غرام العالم الأخر (١٥)

144 11 0
                                    

(البارت الخامس عشر)غرام العالم الاخر
بقلم / ندا مصطفى عبد السلام
*******************
طرقت ورد باب مكتب حسين
حسين : اتفضل
ورد : السلام عليكم .... استاذ حسين
حسين : وعليكم السلام يا ورد اتفضلى يابنتى
دخلت ورد وجلست على الكرسى اللذى اشار اليه حسين
حسين : تشربى اى
ورد : لا شكرا ربنا يخليك .... انا مش قادره اشرب حاجه
حسين : لا ازاى ده انتى بنت الغالى
ورد : اااايوه الغاااالى ده يبقى ابويا
ابتسم حسين وقال : ايوه يابنى امال بقولك انتى بنته ازاى ماهو يبقى ابوكى ..... ورد اسكتى لحسن هتجننينى
ورد : خلاص تمام
حسين اتصل بالسكرتيره : الو هاتى واحد قوة وواحد حاجه ساقعه وكوبايه مايه
اغلق حسين الهاتف واقبل قائلا الى ورد
حسين : الجو حر برا ف انا طلبتلك حاجه ساقعه .... المهم انا ورايا شغل كتير قوى انهردا بصراحه ف ندخل فى الموضوع على طول
ورد : اتفضل
حسين : المرحوم فاروق ابوكى كان اكتر من الأخ ليا.... ساعدنى كتير بصراحه ووقف جمبى كان معايا فى حزنى قبل فرحى
ردت ورد بحزن شديد : الله يرحمه ويحسن اليه
حسين : الله يرحمه ....جالى فى يوم كان مخنوق ومتعصب جدا
ورد : من اى ....كان مخنوق ليه
صمت حسين قليلا ليفكر هل يقول لورد الحقيقه ام يكذب ثم قال : لا مقاليش ماله ..... بس كل الى قالهولى انى اعمل وصيه واكتبلك انتى نص املاكه والنص التانى لملجأ اطفال
ورد : ما هو ده اللى هيجننى .... بما ان حضرتك محامى وكده ... مش المفروض ان الورث يتقسم بينى وبين اخواتى تقسيم الشرع
صمت حسين ولا يعرف ماذا يقول : مظبوط يابنتى بس دى رغبة فاروق الله يرحمه
ورد : اكيد فيه سبب
حسين : المهم يا حببتى شوفى يوم اجيلك فى البيت عشان كمان مدام صفيه عايزه تشوف الورق والاثبات على كلامى لأنها زيك مش مصدقه
اقبلت ورد قائله : صفيه لا صفيه لا
شعر حسين بأن ورد خائفه او متوتره من شئ
حسين : طب انتى لو خايفه من حاجه خلى منى تيجى معاكى
ورد بعدم استفهام : منى مين ؟؟
حسين بتعجب : والدتك
ورد بحزن : هو حضرتك متعرفش انها ماتت ولا اى
حسين بتعجب : ماتت اللى هو ازاى يعنى
منى : ماتت بعد موت ابويا ... ماتت من الحزن عليه
حسين : وده مين اللى قالك كده
ورد : صفيه
حسين عرف ان صفيه دى وراها حاجه وممكن تنهب حق ورد
حسين : ورد هى صفيه بتعاملك ازاى ؟؟؟
ارتبكت ورد ماذا تقول ؟؟؟ اتحسن القول عليها ام تسئ ؟؟؟اتقول الحق ام تكذب
ورد : عادى بتعاملنى كويس ...هى اه بتحب عيالها اكتر منى طبعا بس بتعاملنى كويس
حسين : انا لما جيت لصفيه وسألتها عنك نادر قال انك مش موجوده ... كنتى فين
ورد : كنت بعمل مشروع مع اصحابى مطلوب مننا
صمت حسين ليفكر لأن نادر فى هذا اليوم قال له بأن ورد ذهبت فى رحله لعدة ايام ... هل يصارحها بكذبها هذا ... لالا هو لا يعرف من يكذب من كلا الطرفين
حسين : طب لما رجعتى من عند صحبتك ما اتصلتيش بيا ليه هو محدش قالك
ورد : لا قالولى بس الكارت بتاع حضرتك ضاع منى
حسين : طب معلش جهزى نفسك كده عشان هصدمك
ورد : فى اى انا جاوبت غلط على الأسئله ولا اى وابتسمت
حسين بجديه : والدتك منى عايشه ياورد
ورد حست ان الدنيا بتلف بيها بس ثبتت مكانها وقالت : عايشه ازاى يعنى
حسين : ورد انتى تعرفى ان ابوكى وامك كانو منفصلين عن بعض
ورد بصدمه من كلامو : ايييييه بابا وماما اتطلقو
حسين : امال انتى بنتهم ازاى ومتعرفيش كل ده
ورد : انا لما كنت صغيره ماما مكنتش موجوده لما كنت بسأل عليها بابا كان يقولى ان ماما مسافره فى شغل برا مصر ...وبعدين صفيه دخلت حياتى سألت بابا قالى دى بنت خالته وجايه تقعد معانا عشان تهتم بيا بعد كده اتولدت هناء كنت كبيره شويه وعرفت انهم اتجوزو بس معرفتش ماما كل ده مرجعتش ليه سألت بابا قالى هى رجعت بس جدتى اتوفت وماما قاعده فى البلد كام يوم وبعدين بابا مات ورجعت اسأل على امى قالولى ماتت من حسرتها على ابوكى صفيه قالتلى كده
اتأثر حسين بكلامها وقال لها بحزن : انا اسف ياورد بس امك عايشه
ورد : طب هى تعرف مكانى ...تعرف انا فين
حسين بأسف : للأسف هى الى وصلتنى ليكى .... انتى زى ما عارفه طبعا ان انتو لسه معزلين من قريب وانا مكنتش ساكن هنا دورت عليكى هناك ملقتكيش وسألت عرفت انك عزلتى ....ولما كلمت والدتك عرفت مكانك منها .....نقلت مكتبى هنا وقررت اعيش هنا
ورد اتصدمت : وصفيه تعرف ان امى عايشه
حسين : اه تعرف .... صفيه اصلا تبقى بنت خالة ابوكى واتجوزها بعد ما طلق والدتك
ورد : وادام هى عايشه وعارفه مكانى مسألتش عنى لى حسين بحزن :والله ياورد انا بحسبكم على تواصل مع بعض
ورد : انا اسفه يا استاذ حسين لازم امشى بعد ازنك هات الكارت بتاع حضرتك وانا هكلمك
حسين : ماشى يابنتى اللى يريحك بس اسمعينى ارجوكى انا زى والدك اى مشكله تقف معاكى او اى حاجه تحصل .... محتاجه اى حاجه تكلمينى على طول....مفهوم
ورد : ان شاء الله
اخذت ورد الكارت من حسين وذهبت عند البحر وجلست على الأرض وظلت صامته لعدة دقائق وبعدها بدأت تبكى وتقول : يااارب انا مش عايزه اقول اشمعنى انا اللى بيحصل فيا كده .... مش عايزه اقول نفسى اموت وارتاح من الدنيا دي عشان عارفه ان ده كفر بيك .... بقول الحمد لله بس يارب هون عليا يعنى بعد كل ده تطلع امى عايشه وعارفه انى عايشه وسيبانى بتعذب كل العذاب ده من غيرها .... كل يوم بتمناها علشان تاخدنى فى حضنها وتحمينى من شر صفيه وفى الأخر تطلع عايشه وانا بتعذب .... وظلت تبكى ووبعدها مسحت دموعها ووقفت ورحلت ذاهبه اللى مريم
____________________________
إسلام : يعنى اى ورد مشيت .... سيبتيها تمشى ازاى وهى تعبانه كده وانتى شوفتى ده بعينك
مريم : متزعقش يا اسلام هى جالها تليفون وبعدين استاذنت ومشيت هى مش عيله صغيره عشان اضربها على ايديها واقولها خليكى فى سريرك
إسلام ضرب ايده عالباب جامد ولف وشه وخد الدكتور ونزل .....وهو نازل قابل ورد فى وشه جرى عليها وقالها
إسلام : ورد حبيبى انتى كويسه
ورد مشيت ومردتش عليه وفضلت ماشيه لحد ماوصلت عند باب مريم ...وإسلام والدكتور طلعو وراها ....خبطت ورد وفتحت مريم الباب
مريم : رحتى فين حبيب القلب جه هنا وزعقلى انا بسببك
ورد انصدمت من رد فعل مريم ....حتى هى جايه عليها مش كفايه اللى هى فيه واللى حاسه بيه ...ورد مش مصدقه مش مريم اللى كانت بتقول عليها اكتر من اختها ...بتكلمها ازاى كده
ورد : اسفه ....اوعدك مش هتتكرر
نجاة جت من المطبخ : فى اى يابنات صوتكو عالى ليه
مريم : مفيش يا ماما
نجاة : ادخلى يناورد واقفه عالباب ليه
ورد : شكرا يا طنط المره الجايه
قربت نجاة من مريم وهمست فى ودنها : مره جايه اى انتى مش مفهمانى انها هتبات هنا ...انتى زعلتيها يا مضروبه انتى ولا اى
مريم : مش عارفه بقا استنى .....ادخلى ياورد معلش كنت متعصبه بسبب إسلام اصلو قعد يزعقلى وانتى عارفانى مبحبش حد ي....
ورد : ولا يهمك ....المهم ...انا جيت اخد شنطتى اللى سبتها هنا
مريم : شنطة اى
ورد : شنطة هدومى
إسلام فرح لأنه افتكر ورد هترجع تبات عند مامته
مريم : وهتروحى فين ....ووقعت عنيها على إسلام وعلى بسمته اللى مش مفارقه شفايفه ....تاهت فى ابتسامته ونسيت صاحبتها اللى واقفه عالباب ....وبعدين تذكرت ان الابتسامه دى بسبب قرار ورد ....فاتضايقت واتعصبت
ورد : اتصرفت وجبت شقة
مريم بعصبيه : والله يعنى اى بقا وقت ما تترمى فى الشارع تخبطى عليا وتسيبيلى شنطتك وتمشى بالاسبوع والاتنين ومنعرفش عنك حاجه وبعد كده تيجى وتقولى هبات عندك ..وترجعى تقولى هاتو شنطة هدومى اصل اتصرفت فى شقة ...اتصرفتى فيها ازاى يعنى
ورد شعرت بضيق فى صدرها بسبب كلام مريم الحاد لها...شعرت وان قلبها يتمزق ....تركت المكان وركضت
إسلام اتعصب من مريم وقالها : اقسم بالله لولا انك بنت كنت رزعتك علقه ....ادخلى هاتى شنطة مريم
مريم بأستفزاز : مالك محموق عليها كده ليه
صرخ إسلام فى وجهها : قلتلك ادخلى هاتى الذفت
دخلت مريم ورميتله الشنطه قدام الباب وقفلت الباب فى وشه
إسلام بص للدكتور : معلش يا دكتور تعبناك واسف على اللى حصل قدامك بس ...
الدكتور : ولا يهمك وضحك وقالو اكنى مشفتش حاجه
إسلام ابتسم ابتسامه صفراء : ههه شكرا
غادر الدكتور ...وركض إسلام ليلحق بورد ....ركب العربيه بتاعته واتصل بورد لاكن تليفونها مقفول .....راح للبحر ملقهاش ....اتصل بوالدته
إسلام : الو يا امى ...بقولك هى و...
ناديه : تعال بابنى ورد هنا من عشر دقايق بس منهاره ياحبة عينى مش عارفه مالها
قفل إسلام الخط ولف العربيه تجاه بيته وانطلق
_______________يتبع_______________
بقلم / ندا مصطفى عبد السلام

غرام العالم الاخرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن