ها قد بدأنا

28K 986 463
                                    

هناك الكثير من البدايات الجميلة، لكن لم يكن لدي حظّ بواحدة منها... أنا لست أميرة عصري، لست جميلة الجميلات، أنا فقط فتاة كانت بدايتها سيئة.

... عيون سقطت علي كالصواعق لكنها لم تكن من السماء...

إنها واحدة من الأيام التي أكرهها حيث تقوم أمي المدعوة إيدنا بجمع زوجات رِفاق أبي والأقرباء في بيتنا وتستضيفهن ضيافة الملكات، حتى أن جلالتها تجعلني أساعد الخدم في ترتيب كل شيء واختيار الملابس تحت إشرافها فقط لأجل هذه الجلسة المملة في غرفة الضيافة، رغم أن أمي تعرف جيداً أنهن قد تقتلن أطفالها إذا شعرن أنها أفضل منهن.

أنا لا أنتمي لهذا المكان أبداً، رغم أن الغرفة واسعة أشعر بالإختناق، هاقد بدأت ذات المكانة الأكبر من ضيفاتنا بالحديث عن زفاف ابنتها مجدداً، كان ذلك منذ شهر وحتى الآن تقول نفس الحكايات.

كنتُ موجودة في الزفاف، أوزع ابتسامات زائفة وأتبادل الجراثيم مع من يصافحونني، وكنت أتأفف بضجر في الخفاء، كان أسوأ زفاف حضرته لأن طبقة المدعوين تجعلهم متكبرين وتجعلني أكرههم بالرغم من أننا في المكانة نفسها من المجتمع ففي النهاية أنا من عائلة سادنهوب، ملوك التجارة... بالمخدرات.

قرصتني أمي عندما غصت في شرودي لأرسم ابتسامة خفيفة صفراء فقد بدوت حمقاء كفاية أمام النساء المخمليات، أعتقد أني سأتلقى محاضرة طويلة عندما ترحلن.

لحظتها اهتز هاتفي وأنقذني من لسعات أمي ورمقاتها، كان المُتصل أبي، كنت أريد أي معجزة تخرجني من هذه المنطقة المليئة بالأفاعي فأجبت بعدما نهضت مبتعدة عنهن "مرحباً"

حادثني بنبرة مرتفعة كالعادة "هيلفي أتركي كل شيء من يديكِ حالاً! أأنتِ في البيت؟"

خرجت من الباب الخلفي نحو الحديقة لأتابع "أجل ماذا هناك!؟"

"اتجهي لمكتبي على الفور الأمر مُستعجل، افتحي خزانتي وستجدين حقيبة سوداء إياكِ أن تفتحيها، يجب أن توصليها إلى آل فورد سأرسل عنوانهم الآن، سأعتمد عليكِ لمرة واحدة في حياتي! إذا أخفقتِ سيكون يوم جنازتك!"

عقدت حاجبي باِنزعاج لأتفوه "ولمَ أنا! أين إبنك داش وأين ويدلر! أين رجالك ألم تجد غيري!"

زمجر في الهاتف "إخرسي لا تضيعي الوقت وافعلي ما قلته! لسنا متفرغين لشيء كهذا!"

أغمضت عيني متناسية إهانته فأجبت "حسناً... يمكنك الإعتماد علي"
إذا وُلِدَت فتاة في عائلة كهذه، يجب أن تتعلم برودة الأعصاب، اللسان الطويل لن يفيدها أبداً، أول مرة يَطلُب مني أبي شيء يخص العمل وعلي تنفيذه بما أنه هددني وبما أنها ستكون حُجة ذهبية حتى أهرب من اجتماع النساء هذا.

استأذنت منهن وبدأت أمي بالتذمر من زوجها لونجن لأنه يجعل ابنته تقوم بأعماله رغم جميع الرجال الذين يعملون تحت يديه، أنا معها بهذا الكلام فلست مقتنعة بعد أنه لا يوجد شخص بينهم متفرغ لينقل الحقيبة غير ابنته الضعيفة...

|| انطفأت النجوم ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن