الفصل السادس عشر

29 7 6
                                    

ممكن vote  و رأيكوا لو سمحت ! ❤❤
#غيث
الفصل السادس عشر
...............
اعتدلت أروى بجلستِها و نظرت نحو صاحبتها بعدما لاحظت حركةً غير مألوفة بجانبها فعلمت بأنها بدأت في استرداد وعيها ، فتحت أعينها بنعاسٍ و همست و هي تربت على يدها بحنوٍ قائلةً
اروى: انتي كويسة ؟!
دارت سيدرا بأعينها في المكان بريبةٍ و عندما اصطدمت أنظارها بفارس الجالس بعيداً و الذي أصبح يُحدقُ نحوها بلهفةٍ بدأت هي حينها بإحاطة جسدها بحمايةٍ و شد ذلك الذي ترتديه لأسفلِ قدر الإمكان ثم انكمشت للأمام أكثر و هي تُخفي وجهها هاربةً من الجميع ...
و بمنتصف الليل انتفضت هي مُجدداً من أي حركة بسيطة أو صوت خافت يمر على أُذنها ، تأملت الباب الخشبيّ العريض الذي بدأ بإحداث صريراً مُنخفضاً بسبب موضع دوران المفتاح الخاص به ثم وقفت مُتأهبة بمكانها تتطلع إلى أكثر شخص أصبحت تمقته مؤخراً بعدما دلف للفرفة و بدأ ب تسليط نظراته الغير مُريحة عليها
=: ها ...ايه رأيك في المكان الجديد ، لذيذ مش كدة !  كنت عارف إنه هيعجبك ..مع إن التاني فيه ذكرايات ماتتنسيش
و حينما بدأ في الإقتراب منها و استمرار تلميحاته القبيحة مثله ، أطلق فجأة صرخة متألمة بعدما تعثر بشيئٍ ما و سقط برأسه على حافة الفراش المعدنيّ ، سبقه فارس بخطواتٍ متمهلة و هو يقف كالسد المنيع أمام سيدرا ثم بدأ برفع أكمام قميصه  و هو يشاهد انسحابها مع أروى الذي استيقظت فزعة مرة أخرى و فهِمَت نظراتِه الموجهة نحوها ....
نظر فارس نحو ذلك المُلقى أرضاً و هو يراقب اتساع بقعة الدم تحت رأسه بتشفي ثم انحنى نحوه و همس بجوار أذنه ..
فارس : و لحسن حظك إن هناك ماكنش في وقت اسيبلك ذكرى مني ماتتنسيش ، بس كل شيئ بأوان ...و انت وقتك معايا خلص و حظك إنك وقعت في ايد دكتور ...
رفع وجهه حينها نحوه بضعفٍ و بدأ بالتطلع إليه برهبةٍ و هو يتخيل ما قد يحل به إذا أتم بالفعل تهديداته ، تمتم بكلماتٍ غير مفهومة و بعدها صرخ بألمٍ شديد بعد تلقيه لضربةٍ عنيفة قد وُجهت بدقة لمنطقته الحساسة لتُصيبه بضرر فاحش على الفور ، أغمضت سيدرا عينيها باستسلامٍ  و هي تستمع لذلك السباب و الصرخات المُتتالية من الطرفين و استمر ذلك لعدة دقاق أخرى بث فيها فارس كل غضبه المكبوت و استنزف فيها الطرف الآخر كل طاقته و فقد الوعي بعدما تلقى كماً مُبرحاً من الضربات و امتلأ جسده بالدماء
لم يمر سوى خمسة دقائق بعد ذلك حتى انضم للغُرفة فردان جديدان تطلعوا نحو رفيقهم بصدمة و وُجهت أنظارهم نحو فارس المُستند بظهره على الحائط يضم ساعديه نحو صدره و يتطلع إليهم بلامبالاة ..لم يتفوه أحدهم بشيئٍ و اكتفوا بسحب صاحبهم الذي كان كالجثة الهامدة لخارج الغُرفة و أعادوا غلق الباب بإحكام
تحرك من مكانه و اتجه نحوها ثم جلس قبالتها و بتلقائيةٍ ملَّس على خُصلات شعرها
فارس : خلاص افتحي عينك مافيش حاجة ...انتي كويسة !
استجابت له و فتحت أعيُنها لتصطدم به ينظر إليها نظرة لم تعتاد عليها من أحد !
صاحت بخفوتٍ و هي تهرب من عينيه و تُحاول بصعوبة كتم عبراتها
سيدرا  : ماكنش له لزوم تتجدعن و تعمل كل دا
اروى : سيدرا  !!!
سيدرا  : لو سمحت بعد كدة من هنا و رايح طول ماحنا قاعدين مع بعض ماحدش يتدخل في مشاكل التاني و خصوصاً مشاكلي أنا ...أنا عايزة أقعد لوحدي و مش عايزة اتكلم مع حد و لا عايزة حد يتأذي بسببي و خصوصاً إنهم مش هيعدوا اللي حصل هنا بالساهل ، في ناس برا مستنينكوا ترجعوا بالسلامة ف....فلازم تحافظوا على نفسكوا ..
فارس: وانتي !  ماحدش فعلاً مستنيكي ولا انتي فارقة مع حد !! لسة بردو مُتخيلة إنك لوحدك فعلا !
سيدرا :  بالظبط ، أنا لوحدي هفضل لوحدي طول مانا لسة عايشة ، و ماحدش هيتدخل في حياتي و الكلام عند النقطة دي انتهى يا دكتور فارس
ضغط على شفتيه بغضبٍ و أبعد أنظاره عنها ثم ردد
فارس :  صح ...انتهى يا استاذة سيدرا 
تحركت من موقعها على الأرضية و تجاهلت بقعة الدماء الموجودة قرب الفراش و جلست عليه مولية ظهرها نحوهم ، أما هو فقد اعتدل بجلسته على الأرض و أغمض عينيه
فكانت أروى أنظارها مُعلقة بكليهما ...
تلك التي يهتزُ جسدها من البكاء  و تُحاول جاهدةً عدم إظهار ذلك و هذا القابض على كف يده بعنفٍ و مُغلق عينيه بشدةٍ و صراع كبير يدور بداخلهما !
*-*-*-*-*-*-*-
في اليوم التالي :-
هايدى :ها عملتوا ايه !
مالك : راحوا البيت تاني وفتشوا تاني و كالعادة مالاقوش أي حاجة  ....بصوا أنا مش مُقتنع باللي بيتعمل تمام ! و شايف اننا بنضيع وقت عالفاضي هايدي : طيب و احنا قدامنا ايه تاني يتعمل بس ! و بعدين هو بجد مافيش اي حاجة استفدناها ! أمال هما كانوا بيهببوا ايه هناك  !!
مالك : أقولك أنا بيهببوا ايه ! بيعرفونا ان  سبب الوفاة كانت طلقة في الدماغ و كأننا مِهتمين أوي
هايدى:  و...وفاة مين !! (صاحت ببكاءٍ و هي تتشبث بيد أحمد بجانبها) مين اللي مات يا أحمد مش فارس صح ...مين اللي مات !!
احمد : اهدي ..اهدي و الله العظيم ما فارس ...ما تتكلم  انت كمان !!
زفر مالك بمللٍ و بدأ بشرح  حديثه القصير على تلك الفتاة المُنفعلة دائماً و التي تستغل أية فرصة للبكاء على الفور ....
أحمد : بس ماتقلقيش يعني مادام .....
هايدى :  ماقلقش !! يعني ايه ماقلقش  انتوا بتقولوا جثة يعنى طلعوا  قتالين قتلة انتوا بتهزرواا ازاى ماقلقش !!
مالك : ممكن تهدي شوية بقى و تعرفي إن لو انتي خايفة على أخوكي قيراط فأنا خايف على مراتي اربعة و عشرين قيراط ! أنا مش مستعد اخسرها لأي سبب من الأسباب انتي فاهمة !
أحمد : أنا قولت لواحد معرفة إنه يعلن اختفائهم وان اللي يلاقيهم له مكافئة ماليه كبيرة ، انتي عارفة ..الناس بقت جشعة و أظن ان دا ممكن  يساعدنا نلاقيهم بشكل اسرع
*-*-*-*-*-*-*-*-
اروى: شايفين الوضع محتاج عزومة بجد ! ماهو يا انا اللي مش طبيعية وبفضل جعانة على طول حتى بعد ما آكل يا إما انتوا اللي بتعاندوا بعض وفى الآخر هتكونوا بردو خسرانين ! ليه محسسنى اني أُمكوا انتوا الاتنين !  أنا مش مسئولة عن اللي هيحصلكوا على فكرة ! كل واحد عارف مصلحة نفسه ...ماحد يرد عليا  ولا بقيت أكلم نفسي !  
سيدرا :  ماليش نفس
نظر لها بطرف عينيه و مد يده بغيظ نحو أروى قائلاً
فارس : تمام هاتي الطبق ....ماهو على رأيك ماحدش هيتحايل على حد عشان ياكل حتى لو هيموت من الجوع ، ما اصله هيعيش وحيد و يموت وحيد
أكمل حديثه بعدما بدأ بإجبار نفسه على تناول ما بالصحن و لم يوجهه نظراته نحوها مجددا رغم إدراكه التام بأنها متسلطة عليه  ..
فارس : الكلام دا للمريض النفسي طبعا اللي مانع نفسه من الاختلاط بالناس وبيحب العزلة  ..بديهي هيبقى وحيد ...مش كدة يا مدام أروى ؟؟ 

يتبع..
#نسمة_حمدي

غَيثْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن