٦

8.6K 591 102
                                    

إفتقدت ذلك الوقت الطويل الذي كنت أقضيه مع السماء ونجومها، لقد ابتعدت عن هواياتي وأصبحت أنام دائماً لأنه أفضل مهرب من الواقع، كنت أفكر في ذلك بينما أمشط شعري أمام المرآة، نصف ساعة وسوف يصل فولكان.

قطع تواصلي مع نفسي دخول أمي الغرفة، وقفت خلفي وابتسمت بشموخ "أنظري لنفسك كم أنتِ جميلة… أراهنكِ أن الفتيات ستعضن أصابعهن من الغيظ في يوم زفافك"

وضعت المشط مكانه وحادثتها ببهوت "أنا لست جميلة، أنا فقط أنا، ولا أريد أن يعض أحدهم أصابعه، أريد أن يستمتع الجميع في يوم جنازتي… أعني زفافي"

"هيلفي لمَ مازلتِ تعتقدين أنه مجرد ثأر وأنكِ الضحية، ليس هناك فرق، بكل الأحوال كنتِ ستقابلين رجل وتصبحين زوجة"

ابتسمت بسخرية "أجل لا فرق أبداً… خصوصاً أني أختار شريك حياتي بنفسي، شخص يحترم رأيي بالكامل ولا يعتبرني نعجة باعها أهلها بسهولة، رجاءاً لا تضحكيني"

"أنتِ تبالغين" همست بملل ورحلت، وماذا سيبقى لدي إن لم أدافع عن كياني؟ إنهم لا يفهمون أبداً، ولكن لا بأس، لقد اقتربت الحرية.

أخبرني ويدلر أن أستمتع بوقتي قدر الإمكان هذه الفترة وألا أصنع المشاكل، أن أدعيّ أني استسلمت حتى لا يشك أحد، أن أكسب ثقة فولكان وأكتشف نقاط ضعفه، وسيبحث عني في المكان الخطأ، لأننا سنضع له دليل مزوّر عن مكاني.

رغم أن ويدلر سيلغي كل شيء إذا أردت، سأقوم بهذه المغامرة ومعاملته لي ستحدد طريقي النهائي، لم أُرِد أن أصبح هكذا يوماً لكن هم من طلبوا هذا، هذه حياتي أنا، لن أعيشها كما يريدون.

كنت أرتدي فستان رمادي ومعطف مناسب، لم يكن لدي شيء آخر لمناسبة كهذه، خرجت للحديقة وشاهدت فولكان يتحدث في الهاتف، أخذت نفس عميق وتمتمت "اعتبريه خطيبكِ الحقيقي… تماسكي"

أعطاني نظرة خاطفة وأكمل حديثه، اتجهت إليه وأنا لا أجيد كيف أتصرف حتى أن مشيتي تغيرت، أنهى المكالمة على الفور لأجبر شفاهي على الاِبتسام قائلة "مرحباً"

تمنيت أني لم أنطق عندما بدأ يحدق بي، أشعر أنه يقرأ أفكاري وأنه اكتشف خطتي، لذا حاولت فعل أي شيء يبعدني عن هذه الفكرة "أ_مع مَن كنت تتحدث؟"

وضع يده خلف ظهري ليحثني على السير نحو السيارة وأجاب "بعض المساعدين، ليجهزوا مكان الزفاف وبطاقات الدعوة وكل شيء… هل وجدتِ فستان جيد؟"

"ليس بعد… أعني كنت منشغلة، كنت أدرس… أتساءل إذا كان من الممكن أن نؤجل الزفاف لبعض الوقت حتى لا نقوم بكل شيء على عجلة"

جلسنا في السيارة وكنت متوترة بشدة لاني لا أتصرف على طبيعتي، ثم نظر إلي ببرود وقال "أجل أعلم أنتِ منشغلة دائماً… كنتِ تدرسين مع ويدلر في المطعم"

|| انطفأت النجوم ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن