الفصل الثامن عشر

29 4 0
                                    

ممكن vote  و رأيكوا لو سمحت ❤❤
#غيث
الفصل الثامن عشر
.................
وفى يومٍ كالمعتاد
فُتح باب الغُرفة مُجدداً في وقتٍ ليس بوقت الطعام ، تقدم ذلك الدخيل نحوهم و بدأ بدون مقدمات سحب ذراع أروى خلفه بعنف و هو يخرج مرة أخرى !
تململت هي بين ذراعيه القاسيين و صاحت بنبرةٍ مُختنقة و بدأت دمعاتها في الهبوط بعدما أثار ذلك الفزع بداخلها ...
سيدرا : استنى هناا انت واخدها على فين !!
اروى :  س...سيدرا لا ...لأ مش عايزة اروح معاه ....و النبي ماتسيبونيش .. !
فارس : طب ما تسيب ايديها ، و تكلمني زي الرجالة ..ولا انت مابتعرفش تتعامل غير مع الحريم ! 
_ : لا يا دَكترة و دي تيجي بردو ...بعرف طبعا
و في لحظةٍ قصيرة قام باخراج مسدسه الأسود و أطلق طلقة نارية استقرت في الحائط المُجاور لفارس  ، ارتدَّت سيدرا خُطوة واحدة بفزع و حاولت مُجدداً الاتجاه نحو أروى لكن ....
_: هاخدها بالذوق ولا لازم يبقى بينّا دم  و ٧ يبقى التمن واحد فيكوا !!
*-*-*-*-*-*-
رفعت كفَّيها و هي تُغطي وجهها المُرتعب و بعد وهلة التفَّت إليه و صاحت بغضب  ...
سيدرا : يعني اييه ياخدوها !! احنا ايش ضمنّا  إنهم مش هيعملوا فيها حاجة ... لأ ..لأ انا قلبي مش متطمن
فارس(بتفكير) : يمكن يكونوا بيعملوا نفس الحركة اللي عملوها هناك ! يعني يفصلوا كل واحد في اوضة لوحده وبم ان هنا مافيش جنينه او اي مكان واسع فالحل البديل إنهم يودونا اوض مختلفة 
سيدرا: ولو كدة ليه ماوزعوناش كلنا مرة واحدة ، ليه اخدوها هي مش انا ؛ ليه كانوا قاصدينها !!!
فارس: ممكن بلاش الانفعال دا عشان انا مش نااقص ،  شايفانى آله يعني ولا شغال معاهم  عشان اجاوب على كل اسئلتك دي !!  انا  بفكر معاكي  بصوت عالي ، لا من حقك تنفعلي عليا بالشكل دا  ولا  انا مجبور اجاوبك
*-*-*-*-*-*-*-
دفعها بعنفٍ لداخل تلك الحجرة الجديدة بالنسبة إليها ، لكنها في الحقيقة كانت عتيقة و قديمة ....قديمةٌ جداً !
لم تضم إلا مِقعدٌ معدنيّ واحد بمنتصفها ...كما اتخذتها الأنواع المُتعددة من الحشرات و الزواحف الصغيرة ملجأ لها لسبب غير معلوم ...
تذمرت و اعترضت لكن محاولاتها باءت بالفشل كالعادة و ها هي الآن مُقيدة تماماً بذلك المقعد لا تستطيع التحرك قيد أنملة ...اقترب برائحته الكريهة ثم همس بجانب أذنها
_: تخيلي كدة معايا الاوضة الحلوة دي ، اتقفلت عليكي لوحدك ...و ماعكيش حد في الدور كله وفجأة (رفع كفيه و سقف بصخب) النور اتقطع و بقت ضلمة سواد ..بالظبط ... زي كدة
(هتف بشماتة و هو ينظر لارتعابها الظاهر بعدما أُغلقت جميع الأنوار بالمكان)  بس ماتخافيش ، انتي في اوضه مُكتملة من مجاميعها وزي مانتي عارفة الدنيا سقعة واحنا في الشتا  ، فحبينا نِوَجب معاكي ..
رفع يده مُجددا و هي يقوم بخفض درجات الحرارة الخاصة بالمُكيّف الكبير
-: صح ....انا شايف ان ١٦  كويس اوي ..يلا يلام بتمنالك اوقات سعيدة
*-*-*-*-*-*-*-*-*-
واضعاً كلتا يديه بجيوب بنطاله ، ينظر بالأرضية بشرودٍ اعتاد عليه مؤخراً ، ظل يفكر بشقيقته الصغيرة ....أحوالها ! هل تمكنت من التحكم بأعصابها لتتصرف بعقلانية بحتة أم ستظل مُتسرعة كما كانت ...هل استطاعوا الوصول إليها ! هل هي تحت رحمتهم الآن أم أنهم كانوا ليُخبروه بذلك فور إتمام مهمتهم لإبتزازه ، أتجلس هي وحيدة بالمنزل ! ألم يبقَ لها أحداً لتلجأ إليه بعده !
هو يثق بها ثقة عمياء ، يثق بعدم تخييبها لظنه و يثق بأحمد ! ذاك الشاب الذي تقدم لخُطبتها و اعترف له بمشاعره نحوها لكنه رفض لأنها بالكاد كانت أتمت عامها التاسع عشر حينها ...هو لم يرفضه لذاته ...إنما رفض الفكرة ككل ...احترمه حينها عندما أصر على عدم معرفة هايدي بذلك و أصر على انتظار تلك الصغيرة حتى يحين الوقت ..
=: فارس انا اسفة
عقد حاجبيه بإنزعاج و اعتقد ان ذلك الصوت فرّ هارباً من الكم الكبير للأصوات بداخل عقله .
سيدرا :يا فارس 
فتح عينيه و نظر إليها بتفحُص
فارس : ايه  !
سيدرا : بكلمك ! 
فارس (ضم يديه نحو صدره و أكمل ) :اه خير ان شاء الله
سيدرا : اسفة ....ماكنش ينفع اتكلم معاك بالطريقة دي ...
زفرت بحنقٍ و تابعت حديثها ...
سيدرا :  لأ انا قولت اسفة مش هقعد كل شوية أعيد و أزيد فيها ! و على فكرة ماليش جهد للمحايلة هتقبل اسفي ولا لأ ..لو لأ يبقى طز فيك واخبط راسك في الحيط مش هتحايل على حد انا
فارس: ايييه خلاص ..ايه الدبش دا ؟!!
سيدرا : يعني صالحتنى !!
فارس :نعم !!
سيدرا: سامحتنى !
فارس: اه
أدار وجهه للجهة الأخرى و هو يحاول جاهداً
إخفاء ابتسامته
سيدرا :طب ممكن اسألك سؤال واطلب طلب
فارس: اتفضلي استغلي
سيدرا :خلاص غور من وشي مش عايزة  منك حاجة
فارس (ضغط على أسنانه بقوة و هو يهتف بنفاذ صبر ): اتفضلي حضرتك اؤمورينى
سيدرا :انت حافظ سورة يس ؟!
فارس : الحمد لله
سيدرا :طب ..(ابتلعت لعابها بتوتر و هربت من نظراته المُسلطة عليها و هي تعبث بتوتر بأناملها) ممكن تقولهالي  ... لو سمحت
اتسعت ابتسامته و هو يُحرك رأسه ايجاباً ، و بحركةٍ عفوية اسرعت بخطواتها نحو الفِراش و استلقت عليه و هي تضم كفيها معا و تضعهما تحت وجنتها ، جلس هو على الأرضية جوارها و بدأ بالإستعاذة و قبل تفوهه بأول آية بالسورة الكريمة قد امتدت يداها لتتشبث بكفه و تضعه بخفة على مُقدمة رأسها مثلما كانت تفعل مع والدها الراحل ....
يتبع..
#نسمة_حمدي

غَيثْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن