#غيث
الفصل العاشر ..
____
سيدرا : يبقى قابل اللي بيفكروا فيه بقى
فارس : (رفع رأسه و هو ينظر الى باب غرفته الذي بدأ في الانفتاح شيئ فشيئ ... ثم هتف هامسا ) مانا هقابل !
كان القناع الأسود ذاته ف انتابته الحيرة أ هم نفس الأشخاص ؟ أم يمتلكون كلهم تلك الأعين الحادة الموَّترة !
مازال فارس قابعا بمكانه ، نظراته موجهة لأسفل و بدأ يتلمس بأصابعه العشب الأخضر بلا مبالاه ثم هتف دون أن يرفع عينيه نحو المجهول ..
فارس : افندم .. !
نظر أمامه بعدما شعر بشيئ معدني يصطدم بقدمه ، رفع حاجبيه بدهشة ثم تفوه بنبرة مُستهزِئة ...
فارس: موبايل مرة واحدة ؟ ايه حنيتوا علينا فجأة و رجَّعتوا الشبكة ! صعبنا عليكم ها ؟
=: لا ياخفيف ، خلي العدة دي معاك و انت ساكت
فارس: ماشي ... تُشكر يا ذوق و بالمناسبة ابقى وصل للريس بتاعك سلامي و ابقى قوله يحن علينا بلقمتين ..مش انتوا عندكوا أوامر اننا نفضل عايشين بردو و لا أنا غلطان ! بم ان الاقامة هنا هتطول يعني ف عايزين يبقى مابينا عيش و ملح
لم يواجه ردة فعل إلا تلك النظرات المحتقرة الموجهة نحوه بقوة و إغلاق الباب بإحكام مرة أخرى بعد خروجه ، تفوه فارس بسباب لاذع بعدما تخلى عن حالة البرود الذي أصر على إظهارها أمامهم ثم همهم ردا على صوت سيدرا ...
سيدرا : هو ادالك موبيل بجد !!
أروى :طب افتحه بسرعة يلا شوف فيه ايه !
(بدأ صوتها بالإرتعاش) يلا و النبي لأحسن الدنيا بدأت تليل بجد ...أكيد هيبقى فيه حاجة تساعدنا
فارس : لو انتي فاكرة انهم كدة بيساعدونا يبقى آسف في الكلمة انتي ساذجة جدا
تجاهلت سيدرا تلك المجادلات السخيفة و بدأت تجبر عينيها على النظر حولها ...ثم هتفت بعدما حضرت فكرة بدائية بذهنها
سيدرا: أروى بصي فوق كويس كدة ، انت عندك مَجرَى اللمبة تتحط فيه ولا لأ !
اروى : ا..اه بس مخلوعة، مكانها فاضي
سيدرا (أطلقت تنهيدة عميقة) : طيب استنى أخذت في ارتداء حذاءها ذو الكعب العالي من جديد ، شعرت بالتقيؤ فجأة بعدما وقعت أنظارها على الجثة الهامدة بجوارها و تلك الدماء التي تلطخ معظم الحجرة ، حاولت جاهدة على الوصول لذلك المصباح و إزالته من مجراه و بعد عدة لحظات كانت ممسكة به و تهتف بفارس و هي تمد يدها من خلال الخشبة الفاصلة بينهما
- : اديهالها خليها تركبها
فارس: وانتي هتقعدى كدة من غير نور !
سيدرا :و انت شايف المنظر عندي حلو يعني يخليني شغوفة أوي ابص عليه ؟ امسك يلا
فارس (هتف بعدم اقتناع موجها حديثه لأروى ) ركبيها براحة عشان ماتتكسرش
زمجرت بتذمر و كانت على وشك البكاء عندما لم تصلها أي إضاءة ...و بعد محاولات عديدة استطاعت إنارتها بصعوبة و هدَّأ الضوء الخافت من روعها قليلا ...ثم أخذت تتأمل ذلك المصباح مطولا و هي تفكر في كيفية عدم ادراكهم لامكانية فعلهم ذلك ؟ أكانت هفوةً منهم ! أن أنها مقصودة لشيئ ما ! رفعت كتفيها بحيرة و جلست على العشب مرة أخرى و بعد عدة دقائق ...
اروى: انا عارفة إن مش وقته ، بس هو لا اكل ولا شرب ولا حتى كلام ! حرام كدة انا مرعوبة اصلا والصمت دا بيرعبنى اكتر فلو سمحت اتكلموا فى اى حاجة حتى و لو تافهة !
سيدرا (بصوت مكتوم) : معاها حق ..
فارس : احنا غالبا عرفنا كل واحد جه المكان دا ازاي ... بس ماحدش يعرف عن التانى أى حاجة غير اسمه وتقريبا مهنته ، يعني فلو تحبوا كل واحد يحكي براحته ، شكل اللي احنا فيه دا هيطول بجد فعشان نبقى عارفين بس بنتعامل مع مين .... ها تحبوا مين يبدأ !
