الفصل السادس

32 8 2
                                    


#غيث
الفصل السادس
________
بعد مرور ساعتين :-
فارس: (اعتدل في جلسته منصتاً بإهتمام) سمعتوا الصوت داا !!
سيدرا : انا ما....
أشار لهما بيده للصمت و النهوض من على الأرضية الصلبة ..و مالبثوا أن أطاعوا أوامره حتى فُزعوا من صوت ضجيج مرتفع يخرج من الطابق السفليّ تبِعه صوت تكسير و دقٍ على الخشب بعنف شديد
فارس : خليكوا هنا لغاية ماشوف ايه اللي بيحصل تحت
سيدرا : هو ايه اللي خليكوا هنا !
اروى : أيوة احنا ...احنا خايفين طبعا بس لأ ماينفعش... هننزل معاك 
أنهت جملتها و اقتربت أكثر من جسد سيدرا بقلق و قبل خروجهم من الغرفة كانت مُمسكة بيدها تحاول استمداد قوتها منها  ....
أخد الصوت في الأسفل بالإزدياد ، لم يكن لديه الصبر الطويل لمواكبة خطواتهم البطيئة جدا  فتحرك مبتعداً عنهم ، تأففت سيدرا بحنق و هي ترمق أروى بملل شديد بسبب تشبثها المبالغ فيه و إعاقتها عن الحركة السريعة ... تركهم فارس و هبط مسرعاً  وعند وصوله لأعلى السُلَم الطويل وقف مدهوشا مما يحدث أمامه
أروى (بصدمة)  أحييه لأ !!!!
سيدرا : (تحركت وحيدة بدون أروى و تقدمت للأمام لتقف خلف فارس بخطوةٍ واحدة)  انتوا بتعملوا اييه ؟؟  للدرجة دي ماعندكوش الجرئة تقفوا قدامنا و بتستخبوا ورا الخشب الاهبل داا  !! لو تفكيركوا المريض خيلكوا ان كل الكلام دا هيخوفنا ف احنا مابنخفش على فكرة !!!
فتوقف الصوت فجأة ...و ترصدتهم أعين الأشخاص المُلثمين من كل الجهات
فارس (تراجع تلك الخطوة الفاصلة بينهما  للخلف ليبقى فى مستواها) أظن لازم تخافي دلوقتي ، احنا لو اتحركنا خطوة واحدة لقدام مش عارفين ايه اللي هيحصل ...فبلاش عِند في المواقف اللي زي دي و يلا على ورا
سيدرا : ماتثبت كدة !!  ليه الرَهبة دى مايقدروش يعملوا حاجة
كانت على وشك إكمال حديثها قبل أن تنضم أروى إليهم و تهتف : أنا شايفة انه بيتكلم صح ... احنا مش ضامنينهم و بعدين مش شايفة كَم الاسلحة اللي معاهم ..مش هينفع نخاطر بحد فينا عشان نثبت لنفسنا أو نثبتلهم اننا مش خايقين ...ماينفعش يا سيدرا !
فارس :(أردف هامسا و هو ينظر) اجروا ! 
سيدرا : ايه ؟!
فارس (صرخ فيها بقوة) بقولكوا إجروا بسرعة !!
و في أقل من ثانية قبل استيعاب كلماته تآوهت بألم بعدما أطاح بجسدها هي و أروى أرضا  فمالبثت أن سَمِعت صوت طلق ناريّ عنيف خلفهم ، زحفوا على بطونهم مُسرعين حتى وصولهم لأقرب غرفة مُجاورة
*-*-*-*-*-*
أحمد : (بابتسامة واسعة) ايه دا ..ايه دا ..يا أهلا و سهلا  المستشفى نورت والله
هايدى  : متشكرة جدا ، انا بس كنت عايزة فارس
احمد : أيوة بس فارس واخد اجازة النهاردة على ما أظن !
هايدى : أيوة مانا عارفة بس أصل هو قالي الصبح إنه عنده شغل مهم وهيرجع على البيت بعدها على طول  ..ولغايه دلوقتي لسه مارجعش فممكن بس توديني عند مكتبه جايز نلاقيه هناك عشان مابيردش على موبايله 
احمد: لا مش فى المكتب انا لسه جي من هناك ، بس عادي ماتخافيش هو ساعات شغله اللي برا المستشفى بيطول كدة وخصوصا لو حاله حرجة يعني ف ان شاء الله خير
هايدى: طب ... معلش هتعبك معايا ، لو جه هنا المستشفى ابقى كلمني ضروري او قوله يرجع بسرعة ..أو أقولك قوله يكلمني هو أسهل !
احمد :  أنا ماعيش رقمك  يا هايدي عشان اكلمك أصلا !
هايدى (ضغطت على حزام حقيبتها بحرج) بس انت معاك الرقم الارضي  ، انا هكون في البيت ..ابقى كلمنى عليه وهتلاقينى رديت على طول ...لو سمحت ماتنساش ، عن اذنك واسفة على الازعاج
احمد:  استني بس.....
لم تنتظر إكمال جملته  بل أدارت وجهها و غادرت مُسرعة
أحمد (وضع كفيه بين جيوب معطفه الطبي الأبيض)  وربنا بتحبني بس مكسوفة !
*-*-*-*-*-*-
استند بجبهته على الباب و هو مغلق العينين مستمعاً لحديتهم اللامتناهي
اروى (بصوت مرتبك يملؤه الرعب) : لا انا مابقتش قادرة استحمل الضغط دا كله ، حرام كدة انتوا ماشفتوش الراجل كان بيبصلنا ازاى من ورا الشباك ! و كأننا قتلناله قتيل !!
سيدرا: ممكن تهدي شوية بقى و تخلينا نعرف نفكر !!
أروى : انتي مش ملاحظة أننا من ساعة ماتقابلنا و كل واحد بيقول للتاني يسكت عشان نفكر و في الآخر مابنوصلش لحاجة !!  و بعدين هما هيستفادوا ايه لما يحطوا الخشب دا  يعنى مش فاهمة 
فارس :  عشان يسدوا كل الفتحات اللي موجودة فى البيت و مايبقاش فى أي مفر للهروب أو على الأقل أي محاولة ولو حتى كانت فاشله للخروج من هنا ، زى ما حضرتك عملتي الصبح ب رِجل الكرسي العظيمة .... الراجل اللي كان واقف بعيد بيتابعهم كان مركز معانا بشكل مش طبيعى ونظراته المتُسلطة علينا دي قصدانا احنا التلاتة ....يعني احنا موجودين هنا عن عمد ...و مش هيخرجنا بسهولة
أروى : ليه طيب عملناله اييه احنا عشان يحبسنا بالطريقة دي !! أنا والله ماعملت حاجة استاهل عليها كل داا تلاقيكوا انتوا الاتنين اللي مقصودين وانا اللي جيت فى الرجلين
سيدرا : لا والله !! لو كنتى جيتي فى الرجلين فعلا كان ايه اللي هيخليه يكلمك و يطلب منك تيجي هنا زى ما حصل معانا بالظبط ، ايه صدفة دى كمان زى ما كانت صدفة اننا نتجمع فى وقت واحد !
اروى : كل دا مايهمنيش ، أنا اللي يهمنى اني متأكدة من ان عمرى ما ظلمت حد ولا عملت حاجة وحشه فى حد عشان استاهل العقاب دا ..
فارس: ( أردف بهدوء مميت موجها حديثه لأروى المنفعلة ) ايه اللي جابك هنا ؟!
اروى : ----------
فارس : واكيد نفس الشخص اللي كلمك ...
أروى : الظاهر كدة .. !
*-*-*-*-*-*-
فى منتصف الليل ...
اروى : ( بتأفف) مش عارفة مافيش شبكة هنا ليه !!
فارس : بديهياً مش هيسيبولنا فرصة نتصل بحد يعنى ! طبعا حاطين أجهزة تشويش للشبكات !
فارس : (وجهه أنظاره لسيدرا الهادئة على غير عادتها ليهتف بها قائلا ...) اا...مالك ؟!
سيدرا (هتفت بحرج) : بصراحة ....أنا ...أنا ماكلتش حاجة من الصبح و.....
فارس (أطلق تنهيدة عميقة و أعاد النظر لأروى) وانتي كمان  !
أروى : آآ...لأ ...آآ آه بصراحة
......
سيدرا : استنى هنا رايح فين !!
فارس : (رفع كتفيه بلامبالاه) رايح أدور على أكل ! 
يتبع ...
#نسمة_حمدي
الvote و رأيكوا لو سمحت ❤❤

غَيثْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن