١٧

6.8K 517 105
                                    

"آسف أعلم أن أمري مريب... أُدعي دارسي لقد أردت مساعدتك... أنا أعرف بعض الأشياء"

حركت رأسي بتساؤل فأكمل هو "أنا محقق... لقد كنت هناك في القسم عندما قُتِل أخيكِ"

ابتلعت ريقي ولم يكن لدي شعور جيد نحوه، عينيه داكنة السواد لا يمكن للمرء قراءتها، لهذا سأعتمد على شيء آخر "لماذا تساعدني؟"

نظر حوله وأجاب "لا أستطيع التحدث هنا"

"وأنا لا أستطيع التحدث مع شخص غريب مثلك... يمكنك قول ما تريد هنا والآن"

"حسناً... أستطيع تسريب المعلومات لكِ من المحققين"

لم تتغير ملامحي الجدية "هذا يعني أنك لا تملك أي معلومة بعد... ماذا تريد مني بالمقابل؟"

ابتسم واستطرد "أنتِ ذكية أحياناً... أريد فقط أن أكون قريب من أعدائي... وعائلتك مشكوك جدا بأمرها"

"أنا لا أريد تضييع وقتي أكثر... إبتعد عن طريقي"

أوشكت على الرحيل لكنه أمسك معصمي وتحدث "أستطيع تتبع أرقام الهواتف! أستطيع إيجاد مادلين"

حدقت بيده بغضب لكنه رفعها عن معصمي سريعاً واكمل كلامه بجدية وخفوت "كل ما أريده هو خيط واحد يوصلني لأبيكِ... لن يعرف أي أحد أنكِ ساعدتِني"

أخذت أنفاسي وتلفظت "... إبتعد عن طريقي ولا تسبب لي المشاكل"

"إستمعي لي... فكري بالأمر مجدداً!!"

"أنا لا أحتاجك!" صُحت بغضب ومشيت بسرعة مبتعدة عنه، وساوس هذا الرجل أخافتني، لثانية واحدة كنت أريده أن يجد لي مادلين... لكنه يطلب شيء صعب بالمقابل.

عدت للبيت بسيارة أجرة، كنت أعاود رسم الزر في المفكرة وأنا جالسة في المقاعد الخلفية طوال الطريق، ثم وضبت أغراضي في حقيبتي وعندها رأيت بطاقة في الداخل، ذلك المحقق دسّ رقمه في حقيبتي، اردت رميه من النافذة لكن كنت مترددة بشدة لأن ما عرضه علي مغرٍ، قررت الإحتفاظ به لبعض الوقت وهممت بالنزول عندما وصلنا للبوابة.

شاهدت فولكان واقف في الحديقة ويدخن، عندما اقتربت أكثر رأيت بعض السجائر المنتهية والمدهوسة على الأرض، رمى آخر سيجارة واستطرد "لقد عدتِ سريعاً... ألم تشتري شيء؟"

"لا... فقط أقلام تجميل"

همهم ببرود وعاد للداخل حيث كان الباب مفتوح، عاودت النظر إلى العشب المليء بالرماد لأبتلع ريقي بتوتر، تبعته للداخل وكان يصعد الأدراج نحو غرفة المكتب، قلت بصوت مرتفع حتى ألفت انتباهه "هل أنت غاضب مني؟"

توقف وتلفظ ببرود "هل أبدو غاضب؟"

"أجل" قلتها بصوت منخفض "أنت تدخن فقط عندما تغضب... وحدقتيك تضيقان بشدة"

"وأنتِ تكذبين... أنتِ لا تضعين مستحضرات التجميل"

"لماذا أُضطر إلى الكذب!"

|| انطفأت النجوم ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن