٤

8.6K 630 135
                                    

لا أعلم لمَ خطر ويدلر على بالي فورما فتحت عيني هذا الصباح، لم أره منذ فترة طويلة ولا أعرف شيء عنه... أشعر أنه بورطة مثلي تماماً.

كان هو السبب الوحيد الذي جعلني أنهض عن سريري وعندما عثرت على هاتفي بين موجات البطانية اتصلت به على الفور.

"كيف حالكِ؟" قالها قبل أن يسلم فأجبت "بخير... أنا قلقة بشأنك أنت لم ترجع للبيت منذ فترة"

"لا تقلقي بشأني يجب أن تفكري بنفسك الآن... سأرجع قريباً... أعدكِ سوف أعثر حينها على أفكار للتخلص من فولكان"

"ماذا كنت لأفعل من دونك... إنتبه لنفسك أرجوك"

أنهيت مكالمتي وقفزت من سريري حتى أجهز نفسي للجامعة، لست أحبها لكنها تجعلني أهرب من هذا البيت دائماً.

كان يوم جامعي ممل بشدة، لم أستطع فهم أي كلمة من المحاضرات فعقلي بالطبع مشغول بالخاتم الذي سيخنق إصبعي قريباً، كان يفترض بي أن أخرج من البيت قلباً وقالباً لكنه ليس أمر بسيط يُنسى بسرعة.

انتهت المحاضرة وعلى الفور نهضت من مكاني حتى أخرج من هنا لكني سمعت من يصرخ "يا أنتِ!"

حاولت تجاهل الصوت ظناً أنه لا يقصدني لكن شخص ما أمسك بكتفي "لقد نسيتِ حقيبتك"

استدرت وشاهدت النسخة الأنثوية من ويدلر أمام عيني، كانت فتاة مُكحّلة العيون لكن تسريحتها صبيانية ولديها الكثير من الأقراط في أحد أذنيها وتلبس الجلد الأسود.

وضعتْ الحقيبة في يدي بعدما تصنمتُ أمامها فحركتُ رأسي بخفة قائلة "شكراً لكِ!"

أوشكتُ على الرحيل فقالت بسخرية "ما خطبكِ يا فتاة ألا تنتبهين أبداً! لقد سرقت محفظتك"

تنهدت لآخذها من يدها وخرجتُ من القاعة بإحباط لأجدها تمشي بجانبي بنفس سرعتي، حدقت فيها باِستغراب لتبتسم "إذاً ما اسم قليلة الإنتباه؟ أنا أليس بالمناسبة"

ابتلعت ريقي بتوتر ولم أعلم كيف سأجيبها لأني أملك إسم مثير للسخرية، لكن في النهاية لست أنا من اخترته وأجبت بلا مبالاة "أُدعى هيلفي"

شهقت لتضرب قبضتها بكفها وتتلفظ بذهول "أنتِ أخت ويدلر! إنه يتحدث عنكِ دائماً"

"أتعرفين أخي!؟"

"بالطبع أعرفه نحن نتسابق دائماً بالدراجات، إنه صديقي! لا شك أنه أخ رائع"

ابتسمت بخفة "إنه كذلك... إنه الشخص المفضل لدي"

همهمت لتضع ذراعها خلف رقبتي قائلة "دعينا نأكل شيء، أريد التعرف عليكِ أكثر يا قليلة الإنتباه"

حركاتها المزعجة وشكلها المتمرد يعجبني حقاً، إنها نسخة عن ويدلر كأنهما توأم ضائع، لهذا قبلت دعوتها بكل سرور وجلستُ أكتشف هذا الكوكب الأسود الجميل، كانت تأكل كميات كبيرة من الطعام وتثرثر كثيراً كأنها تعرفني من ألف سنة، لكن لم أستطع إخبارها الكثير من الأشياء عني لأني لست مليئة بالأسرار، أنا فقط مثل ظِل على الأرض.

|| انطفأت النجوم ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن