٣

8.5K 609 93
                                    

أمسكت يدي حتى تجذب انتباهي وتوقفني عن اللعب بالشوكة لتتفوه بحدية "نحن لا نتحدث عنها... موضوعنا هو أنتِ... ما أردت قوله هو... فولكان فورد يرغب بالزواج منكِ..."

ابتلعت ريقي وحاولت الحفاظ على قناعي البارد لأنظر مباشرة بعينيها قائلة "لست موافقة"

حملت يدها عني متنهدة لتتلفظ وهي تحدق بخاتمها "زفافكِ بعد أسبوع... رأيك لن يغير شيء"

كززت على أسناني حتى أمنع تلك النيران عن الخروج فحاولت التحدث بهدوء "ماذا تعنين؟ هو يرغب بالزواج بي وليس بظلي لذا بالطبع عليكِ أخذ رأيي"

هزت رأسها بأسف "ليس هذه المرة... الأمور معقدة... الآن حياة أخيكِ تعتمد على ذلك"

بدأ الحزن والغضب يؤلمني كأن جمرة عالقة في حلقي وبقيت أنظر إليها بحقد قابضة على يدي فاستكملت بهدوء "لقد دخلنا بمتاهات وأراد قتل كل واحد منا لأن داش قتل قريبه عن طريق الخطأ لكن... في النهاية تم حل المشكلة بنقاش سلمي وتوصلنا للمخرج الوحيد من نيران الثأر_"

قطعتُ جملتها عندما ضربتُ قبضتي بالطاولة بقوة لأحمل حقيبتي وأنهض بسرعة وبالكاد أحبسُ دموعي فلحقَتْ بي باِستعجال وهي تطالبني بالتوقف لكنها لم تتمكن من إمساكي لاِرتداءها الكعب العالي خصوصاً عندما أوقفها النادل لأنها لم تدفع.

اختبأتُ خلف المبنى قبل أن تجدني وكانت تصرخ بإسمي باِستمرار وشاشة هاتفي تضيء بسبب اتصالها لكن لم يكن لدي رد، لم أرغب برؤيتها أو جعلها ترى شكلي الضعيف، إلى أن سمعت محرك سيارتها يبتعد فمسحت دموعي قبل أن أثير جلبة النظرات.

ها أنا أتصل على ويدلر من جديد لكنه لم يجبني، الآن لا مكان أختبئ فيه، لذا حملت أوجاعي ومشيت أبحث عن أي مكان تمكنني الاِستراحة فيه حتى قادني الطريق إلى ملعب أطفال فارغ، جلست على أحد الكراسي وقد شرد عقلي بالأراجيح التي تهتز وتصرصر بخفة مع الرياح.

أطلقت نحطة متعبة لألاحظ ضوء هاتفي مجدداً، هذه المرة أبي من يتصل، طقطقت بلساني باِنزعاج ولم يعد في عقلي ذرّة وِقار لأجيب "ماذا الآن! ..."

"أين أنتِ بحق الجحيم!! لماذا لا تجيبين على اتصالات أمك!" صاح بي كالعادة فابتسمت بلا مبالاة قائلة "وهل تهتم؟ أنت تحب الجحيم لدرجة أن إسم ابنتك الوحيدة يبدأ به_"

بتر كلامي بكل غضب "هيلفي إن لم ترجعي للبيت خلال عشر دقائق سوف_" قاطعته كذلك بصياح "إذهبوا للجحيم! أنا لن أتزوج هذا الرجل حتى لو نَحرتَني! لم يعد يهمني أي شيء ولم أعد خائفة من شيء ولنرى ماذا يمكنك أن تفعل" قطعت المكالمة تحت صراخه بكل برود، فكما قلت لم يعد في عقلي ذرة وقار، مازلت قطة خائفة ومازلت أرتجف عندما أتخيل أبي أمامي لكن هذه المرة لدي مخالب وأنياب.

"ها أنتِ ذا" صوت ما سحبني من دوامة أفكاري وكان ذلك فولكان وهو يجلس بجانبي، لم أنتبه على مجيئه أبداً، كان بارد التعابير ولم ينظر إلي بينما أنا أردت تمزيقه بأسناني.

|| انطفأت النجوم ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن