#غيث
الفصل السابع
___
سيدرا : استنى هنا رايح فين !!
فارس : (رفع كَتِفَيه بلامُبالاه) رايح أدور على أكل !
سيدرا : (أخذت نبرة صوتها بالإرتفاع بعدما لاحظت جِدية حديثه و شاهدته يتحرك تجاه باب الغرفة) انت اتجننت ولا ايه ؟؟ يا بني آدم بكلمك ! يا دكتوور انت !!
لم يعبأ بحديثها اطلاقاً و هبط مجدداً للطابق السفليّ ...مُظلم تماماً تحتضِنه العتمة من جميع الإتجاهات ، حاول مجدداً استكشاف أي منفذ للهروب و كانت النتيجة أسوأ من ذي قبل ...ألواح عريضة من الاخشاب تمنعُ حتى دخولِ الهواء النقيّ من الخارج ، اتجه نحو الباب الرئيسيّ ثم أخذ يتفوه بنبرة حادة يملؤها الغضب ...أطلق لسانه على غير العادة بسباب قوي لاذع فكانت غايته بذلك استفزاز الطرف الآخر للخروج إليه و مواجهته ..اسودت عيناه و ظل محدقا أمامه بعدما فُتِحَ الباب الرئيسيّ على مصرعيه و دلف عدة أشخاص للداخل
*-*-*-*-*-*-
مالك : لو سمحت كنت عايز اقدم بلاغ
=: بلاغ بايه !
مالك: اختفاء باسم ****
=: مختفية من امتى ؟!
مالك: النهاردة الساعه 2 الضهر
=: للأسف لازم يمر على الإختفاء 24 ساعه عشان تقدر تقدم البلاغ (فتح المجلدات الموضوعة أمامه بعشوائية) عن اذنك بقى عشان ورايا شغل ..تقدر تيجى بكرا
*-*-*-*-*-*-*-
سيدرا : لأ ماينفعش كدة ! بقاله أكتر من ساعة بيعمل ايه تحت ؟!
أروى : أنا بدأت أقلق فعلا ...
سيدرا : أنا هنزل أشوفه و اللي يحصل يحصل بقى
أروى : استني هنا بس رايحة فين ما قال ماحدش مننا ينزل تحت !
سيدرا: لأ ماهو مش واصي عليا عشان يقولي آجي فين و أروح على فين ، مالوش حق يمَشّي كلامه عليا اساساً ..و بعدين كان لازم الجلالة تاخده أوي و ينزل يشوف أكل ..هيشوفه فين يعني شايفنا في وسط البلد ! ما كان مرزوع معانا بدل التوتر و القلق دا ..وسعى كدة انا رايحة اشوفه اتأخر ليه
أروى : طيب طيب اهدي ...أنا كمان جاية معاكي مش هفضل هنا لوحدي ..
هبطوا للأسفل و بمجرد وقوع نظرهم على ساحة القصر حتى هرولوا مسرعين بعد أن شاهدوه مُلقى بإهمال على الأرضية الصلبة يصدر همهمات خافتة متألمة بسبب تلك الكدمات الظاهرة بوضوح عليه
أروى (صاحت برعب و هي جاثية على ركبتيها بجواره) اييه داا ، اييه اللي عمل فيك كدةة !!!
( ظلت سيدرا واقفة على بعد خطوة واحدة من ذلك المشهد ، استخدمت أظافرها في الضغط على كف يدها الداخلي بعنف كعادتها عندما يتملكها الغضب الشديد ، لم تدرك بنفسها حين أمسكت أشلاك الكرسي المحطم بمكانه منذ الصباح و تقذفها على الألواح الخشبية و هي تتوعد لهم بصوت مرتفع للغاية ...
فارس (بإرهاق شديد) : سكتيها واطلعوا فوق
أروى: نطلع فين ونسيبك كدة !!
(لم يحتمل آلام جسده التي أخذت في التضاعف ، بدأت صورتها في التشوش شيئاً فشيئ ...ابتعد الصوت حتى يكاد لا يُسمع ، أحاطته غيمة سوداء استسلم لها في الحال ثم أغمض عينيه باستسلام
أروى : يا سيدراا تعالي بسرعة ساعديني
تطلعت إليهم بقلق يتسرب بداخلها و بصعوبة شديدة استطاعوا نقلِه لغرفة مجاورة بنفس الطابق فكان من المستحيل الصعود به للطابق الثاني و هو بذاك الحال ، وقفت بزاوية الغرفة و هي تلهث ثم ألقت نظرة سريعة على ملامح وجهه المتألمة و الدماء المتناثرة عليه بعشوائية ...اغمضت عيناها و أبعدت أنظارها عنه في الحال ...فمظهر الدماء و اللون الأحمر هو آخر شيئ تتمناه في الحياة ...أما عن أروى فكانت قد ركضت مسرعة إلى حيث تقبع حقيبته الطبية منذ الصباح فمن الأكيد وجود شيئ يساعدها على وقف النزيف و تطهير جروحه ..
*-*-*-*-*-
في تمام الساعة العاشرة صباحاً فى اليوم التالى أصدر أنينا خافتا و هو يقاوم تلك الدوامة السوداء في أخذه مجددا ...قاوم أيضا لفتح عينيه و في النهاية نجحت محاولاته ..
أروى : حمدلله على سلامتك ، انت كويس !!
فارس: (أومأ برأسه ايجابا ثم هتف بنبرة متحشرجة) ايه الصوت دا !!
أروى (أطلقت تنهيدة يائسة) ماعرفش احنا ماخرجناش من بليل ...تقريبا بيكملوا علينا و بيقفلوا شبابيك الدور اللي فوق ، كويس اننا جبناك على هنا
سيدرا : اتفضل اشرب
فارس (حاول الإعتدال بجلسته و استند بظهره على الحائط) هما جابوا اكل !
سيدرا (بانفعال) : لأ طبعاا دول ناس واطية
(أخفضت صوتها ) اا قصدي يعني إنهم مابيحسوش ومش هيجيبوا حاجة اكيد
فارس: أمال جبتي الازازة دي منين!
أروى: هي كانت معاها فى الشنطة
فارس : مُضحية أوي و بتديهالي أنا يعني؟ ..ما اخديهاش امبارح ليه و انتي بتفرفري !
سيدرا : لأ شوف مين اللي كان بيفرفر امبارح و ابقى اتكلم ، و انا هبقى أرد على كلامك دا كويس أوي بس لما تفوق و تصحصحلي كدة ...و بعدين أنا كنت ناسية اصلاً انها معايا و بصراحة لما شفتها قلت اسيبها لوقت الزنقة و أظن مافيش وقت زى دا محتاجينها فيه
فارس : و انتي كل دا مارديتيش عليا !! على العموم خليهالكوا أنا مش عطشان اصلا !
سيدرا (بانفعال): لأ بقولك ايه بقى ماتستهبلش ..و كفاية دور سوبر مان اللي انت عايش فيه دا ...انت اكتر واحد اتمرمط فينا و تعبان ف اهدى بقى كدة واشرب
فارس : ايه اتمرمط دي ما تحترمي نفسك !!
أروى : تؤ ماتخلصوا بقى مش هنتحايل على بعض فى المواقف دي (بعد عدة لحظات) لازم يعني نزن عليك ماكان من الأول
سيدرا : ايه اللي عمل فيك كدة بقى يا شاطر !!
أروى :سيبك منها و ركز معايا أنا ...أنا عارفة انك تعبان و مش قادر تتكلم ..قول بس باختصار عشان نتطمن ...يووه بقى بلاش البصات دي قولتلك سيبك منها و النبي !
فارس : (بنفاذ صبر) يا ستي نزلت تحت قولت أكيد في ناس هيبقوا واقفين برا ..عليت صوتي شوية و كلمتهم بكل أدب و احترام فجأة لقيت الباب اتفتح و هاتك يا ضرب فيا ...
سيدرا (ربتت على كَتِفَه مرتين بشدة) : ماتبقاش تنزل تاني بعد كدة اشطا !
