#غيث
الفصل الثامن و العشرون
_____
يجلس على كُرسيه الهزاز بالغرفة التي تخلو تماماً من مصادر الأشعة المُضيئة و يُمسك بالمفتاح الخاص بإنارة ذلك المصباح الصغير ، يُضيئ و يُطفئ.....يُضيئ....ثم يُطفئ .....
يُضيئ ....《Flash Back》
____
1)
=: انت ابن خالي وبعتبرك اخويا واغلى من اخويا كمان يا غيث .... قولي بس انت عايزني اعمل ايه وانا هعملهولك من غير تفكير ، وخليك واثق اني على طول هكون في ضهرك ، ماتخفش ... انا مش زيها و الدم عمره ما هيبقى ماية
_________
2)
=: انا جبتلك المكان المناسب و ظبطت كل حاجة ، صدقنى دبة النملة مش هتوصله ..انت بس اتحرك بسرعة
_________
3)
=: في حاجة أنا نسيت اقولهالك يا غيث أو ...يمكن انت ماخدتش بالك ، اروى عندها فوبيا من الضلمة و انت عارف سيدرا بتخاف من ايه كويس أوي
_________
4)
=: غيث اسمعني ، انت لازم تتحرك من المكان دا فوراً ..في ناس جايين على هنا ، لو ماتحركتش خلاص نص ساعة كل اللي عملناه هيروح فشوش ، انقل على المكان البديل دلوقتي حالاً
.
.
.
.
تسير بشوارع الأسكندرية المُطلة على البحر مباشرةً غير عابئة بهيئتها الغير مُهندمة أو بنظرات القلة القليلة من البشر السائرين حولها أو باشتداد الهواء الذي يدفعها بقوة في الاتجاه المُعاكس ، بدأ شروق الشمس منذ لحظات قليلة و لم تجف دمعاتها الغزيرة من على وجنتها مُطلقاً ، رغم ارتجافها الظاهر و تشنج بدنها الا أنها بدأت بالركض للأمام بقدمٍ حافية تترك خلفها بصمات من الدماء صعبة المحو ، كل ما يدور بذهنها الآن هي ذكرياتها القليلة مع والديها و الاحساس بالدفء بين أحضان والدها الحنون و نظرات السعادة و الشغف بعيني والدتها ، استندت بكلتا يديها على السور الرمادي تستعيد أنفاسها الهادئة بعد اضطرابها ، عقدت خصلاتها بفوضاوية ثم جلست أمام الأمواج مولية للطريق ظهرها ..و مُنكمشة فاقدة للاحساس بالأمان ..
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-
مازال سيل الذكريات يدور بخلده فاعتدل بجلسته و وضع رأسه بين كَفيه و ضغط عليها بقوة محاولاً اقناع نفسه بأنه دائماً على صواب .. و أن شقيقته صاحبة تلك الكلمات ..قليلة الخبرة لا تفقه شيئاً
[ =: اخويا و اللي المفروض سندي ومَثلي الاعلى في كل حاجة ، عمل كل دا عشان ياخد حقنا وينتقم من اللي ظلموه ؟!! انت ...انت مين اصلا عشان تحاسبهم !! مستقوي نفسك ليه وعشان ايه تعمل كدا انت ماحدش طلب منك حاجة !! و..و سيدرا ...
انت مافيش فرق بينك وبين الراجل اللي عمل فيا كدة يا غيث !! ماتتكلم ماتفضلش ساكت !!
هو انا مش اختك الصغيرة ، بس اول مرة احس انك ضعيف و لازملَك وقفة و لازم حد يوجهك و يعرفك الصح من الغلط ! انت فاضل ايه ماعملتوش و هتعمل ايه تاني بقى يا اخي حرام عليك ورطت نفسك و ورطت ابن خالك اللي هتروح معاه في ستين داهية و هتوصلوا لحبل المشنقة سوا .....قرابة ايه اللي تخليه يشاركك فى كل دا ؟! اتعصبت ! هتضربني هتزعقلي زيهم ، هتموتني حتى ... كل دا مابقاش فارق معايا ...أنا ماليش قعاد معاك تاني يا غيث ...انت ماحدش يآمنلك على نفسه ولا حتى أنا ، على الاقل أبوك اللي بيضربني و اللي مابيطقنيش ماوسخش ايده بالدم و مابقاش قتال قتلة ..... و لو ماصلحتش اللي عملته ، اعتبرني مش في حياتك و ان دي آخر مرة تشوفني فيها ...]
.
.
.
.
سيدرا : عم محمد ، ياا عم محمد ..
خرج حارس العقار من غُرفته الصغيرة بنعاس و هو يتثاءب قائلاً
: إيوه مين ؟!
سيدرا : (بارهاق) سيدرا يا عم محمد
-: إهي ؟! فينك يا استاذة دي البلد دَهيا كلتها مجلوبة عليكي !!
سيدرا : مش وقته الكلام دا و النبي ، انا بس عايزاك تجيب نجار يكسرلي باب الشقة عشان ماعيش المفتاح ..
-: دلوجيتيّ ؟! دا النهار لسة ماشجشجش مش هلاجي حد فاتح من صباحية ربنا ؟!
أغمضت عينيها بارهاق اكثر و بدأت بالاحساس بتخدر جسدها ببطء فصاح هو فزعاً منادياً على ابنته الكبرى لمساعدته و إجلاسها علي مقعد خشبي قريب
-: خلاص ماتشيليش انتي هم يا أستاذتنا ، أني هروح ومش هرجع غير لما اجبلك حد يفتحلك الباب دَهون ، انت يابت ..خودي الاستاذة جوه هاتيلها اي حاجة تشربها ولا تاكلها ..شكلها هفتان خالص
بعد ما يُقارب الساعتين حضر مُجدداً و برفقته عاملٍ ما و تم فتح باب منزلها الثمين و استبدال الجزء الخاص بالمفتاح بآخر جديد ، دلفت للداخل و احضرت ورقات من المال اعطتها لكلتا الطرفين و تمتمت بكلماتٍ شاكرة بعدها هرولت نحو غرفتها و ارتمت على فراشها الوثير و بعد وهلة كانت تغط بنومٍ عميق
.
.
.
.
انتفض من الفراش بقوة كان على أثرها جُرجت يده من الحقن الخاصة بالمحاليل الطبية ، التفتت شقيقته نحوه و صاحت بلهفة
- : فارس !! حبيبي في ايه اهدى !! انت كويس ...حاسس بحاجة تعباك !
دار بنظراته الزائغة في المكان حوله و أدرك بأنه بمستشفى ما ... تمعن النظر في شقيقته و شقت ابتسامة سعيدة ملامح وجهه لكن دار بذهنه ملامح أخرى مُرتعبة و كلمات كانت تصله من بعيد ...
"فارس و النبي ماتضعفش بالشكل دا في الآخر ..أنا جنبك خرجنا و كويسين ...ماتخفش هنروح على المستشفى و كل حاجة هتبقى تمام "
_____
احمد : قولنا بس انت بتدور على ايه واحنا هنجيبهولك لحد عندك ، مافيش داعي تتحرك من مكانك
فارس : س..سيدرا ..فين سيدرا ؟!!!
يتبع...
#نسمة_حمدي
أنت تقرأ
غَيثْ
Aventuraهم ثلاث أفراد ب ثلاثة شخصيات ب ثلاثة حكايات مُتباينة كلٍ له أحداثِه الخاصة ، تفاصيله و خفاياه .. و لكن الفاجعة الكبرى لم تظهر بعد ... فمن تكون الشخصية الرابعة ؟! و ما ماهيتها !