الفصل السادس عشر من رواية صهيل الجياد.
______
"حتى حين ظننتُ بأنك هُو من عثرت عليه، تعثرتُ منك".
___
تنقلت عيناى سديم على سلمى المُهرولة إلى غرفتها بِشيءِ من الحُزن الشديد، نظرت سديم إلى عُمران الذي يتناول طعامهث بتلقائية، وفكرت بهِ، تعلم بأنهُ كان يُحبها قبلاً من سنوات، ليزداد فضولها بأمر مشاعرهُ حين علم بامر زفافها من زين.. لتنتظرهُ ليرحل، وتمسك بمُذاكرتهُ وتفتش بها، ولكنها لم تعثرُ على أي أحاديث..
أمسكت بواحدة آخُرى، لتسقط أوراق على الأرضية، لتنتشلهُم من الأرض، وتجِلس على الفراش تقراهُم، كان عنها وعن أمر زواجها..
" ليس لي حق في الحديث عن امرها، فلم يعد لي أي حق في حُبها، سديم لازالت بعيناي تلك الصغيرة التي تتبث بتلابيبي للجُلوس معها ونيسًا لها في غياب والديها، أعلم بأنها لن تتذكر أي شيءِ عني، غير حديثي عن أمر ملابسها قبلاً، ولكنها ياليتها كانت تعلم بانني أخشى عليها أعُين الجميع..
اليوم علمتُ بأمر زفافها من زين، لم أتفاجأ بذلك، فكم كُنت أعلم بعشقها المُرهف لهُ، ولكن دائمًا كُنت أريد أن أراه لي انا، وكُنت أفشل في أكتمال الصورة، نظراتها التي لهُ تحُرقني من الداخل، أحاول نسيانها ولكن ليس بقلبي يد في ذلك، انها أشياء يضعها الله في القلوب حتى نرى حكمة في أمرها، ولكن بداخلي صوت يخبرني بأنهُ لايستحقها، زين لن يُراعي حُبها، لن يزيدهُ بل سيثبتهُ.
أتمنى لو عُدت بي إلى تلك اللحظة في صُغري وأخبرها كم هيَّ تعنيِّ لي الكثير، وأنني أحُبها."وضعت الورقة بمكان آخر، لتجد ورقة آخُرى، ولكن لم تسطع أن تقرأها، للطرقات على الباب، لتضعهُم بالخزانة بِسُرعة، وتذهب لتفتح الباب، لتجد بوجهها سلمى الباكية، بالتأكيد لن تستطيع الذهاب إلى الجامعة بتلك الحالة، جلست سديم بجانبها وهي تشعُر بالحُزن البالغ عليها، لتقُول سديم بتساءُل:
- هُو هاني، هو الشخص الليِّ أنتِ معجبة بهِ؟
أومأت لها، قائِلة بنبرة مُلئها الحُزنْ والقهر:
- أنا بحبهُ ياسديم، أنا عارفاه بقالي سنين، لاعُمره خد بالهُ منى ولاحتى كان ليهِ كان معايا، وكُنت فكراه أخيرًا معجب بيا، أتاريهِ بيحب سمر!!
كانت سديم لاتعلم ماذا تفعل لتلك الباكية، إلا أنها أخذتها بحُضنها قائِلة بشفقة:
- (( مِش عارفة أقولك أنِسيهِ أزاي وأنتِ بتقولي سنين، بس ممكن ميبقاش نصيبك يا سلمى؟)).
عضت سلمى على شفتيها بألـم قائِلة:
-(( أنا عُمري ماحبيت حد تاني ياسديم، عُمري ماشوفت حد يستاهلني غيرهُ، أنسان كويس، بيتقي الله في أهلهُ، عارف ربنا، أنا متعبش طُول السنين دي علشان حُبهُ، والأقي غيري تخدهُ بسهولة دي)).
فكرت سديم بحديث سلمى، وتذكرت عُبيد، كم أن الحياة دَّوارة، كان عُبيد يُحب سديم لسنوات مُتتالية، لم يكُن يحادثها أو حتى يأتي إلى المنزل ليراها، وظل حُبهُ لها قائَمًا، حتى تزوجها فجأة بدون ترتيبات.. وسلمى تشبهُ تُحب من طرف واحد، وهي لاتعلم هل سيأتي يومًا ويجمعهما رابطة ما؟
لم تنطق سديم بأي حرف، بل أكتفت بالتربيت على ظهرَ سلمى الباكية بعطف وهي قلبها حزين على ماتفعلهُ هي بهِ، تلك المرة الأولى التي تنطُق بداخلها:" عُبيد ميستاهلش اللي بعملهُ فيهِ".
أنت تقرأ
صهَيِّل الجِيَّادِ.✅
Romance#براثن_الذئب٢ المُقدِمة ______ " بلا قاعدِة واحِدة تنُص لي بأن أحمِّلُ أسِمك أعلنتُ العِصيان حِينْ وعيتُ و وأدِركتُ بأنني كُنت سجِينة قصرك المِلعُونْ.. ولذلك تحررِتُ! ". " عيـناك سراً لازِلتُ أجهِّل فك شفرِتها أنتِ وإن كُنت قريبة مني أشتِاقُ إليك أ...