الفصل التاسع

27 8 2
                                    

#غيث
الفصل التاسع
-------------
سيدرا:  ا..اخدوا الشنطة مني قبل ما ادخل
فارس ( أحكم الشد على قبضة يده بعنف ثم تحرك خَطوتين للخلف ليصل لتلك الخشبة الفاصلة بينه و بين أروى و سألها ب يأس) انتي معاكي ازازة المايه ؟!
أروى: ل..لا ماهي كانت موجودة فوق
استند بجسده على الحائط و بعد لحظات كان واضعا رأسه بين كفيه و هو جالس على ذلك العشب الرطب  ، اطلق تنهيدة عميقة و أغمض عينيه  ...ظل الحال كما هو لمدة أكثر من الخمسة عشر دقيقة و الصمت مازال مُخيم على المكان بأكمله يُستثنى من ذلك صوت أنفاسهم مع شهقاتهم الصادرة بألم
*-*-*-*-*-*-*-*-
احمد:  طيب اسمعينى كويس بقى ، مبدئيا كدة انتي مالكيش قُعاد فى البيت لوحدك تمام !
هايدى :ازاي يعني هروح فين !
احمد :هتيجي عندي
هايدى : (بحدة) أفندم !!
احمد : ماتفهمنيش غلط و ماتخليش دماغك توديكي لبعيد ؛ أنا عايش مع امي واختي بس ...و بالمناسبة ..اختي دي تبقى كارولين
هايدى: كارولين مين ؟؟
احمد (أومأ برأسه) :  بالظبط كدة ... صاحبتك اللي فى الكلية ، و على فكرة أنا اللي طلبت منها ماتقولكيش اني اخوها
هايدى: لأ بردو مش هينفع أبدا ...انا....
احمد : هايدي ماتخافيش لو سمحت !   انا هروح أبات عند صاحبي ، يعنى مش هكون موجود فى البيت أصلا لغايه ما فارس يظهر  يعنى الموضوع على بعضه مش هياخد 24 ساعة او بالكتير أوي يومين باذن الله  ....ماينفعش نسيبك لوحدك !
هايدى (بدأت بفرك يدها بتوتر) ل..لا لأ  مش هينفع ، بس بقول كدة وخلاص بس انا اسفة بس هقدر اكون عالة عليكوا و انت كمان هتبات برا بيتك ...لأ انسى الموضوع دا
احمد : بقولك ايه ماتعاندينيش ! وبصى بقى الفترة الصغيرة دي اعتبريني فيها  (صمت لوهلة ثم أعاد النظر اليها ) هه ... اعتبرينى اخوكى ياستي .... بس مؤقتاً ها ..مؤقتا !  يعني انا المسئول عنك  ، واظن لو فارس  كان مكاني في ظروف زي دي  كان هيعمل نفس الشيئ ، من غير نقاش تروحى البيت تلمي حاجات بسيطة كدة وهتيجى عندنا من النهاردة
(أومأت له و هي تتأمل الأرضية البيضاء بتشتت)
احمد :  تمام ..هحاول أخلص شغلي كدة على السريع واعدى عليكى فى البيت تكونى جهزتى حاجتك (لاحظ ارتباكها) ما قولنا اخوكى بقى الله !
*-*-*-*-*-*-*-*-*-
فارس :سيدرا انتي كويسة !
سيدرا(منكمشة و تخبئ رأسها بين ركبتيها و جسدها يهتز بتوتر للأمام و للخلف ) : ا..اه
اروى : هنعمل ايه دلوقتى ؟!
فارس: انتي شايفة ان قدامنا حاجة نعملها غير القعاد هنا ؟
أروى (بصوت ضعيف) : سيدرا ...
سيدرا (أغمضت عينيها و هي مدركة تماما ما تعنيه ثم تحدثت بنبرة مختنقة) : معلش يا أروى ... !
فارس : في ايه !!
سيدرا : ولا حاجة
فارس:  لا بقولكوا ايه الجو اللي احنا فيه مش مستحمل ... فى ايه !!
أجابته أروى بتأفف بعدما استمر في مجادلته
- : جعانين  !!  ها خلاص ارتحت !!
سيدرا  : (أغمضت عينيها بغضب مكبوت بعدما وصل الى مسامعها ضجيج خفيف ثم هتفت بنبرة آمرة ) اقعد يا دكتور مكانك !!!  لو سمحت احنا مش ناقصين ! ايه هتزعق وهتصرخ فيهم !  يبقى مالوش لزوم اقعد انت عارف ان مافيش حد هيجي
تجاهلت أروى مشاداتهم الكلامية و تفحصت حقيبتها الصغيرة الإضافية المعلقة على خصرها باحكام  ، تأملت اللاشيئ و هي تتذكر موقف ما ...

《Flash Back》
اروى : ايه يا حبيبى اللي انت بتعمله دا !!
مالك(أغلق حقيبتها ثم نظر إليها و طبع قبلة رقيقة على وجنتها) : لا بقى بصي انت مصدعاني من الصبح ومش عايزة تاكلى ولازم تروحي ام العرض بتاعك دا ، فلازم حضرتك يبقى معاكي اي حاجة تتاكل عشان لو لا قدر الله تعبتي اهو حاجة تسندك شوية  .. سكريات يا ماما سكرياات !
اروى: (أحاطت عنقه بدلال ) ااه وهما شوية البنبوني دول هما اللي هيسندوني ؟
مالك : ااه تخيلي ؟ و لو مش عاجبك أنا ممكن مانزلكيش غير و انتي واكلة نص اللي في البيت و ابقي تعالي قابليني لو الفساتين اللي بتلبسيها رضيت تخش فيكي !! 

《Now》
ظلت تلك الابتسامة تزين ثغرها للحظات قبل أن تزداد بعدما تمسكت بالحلوى الصغيرة بين أناملها و كأنها كنزها الثمين ! ثم صاحت فيهما بحماس
اروى : يا جمااعة ...انا معايا 4 بنبونايات
فارس :  و الله برافو ! هما دول اللي هيسدوا جوعنا وعطشنا يعني !
سيدرا : و النبي انت بتتأمر و ماعندكش دم !  مش عايز تاخد تبل ريقك يا أخي ماتاخدش و افضل ساكت و ماتحرقش دمنا  دا ايه دا  ! 
زمجر و هو يفتح عينيه  بعدما شعر بتلك السكاكر تقذف فوق رأسه ...
أروى : اتفضل دول اتنين خد واحدة وادي لسيدرا واحدة ، هيتفضل 2 ... واحدة هاكلها دلوقتي والتانيه هسبها احتياطي !
6:00  pm
اروى  (ارتجف صوتها بخوف) : هو ..هو مافيش اى نور هنا ولا ايه !!
فارس (نظر لتلك الاضاءة الخافتة بشدة و المنبعثة من المصباح المعبأ بالاتربة ) ماهو فيه لمبة  اهي انت مش شايفاها !
اروى:  لا انا ماعنديش حاجة ! سيدرا انت عندك نور !!
سيدرا : اه فى واحدة منورة جمبي
اروى(كانت على وشك البكاء ) : لا يا جماعة لأ ... انا ...انا عندى فوبيا من الضلمة
أراح فارس رأسه للخلف و وضع كف يده على عيناه بضيق بعد ادراكه لفعلتهم الحمقاء
سيدرا : ث...ثانية ! يعني هما عارفين اننا عندنا مشكلة مع الحاجات دي فبيحطوهالنا ؟؟ مرضى نفسيين يعني ولا ايه مانا عايزة أفهم !!! 
أروى :  و انت ...و انت بقى عندك فوبيا من ايه انت كمان ؟
فارس(رفع حاجبيه باستغراب ) مش من حاجة !
سيدرا : يبقى قابل  اللي بيفكروا فيه بقى
فارس : (رفع رأسه و هو ينظر الى باب غرفته الذي بدأ في الانفتاح شيئ فشيئ ... ثم هتف هامسا ) مانا هقابل !
يتبع...
#نسمة_حمدي

غَيثْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن