبع شهور لابتيجي ولاتتصل؟!
وحين أبتعد عنهُ وجد ملامحهُ الجامدة مِرَسُومة على وجههُ، ليتنهد شادي قائِلاً:
- يعني أنتَ مِش تعبان؟! ليه عملت كده؟
- علشان مِفيش غير الطريقة دي هتيجي بيها ..
ليجِلس شادي على كُرسي يُقابل والدهُ، ليقُول شادي بنبرة باردة:
- أنا هرجع مصر بُكرة، مفيش داعي لوُجودي هنا.
تحدث زايد بصوتٍ عاليٍ من الغضب:
- ليه عايز تعمل فيَّا كده؟ كُل ده علشان عايزك تتجُوز مُهرة؟!
- أنت عارف مُهرة وأنا، مبنتفقش على رأي .. وأنا مبحبهاشَ.
ليسخر والدهُ منهُ في غضب:
- محسسني بنت المُشير هتنفعك، دُنيتها غيرنا يابني!

نهض شادِي من مقعدهَ وأتجه إلى خارج الغُرفة غير مهتم للإنصات، فـ على كُل، هو قد اتخذ قرارتهُ جميعها مِنْ قبل، أتجه إلى غرفتهُ ليفتح هاتفهُ ويجد الكثير من المُكالمات الفائتة من (مالك) والعديد من .

" مرتضش أقولك على التلفون ياشادي علشان عارفك مجنون، كارما هتتخطب الشهر الجاي .. وعزماك على خُطوبتها، أنا آسف".
لم يستطيع التحكم في غضبه، ليلقي بـ مزهرية على الأرض، جعلت والدتهُ تهروُل إليه في قلق شديد .. لتتحدث بِزُعر:
- في إيه ياشادي؟

نهض من الفراشِ واتجهَ إلى الأسفل محل جِلُوس والدهُ، كان الغضب يعميهِ، لدرجة بأنهُ إذا رغب في قتل أحدهم سيفعل ليشفي غليلهُ الثائِر، فتح باب غرفة والدهُ ليتفاجيء بـ مُهرة معهُ، ليِقُول:
- أنا مُوافق أني ومُهرة نتجُوز ..
تخشبت مُهرة على أثر حديثهُ، لتنهض والألم يعتصرها، تعلم بأن شاديِّ لايُحبها، بل يكِّن الكُرهُ لها منذ أن أعلن والده عن رغبتهُ الدائمة في أن يتزوج شادي بـهـا.
طالبتهُ بعينيها أن يُكذب كلماتهُ ولكنها أكمل في جُمود:
- تقدر تعزِم اللي أنتَ عايزهُ يابا.
وذهب إلى غرفتهُ، تـاركًا إياها لاحُول ولاقوة، كِيف يفعل بها ذلك، كانت قد سلمت أمرها بأنهُ لايرغب بها، وأنهُ يكرهها. لماذا يُريد فجأة أن يتزوجها.
وخطر ببالها حبيبتهُ التي أخبرهم عنها قبلاً.. هل ياتُرى تركتهُ؟!

**
كانت سديم قد عادت في صباح اليوم التالي غير عابِئة إن رأتها والدتها او أحد من عائلتها، ولكن وجدت والدتها تنتظرها في بهَوُ المنزل، بحالتها المُزرية، وكادت أن تضُربها حنان لو عشِق التي أمسكتها وجعلتها تصعد للأعلى لتجعلها تغتسـل، كانت تبكيِّ بحرقة على ما أصاب بُنيتها، لتقوُل لـ شهاب اخيها في رجاءِ:
- قُولي أعمل إيه.. انا تعبت أوي يا شهاب؟!
- أولاً تعالي نتطلع فُوق، ونفكر في كلام صُهيب.. ممكن جُوازها من زين يغير المُوازين وترجع تحبهُ من تاني، وهُو الوحيد اللي هيعرف يتحكم فيها من تاني.
لتهتف بـ أمل:
- أتمنى أن زين يتقبل فكرة الجُواز لأن بعد اللي حصل صعب يُوافق!
ليُربت على كتفيها في حنان:
- إن شاء الله كُل حاجة هتمُر ياحنان، سيبيها على ربنا.
- ونعمة باللهِ.

على صعيد آخر، كانت حُور تعلم بمـا حدثهم صُهيب ولكنها غير راضية، لن تقبل بـ سديم كـ زوجة لإبنها، لن تقبل فتاة مثلها، عاد كُلاً من صُهيب وعمران من رحلة العمل في تمام الساعة الثانية صباحًا، ليجد صُهيب حُور تستقبلهُ في فتـوُر . ولكن حين بدل ملابسهُ وجدها تأتيهِ قائِلة:
- أنا مِش مُوافقة يا صُهيب.. ابني مش عايزاه يبقى معها.
ولكن هل سيستمع إليها صُهيب .. هز رأسهُ رافضًـا حديثها وقد أستلقى على الفراشِ بتعبٍ:
- مليش دعوة بعدم تقبلك لـ سديم، دي بنتَ أختُي ياحُور وأنا أدرى بمصلحتها وبِمصلحة ابني!
لتقبض على كفها، قائِلة بعصبية:
- أنا مِش عايزاها ياصهيب!
- بِس أبنك بيحبها أتقبلي الواقع!
صرخ بها من الغضب ونهض من الفراشِ .. يخُرج من الغرفة لينام في مكتبهُ، فهُو لن يتسطيع التحكم في غضبهُ معها، فقد طفح الكيل مع أفكارها، لاتُريدهُ أن يتقبل أمر الزِفاف هذا ولكنها تعلم بأن زين للأسف يُحبها وحتى وإن علم بذلك بالتأكيد سيعود إليها.

**
فُتح باب غُرفتها فجأة، لتشهق مُتفاجِأة بدِخُول مالك، كانت قد خرجت من حمام الغرفة، تـلف حول جسدهـا النحيف منشفة كبيرة تُغطيها، لتهتف بغضب:
- إيه اللي أنت بتعملهُ ده؟ عيب أوُي يا مالك!
ليبتسـم بمكِـر وهُو يتأملها، ليقترب منها إلى حد كبير قائِلاً:
- مراتي وأنا حُر فيها.
- محدش هِـنـا يعرف إني مراتكَ يا مالك، أرجُوك بلاش أي تَصرف طايش منك.
ليمسك بذراعيها العاريتين يُقربها إليه مُقبِّلًا وجنتيها، ليشعُر بحرارة جسدها ونبضها المُتسارعِ، ليزداد تبسِمـًا، ليقوُل وهُو ينظُر لعينيها:
- مِش قُولتلك بلاش تخبي عني حاجة.
تحاشت النظِر إليه، لتقُول وهي تحاوُل الإبتعاد عنهُ:
- أنا لازم أنزل دلوقتي يا مالك .. أرجُوك.
ليبتعد عنها قائِلاً وهُو يغمز لها:
- هستناكِ تحت.
هبط إلى أسفل. ليجد الجميع مُجتمع لتناول الإفطارِ، أقترب منهُ سليمان قائلاً:
- مالك، مشُفتش آنسة نغم؟
صك مالك على قواطعهُ يحاول أن يظهر باردًا ليقول:
- لأ ..ليـهِ؟
- علشان تفطر معانا، انا هطلعلها.
ولكن مالك وضع كفه على صدر سليمان يمنعهُ من أن يُقدم خُطـوة للأمام قائِلاً:
- سيبها تنزل براحتهـا ياسليمان!
أومُـأ سليمـان بإقتضـاب وعاد للوراء إلى محل جلوسهُ، اما مالك فمسح المكان بعينيهِ ليجد مكان فارغ مع ظابط حمد، ليسير بإتجاههُ ليجلس بجانبهُ، هز حمد رأسهُ كـ تحية، ليبتسـم لهُ مالك بهدوُءِ.. كان مالك قد إنتبه لأعُين الطاقم الطبي من النساء ينظِرُون إليه، وقد أعجبهُ الأمر، فيبدُو بان نغم ستثوُر اليوم، نزلت للإسفل أيضًا بعدهث بدقائق، لتتجهِ إلى زميلاتها وتجِاس بجُوراهن.

ولكن إنتبهت لحديثهم مع بعضِ بصوتٍ مُنخفض، لتنظُر محل نظرهم، لتجدنهـن جميعًـا ينظِروُن إلى مالك نظراتٍ غريبة، تمالكت أعصابها، ولكن صوت زميلة لها إنتشلتها تقول:
- هُو إنتِ والرائد مالك قرايب يانغم، أصلي عرفت أنهُ من عيلة الجياد برضُوا!
نظرت إليها نغـم نظرة مُقتضبة، لم تتحدث معها بل أكملت النظَر إلى طعامها وهي تستمـع لأحاديثهم عنهُ.

" عرفت أنهُ لاخاطب ولا متجُوز".

" وهي اللي هتبقى متجُوزاه هتقبل أنهُ يبقى بعيد عنها".

" بس شكلهُ وسيم أوي.".

والكثير من الأحاديث الجانبية جعلت نغم تثُور بحق، فزوجها يتم مُغازلتهُ من قِبل زميلاتها، وهي صامتة لاتستطيع أن تتحدث أو ان تتفوه ببنت شفة!، نهضت من مكانها دُون أن تتناول طعامها وإنتبه مالك لذلك، وقبل أن يخطُو بخطِوة خارج الطاولة. وجد سُليمان ينهض ويتبـعها، للأسف سُليمان وضع نهايتهُ بين فكى مالك.

***

اليوُم الثالث لـ زين في أسُوان، خرج مع بلقيس ليركبا مركب شراعية في البحر، كـ تغير من الجُلوس في الفُندق، وقد أهدتهُ وردة. ليبتسـم قائِلاً:
- المفروُض الراجل هُو اللي بيديها يا بلقيس.
لتضع خُصلات شعرها الفحمي وراءِ أذنها تُظهر خجلها من كلماتهُ، لتقول بإبتسـامة واسعـة:
- مبتفرقش معايا!
ليضحك على كلماتها، لتقُول بلقيس:
- هُو عمرك ما سمعت واحدة بتقُولك إنها بتحبك يا زين؟
صمت وهُو يتأملها، ولكنهُ ضـم شفتيهِ يقُول:
- سمعت كتير يابلقيس، بس مكنتش بهتـم.

فكرت بلقيس طُوال الليل بمُصارحتهُ بما يجُول بخاطرها وقلبها، تعلم بأنهُ لن يأخُذها على محمل الجد لأنهُ لم يقابلها قط، وأن ليس هُناك حُب بهذهِ السُرعة يحدُث، ولكنها تعلم ذاتها، هي لم يدُخل لقلبها رجُلاً قط، لم تستطيع أن تحُب أحد بالرغم من مُقابلاتها للكثير في هذا الفُندق وحديثها معهم .. إلا أنهُ دخل قلبها بطريقة تجعلها..

هـل لأنهُ يحدثها بطريقة أنيقة تمنتها قبلًا، يُقدرها بأفعالهُ، وإبتسامتهُ وضحكاتهُ التي يُشاركها معها، كل ذلك جعل بداخله مشاعر لم تشعر بها قبلاً، لم تشعُر بان هُناك مذاق للصباح الباكرِ إلا في إنتظار إستيقاظهُ لتعُد قهوتهُ وتتحدث معهُ عن بلدها والذي كان مهتم كثيرًا مُنصتًا جيدًا لها.

- أنا بحبك.
إستمع لكلماتها بقطب حاجبيهِ في غرابة، تُحبـهُ! كيف ذلك؟ وقبل أن يتحدث معها بشيءِ رن هاتفهُ بإسـم والدهُ، ليُجيبهُ فورًا .. ويبدُو بأن الكلمات التي حدثها ابيه بها، تهللت ملامحهُ كثيرًا. جعلت بلقيس تُخمن ما سيقول، لتقوق وقد أدمعت عينيها في شفقة على حالها:
- وافقت ترجعلك؟
ليهـز راسه بسعادة:
- وافقت نتجُوز يابلقيس!

عاد بهُم الرجُل من المركب، ليركُض هو إلى مكان الفُندق، أما هيَّ فودعتهُ بعينيها، أتعـلم حين تظُن بأنك قابلت تؤام روحُك ويُخيب أملك ويزداد وجعك، كانت كذلك تكُافح الغصة بحلقها وتترجاها بألا تبكي إلا بأنها خائبة الرجاء، تسيرُ تائهـة تعمدت التأخير لانها تعلم بانهُ سيُجمع حاجياتهُ وسيبتعد، لم تقُوي قدميها على أن تستحمل وجع قلبها، لتجلس على الأرض ضامة ساقيها وتبكيهِ.. وشهقاتها تجد مكانًا لها.. يا الله إني أحببتُ عبدًا، هُواهُ قلبي.. لم أعُد في نفسي لذة إلا أن ألقاهُ وأراهَ . لماذا رحل ولماذا لاأريدُ البقاء!

شعرت بأحد يحتضنها فوجدتها جُواهر.. لتقُول:
- أول ماعرفت أنه سافر، خُوفت عليكِ أوُي.
- قلبي وياهَ ياست جواهر، قلبي مبقاش هنا، قلبي راح معاه.

"أحببتُك وأنا أعلم بأن ليست المسافات من سَتُبعدني عنكَ.. بَل قلبك من كان سيفعل ذلك".

**

تلقت خديجة أتصالاً من أخيها شهاب بأن تأتي إلى البيت للحديث عن شيءِ هام، ولأنها لاتذهب إلا برفقة ياسين زوجها، طلبت من عُبيد بان يصطحبها إلى هُناك إلا أنهُ رفض ذلك قائِلاً:
- انا مش حابب أروُح!
لتتحدث معهُ بلين:
- أرجُوك يا عُبيد. في حاجة حصلت ولازم أروحلهمُ. ألبس ونروُح.
تنهـد بغضب قليلاً وذهب إلى غرفتهُ يرتدي ملابسـهُ، وحين ذلك يُحدث نفسهُ بألا يدخُل، سيوُصل والدتهُ إلى بوابة القصر وينتظرها هُناك، وأثناء الطريق كان مِشغول البال، يبدُو بأن الامرهام جدًا..لدرجة بأن والدتهُ لم تنتظر قدوم أبيهِ ليذهب معها.

ألقـى السلام على حارسة القصر ودلفت والدتهُ إلى الداخل دُون مناقشتهُ لانها تعلم بأنهُ لن يقبل بالدِخُول وإن حاولت. جلب الحارس لهُ كُرسي ليتناقشا، وأثناء الحديث، قال عُبيد مُتسائِلاً:
- هُو إيه اللي بيحصل في القصر؟!
فقط تنبه إلى وجود عُمال يهتمون بالحديقة الخارجية، ليقُول الحارِس:
- أصل الآنسة الصُغيرة هي والأستاذ زين هيتجوزوا بعد كام يوم.
شُحب وجههِ عُبيد، وصمت كثيرًا، هل أستدعُوا والدتهُ ليتحدثوا معها بذلك الامر، لن يذهب وإن أصرِّت هي بذلك، سمع صُوت إنذار سيارة كبيرة سوداءَ.. لينهض الحارس ويفتح البوابة، ويجد بانهُ زينْ. لم يهتم عُبيد بأن يُلقي السلام أو حتى يتحدث معهُ، فقط تلاقت عينيهِ بهِ، نظرات عُبيد وكأن زين غريبًا عنهُ.

ولان زين يعلم طَبع عُبيد الحاد، لم يهتم أيضًا، فمُنذ أن بـلغ عُبيد السادِسة عشر وهُو يتجنب المجـيء إلى المنزل والحديث معهم، أي مر الكثير، وتقبَّل الجميع شخصيتهُ الجديدة.
خرجت والدتهُ بعد ساعة من مجـيءِ زين، وأثناءَ قيادة عُبيد للسيارة، قالت والدتهُ بهـدُوء وصوتٍ خافض:
- زين وسديم هيتجَوزوا ياعُبيد.
إستمـع لها ولم ينظُر إليها، بل أكمل النظر للأمام، هل تُريد أن تخبرهُ بأن إبتعادهُ عن الجميع جعلهُ يخسرها؟، لا. هُو لم يكن في معركة، فكان يعلم دائِمًا بأن زين سيتصبح ملكهُ، فقُربها منهُ وتعلقها بهِ منذ الصغر. جعلهُ موقنـًا بأن الفتاة التي أحبها لم تكن تشبهُ ولم تكن لهُ يومـًا..
لأن سديم الصغيرة لم تعُد صغيرة

***

مُنذ أن علمت سديم بقرار زفافها بـ زين، وأصبحت تُحطم كل مايقُابلها وهي تصُرخ صُراخ يصم الجميع، المجنونة ترفَضهُ بقسوة، حتى حين صعدت الخادمة لتعطيها الطعام أوقعتهُ وكسرت جميع الصحون. صعد عُمران لها مرة فتحدثت معهُ بغضب شديد وأغلقت الباب بوجههِ قائِلة:
- كُنت فاكراك هتقف جمبي للأخر يابابا!
الحقيقة إن علمتها سديم لن تظل معهم بالمنزل، كيف لهُ ان يخُبرها بأنها وسيلة فقط لأن ينتقـم يزيد منهم، بما فعله صهيب قبلاً بهِ وتدميرهُ لحياتهُ المهنية، هبط عُمران للأسفل، وهُو يشعُر بخيبة أمل لما حدث. قال عُمران إلى صُهيب بشرُود:
- انتَ عارف أن جُوازهم ممكن ميفضلش ياصُهيب، مش خايف أن زين يكرهها؟
تنهـد صهُيب بتفكيـر، يعلم بان هذا الزواج ليس إلا للتخلُص من المدِعُو مهاب، ولطـي الصفحـة كُلها، ولكن هذا ليس الصُواب ولن يكذب فهُو خائِف بما قد تقُوم بهِ سديـم فهـيَّ متهَورة ومتمردة. ومن المُمكن أن تفعل أشياء كثيرة.
قـال صُهيب وهُو يُطفيء سيجارتهُ:
- أنا عارف أن الموضوع غلط، بس زين بيحبها، وهُو يبذل قُصارى جهدهُ أنها ترجعله تاني. بس يارب يتم الجُوازة على خير.

وهذهِ تكمن المعضلة، هل ستتزُوج سديم زين، أما لا؟

**
أقترب مالك من مكان وُجودِ نغم وسُليمان، والذي يبدُو عليه الشجاعة ليقف خلفها بقُربًا كبير، ليقبض مالك على كفهُ يحاول تمالك أعصابهُ، شعرت نغـم بأن أحد خلفها، لتستديـر وتجد بأنهُ سليمان لم تبتسـم لهُ بل نظرت لهُ نظرة جامدة قائِلة:
- في حاجة ؟
تحـدث بِلُطف معها:
- أبدًا يا آنسة نغـم، بِس كُنت عايز أطمن على حضرتك لإنك قومتي من الأكل بدري أوي.
لتقُول وهي تضع كفها على وجهها:
- مليش نفس بس. شُكرًا.
وكادت أن تَمُر ولكنهُ وقف أمامها قائِلاً:
- أنا ..
تدخل صُوت مالك الصارِم والغاضب:
- نـغم!ِ

شعرت نغم بان قلبها سيقفز من مكانهُ من القلق والزُعر من صَوت مالك، لتنظُر إلى سليمان بتجهُـم وتقتربَ من مالك، ليقُول سُليمان بغضب:
- وأنت مالك بيها؟
ليُمسك مالك بـ ذراع نغم ويجعلها تسير معهُ إلى مكان الذي يأكُـل فيه الجميع، وقد تبعه سُليمان، ليقُول مالك بصوتٍ مُرتفع:
- أنا والدكُتورة نغـم نبقى قرايب ..
علمت بأنهُ لن يُصرح بالأمـر الحقيقي، ولكن أكمل وهُو ينظُر إليها:
-" ومـراتي!".

يتُبـــع..

الفصل أنتهى أتمنى الناس اللي لسه ماتبعتش الاكونت الجديد تتابعَ. لأني خلاص بنزل كُل يوم فصل أو أتنين .. فصعب أنزل الفصول من اللاب للتاب لاني بتعب من كده .. هرد عليكم بالأكونت الجديد.


صهَيِّل الجِيَّادِ.✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن