#غيث
الفصل الثلاثون "الأخير"
____
امتدت يدها اليسرى لتتعمق داخل خصلاتها المموجة بينما اليد الأخرى فكانت تضعها على خصرها و هي تصيحُ بحنق ..
سيدرا : اترفضت تاني يا ملك ، أنا مش عارفة ليه كدا كل مرة ، المواصفات كلها بتنطبق عليا و في كل مرة الموضوع بيبوظ انا مش فاهمة هتجنن !!
ملك : اقعدي بس عشان الناس ابتدت تبص علينا ، سيدرا انا وانتي عارفين ان مكانك مش هنا و فعلاً ربنا مش عايز يظبطلك الامور عشان ماتستقريش و تتعَبي بزيادة ، حرام عليكي نفسك انتي الوحيدة اللي عارفة انك مش حِمل كل دا !
سيدرا : ولا انتي بردو حِمل مصاريفي وقعدتي هنا بينك وبين جوزك زي العزول ، انا اسفة يا ملك و الله بس انتي عارفة اني ماليش اي مكان تاني هنا و لا اعرف حد اروحله غيرك
ملك : انتي هبلة يابنتى ولا عبيطة !! حد تاني مين اللي تروحيله ، انتي تقعدي هنا زي مانتي عايزة طبعاً بس انا قلبي عليكي و بعدين قاعدة تقوليلي جوزك جوزك جوزك ...دانتي اللي معرفانا على بعض يعني تظبطي كلامك كدا ، وبعدين حد يطول ان سيدرا رياض بشحمها ولحمها تقعد عنده في البيت !! داحنا ماحدش هيعرف يكلمنا بعد كدا
سيدرا (ابتسمت) انا مش عارفة من غيرك كنت هعمل ايه
ملك : اقولك انا ...كنتي هتفضلي هربانة بردو كأنك عاملة جناية ، سيدرا انتي بقالك ست شهور ... ارحمي نفسك
*Flash Back*
- : الكرسي بتاع حضرتك رقمه كام !
سيدرا : 23
- : آآ تمام ... اتفضلي هنا
وضعت حقيبتها الصغيرة في الموضع المُخصص لها بالأعلى ثم جلست بهدوءٍ و أراحت رأسها للخلف غير عابئة بذلك الرجل الجالس جوارها بجانب النافذة واضعاً قطعة كبيرة سوداء - تُخفي معظم ملامحه - حول عينيه تمنع الاضاءة من الوصول له ، أغمضت عينيها بإرهاقٍ و بعد نصف ساعةٍ جف حلقها فاعتدلت بجلستها لتطلب من المضيفة الجوية بعض الماء ...
لتتصادم عينيها فجأة مع ذلك القابع بارياحية جوارها ، ينظر بلامبالاةٍ للأمام و عند حركتها تلك قد نظر لها خِفية ليشاهد ردة فعلها ، فتحت هي عينيها على وِسعهما و عادت بحركةٍ هيستيرية للخلف و بدأت تفقد السيطرة على أنفاسها فاحتقن وجهها و لم تدرك اصطدامها بالمضيفة و اسقاط كل شيئ معها مُتهشماً على الأرضية إلا بعدما صاحت بصوتٍ عمليّ
- : حضرتك تعبانة يافندم !!
لم تعبأ بحديثها بل بالأصح لم تسمعه من الأساس كانت فقط تنظر مباشرة لأكثر شخصٍ تبغضه بحياتها برعبٍ من تكرار تلك التجربة مُجدداً رغم عِلمها باستحالة ذلك وَسط هذا الكم الهائل من البشر ....
أما هو فقد استمر على وضعه اللامُبالي ، تحرك من مقعدة و سار عدة خطوات تحت نظرات الجميع المُتعجبة ليقف أمام فتاة ما و يطلب منها تبديل المقاعد لتوافق تلك الدخيلة بتردد لادراكها بوجود خلاف كبير بين الطرفين بعد رؤيتها لهيئة سيدرا الفَزعة ....
