[الفصل الثاني عشر].

2.6K 86 1
                                    

_الفصل الثاني عشر رِوُاية" صهيل الجياد".

***
أحاطها بغِطاء سميك من بُرودة الجُو، أسندت رأسها على كتفهُ وتحاوُل أن تُطمئن نفسها بأنهُ بخير وأنهُ لم يتأذى، تحدث شهاب مُتسائِلاً:
- إيه اللي حصل في مركز التدريب؟!
تنهـد مالك بهدُوء، ليتحدث:
- صحينا فجأة على صوت ضرب نار، وكُلنا جهزنا لقيناهم في قعُر المكان، للأسف كُلنا طلعنا بِمُصابين، بس الحمدلله محدش قدر يوقع واحد فينا، والشيخ سُليمان ساعدنا وجبنا هِنا علشان يتكفل بعلاج المُصابين ..
تحدث الشيخ سليمان بودٍ:
- لُولا مساعدتكُم لينا زمان يامالك بيهِ، لكنا موجودين هالحين!

أردفت نغم بتُوتر:
- أنا خايفة عليك يا مالك، الأمُور مش هينة، أنا كُنت همُوت لما عرفت الخبر، أرجُوك أنقل وتعالى مصر ..
عانقهـا إلى صدرهُ، ليقُول وهُو ينظُر إلى عينيها في صفاء:
- محدش بيقدر يهرب من قدرهُ يانغم، متقلقيش.. الأمُور هتهدى شُوية، كمان أحنا نفضل مع الشيخ سُليمان علشان نقدر نعرف مكانهم.
هتفت بعصبية:
- يعني أنت هتجُر رجليك علشان تقتل نفسك يامالك!
أمسك ذراعيها يقُربها نحوهُ قائِلاً:
- لوُ أحنا معملناش خُطوة واحدة قُصادهم، هيفتكرُونا ضُعاف، وإحنا مش كده، إحنا مستعدين نضحى بنفسنا يا نغم بس مايتقلش علينا جُبنة!

ثُم قبَّل جبتها وأخبرها بأنهُ سيذهب ليتقصى عن أحُوال زُملائهُ، وأثناء ذهابهُ إنتبهت لفتاة تقف بمُحاذاة قريبة منهما تنظُر إليها نظرات أستخفاف بهِ شيءِ من الحقد والغل، تفحصتها نغم قليلاً، كانت طُويل القامة ممشوقة القُوام، ذات بشرة حنطية فاتنة، ترتدي ملابس البدُو .. مغطاهَ رأسها بشالٍ أسُود بهِ فتحات دائرية ..
شعرت نغم بِشعُور غريب بإتجاه تلك  الفتاة خصيصًا عينيها المُعلقة على مالك، ولذلك  قررت نغم أن تظل معهُ طُوال فترة مُكوثة في ذلك المكان، حتى تتيقن من مشاعرها ..وشكُوكها.

***

كان شادي يجلس في شُرفة غرفتهُ، كان قلقًا على زُملائه حين رأى الأخبار ولكن والد مالك هاتفهُ وطمأنهُ عنهم جميعًا، وجد مُهرة تجلس أمامهُ تنظُر لهُ بتوتر، أصبحا مُتزوجين مُنذ أسبوعين، جاء بها إلى القاهرة حتى يتهيأ ويعُود إلى عملهُ..
شعر من فركِّ كفيها سُويًا بأنها مُتوترة قليلاً، وبجُوفها الكثير من الأحاديث، ليتساءَل بفضُول:
- في حاجة عايزة تُقوليها؟
هزت رأسها مرتين في ترددُ وأضطراب، لتتنهـد وتتنفس الهُواء بتوتر بالغ، حتى أردفت :
- أنا عايزة أشتغل.
ضيق عينيهِ في ثبات وإستغراب، ليثني ظهرهُ بإتجاهها قائِلاً:
- ليه؟
لتمُط شفتيها بغرابة قائِلة:
- الناس بتشتغل ليه يعني؟!
- الناس بتشتغل، علشان محتاجة، بس أنا مش حارمك من حاجة يا مُهرة!

لتقبض على قواطعيها بشيء من الغضب الجّم، لتردِف له بسخط:
- على فكرة محدش بيشتغل علشان الفلوس، في ناس بتجري ورا شغفها!
- وإيه إن شاء الله شغفك ياست مُهرة؟! الطبيخ

صهَيِّل الجِيَّادِ.✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن