الفصل التاسع و العشرون

19 5 2
                                    

#غيث
الفصل التاسع و العشرون
____
و في حوالي الساعة الثامنة مساءاً بدأت بفتح أعيُنها المنتفخة بعدما قضت حوالي احدى عشر ساعة في حالة اللاوعي بين الواقع و كوابيسها المُقلقة و نومها المُتقطع ، سارت بخطوات غير متزنة نحو الحمام المُرفق بالغرفة و تركت للماء البارد الحرية للتسلل لجميع اجزاء جسدها رغم عدم انتزاعها لملابسها ، اغمضت عينيها مُجبرة بسبب الصداع النصفي و تشتت الرؤية  ثم  استندت بمقدمة رأسها على الحائط تُحاول تكملة ما بدأته و بعد ساعة من ذلك كانت تقف أمام المبرد تنظر للطعام الفاسد باحباطٍ و عدم رضى ، تذكرت فقدانها لهاتفها فاستبدلت ملابسها البيتية -النظيفة- بأخرى و قررت التوجهه لحارس العقار لاعطاءه بعض المال لجلب مشتريات بسيطة من مكانٍ ما يكفيها مؤقتاً ...
دلفت للمصعد الكهربائي و عند انفتاح الباب مجدداً في الطابق الأرضي تفاجأت من كمٍ هائل من آلات التصوير و التسجيلات الصحفية التي تخطت الحارس الذي حاول جاهداً منعهم بعد ان قضى فترة طويلة يحاول اصرافهم من امام المبنى 
=: استاذة سيدرا تقدري تقوللنا ايه سبب اختفائك !
_: هل فعلاً كنتِ مُعرضة للاختطاف !
و بحركةٍ تلقائية وضعت كفيها أمام وجهها تُخفيه و تمتمت بصوتٍ ضعيف
سيدرا  : انا اسفة مش هديلكوا  اي تصريحات بخصوص حياتي الشخصية
=: جمهورك له حق عليكي ولازم تقولي اللي حصل ! والا بقى ماتستاهليش لقب إعلامية
احتقن وجهها فأظهرت عن ملامحها ثم وجهت حديثها القوي لذلك الصحفي مُتحدثة بشجاعة أمام كاميرات الجميع
سيد : يبقى ولا انت تستاهل لقب صحفي ...الصحفي الشاطر مابيتهجمش على الناس في بيوتهم عشان ياخد منهم معلومات ولا ايه ! و انت عارف إني لو عايزة ف بمكالمة واحدة مني اسمك هيتشطب من النقابة انت و كل اللي معاك   و اظن انك بردو ماتعرفش اني بحترم جمهوري بشكل كبير ، وقبل ما اكون الاعلامية اللي مش عاجباك فانا كنت شخص طبيعي و كل شخص له حياته الشخصية ، و اعتقد ان الجمهور مش فضولي اوي كدا ولا همجي بالشكل دا ، اقدر اسأل حضرتك ك صحفي ...والدتك اسمها ايه !  ايه آخر خناقة دارت بينك و بين مراتك !!
(رفعت حاجبيها بعدما وصلت لمبتغاها ) بالظبط ..اسئلة سخيفة واجابتها هتبقى اسخف و مالهاش لازمة وبالنسبة لشغلي أنا (نظرت للجميع مباشرة) ف أنا بعلن اعتزالي النهائي للمهنة ..شرفتوني ...عم محمد ابقى اطلعلي عايزاك

*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-
و بعد مرور ساعتين ...
كانت تقف مُجدداً أمام الباب الخاص بشقتها برَيبة و حنق على استعداد تام للهجوم على أي طرف يحاول ازعاجها ، عقدت ذراعيها و هي تنظر للحارس مجدداً قائلة
سيدرا : خير ..انت مش طلعتلي الحاجة كلها من شوية !
-: إيوة يا استاذتنا بس في ناس و الله زنوا عليا عشان يجبلوكي و جالولي انهم معرفة
سيدرا : معرفة مين بس ...انا مش عايزة اقابل حد  بعد اذنك و .....
و قبل اكمالها للحديث اصدر المصعد رنيناً خافتاً و انفتح بابه لتظهر هي من خلفه صائحة بتذمر
هايدي : ايه يا حاج انت قاعدين نص ساعة بننادي عليك من تحت ...
أروى : ما خلاص اهدي بقى !
هايدي : لأ وسعي كدا ...يعني لا سامعنا و لا راضي تطلعنا ولا كنا عارفين نطلع من غير كَرتة اسانسير ربنا يوقف لبنتك ولاد الحلال هي اللي طلعتنا ...ماقولنالك معرفة معرفة ...(نظرت لسيدرا) ولا ايه !!
شقت ابتسامة باهتة على وجهها و تمتمت
"ولا ايه ... ادخلوا "
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-
سيدرا : عاملة ايه يا هايدي
هايدي : ايه دا انتي تعرفيني !!
أروى : و هو دكتور فارس كان له كلام غير عليكي !
هايدي : طيب بصي بم إنه كان بيتكلم عليا كتير فأكيد قالك إني عنيدة و ان اللي في دماغي بعمله ، ممكن افهم انتي ليه سيبتينا كدة فجأه لما كنا في المستشفى !
سيدرا  :  يعني ... كلكوا كنتوا قلقانين يا هايدى ؛ انتي كنتي عايزة تطمني على اخوكي  ..ومالك كان عايز يتطمن على اروى ، ايه لزمتى وسطكوا انتوا ماتعرفونيش !  و بصراحة كدا انا  كنت عايزة اقضي شوية وقت مع نفسي  ..
هايدي : بس انتي مش ضعيفة كدا عشان تهربي !
سيدرا : يمكن دا اللي انتي شايفاه على الشاشة ، بس كل واحد فينا له وشين يا هايدى ، الوش اللي بيظهر بيه قدام الناس ، والوش اللي بيستخبى فيه لما بيكون لوحده وغالباً دا هو الحقيقي ..كل واحد فينا بيضعف مهما كانت قوته  والا بقى مانبقاش بني آدمين !
اروى : انتي عايزة تقوليلي انك مالقيتيش نفسك وسط اي حد ! حتى مع فارس
سيدرا : (تجمعت العبرات داخل عينيها و تمتمت بصوتٍ مُتحشرج) اخباره ايه !
هايدى : بصي يا سيدرا انا اعرف اخويا اكتر من اي حد و اللي شايفاه قدامي مش فارس اللي كان موجود من  تلت شهور ، انا مش عارفة ايه اللي حصل معاكوا بالظبط هناك  .... بس اللي اعرفه واللي متأكدة منه ان فارس اول ما حب ..فهو حبك انتِ ...(ضحكت) انا كنت بغير منك الصبح تصدقي ! اول ما صحى ماعبرنيش و سأل  عليكي انتي
اروى : ماكنش لازم تمشي يا سيدرا ، ولا كان ينفع تلغي البلاغ زي ماعملتي الصبح .. انا اصريت اننا ماناخدش أي خطوة من غيرك ....بس  حرام عليكي حقنا يضيع بالشكل دا بعد اللي شوفناه ! 
سيدرا (بانفعال) :  لأ أروى لو سمحت اوعي
هايدى : طب ممكن نفهم وجهه نظرك ؟!
سيدرا : غيث ..فكري هو عرف يخلينا نروح لغاية عنده بمكالمة واحدة بس ، تفتكرى واحد زيه بعد اللي مرينا بيه لو بلغنا عنه واحنا عارفين مواصفاته والبيت اللي رجعنا منه ..هيسكت ؟! او مش هيكون عامل حسابه ! احنا فى ثوانى هنكون عنده وتحت رجليه بس المرة دي غصب عننا ومش عارفين فعلا هنعرف نطلع من هناك واحنا عايشين ولا لا ! وانتي عارفة الاجابة ...هو لما سابنا سابنا بمزاجه وربنا عالم ايه السبب يمكن يكون حس انه في خطر او حد عرف عنه حاجة ...عمرنا ما هنعرف هو بيفكر في ايه!
اروى : البوليس هيقدر يحمينا منه يا سيدرا
سيدرا:  ولما تكوني خارجة مع جوزك ولا حتى خارجه لوحدك بتشتري حاجة من جمب البيت وفي لحظه عربية تقف او تنتهز اى فرصة وتاخدك ! هيبقى ايه العمل ساعتها ! هنقعد نندب حظنا ! ولا هنفكر لسه ازاى نخرج من هناك مرة تانيه ولا يعنى هنفضل ماشيين وحوالينا الحرس من كل حته ؟!
ولو انت هتحسبيها من منظور الانانية ..فانا ممكن فعلا ابقى انانية ، انا تحت رحمته بالصوت و الصورة و انتي مايرضيكيش ان يحصل فيا كدا صح
اغمضت أروى عينيها بغضب و هي تسب غيث بخفوت بعدما أدركت ابتزازه لرفيقتها ثم ربتت على كف يدها بحنو و هي تتمتم لها بكلماتٍ مُطمئنة
هايدي :  طيب انا مش فاهمة حاجة بس خلصتوا عياط !! يلا تعالي معايا 
سيدرا : على فين !!
هايدى : على المستشفى  ، فارس هيموت ويشوفك .. يلا 
سيدرا: لا لا استني  ، بجد يا هايدي مش هينفع انا ...انا فعلا ماينفعش أقابله دلوقتي  بس اكيد هنتكلم في وقت تاني
هايدى : ازاي يعني لأ انتي هتيجي معايا
اروى : خلاص يا اروى سيبيها على راحتها ...
.
.
.
.
و بعد مرور ٢٤ ساعة ...
______
غيث: احجزلي تذكرة على اول طيارة ..
______
سيدرا : لندن ..
______
غيث :  تكون عندي النهاردة انت فاهم !!
يتبع...
#نسمة_حمدي

غَيثْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن