[الفصل الثامن]

2.7K 94 1
                                    

الفصل الثامِنْ رِوُاية :" صهيل الجياد".
***
عادت "نغم" مُنذ قليل من منزل خديجـة، وتحاوُل الإتصـال بـ مالك كثيرًا، فـ بعد ليلة أمس لم تراه صباحًا، وحتى لم يحضر زِفاف سديم وعُبيد، سمعت خُطوات خلفها لتتفاجأ بـهِ، ولكن ملامحهُ لاتُبَشر بالخير.. أمسك بِكلتا ذراعيها وجّرها خلفهُ تحت صمتها.
جعلها تدِخُل مكتب عمهُ صهيب، ليقُول بنبرة ثابِتة:
- هاشم رِجع مصر! كُنتِ عارفة؟
صمتت تنصت لهُ، وحين نطـق بإسـم "هاشم" أنقبض قلبها بِشدة، لترتعش عينيها في ألم قائِلة لهُ:
- لأ يا مالك، معرفش أنهُ رِجع.
هتف بغضب وهُو يقاوم بألا يكسر أي شيءِ أمامهُ:
- كـدابة!. مِش صُدفة كلامك ورجِوعهُ!
أقترِبت منهُ وعينيها تميل بِشيءِ من الحُزن، نظراتهُ القاسية تُعاتبِها بشدة، قالت وهي تضع كفها على صدرِهُ:
- أرِجُوك يا مالك، مفيش داعي لكُل اللي أنت بتعملهُ، هاشم صفحة وأتقفلت وأنا محبتِش حد غيرك.
- مكُنتيش عملتي اللي عملتيهِ زمان!
أبعد يديها عنهُ بـ نفُورِ، ليسحب جسدهُ عن المكان تاركًا إياها تِشُرد بماضي حاولت نسيانهُ كثيرًا ولكن كان صعب، هاشم كان زميل معها بِكُلية طِب. دُودَّت إليها بالحديث في آخر سنوات دراستهما، وكانت نغم في ذلك الوقت لاتعلم مشاعر مالك ولاتعلم هل هُو يحبها أم لا؟
ولكن هاشم كان يُظهر أهتمامًا بالغًا بها، والذي جعل الجميع يتحدث عنهُ وعن علاقتهُ بِها، أنتهت فترة الدِراسـة وتقدم لها، وافقت عليهِ بالرغم من أنها علمت بـ حُب مالك لها، ولكنْ أثناء فترة الخطُوبة حدث بينهما شجارات جعلتهُ يقرر الإنفصال عنها وترك مصر والسفر للخارج. ومُنذ تلك اللحظة وكان مالك يشُعر أحيانًا بـعدم حُبها لهُ، وأنها من الممكن أن تتركهُ في أي لحـظة.

سارعت إلى غُرفتهما، لتجدهُ قد تسطح على الفراش وأغمض عينيهِ، لتركع بِركُبتيها وتنظُر لهُ قائِلة:
- مالك أسمعني.
لم يُعيرها أدنى أهتمام، لتنظُر لهُ بحـزن متحدثـة بِشجن يقطع نياط القلب:
- أنا بحبك أنت، من زمان أوي، كل اللي حصل أن هاشم كان محسسني أني مختلفة، بس أنت لأ، أنت كُنت بعيد عني، مكنتش بشوفك كتير ومكنتش متأكدة من حُبك ليا.
فتح عينيهِ ينظُر إليها ببروُد، لتكمل حديثها وقد أمسكت بكفهُ:
- بس واللهِ العظيم، انا محبتش حد غيرك، وهاشم مكنش إلا فترة وعدت مفرقتش في حياتي، بدليل إني وافقت علطُول عليكَ.
أعتـدل جِلُوسـهُ على الفِراش، لينظُر إليها وإلى دموعها التي أغرقت وجنتيها، أما فزاد نحيبها وحديثها:
- أرجُوك متسبنيش، أنا فعلاً غلطت لما فكرت أن مُشكلة سديم ممكن تتحل لو أتجوزتها أنتَ، بس بعدين حسيت إني مُكنتش هقدر أشوفك معها.. أنا آسفة.
وأنتهت عباراتها بنبرة مهتـزة، أرهقت قلبه، ليأخُذها بين أحضانهُ وشهقاتها تملأ جُدران الغُرفة، حبيبتهُ الوحيدة ووجدانهُ، فكـرة أنها مِنْ الممكن أن تكُون لغيرهُ تـؤلمـهُ، وتجعلهُ يود حرق من حولـهُ، ليُقبِّل وجنتيها في حُب: أنا عُمري كلـهُ ليكِ يانغم، مفيش واحدة هتقدر تاخد مكان في قلبك أبدًا.

صهَيِّل الجِيَّادِ.✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن