غرام العالم الاخر

غرام العالم الأخر (10)

( البارت العاشر ) غرام العالم الأخر
بقلم / ندا مصطفى عبد السلام
________
الشخص : لا أنتى مبتحلميش أنتى فى الحقيقه
نظرت ورد خلفها لتجد شخص طويل القامه وشكله غريب ويرتدى بنطال أسود اللون وجاكيت أسود اللون ويخفى وجهه وقال لها : أنتى مين وأى اللى جابك هنا ...شكلك غريب عننا
ورد : غريبه عنكو ازاى يعنى هو مش كلنا بشر بردو
رد عليها قائلا : امممممم ممكن ..المهم أنتى دخلتى هنا ازاى
قالت له ورد : ازاى يعنى مش فاهمه انا اصلا مش عارفه فعلا انا جيت هنا ازاى انا كنت عند اااا......
الشخص : عند مين ؟؟
ورد: متوهنيش بس ..هو انا كده فين
الشخص (ابتسم) : أنتى فى عالم الأموات
ورد : مش مهم المهم فى بحر هنا وشويه هدوء و.....أى😱يانهااار اسود عالم أى يا اخويا انت....انت بتهزر صح
الشخص : ههزر ازاى يعنى ...بقولك أنتى هنا فى عالم الأموات
ورد : هههههههه اتصدق اضحكتنى يا طويل القامه أنت
الشخص: شكلك مستفزه وهتتعبينى معاكى قوليلى دخلتى هنا ازاى
ورد : مش هقولك غير لما تقولى أنا هنا فين
الشخص : والله العظيم أنتى فى عالم الأموات ...انتى بتعبدى اى يا شيخه حلفتلك ب والله
نظرت له ورد بعدم تصديق
الشخص : طب عايزه دليل ...اثبتلك ؟
ورد ابتلعت ريقها بصعوبه وتوترت وقالت : أثبت
الشخص : طيب ..العالم ده موجود فيه كل البشر اللى ماتو بس ظلم ..يعنى قتل بسكينه او مسموم فاهمة قصدى اى ...أنتى بقا عندك حد ميت مقتول
ظلت ورد تفكر لثوانى وبعدها اقبلت قائله : اه ...أنا كان ليا جارتنا الله يرحمها فى مره دخل حرامى يسرقها بس للأسف قتلها
الشخص : طيب ..فكرى فيها واندهى عليها وقولى اسمها بصوت معقول وهتلاقيها قدامك
ورد بعدم تصديق : أنت عايزنى اصدقك ..طب بدل اللف والدوران ده قولى أنا فين وانجز
الشخص : براحتك أنا ماشى أى ده انتى متعبه قوووى ....بس خلى بالك وجودك هنا غلط كبير عليكى
ورد بتفكير : طب استنى لحظه ....وصمتت لثوانى وبعدها قالت : طب لو مطلعش ده عالم الأموات زى ما بتقول هتقولى أنا فين
تنهد الشخص بقله حيله من غبائها وقال لها : أيوه هقولك اتفضلى بقا
ورد : طيب
وظلت ورد تفكر فى جارتها المتوفيه وقالت بصوت معقول : شيرين .....أنتى موجوده هنا .....شيرين
نظرت اللى الشخص وابتسمت له ابتسامه ساخره قائله : اهو ياسيدى مفيش حاجه حصلت و....ولم تتم جملتها بسبب الصدمه التى كانت بها عندما سمعت صوت أنثوى من خلفها ....نعم أنه هو نفس الصوت ف التفتت ورد لترى ما لا تصدق عيناها ....إنها شيرين
شيرين : اى ده ...معقول أنتى ورد شكلك اتغير خالص وحشتينى يا حببتى ...بس قوليلى انتى جيتى هنا ازاى شكلك مش زينا خالص
ظلت ورد صامته كالصنم لا تتكلم ولا تتحرك ولا يرمش لها جفن وفجأة أغشى عليها من الصدمه ....
*******
فتحت ورد عيناها لتجد نفسها رجعت لنقطه الصفر ...ملقاة فى غرفه حالكة السواد
ورد : ايوه ده كان حلم ....حلم فظيع كأنه حقيقى ...لا ده يبقا اسمه كابوس ...الحمد لله انى صحيت ف الوقت المناسب والا كنت مت
سمعت ورد أصوات من خلف باب الغرفه تقول....
صفيه : هتكون هربت راحت فين يعنى أنتى متأكده يا هناء ان انتى دورتى فى الاوضه كويس ....ما هى مش معقول هتختفى كده فجأة ده احنا قافلين عليها بالمفتاح ...أى الجن خدها ولا الأرض انشقت وبلعتها
هناء : والله يا ماما ملقتهاش ...ما انتى كمان دخلتى بنفسك ودورتى فى كل ركن صغير قبل كبير ....انا حاسه ان نادر الزفت ده عرف وهو اللى هربها ...ما انتى عارفه هو بيحبها أد أى
صفيه : طب تعالى ندور عليها فى الأوضه الصغيره بتاعت الضيوف اللى فى الجنينه بره
هناء : اااه صح ده نسيناها خالص طب يلا تعالى
وذهبت هناء وصفيه للبحث عن ورد
ورد وقد اصابها الشلل مما سمعت : يا نهار اسوووود أى ده يعنى انا مكنتش بحلم بكابوس .....طلع ده حصل حقيقى ...طب انا روحت فين ومين اللى كلمته ده ...طب رجعت تانى هنا ليه ....طب طب طب اعمل اى يارب اعمل اى بس
أمسكت ورد رأسها : أااااااه يا دماغى مش قادره هتنفجر من التفكير ..طب اعمل اى انا دلوقتى انا....
لاحظت ورد أن باب الغرفه يفتح.....فأنكمشت حتى لا تراها هناء وزوجة أبيها الشيطانه ولاكن لم تكن هى من فتحت الباب بل كان نادر
نادر بصوت منخفض حتى لا يسمعه احد : ورد ......ياورد أنتى سمعانى ....أنتى هناااا ...متخافيش انا ههربك من هنا
ورد : نااادر انا هنا تعال فكنى
جرى نادر وفك قيود اخته ورد واخرجها من المنزل بهدوء حتى لا يراها أحد واخذها وذهب بها الى البحر ودار بينهما الحوار التالى
نادر : حمدالله على سلمتك
ورد : الله يسلمك .....بس انت عرفت ازاى انى هناك فى البيت وفى الاوضه ده انت اشتركت معاهم فى خطفى
نادر : لا لا طبعا ياورد ده انا سمعت ماما وهناء لما قالو انك هربتى وعرفت انهم خطفوكى وحبسوكى فى الاوضه دى وبعدين سمعتهم بيقولو انك اختفيتى فقولت استنى لما يمشو وادخل ادور عليكى يمكن تكونى استخبيتى فى حته كده ولا كده واهربك ...وكان عندى ايمان بربنا أنى الاقيكى والحمد لله فعلا لقيتك .....حاولت اتصل بيكى كتير عشان احظرك بس تليفونك كان مقفول ورحت لأسلام وكان باين عليه أنه هيموت من القلق عليكى وقعدت معاه ومقاليش غير أنك روحتى لمريم صحبتك تباتى عندها وبعدين إسلام اتصل بمريم يسألها ليه مبتروحيش المحاضرات فى الكليه وكده فقالتله أنك اصلا مروحتلهاش وبس......كلميه بقا طمنيه يا ورد الواد شكله واقع ههههه
ضربت ورد نادر بخفه على كتفه : اتلم يابنى ...انت ازاى اصلا تقولى كده انا بشوف اخوات اصحابى الولاد بيقولو لاخواتهم متكلميش ولاد ...وانت تقولى كلميه وواقع ومش واقع ....اى ده انت مش من بقيت صنف الولاد ولا اى
نادر اعتدل قائلا : لا طبعا انا راجل يا حببتى بس كمان واثق فيكى واثق كمان انك عمرك ما هتعملى حاجه غلط وبعدين انتى كبيره وعارفه بتعملى اى واى اللى هينفعلك اكتر ويبقى جاى فى مصلحتك ويساعدك ...مش كده ...وبعدين من كلامك على إسلام ومن منظرو لما شوفتو خايف عليكى اد اى ...عرفت ان هو مش ممكن يفكر يأذيكى فى يوم شكله بيحبك ياورد
صمتت ورد لثوانى وبعدها حاولت ان تغير الموضوع :
ورد : انا حاسه انى بحلم يا نادر كل ده حصل وانا معرفش حصل ازاى وامتى وليه
نادر : لا ياستى مش حلم ...المهم انتى لازم تدارى عن عيونهم وانا هحاول اجيبلك رقم المحامى لان أمى اخدته منى ...واجيبهولك تكلميه وتشوفي هيقولك وتاخدى حقك وتسافرى بعيد ياورد عن هنا بس متبعديش قوى عشان هتوحشينى
ورد : عارف يا نادر برغم انك لسه فى ثانيه إعدادى ولاكت راجل بجد ...(ثم اكملت وارتسمت على شفتاها البسمه ):بحس كده ان انت اللى اكبر منى يعنى انقذتنى ودلوقتى بتحاول تساعدنى على اخد حقى واسافر ....بقولك اى هات حضن وفتحت ورد يداها فأرتمى نادر فى حضنها وضمها بقوة وقال : انا مليش غيرك فى الدنيا دى بعد ربنا ياورد ....أنتى فاكرة انى بحب اهلى وكده لا خالص دول مهملنى قوى بعمل لنفسى ساندوتش جبنه وكوبايه شاى كل يوم فطار وغدا وعشا مفيش اهتمام خالص..مبيسألوش عنى لو غبت ...أنتى الوحيده اللى كنتى بتعمليلى البيتزا اللى بحبها والاكل كله اللى بطلبه منك وبتفسحينى وبتذاكريلى ...ونظر اليها نظره تحتوى معانيها كل الحزن والألم وقال : هتوحشينى قوى ياورد
ورد : متخافش يا نادر ربنا مش هيسيبك ومش هيسيبنى انا كمان ...المهم روح انت بسرعه علشان سمعت أمك وهناء بيقولو انهم شاكين فيك ان انت اللى هربتنى ف روح علشان متأكدش شكوكهم وتحصلك مشكله
نادر : طيب بس انا عملت حسابى كده كده واخدت شنطه الدرس والكتب على اساس انى كنت فى درس وكده ...المهم خلى تليفونك مفتوح هاااا ربنا يحفظك يا أختى خلى بالك من نفسك
ورد : وانت كمان يا نادر خلى بالك يا بابا من نفسك
ذهب نادر وظلت ورد شارده للحظات ...ماذا فعلت حتى تتشقلب حياتها هكذا ...ماذا فعلت حقااا...ولماذا ابوها جعل هذا الخلاف من الاصل لماذا لم يعطى كل ولد من اولاده حقه بالشرع لماذا جعل هذه التفرقه ....هل هو السبب فى هذه الحاله اللتى هى بها حاليا وظلت تقول ربنا يغفرلك يا بابا ويرحمك انت واخويا عبد الرحيم ...اه هو مكنش اخويا وكان ابن اخوك يعنى ابن عمى بس كنت بعتبرو اخويا بالظبط لانو اتربى فى وسطينا من صغرو واتوفى معاك فى نفس الحريق لانه كان شغال معاك....ربنا يجعلكو من اهل الجنه ...وللحظه تذكرت إسلام ...فحملت الهاتف واتصلت بإسلام ولاكن .......
***************يتبع************
بقلم / ندا مصطفى عبد السلام