فارس : (أزاح يدها بعنف و وجهه نظراته النارية نحو نظراتها الساخرة) أنا الحق عليا اني كنت عايز أعمل فيكوا خير و اجبلكوا حاجة تطفحوها بدل ما كنتوا هتموتوا من الجوع، وبعدين مش كل واحدة فيكوا كانت منكمشة و ماسكة بطنها ! ايه اللي حصل ان شاء الله جابولكوا أكل و انا نايم و كلتوه !! مانا عارف ...طبعا يطلع منك انتي الحركات دي !
《Flash Back》
اروى: يا سيدرا واقفة كدة ليه ..يووه ما تيجى تساعدينى مش شايفة وشه عامل ازاى !!
سيدرا (أطلقت صوتها المبحوح و هي على نفس وضعها ) : انا عندي فوبيا من الدم مش هقدر ...
اروى (أطلقت تنهيدة عميقة و اومأت لها بتفهم و هي تكمل تطهير جروحه بما وجدته بداخل الحقيبة) : طيب خلاص
و بعد عدة دقائق : ..
سيدرا : بصي ...أنا عارفة ان الموقف اللي محطوطين فيه صعب ...و صعب جدا كمان ، جايز أنا أول مرة أحس إني عاجزة بالشكل دا ، و أنا زيك و هو حتى لو ماتكلمش فاحنا عارفين اللي فيها ؛ كلنا جعانين و عطشانين و حالنا يصعب على الكافر ، و أنا بصراحة ضميري مأنبني إني قولتله كدة امبارح ..لو ماكونتش اتكلمت ماكنش كل دا هيحصل ، بس لازم احنا الإتنين على قد ما نقدر مانبينش دا ، ماكنش ينفع أحطه في الموقف اللي بديهيا هيكون فيه هو الراجل اللي لازم يتصرف ..مش عايزين النتيجة تبقى كدة كل مرة عشان مش كل مرة هتفلت ومش عايزيين اى حد مننا يتأذى أكتر لغايه ما ربنا ينجدنا من المصيبه اللي احنا فيها دى ونخرج من هنا على خير تمام !
《Now》
فارس: (ظلت أنظاره معلقة بهم و هو ينظر إليهم بشك) أكلتوه صح !
أروى (دفعته من كتفه بعفوية) هه .. وليك نفس تهزر يا أخي حرام عليك سيِّبت رُكبنا امبارح
فارس : (نظر في نقطة بالفراغ بذهن شارد و كأنه تذكر شيئ ، أغمض عينه و بدأ يتفوه كلماته تلك بهمس بسيط ) قاعدة لوحدك يا هايدي ....يارب تكوني عرفتي تتصرفي صح ..
سيدرا : هايدى مين !
اروى: (مالت على أذنها) انتي مركزة مع الراجل كدة ليه ؛ دا ايه دا !
سيدرا: واركز معاه ليه يعني هو كان قريبى ولا خطيبى ولا ...
قاطع ثرثرتها المغتاظة الدخول المُفاجئ لرجل مُلثم بعد كسرِه لباب الغرفة الموَّصد عليهم من الداخل و في الحقيقة هو لم يكن رجل واحد ... بل كان الكثيرون ! نفس القناع ، نفس الأعين الحادة بنظراتها ، لا يمكن التفريق بينهم ابداً ؟!
يتبع...
#نسمة_حمدي
ممكن أي حد بيقرأ يا جماعة يعمل vote ! و أي حد متابع الرواية عنده تعليق على اسلوب الكتابة او أي حاجة حابب يقولها يكتب في الكومنتات ...دمتم سالمين ❤❤❤
أنت تقرأ
غَيثْ
Adventureهم ثلاث أفراد ب ثلاثة شخصيات ب ثلاثة حكايات مُتباينة كلٍ له أحداثِه الخاصة ، تفاصيله و خفاياه .. و لكن الفاجعة الكبرى لم تظهر بعد ... فمن تكون الشخصية الرابعة ؟! و ما ماهيتها !