أروى : (بابتسامة حزينة و مرهقة) أنا أروى (ضمت يديها نحو صدرها بإحكام) من وأنا صغيرة كنت بعشق حاجة اسمها fashion ، أكتر من أي بنت بتحب تتابع الموضة وكل حاجه متعلقة بيها ، (ضحكت بسخرية) لسة فاكرة لما كنت بستنى ماما تنام أو استغل اى فرصة اكون فيها لوحدى عشان اخد الفساتين و المكياج بتاعها وألّغوص بيهم نفسي بلبس جزمتها اللي بكعب الواسعة اللي عمرها ما كانت على مقاسي و اللي عمري ما عرفت أقف بيها دقيقة على بعض ! فى الاخر آخد علقة محترمة كالعادة ... كبرت وخلصت كلية وانا لسه جوايا نفس الرغبة ؛ كنت خريجة تجارة... كلية مابفهمش فيها اي حاجة ، زنوا عليا باعتقادهم اني كبرت واتخرجت ولازم ابدأ حياتي المهنية وادور على وظيفة ، و انا مش من النوع اللي بصر على اى حاجة الا اذا كنت متعلقة بيها ، انزل وادور واتمرمط واعصر على نفسى ميت لمونه بس في حاجة اكون حباها مش مفروضه عليا لاى سببٍ كان ، فى وقتها توفيرا لمجهودى ماكنش قدامى حاجة غير النت ، يوم كالعادة قعدت اعمل search على طلب وظيفة و بالصدفة قريت فى موقع معين انهم محتاجين عارضات ازياء بمواصفات ومقاييس معينه ، اتلهفت على الموقع وقعدت اقرا بانتباه ؛ قارنت المواصفات لقيت ان معظمهم بينطبقوا عليا واظن ماكنش هيبقى فيه فرصه انسب من دي احقق بيها حلمي ...و فعلا روحت وقدمت و اتقبلت كمان وكل دا كان من ورا اهلى طبعا ، كنت بنزل بحجة انى لسة بدور على شغل و لما رجعتلهم وقولتلهم انى اتقبل وفى عرض كمان اسبوع .... البيت كله اتشال واتحط وتهزيق وبهدله فيا وانا كان عندى لا مبالاه فظيعة ، بس فى الاخر اكتشفوا اني دلوعه العيله وماعنديش اخوات فلازم يحققوا كل الى انا عايزاه وينفذوه بالحرف الواحد والا هغضب عليهم و بردو مش هيعرفوا يمنعوني ... وفى اول عرض اثبت جدارتى ونجحت وبدرجة ماكونتش اتخيلها لغايه ما فى يوم(ابتسمت بإتساع) الشقه اللي قدامنا سكنت و لقيت واحد كدة زى ما بيقولوا فتى احلامي ، صدفة ورا التانيه لغاية ما فى لمح البصر حبينا بعض واتجوزنا بس وقتها قبل جوازى من "مالك" انشغلت بالتحضيرات وبالحاجات اللي كل عروسه عادةً مابتنشغل بيها فوقفت شغلي فترة و كل دا كنت متفقه معاه من الاول طبعا ان بعد الجواز مافيش حاجة هتتغير وقّفت الفترة دي و اللي بعد الجواز بكام شهر بس عشان اديله الاهتمام المطلوب واللي اى زوج بيحتاجه فى بداية حياتهم مع بعض، كملت سنه جواز من غير الشغل لغايه ما اقنعته بصعوبه اني ارجع تانى وعملت عرض واحد بس ، مش هكون ببالغ لو قولتلكوا اني حسيت ان روحى رجعتلي تانى صح ! فكرة انك تحسي ان شغلك في ناس كتير بيستفادوا منه و جملة اني غيابي كان مأثر في الشغل دا بالنسبالي انجاز !
وبعدها جيت هنا ! ....يعني بقى لا جواز ...ولا شغل
فارس : على فكرة اصرارك على حاجة انت بتحبيها دا فى حد ذاته شيئ كبير اوى وممكن اصرارك نفسه هو اللي يخرجنا من هنا و انتي مش واخدة بالك
أروى (ضحكت بخفوت) يعني ماظنش ....بس احنا ندعي كتير !
📲🎵
سيدرا (إعتدلت فى جلستها باهتمام ) انت مش قولت ان الموبيل مافيهوش خط !!
فارس : دى رساله بلوتوث مش .....
صمت عن الحديث و اتسعت حدقتاه و هو يتأمل مقطع الفيديو الذي تم ارساله ....
يتبع
#نسمة_حمدي
أنت تقرأ
غَيثْ
Приключенияهم ثلاث أفراد ب ثلاثة شخصيات ب ثلاثة حكايات مُتباينة كلٍ له أحداثِه الخاصة ، تفاصيله و خفاياه .. و لكن الفاجعة الكبرى لم تظهر بعد ... فمن تكون الشخصية الرابعة ؟! و ما ماهيتها !