『رُوٰحٖ..』

175 29 14
                                    

أجوَاءُ لـندُن تخَتَلفُ عن خاصَةِ بلَدِهِ كثيراً، مُعتادٌ على
الناسِ واللُغَة، ولهُ من الأَصدِقاءِ الكثير..
لكِنَ قَلبهُ تَعلقَ بـ بلدِهِ لما عاش َمن أحداثٍ بمدةٍ قصيرة.

«تـاي، أَتلعَبُ مُباراةً كـالإيام قبلَ سفرِك؟»
ندهُ شريكَهُ ورفيقهُ بلهجتهِ البريطَانِية رافعَاً ذراعي التحكُم، هزَ رأسهُ نافياً وتابعَ التَقليبَ بهاتفهِ..
رمَـاهُ وجلسَ يفكِر بِـكلامِها لأولِ مرة، حديثُها عن أَثرِ فعلتهِ بالفتياتِ هُناك جَعل َمعدتهُ تغلي من شـعورِه بالذنب.

يـَكفي الفتاةُ اعتذارٌ صادِق لتسامِح لا أكثَر..
أدراكُهُ لهذا الأَمر هو ما دفعهُ لـترتيبِ غرفتهِ في المَسكَن الشبابِي والإعتكافِ
لعدة ساعاتٍ فيهَا ينفذُ فكرتهُ
لعلَ عقلهُ يفيدُ بأمرٍ بـفسادِهِ!

أقفَلَ بابَ غرفتهِ ورتبَ شعرهُ جيداً وبِتوترٍ ضَغَطَ على زرِ التشـغيِل لتبدأَ الكَامِيرا بتسجيلِ صورتِه وصوتهِ،
وبأرتجالٍ لحديثهِ بدءَ

«مرحباً، أنا لي تايونغ..هذا التسجِيلُ لـفتياتِ الثانوية التي درستُ بها الفترة المَاضية،

هي مدرسَةٍ للفتياتِ فقط..علقتُ بها، لِخوفٍ من أَن أُهان
تنكرتُ كـفتاة!
قد تبدُو فكرةً غبية..ممم هي حقاً كذلِك إن فَكرنَا بها،

تصرفٌ غيرُ عقلانِي وأَناني قد فعلتهُ..

حاوَلتُ البقاءَ بعيداً وحيادياً لكنَ طبيعتَهُنَّ اللطيفة لم تساعِد
فأقحمُوني في النشَاطاتِ والحفلاتِ عن طيبِ خاطِر..»
أنزَلَ رأسَهُ لثوانٍ يستجمعُ كلِماتهِ ويتذكَرُ لحظاتٍ قضاها

«أعتذِرُ حقاً إن خذلتُ ثقتكُنَّ بي لكن بحقِكم مَنظري كانَ غريباً جداً!
لا، جدياً أعتذِر.. حقاً نادِم للتدخُل ِبخصوصياتِكنَّ، لم أُفكر جيداً

جميعُ الأَوقاتِ التي قضيتُها هُناك كانت.. مُمتعة
وتعلمتُ الكثيرَ عن جِنسـِكُن!..
لذا يُمكنني مُساعدة أي أحدٍ من الطَرفينِ في أي أمرٍ الأَن»
بِحماسٍ أنهى كلامَهُ وبإبتسامةٍ عريضة،
ثمَ لبث يرَطبَ شفتيهِ ولاعبَ أصابِعهُ بتوترٍ ليردِفَ أخِرَ جُملِهِ

«لتلكَ الفتاة.. رُوحي،
لا أَعلمُ ردكِ على مافعلتُ لقاءنَا الأَخير،
أبدوتُ حقيراً؟،
أنا بعيدٌ الأَن لكن سأعودُ يوماً لأعتذرَ لكِ بِلباقَة كما تحبين..».

~

«مَا قصةُ الإدمانِ على الهواتِف اليوم؟!»
صرخَت المُعلمة بِتجمعاتِ الطَالبات لترفعَ إحداهُنَ هاتفها
«ذلكَ الشاب الذي تنكرَ كطالِبة هنا نشرَ أعتذاراً»

«أنهُ أكثرُ مقطعٍ رائِج على صفحاتِ الأنترنِت»

«كم يبدو لطيفاً

«أيمكنكِ إرسالُه لي؟»

«أصبحَ لدى الجميعِ الأًن»

عِندمَا وصلَ المَقطع لِهاتِف ِالشـقراء سارعَت بتفقدهِ ظناً أنهُ من خلِيلهَا لكنَهَا صُدمَت عندَ معرفةِ مُحتواه،
أرتهُ لِمُقربتِها فوراً ليشاهداهُ معاً

«سـولجي، أنهُ يتحدثُ عنكِ!..واه انظري لقد قالَ رُوحي!»

«إذاً؟ قد يقصُد غيري ذلكَ المُحتال»
رَدَت بنبرةٍ باردَة لكن َقلبهَا يرجفُ من تذكُرِ اللقاءِ الأخير الذي جمعهُما،
تلقَت ضربةً خفيفة على رأسِها من أوندا
«الرُوحُ بالأنكليزية هي soul، أي اختصارُ اسمُكِ!»

حدقَت بِـسكونٍ بها للحظاتٍ وأشاحَت بوجهِها تُفكِرُ به..

الفَتياتُ تحدثَن َمعهُ وتقبلنَّ أعتذارَهُ،
بل وأَصبحَت قِصتهُ الأَكثرَ تداوَلاً على مُواقِع التواصُل لفترةٍ طويلة..

'تـينا' أصبحَ لقباً لكلٍ مُخادعٍ بشكلٍ فكاهي
وعبارةُ 'أتظنني طالبة بمدرسةِ فتيات!' للتعبيرِ مزحاً عن قِلة الانتباه!

هيَ كانَت بلا إرادةٍ منها تنتظِرُ أعتذارَهُ الموعود سراً، بِلا أن تسأَلَ أحداً عنهُ أو تلفِتَ الانتباه.
لكنَ يومهُ ذاكَ قد طالَ جداً وتأَخرَ حتى بعدَ انتهاءِ حفلاتِ التخرُجِ هذا العام..
ومايليهِ.


~


الرومنسية ليفل ماكس عند تاي🌚😭







His name is Tina!|t.s.k.oحيث تعيش القصص. اكتشف الآن