غيث
الفصل العشرون
_____
و مالبثت أن أزاحت يديها و نظرت له بعمق حتى اقتحم شخصاً ما الغرفة و صاح بقوة مُستهزئاً ....
=: آنسة أو مدام سيدرا على حسب ...يلا تعالي معايا بهدوء
ابتلعت لعابها بخوفٍ اكتسح كيانها و تمسكت بأيدي فارس الذي هَبّ واقفاً و كأنه يستعد للإنقضاض بعد أي كلمة أخرى
سيدرا : ايه ...هتمشوني زي أروى اللي لغاية دلوقتي ماعرفناش ايه اللي حصلها !
= : يسلم اللي شغلك في التليفزيون ..ذكية الله أكبر عليكي .. و من غير زعيق و ضَرب يا دَكترة زي كل مرة ...آه هاخدها ، و انت عارف انه هيحصل غصب عنك فمافيش داعي تدخل معركة انت عارف من أولها انك هتخرج خسران
سيدرا : أنا هاجي معاك بس ممكن تسيبني دقيقة !
*-*-*-*-*-*-*-*-*-
امتدت يداها نحو الطعام المُلقى أمامها و التقطت قطعة من الخبز و هي تبكي على ما آلت إليه الأمور و ما حل بها ، ففي تلك الغرفة لم يكن هناك فرق بين إغلاق عينيها او اتساعهما و التحديق حولها ، تسارعت ضربات قلبها و يضربها العديد من المشاعر المؤذية لها ... خوف ..قلق ..توتر ..اضطراب ...مائة شعور مختلف تشعر به في الوقت ذاته ، حاولت استجماع شتات نفسها بصعوبة و هي تتذكر الحديث الذي دار بينها و بين فارس سابقاً بالطبع في حضور سيدرا ..
" انتي الوحيدة اللي عارفة نُقط ضعفك و نُقط قوتك ف لو اتحطيتي قدام الأمر الواقع في موقف مش قادرة تغيريه أول حاجة ممنوع ممنوع ...ممنوع تضعفي و تخلي الفوبيا تسيطر عليكي ، اوضة كُحل سواد بقى ولا قتيل قدامك غرقان في دمه انتي عارفة و متأكدة ان ولا حاجة من دول هتأذيكي أياً كان الموقف اللي اتحطيتي فيه زمان و كان السبب في دا ...فهو عدّى و راح ..سامعنّي ! لو خليتوا شوية دم و إضاءة يتحكموا فيكوا فانتوا اللي بتخلوا شيئ سخيف زي دا يخسركوا"
اروى : تمام ؛ انا مش خايفة (صاحت مُجدداً بتأكيد) انا..مش ...خايفة
*-*-*-*-*-*-*-*-
=: و الله ! مش عايزين اجبلكوا 2 لمون بالمرة ؛ انتي هتستهبلي يابت
سيدرا (صاحت بغضب) : بقولك دقيقة ..اييه مش هطير مانت واقف عند الباب !!
= : مااشي ، ما واجب علينا ننفذ آخر أمنية للمحكوم عليه بالإعدام بردو ... هي دقيقة واحدة لكن وربنا لو عملتي حاجة كدة ولا كدة نهايتك هتكون علي ايدي
صاحت بصوتٍ منخفض و هي تتطلع داخل عينيه..
سيدرا : فارس ، ممكن لو سمحت تهدى ماتدَّخلش !
فارس : تااني ...انتي تاني يا سيدرا !!
سيدرا : اسمعني كويس يا فارس مافيش وقت ، لغاية دلوقتي انا وانت واروى مانعرفش احنا جينا هنا ليه بس اللي نعرفه كويس اوى اننا ممكن مانخرجش تاني ومادام هما بيعملوا كدة يبقوا اكيد مش ناويين على خير ، أنا مش هتفرق معايا بعد اللي حصل هخرج ولا لأ ...شش لو سمحت خليني أكمل كلامي .... حاسة ان بعد اللي عملوه ان أكتر التركيز عليا أنا ، فلو جت الفرصة انكوا تخرجوا اخرجوا ومالكوش دعوة بيا وخصوصاً انت .... امشى لوحدك لو عرفت وماتبصش وراك و بلاش تتجدعن زيادة ! اللي هاممني اكتر من اني ممكن ماخرجش هو اني ممكن ماشوفكش تاني يا فارس (ابتسمت) أنا كمان بحبك
*-*-*-*-*-*-*-*-*-
_ : الله ؟! دانتي شاطرة اهو ومخلصة أكلك !
رفع رأسه بتوتر عندما لمح ظلاً طويلاً لشخصٍ ما بسبب الإضاءة الخارجية للردهة قادم نحوهما بخطواتٍ واثقة تُعطي ايقاعاً منتظماً على الأرضية ...
_ : أنا ...أنا بس جيت عشان ابلغها ان.......
أشار له بيده للخروج فأطاعه على الفور و انسحب هو و الرجال الواقفين بالخارج بأمر منه ...
زحفت أروى بقلقٍ لنهاية الغرفة حتى استند ظهرها على الحائط و صاحت
اروى : انت اللي جايبنا هنا مش كدة ! ل..ليه عملنالك ايه وحش عشان تعمل فينا كل دا !! هنفضل لامتى محبوسين !! انت.....
قاطعها عندما رفع يده و أزال ذلك القناع الأسود للمرةٍ الأولى و هو يكشف هويته أمامها ....
أروى : غ .....غَيثْ !!!!!
*-*-*-*-*-*-
و بمجرد رحيلها بعد تفوهها بتلك الكلمات التي أثارت القلق الشديد بداخله ظل بموقعه و لم يتحرك إنشاً واحداً ، ظل مُحدقاً بأثرها و لم يعبأ بهؤلاء الرجال الذين يسحبوه بعنفٍ لخارج الغرفة دون أي مقاومة منه !!
لم يستوعب ما حدث إلا بعدما رأى حوله تلك الغرفة الجديدة التي أصبحت موقعه الحالي ، غرفة خالية تماماً إلا من حوضٍ صغير بجانبه ..
كان هو مُقيد ب سلاسل حديدية ، ترتفع يداه نسبيا رغماً عنه لأعلى و بقدمه نفس الشيئ بسبب تلك القيود المتصلة بالحائط ...
انطفأت الإضاءة لعدة دقائق بعدها تسلط كشاف كبير في اتجاه عينيه فقط بإضاءة قوية جدا ، صدح بالأرجاء صوت مزعج لنغمةٍ مُزعجة و صاخبة ، بدأت قطرات المياة بذلك الحَوض الصغير بالنزول ببطء مصدرة صوتٍ مُوَتر ..
اضاءة قوية و اصوات مزعجة
و طبقاً للابحاث العلمية فى تلك الحالة تضطرب معظم حواس الفرد و تُوَلٍد نوعاً التوتر و الإنفعال الذي يشوش التركيز و يقلل الوعي ..والادراك
يتبع...
#نسمة_حمدي
أنت تقرأ
غَيثْ
Adventureهم ثلاث أفراد ب ثلاثة شخصيات ب ثلاثة حكايات مُتباينة كلٍ له أحداثِه الخاصة ، تفاصيله و خفاياه .. و لكن الفاجعة الكبرى لم تظهر بعد ... فمن تكون الشخصية الرابعة ؟! و ما ماهيتها !