الفصل التاسع عشِر مِنْ رِواية:" صهيل الجياد".
___
شُحب وجههَ فريد بقلق مما تفوهَ بهِ صُهيب، أيعُقل أن تكُون جيلان تتلاعب من وراءهُ، وتخطط لهدمهُ بالرغم من كُل شيءِ بينهُ وبينها، أردف صُهيب وهُو يُربت على كف أخيهِ:
-(( أطلع لـ قُدس وأرتاح النهاردة في البيت)).
أمسك فريد بالملف ووضعهُ بحقيبة عملهُ وقلبهُ يضرب عليهِ سُوط غليظِ يقسو عليهِ، وضع الحقيبة بمكتب صُهيب في مكان آمـنْ، ثُم صعد الدرجات بخطُوات ثقيلة، وقف أمام باب غُرفتها يُطالعهُ بِسكُون وآلـم، لقد أشتاق لحُضنها وحديثها الحُلو معهُ، أشتاق لكُل شيءِ يتعلق بها، فتح الباب ووجد الغُرفة مُعتمة، أغلقهُ خلفهُ بهدُوء حتى لايُصيبها الزُعر، خلع معطفهُ ووضعهُ على المقعد المُجاور للفراشِ بدُون إصدار أي صُوت .. ثُم فتح ضُوء مِصباح قريب .. كان خافض، ليجعلها تتقلب في هدُوء ..
رمشت عدِّة مرات حتى رأتهُ يقف قبالتها وعينيهِ تتلألأ بالدمُوع، فركت عينيها بهدُوء حتى أستوعبت الرؤية، أنهُ فريد زوجها، أمسكت بكفهُ متلمسة إياه في لهفة، أنهُ هُو، تسآلت عن حُزنهُ وإرهاقهُ الشديد، لم يكُن كذلك حين ألتقت بهِ، أيُعاني حقًا كما قيل لها؟
جثى على رُكبتيهِ يميل إليها يُعانقها بشدة والشُوق يقتلهُ بصميمٍ حاد، هتف بألم وعينيهِ لم تهدأ عن ذَرف الدِمُوع:
-(( أنا تعبان أوُي ياقُدس، سيبيني في حُضنك الليلة دي، وأوعدك همِشي علطُول)).
وشعرت من نبرتهُ الآلـم والضيق، حاولت بيديها الصغيرتين جسدهُ تبادلهُ العناق حتى نامت في حضنهُ تفكر بما حدث لهُ، وهل الصغير مُتعب أم أصابهُ مرض؟، لم تراه قبلاً يُعاصر آلمًا يرتسـم بين عينيهِ كالغمامة السُوداء!!____
طرقات على باب مالك أجفلتهُ، نظَر إلى ساعة الحائط وجد بأن الساعة الواحدة صباحًا، وهُو مُتأكد بأن نغـم قد نامت مُنذ ساعتين تقريبًا بينهما هُو لايأتيهِ النُوم زائرًا!، تنهد بتعبَ يخُطو بخطوات متعبة حتى فتح الباب ووجد زين الذي لايبدوُ بأنهُ أفضل حال منهُ، ليفتحَ الباب يجعل زين يدلف، أغلق الباب وسار إلى شُرفة الغرفة يقف بجِوُار زين ..
وبدُون أن يهتف مالك بحرف، داهمهُ زين بالأمر كلهُ، أضطرابهُ بين بلقيس وسديم، وحُبهُ الذي لازال يجعلهُ يرغب بـ سديم، وإعجابهُ ورغبتهُ في وجود بلقيس بجُوارهُ، وهُو لايعلم أيهما يحُب؟، ألا زال يُحب سديم ولم يزُل ذلك الغرام، أم ذلك من وساوس الشيطان؟
_(( يعني عايز تفهمني، أنك مش عايز بلقيس؟)).
أردف زين بتفكيـر:
_(( عايزاها أوقات، وأوقات ببقى مش عايزاها خالص وببقى عايز أشُوف سديم )).
مسح مالك بيدهُ وجههُ يحاول أستيعاب أي حرف مما نطقهُ زين، يعلم أشد العلم بأن لازال حُب سديم يأخُذ حيز بين أضلعهُ، ولكنهُ يعلم أيضًا بأن بلقيس هي قدَرهُ .. فـ تلك الفتاة البشوشة تهتم لأدق تفاصيلهُ، قهوته فطورهُ، وملابِسهُ، تتحدث وتستمع بإنصات فيما يتعلق بهِ، جَلس مالك على مقعد يهتف بثبـات:
-(( لو هتفضل في الحيرة دي، كلم سديم، كلمها وشوف لو كان اللي بينها وبين عُبيد ماأتعداش أسم الحُب أو ..).
قاطعـهُ زين يهتف بسخط:
-(( مُستحيل تكُون حبيتهُ يامالك، عُبيد مايتحبشَ، عمرهُ ماشافها ولا كلمها كلمة حلوة، عايز تقولي أنهُ في الكام أسبوع أتجوزوا أقرب منها أو حتى هي سمحتلهُ، أنا مُتأكد أن سديم بعد كام شهر هتتطلب الطلاق)).
نـظر مالك إلى زين بخيبة أمل، فـ هُو لم يعلم بأمر حُب عبيد لـ سديم أبدًا، فـي الحقيقة الكثير يعلم بذلك منذ زمن، نغـم أنتبهت قبلاً لنظراتهُ التي كانت تلاحق سديم عندما كانت صغيرة، حتى أنهُ أنتبهَ حين جاء نظراتهُ لها، لم تكن نظرات عادية بل كانت مُغلفـة بالحُب والعشِق!
ليقُول مالك:
-(( طيب أفرض هي حبيت عُبيد مثلاً، وقبلت أنها تبقى معاه، بلقيس هتعمل معها إيـهِ؟، طيب بدل السؤال ده، هتحبهـا وهتقدر تنسى سديم بيها؟ ولا هتفضل تتفاضل مابينهُم؟)).
أغمض زين عينيهِ في تعب، لقد تعب من التفكير في ذلك الأمر، يشعر بأن وجود بلقيس يثقل عليه راحتهُ،يثقل عليه أيـامهُ، وبعضٍ منهُ يخبرهُ بأنها هي من سَتُطيب نفسهُ من جرُح حُب سديم، ليهتف بإرهاق:
-(( أنا مبقتش عارف أنا عايز إيـه، مبقتش عارف أيه الصح وإيـه الغلط، أنا تعبان يا مالك)).
ربت مالك على ظهـر زين قائِلاً:
_(( لأ يازين أنت عارف عايز إيـه بالظبط بس خايف تظلم قلبك وبلقيس معاك، بس قبل أي قرار تأخدهُ فكر فيها حتى لو هتيجي على نفسك، متبقاش أناني يازين وتخسرها معاك في دوامتك!)).
أنت تقرأ
صهَيِّل الجِيَّادِ.✅
Romance#براثن_الذئب٢ المُقدِمة ______ " بلا قاعدِة واحِدة تنُص لي بأن أحمِّلُ أسِمك أعلنتُ العِصيان حِينْ وعيتُ و وأدِركتُ بأنني كُنت سجِينة قصرك المِلعُونْ.. ولذلك تحررِتُ! ". " عيـناك سراً لازِلتُ أجهِّل فك شفرِتها أنتِ وإن كُنت قريبة مني أشتِاقُ إليك أ...