و بعد ساعات عديدة فتحت عينيها مُجددا و هي تستشعر هبوط الطائرة و صوت المُضيفات التقليديّ الذي يُنبههم بفك وثاق الأحزمة للاستعداد للمغادرة ، ألقت نظرة أخيرة على مقعده البعيد عنها نسبياً فوجدته فارغاً ، تنفست بعمق و سارت مبتعدة عن ذلك المكان تُحاول جاهدة للوصول لصديقتها بأقصى سرعة للاحتماء بها و الابتعاد عن هُنا و هي لم تفهم سبب تواجده معها حتى الآن ..أهي مجرد مُصادفة ، أم قرر مُعاقبتها من جديد دوناً عن الجميع !!
《Now》
سيدرا : بصي يا ملك بلاش كتر كلام و النبي انتي عارفة إني ........
طالعت انسحاب رفيقتها المُفاجئ من أمامها بتعجبٍ فهتفت قائلةً بعدم فهم
سيدرا : انتي رايحة فين ! ملك ..يا ملك !!
وقفت بملامح مُتهكمة تُراقب إشارتها لها من بعيد قبل اختفاءها عن مرمى النظر في غضون لحظات ، التفتت لتلتقط حقيبتها المُعلقة على يد المقعد لتصطدم بشخصٍ ما فتمتمت بسلالة بكلمات اعتذار عن طريق اللغة الخاصة بتلك المدينة و قبل تحرُكها خطوة أخرى أوقفها قوله العَربيّ ..
=: انتي شايفة إنك لازم تعتذري على الخبطة دي بس ! (أطلق تنهيدةً عميقة و هو يراها أمامه بعد طول انتظار و قد أدركت هي ذلك الشغف الذي اتضح بعمقٍ من خلال نظراته الموجهة نحوها )
=: ممكن نتكلم شوية
عادت لموقعها على ذلك المقعد من جديد بهدوءٍ و هي تضع حقيبتها على المنضدة البيضاء أمامها ، توجهت نظراتها نحو كل شيئ حولها ماعداه !
و بعد مرور دقائق من الصمت المُربك حسمت الأمر و نظرت إليه قائلة بقوة مُصطنعة ...
سيدرا : فارس انت ازاى استحملت الوضع طول الفترة اللي فاتت دي !! ليه مصمم توجع نفسك وتوجعني !!
فارس : انتي شايفة ايه ؟!
سيدرا : انا مش شايفة حاجة
فارس : انتي عاملة نفسك مش شايفة ، سيدرا أنا بحبك ..و مافيش سبب أقوى من كدا يطمنك و يخليكي تبقي معايا !
سيدرا : و أنا مانفعش عشان حاجات كتيرة ...انت بنفسك طول الفترة اللي كنا سوا فيها كنت بتقولي ان فعلاً ماحدش هيقدر يستحملني ..
فارس : كنت غلطان يا سيدرا ...كنت غلطان و اكتشفت ان حتى لو انتي فيكي عيوب الدنيا كلها ف أنا عايزك و شاريكي ...و ماحدش هيستحملك في الدنيا دي كلها غيري
هزمتها تلك النبرة الحنونة التي يُحادثها بها و أطفأت الردود اللاذعة و المنطقية بداخلها ف عجزت عن كبت دمعاتها و نظرت إلية مُجدداً بانكسار ثم أكملت ..
سيدرا : بس أنا ماستهلكش و هبقى بظلمك لو قبلت ... انت عارف ، أنا ماستاهلش إني أتحب بعد اللي حصل ، أنا مارضهالكش يا فارس
فارس : و انتي مين اداكي الحق تقرري عني في حاجة زي دي !! و هو ايه اللي حصل ! ايه ذنبك انتي ، ليه بتلومي نفسك !! انا كدة وانتي كدة ...وحبيتك كدة ليه عايزة تحطي حواجز بينّا ، سيدرا انتي بتحبيني و انتي كدا مابتأذيش حد غير نفسك
سيدرا : أنا مش عايزة حد يشفق عليا
فارس: (بإنفعال) و انتي شايفة ان حبي ليكي شفقة !! شفقة و أنا سايب كل حاجة في دنيتي عشانك انتي لوحدك !! أنا بقالي ست شهور مابنمش بسبب بُعدك و إنها طقت في دماغك تمشي فجأه من غير ماتقولي لحد ، تمشى وتسيبيني ماعرفش عنك حاجة ولا حتى كلفتي نفسك وخليتينى اسمع صوتك مرة اخيرة ؟! ست شهور بتعذب وانتي هنا ايه !! بتبتدي حياة جديدة وبتدوري على شغل !! وفي الآخر بتسميها شفقة .. انتي مافكرتيش فيا من الأساس و لو حتى فكرتي و بالأسلوب دا فانتي غلطانة لأن انا مش هسيبك حتى لو انتي رافضة وجودك معايا ، انا مش مستعد أخسرك تاني و المرة الجاية ممكن ماعرفش انتي هتكوني فين بجد لو ماحدش قالي على مكانك ، انتي معقدة يا سيدرا ومكلكعة وفيكي عيوب الدنيا كلها عارف ...بس بردو بحبك ..والله العظيم بحبك
ارتجفت شفتها السُفلية و ضحكت رغم دموعها بسعادةٍ لم تشعر بها منذ وقتٍ طويل و همست و هي تتلمس كف يده بلطف
سيدرا : و أنا كمان ...صدقني كان غصب عني
و بعد خمسة عشر دقيقة ...
فارس : يلا
سيدرا : يلا ايه !!
فارس : يلا معاد الطيارة كمان أربع ساعات يادوبك .. و قبل أي اعتراض انا مكلم صاحبتك قبل ما تيجي هنا و هي محضرالك شُنطك في البيت و انا بعت حد و زمانه وصلهم على المطار
سيدرا (ابتسمت بعدم تصديق) انتوا للدرجة دي مستغفلنّي !
فارس : و انتي فاكراني جاي هنا أضيع وقت ! لأ احنا كل حاجة عندنا سريع سريع و يلا عشان شوية كمان و الموبايل هيفرقع في وشنا من كتر اتصالات هايدي و أروى و انا بصراحة مش مستعد أرد عليهم دلوقتي خالص عشان هيستلموني
سيدرا : ب..بص انا مش هسألك انت وصلت لملك ازاي ولا مين وصل للتاني الاول بس بجد انا ماكونتش عايزة أتعبك كدا ...و لا كان قصدي أحسسك إني سبتك و مش مهتمة لما ماروحتلكش المستشفى ...انا كنت موجودة بس لما لقتهم كلهم حواليك ماحبتش أكون.......
أحاط وجهها بكفيه و هو ينظر لها بقلق بعدما بترت جُملتها و لاحظ شحوبها و نظراتها الزائغة خلفه
فارس : مالك يا سيدرا انتي كويسة !! بتقولي ايه مش سامعك !!
عقد ما بين حاجبيه بضيق بعدما لم يستطع ادراك ما نطقته ف التفت ليُطالع ما تعلقت به عينيها ..اهتز جسده بفزع عندما استمع لصوت اطلاق النيران فامتدت يداه نحوها و أحاطها بذراعيه و هو يُخبئها بجسده العريض و تراجعا معاً عدة خطوات للخلف وسط ذلك الضجيج الكبير الذي عَم المكان و صيحات رجال الشرطة و العامة المُتجمعين حول ذاك المشهد ...
.
.
.
عودة مؤقتة للفصل الثامن
......
غيث : سبق وقولت ان لو أي حد لمسها نهايته هتكون وحشة حصل ؟
=: (ردد بخضوع و قد ارتجف بدنه لهول ما هو مُقبل عليه) ح...حصل يا كينج بس ...
غيث : بس انت مديت ايدك عليها ؛ يعنى مانفذتش اللي قولته ...و للأسف أنا اللي بيعصي اوامري نهايته بتبقى على ايدي و وحشة ... أوي
استدار فجأة و بدون تردد أطلق طلقة نارية اخترقته و سقط جسده متخاوياً على الأرضية الصلبة التي ما لبثت أن تحولت إلى اللون الأحمر
.........
الآن
...
= : و لو انت ناسي أنا ابقى مين يا غيث باشا ، يبقى من حقي أفكرك كويس ، انا اللي موّت اخويا قدام عينيا و خلتني انا و رجالتك ندفنه وسط الصحرا عشان بس مد ايده على ست الحُسن بتاعتك اللي موصي عليها ...تعرف إني بقالي كتير بدوّر لغايه ما اخيرا عترت فيك و انت لوحدك من غير حراسة .. بس وديني و ما اعبد ليكون آخر يوم فى عمرك عشان دم اخويا أنا مابيروحش هدر حتى لو فيها موتي وانت حسابك تقل معايا اوي ، اتشاهد على روحك يا غيث...
و بتلك اللحظة التي أظهر فيها ذلك الطرف عن سلاحه كان غيث يسحب المُسدس الأسود الخاص به من خلف ظهره ... حينها شدد فارس من احتضان سيدرا المُرتجفة التي أغمضت عينيها و تشبثت بقوة في ملابسه و هي تستمع لصوت الطلقات العشوائية و صرخات النساء و الاطفال المدوية في المكان حولها و صياح رجال الامن و أمرهم بخلو المكان في الحال ..
أما عن الطرفين فكلا منهما يصوب فوهة سلاحه نحو الآخر على استعداد تام للاطلاق في أي لحظة مُناسبة ...
و خلال دقيقة أخرى قد أُخرجَت طلقتَين من كلِ طرف ، الأولى من غيث الذي لم يكن لديه استعداد لازهاق روحٍ أخرى فأطلقها بدقة لتُصيب قدمه بعد حديث شقيقته الذي أشعره بفداحة فعلته و اقناعه تماماً بأنه مريض يستحق العلاج و كان هذا هو السبب الثاني لتواجده بتلك المدينة .... اما عن السبب الأول فهو كان يرغب بالهروب من الجميع بعدما اعترف رفيقه و ابن خَالته -الذي لم يكن إلا " مالِك "- بصدق مشاعره نحو أروى رغم فداحة فعلته هو الآخر ، فبعد انتقال أروى من منزلها القديم رغبةً في قطع أي ذكرى تُقيدها بعشقها القديم لم يكن من العسير على غيث التوصل لمكانها الحاليّ كما أقنعها ... فهو قد استعان بمالِك لتمثيل دوره بإتقان بأنه الساكن الأعزب الذي انتقل بمحض الصدفة للشقة المُجاورة لهم مؤخراً ثم تبدأ قصة الحب العميقة و التقليدية بينهما و بعد تعلقها الشديد به يتم الانفصال الغير مُبرر ليُذيقها من نفس الكأس المرير ...
لم يكن بالهين على مالِك تمثيل العشق أمام فتاة لم يعلم كيف أحبها و هي من تسببت بذلك الأذى لأقرب الاشخاص إليه و لم يكن أيضاً بالهين عليه افساد الاتفاق بينه و بين غيث فوُضِعَ بموقفٍ لا يُحسد عليه و لكن بنهاية المطاف قد انتصر الاحساس المُهيمن على قلبه ...العشق
فقرر الانفصال عن مخططات رفيقه و متابعة حياته بعيداً عنه بل و وصل به الأمر إلى تهديده إن تجرأ و اقترب من زوجته مُجدداً ... فتكفي تلك الفترة المؤلمة التي ابتعدت عنه بها و كانت كفيلة لجلد ذاته و هو يتخيل ما تُعانيه بسببه خلال تلك الأيام العديدة ، فقرر عدم إخبارها عن ذلك لأنه أيقن عدم مُسامحتها له بعد كل ما مرّ عليها و البدء معها بصدقٍ نقي هذة المرة بعيداً عن ظلام الانتقام و دوامته اللامتناهية ...
استغل غيث وقوع الطرف الآخر على الأرضية و صياحه المؤلم في الفرار و الهرب و قرر تدبر أمر أفراد الشرطة بطريقةٍ ما و لكن قبل تحركه خطوة جديدة أُطلقت رصاصة أخرى كان مُستقرها بمنتصف الرأس فسقطت جثتان احداهما فاقدة للوعي و الاخرى فاقدة للحياة "غيث"
.
.
.
.
.
.
= : استاذة سيدرا ؛ بم إن دا اليوم اللي كل بنت بتستناه طول حياتها ...يوم الفرح ، عايزين نعرف تفاصيل اول يوم تعارُف على دكتور فارس
أخفضت ذراعها المُعلق على ساعده و ضغطت بقوة على أنامل يده بعد تشابكهما ثم صاحت بابتسامة رقيقة ..
سيدرا : و الله بص هو الطبيعى إنه يكون أسعد يوم في حياتي و لكن الحكاية للأسف كانت عكس كدا تماماً ، فأنا يعني بفضل أحتفظ بالذكريات المُميزة دي لنفسي و تكون بيني و بينه مش أكتر و أكيد انت مُقدِر لدا ، بس اللي أقدر أقولهولك ان الفترة اللي قضتها معاه بعيداً عن مُسمى الحب ، فهو كان في الاول تفاهم ..إن الشخص اللي قدامك يقدر يتفهمك في اسوأ حالاتك و يسكت عشان مايقولش كلام يجرحك مع إن دا من كامل حقه ... فهو الشخص الوحيد اللي يستحق يبقى معاك و تكمل معاه حياتك و انت متطمن ...
=: اكيد طبعاً ...ألف مبروك مرة تانية و لكن حابين نسأل حضرتك سؤال نختم بيه ، مش بتفكري ترجعي للوسط مرة تانية ..وللبرنامج ..وخصوصاً انه خسر مشاهدات كتير من بعد حضرتك
سيدرا : لأ في الحقيقة أنا اعتزالي كان فعلاً نهائي (رفعت رأسها نظراً لفارق الطول بينهما و نظرت داخل عينيه و هي تُكمل بنبرةٍ مازحة) تقدر تقول كدا عشان أعرف أطبخ كويس و أتفرغ بدل ما يبُص برا ...وبعدين انتوا ناسيين إن في عرسان تانيين ولا ايه !!
عندكوا couple هايدي و دكتور أحمد و couple أروى و أستاذ مالِك ...دول بقى عايزين لقاء صحفي لوحدهم كدا وخصوصاً ان دا فرحهم للمرة التانية ..
فارس : آه و بص ركز على هايدي و أحمد بردو لو عايز تاخد كلام باستفاضة عشان هايدي بتتكلم شوية حلوين يعني و هتفيدك انتوا بتحبوا اللَّك الكتير فهيمشي معاك الشغل دا ، فيعني بص عشان نوفر وقت حبة يروحوا لدول و حبة يروحوا لدول و احنا كدا خلاص براءة ..
*-*-*-*-*-*-*-*-*-
و بعد نصف ساعة قد تفرغت الحديقة المُقام بها حفل الزفاف الثلاثيّ من جميع الدُخلاء و لم يبق سوى الرفاق المُقربين و العائلات الصغيرة ، صدح صوت اللحن الموسيقيّ لأغنية ما في الوسط فأقبل الثنائيات الثلاثة لساحة الرقص و كلاً منهم ينظر بشغفٍ صريح للطرف الآخر ....
فكان فارس مُحيط لجسد زوجته ناظراً لعينيها و كأنه قد انفصل تماماً عن العالم الخارجيّ ، مُكتفي فقط بنظراتها الموجهة نحوه و ابتسامتها الخجلة و خطواتها المُتعثرة بسبب دعسه على فستانها الأبيض الطويل باستمرار ! ينظر داخل عينيها فقط و كأنه ملك العالم بأكمله معها ...ثم بدأ يُردد كلمات الأغنية من بين شفتيه و كأنه يُخاطبها تماماً ...
نفسي أدخل جوة قلبك ...وبعيوني أشوف مكاني... واللي عشته قبل حبك... وانتي جنبي أعيشه تاني... أبقى أحلام بينادوكي... حضن من الأيام يدفّي ....وقت ضعفك ابقى أبوكي... وأبقى ابنك وقت ضعفي ...
لم تستطع سيدرا التماسك و انهارت باكية و هي تحتضنه بشدة رغم عزمها منذ البداية عدم البكاء و افساد تلك الليلة المُميزة ، أغمض فارس عينيه و هو يشدد من احتضانها أكثر و بدأ يُربت بحنو على خصلاتها و هتف بتلك الكلمة الصادقة للمرة التي لا يذكر عددها ....
فارس : و الله العظيم بحبك
...............
نسمة حمدي
النهاية ..
الأغنية هتلاقوها فوق مع الصورة بتاعت الفصل ...
و حقيقي أتمنى ان الرواية تكون عجبتكوا لأني فعلا بذلت فيها مجهود كبير ...و هبقى ممتنة جدا لأي حد هيعمل vote و كومنت يقول فيه رأيه سواء حلو أو وحش ...شكرا جدا 🖤🖤
أنت تقرأ
غَيثْ
Pertualanganهم ثلاث أفراد ب ثلاثة شخصيات ب ثلاثة حكايات مُتباينة كلٍ له أحداثِه الخاصة ، تفاصيله و خفاياه .. و لكن الفاجعة الكبرى لم تظهر بعد ... فمن تكون الشخصية الرابعة ؟! و ما ماهيتها !