١٤

7.2K 517 84
                                    

اليوم استيقظت من جديد ووجدت نفسي في حضنه وأثر دموعي على صدره، لقد مرت أربعة أيام لا أتذكر منها شيء غير البكاء، فولكان الذي اعتقدت أنه سوف يقتلني إذا لمحني بعينيه... هذا يجعلني أكره نفسي أكثر.

يجب علي زيارة أمي في المستشفى فقد اشتد مرضها ولم تخرج حتى الآن، قد لا تسعد لرؤيتي لكن أنا أريد رؤيتها... صحيح أني أكره تسلطها علي وتصرفاتها وأنها لم تدافع عني يوماً ولكني وُلِدت منها... لا أستطيع فقدان مشاعري نحو أمي.

سحبت نفسي ببطء من بين ذراعي فولكان لكنه استيقظ بسهولة، اِلتقت عيوننا لكن لم أجرؤ على إطالة النظر، همست وعندها اكتشفت أن صوتي مبحوح "آسفة لأني أيقظتك..."

"كيف حالكِ اليوم؟" همس بلا تعابير فأجبته بينما أنهض "أرغب بالموت... شكراً على سؤالك"

فتحت غرفة الخزانة تلقائياً لأطقطق بلساني باِزعاج، عاودت الاِلتفاف إليه قائلة "نسيت أني لست في البيت"

نهض بهدوء وأرجع شعره للخلف "ماذا تقصدين بأنكِ لستِ في البيت؟"

زفرت أنفاسي بإرهاق "آسفة... لكني لا أعرف مكاني بعد... لا في بيت عائلتي... ولا في بيتك..." همست بجملتي الأخيرة عندما بدأ صوتي يخونني ويرتجف... لكني لم أعد أجرؤ على البكاء أمامه حتى، سوف أبدو تلك الفتاة التي تحاول نيل استعطافه، ولا أريد أن أبكي في نومي أيضاً ولكن لا أستطيع.

"أنتِ زوجتي... وهذا بيتك حتى لو كنت غاضب منكِ... لا تصنعي خيالات وقصص فقط لأنكِ لم تجدي جميع أغراضكِ هنا"

"لا يمكنني استيعاب الأمر... لماذا مازلت هادئ حتى الآن رغم كل ما فعلته!؟"

أعطاني نظرة باردة ليتلفظ "ولن تستوعبي أبداً لأنكِ لا تحبين أحد غير نفسك... لا أريد التحدث أكثر وجعكِ يكفيكِ"

"رجاءاً لا تنظر إلى وجعي وقُل ما تريد... أستحق ذلك هيا!" قلت ومسحت الدموع المندفعة سريعاً، كنت أكره نفسي، اشعر بالندم وكل شيء بشع، أردته أن يأخذ حقه مني بعد كل ما فعلته...

نهض واقترب إلي ليتفوه "لماذا لستِ مسرورة على أني هادئ الآن ولم أنتقم منكِ؟ أنا حقاً لا أفهمك" تخطاني وفتح الخزانة لأعاود محادثته "أنا التي لا أفهم... هل تريد أن تكون جيد حتى تزيد علي ندمي؟"

"عليكِ أن تكوني مسرورة لقد فزتِ... مازلت أحبك... لكني لن أثق بكِ مجدداً..."

عقدت حاجبي بغضب "ما الذي تحاول قوله؟ بماذا فزت أخبرني؟ هل ترَ أي جائزة هنا! لقد خسرت كل شيء... كل ما أردته هو أن أعيش حياتي بنفسي وليس تحت رحمتك! لقد أخبرتك مئات المرات أني لا أريد هذا وأنت تعرف جيداً أني ذات عقل صغير"

استدار إلي بوجهه المكفهر واستطرد "مازلتِ تحاولين جعلي أغضب؟ لقد خططتِ لكل شيء وهربتِ مني عندما كنت أستعد للزفاف ماذا تعني هذه الحركة؟ كيف لي أن أعرف مالذي كان في عقلك أو مَن؟... أنتِ أخبريني لماذا هربتِ بعدما تعلقت بك ووضعت أكبر سر لدي في يديكِ حتى أني أظهرت مخاوفي وكل جوانبي لكِ! لقد وثقت بك! لقد كنت مُغرم... كنت لأدمّرك صدقيني لكني لا أستطيع التفريط بكِ... كوني مسرورة يا جحيم لقد حصلتِ على ما تريدين"

|| انطفأت النجوم ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن