[الفصـل الأوُل.]

16.1K 322 71
                                    

#براثن_الذِئب٢
#صهَيِّل_الجِيَّاد
_________

" يغُيِر حُبكِ طَقسَ المدِينة، ليلَ المدينة
تغدُو الشوارِع عيـداً من الضوء، تحت رذاذ المطِر
وتغدُو الميادِينْ أكِثر سحراً
ويغدو حمام الكَنائس ليكتب شعراً
ويغدو الهوى في مقاهي الرصيف
أشدّ حماساً، وأطُول عمُراً".
- نـزار القبـانِيّ.
_____

[ بعدِ مُرِوُرِ عشرِوُن عام].

وَضع المُشير " محمـد عبد التُواب" شارة جديدِة لبذِلة "مالك"، ليضربِ بخفة بكِفيهِ على ذِراع مالك قائِلاً بهدُوء ومُزاح:
- بقيت رائدِ بُسرعة يامالك، عُقبـال مانِشُوفك ببدِلة فرحك

هتف مالك وهُو ينظُر لصدِيقهُ الواقف بجِوُارهُ:
- نِجُوز شادِي الأوُل يافندِم وهسبقهُ علطِوُل .
نظِر " شادِي" نظرة هادِئة ومُختلطِة بالحُزن الشدِيد، فنظرات المُشير ستظِل واقع يؤلمِهُ وحدِيثهُ زادِ من حُزِنهُ:
- لمَّا يترقى لمرتبك نبقى نِشُوف المُوضوع دِه، ياحضرة الرائدِ.
أنهَ كلماتهُ وهُو ينظُر لـ''شادِي" بحدِة وصرامِة.

ثُم أكمل حدِيثهُ وهُو يجِلس على مقعدِهُ الجلدِي، وشبكَّ أصابع كَفيهِ معاً وهُو ينظر إلى كليهُما بجدِة مُفرطِة:
- الإجازَة تلات أيام بليليهُم تمام، مَلقيش حد فيكم خدها لإسبُوع لإمَّا العقاب هيبقى الضعف، فاهمِينْ؟!
لينظُر "مالك" و"شادِي" للمُشير بجدِية وهُو يأدِيان التحِية العسِكرية ..

خـرجا مِن المقر وهُم بحملان حَقائبهُم على ظهرهم، قـال مالك بتساءُل وفِضُول:
- هترُوح البلد وهتفضل قاعد هِنا؟
تنهـد شادِي بهدُوء وهُو يتأمِل الساحة الداخِلية للمقر قائِلاً:
- صَعب إني أرِجع دِلوُقتي للبلدِ، بِس هقُعد في الشقة اللي هِنا.

تساءِل مالك بحيرة:
- إيِه اللي مانعك تِرُوح البلد؟
- أبُويا هيمُوت ويجِوزِني لبنت عمي، وأنتَ عارف القلب ومايريد!

ليرِبَّت "مالك" على كِتفا صدِيقهُ قائِلاً بتشجِيع:
- أنتَ شدِّ حيلك في المهمة الجاية وهُو أكيد هيوافق يجُوزهالك، آه المُشير دِماغهُ ناشِفة بِس أنتَ أتربيت على يدِهُ، وهُو عارف إنك هتصِونهَا !
- كان نِفسي يفهم كدِه يامالك، بِس هُو هيفضل باصص بنظِرات القِّلة دِي ليَّا حتى لُو أتجِوزِتها.

ذِهب "شادِي" ليلحِق بالحافلِة ويذهب لشقتهُ التي تقع بالمِنِصُورة، أما مالك فكان يضِع حقائبهُ بالسيارةَ خاصتهُ ولكن قاطِعهُ أهتزِاز جِيبهُ، ليرى بإن المُتصل "والدِتهُ عِشق".
- ستِ الكُل عامَلة إيه؟
لتُجيبهُ بإشتياق جارِف:
- وحِشة من غيرك! هترِجع إمتى؟
- أنا جاي في السِكة
لتردِف بسعادِة :
- بجـد! مدام راجِع النهاردَة عدَي على الشرِكة، في إجتمِاع مُهم كُل العيلة هتحضرهُ.

ليقُول بتساءُل:
- وأنتِ مِش جَـاية؟
- انا آجي أعمل إيه؟، أنا هفضل قاعدة أحضرلك الأكِل وكمان متنِساش عيد مِيلاد عمك النهاردِة.
ليشاكِلها مازِحاً:
- هُو انا أقدَر أنِسىٰ عيد ميلادهُ، ده بسببهُ خدت أجازة بدِري!
- طِيب ياحَبيبي، هشُوفك النهاردِة. مع السلامَة.

صهَيِّل الجِيَّادِ.✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن