بارت(11)
في احد محلات المجوهرات الضخمة كانت سلوي ومراد وملك ونادية وفريدة ورغدة وايمان ورهف ورشا ومازن وميرنا
كانوا ينتقون شبكة ملك
وسط سعادة من الجميع وحقد في نظرات ميرنا
خرجوا من المحل بعد ان اشتري مراد لملك شبكة هي انتقنتها بمساعدة منه وكانت رقيقة للغاية تدل علي زوقهم الرائع وبمجرد ان خرجوا حتي قالت ميرنا بصوت مرتفع متعمدة ان يصل إلى نادية وايمان ورشا بالتحديد لتشعرهم بالحرج امام سلوي ومراد فهي لا تعلم مدي قرابتهم
ميرنا وهي توجه كلامها لمازن:وانا اقل من اختك ف ايه بقي عشان متجيليش شبكة زيها
مازن:اقفلي بؤقك يا ميرنا
ميرنا بعلو صوت:ولا عشان انا مش زي اختك يعني لاتكون شايفني اقل منها
فريدة بحنق:احنا مش في الوقت ولا المكان المناسب اللي تتناقشوا فيه ف حاجه زي كده حلوا مشاكلكوا بينكوا وبين بعض
ميرنا بغضب وصوت عالي:وانتي مالك انتي اتكلم مع جوزي ازاي ولا فين هو كل شوية واحده منكوا هتفضل تلف عليه.. وعاملين فيها... ولكن الجمها قلم سقط علي وجهها من زوجها وهو يقول:نفسك مسمعهوش ولسانك تحطيه جوا بؤك نظرت له بحنق وكادت ستنطق ولكنها تفاجئت به يسحبها الي مكان سيارته ووضعها بها وأغلق عليها الباب ورحل عائدا لمكان اهله
موجها كلامه لفريدة اولا:حقك عليا يافريدة انا اسفة عاللي حصل منها
فريدة:ولا يهمك يا عبيط متقولش كده دا انت اخويا
مازن:ربنا يخليكي ليا
ثم ذهب لاخته وهو يقبل رأسها:حقك عليا لو كنتي اتضايقتي في يوم زي دا بسببي
احتضنته اخته وهي تقول:عمري ما ازعل منك ابدا وعمرك ما تضايقني اصلا
ثم ذهب لسيارته وذهب الجميع لسيارتهم عائدين الي المنزل صعدت ميرنا غرفتها بغضب وهي تغلي بداخلها وهي تقول في نفسها:انا يضربني كده!؟ وديني لاخليك تندم يا مازن
ثم امسكت هاتفها واتصلت بدعاء
دعاء:الو
ميرنا:اسمعي اللي هقولك عليه دا كويس...ويتنفذ بالحرف الواحد
التزم مازن في عمله مع اخوته في شركاتهم واثبت للكل مهارته وسارت الاحداث دون جديد يذكر سوي تعنيف مازن لميرنا وتحذيرها من عدم التعرض لاحد من عائلته...
في كلية الهندسة كانت تسير رغدة مع صديقتيها وهي تدعوهم لفرح ابنه عمها ولكنها وجدت اصحابهم يقتربون مما وضعها في موقف لا تحسد عليه
رغدة وهي تسير مع نسرين واسراء اللاتي عرفتهن منذ اربعه ايام فقط حيث انه لم يمر علي وجودها في الكلية سوي سبعة ايام
رغدة:اه صحيح انا عزماكوا علي خطوبة بنت عمي يوم الخميس
إسراء:مبروك يا رورو اكيد هنيجي
ثم وجدت من يقتربون منهم(وهم باقي الشلة التي ذكرتهم امام العائلة فهم يتكونون من عمرو و وليد وفتاة اخري تدعي نيرة بالاضافة طبعا إلي نسرين واسراء..
نظرت نسرين بخبث فهي تعلم ان رغدة لا تحب مخالطة الشباب ف وضعتها امام الامر الواقع قائلة:كويس جيتوا دا لسة رغدة كانت بتعزمنا علي خطوبة بنت عمها
صدمت رغدة:...
وليد بخبث:بجد.. اكيد هنيجي
عمرو:مبروك يارغدة
نيرة:مبروك يا بيبي اكيد هنيجي
رغدة بتوتر:الله يبارك فيكوا.. عن اذنكوا لازم امشي دلوقتي
وغادرت وهي تفكر بالمصيبة التي اوقعت بها نفسها فهم كانوا يحذروها من الاختلاط ولن يتفهموا انه سوء تفاهم
بينما في الجهة الاخري قالت اسراء:عملتي كده ليه يا نسرين مانتي عارفة انها كانت بتعزمني انا وانتي بس
نسرين بخبث:انتي عارفة دي تبقي مين.. دي رغدة الخياط انا مش هفوت فرصة اني احضر خطوبة حد من عيلتها واحنا مبنعملش حاجه من غير بعض ف كان لازم احطها قدام الأمر الواقع بدل دور الشريفة اللي هي عايشالي فيه دا
وليد بخبث وهو يضع يده علي كتفيها:جدعه يا قلبي
نيرة:لازم نلبس اشيك حاجه عندنا اليوم دا
اسراء:خلاص يبقي ننزل نجيب هدوم جديدة
عمرو وهو يزفر بضيق:انا ماشي
وتركهم وغادر وهو يشعر بشئ يخنقه
عادت رغدة للمنزل وجت والدتها تجلس في شقتها بصحبتها رشا ونادية ...
رغدة:كويس انكوا قاعدين انا عايزة احكيلكوا علي حاجه
ايمان:في ايه
رغدة:انا اتحطيت في موقف وحش اوي.. وقصت عليهم ما حدث
رشا بعقلانيه:قولنالك ابعدي عن اي حد ممكن يسببلك حاجه تضايقك
رغدة:منا مكنتش اعرف اني هتدبس كده
نادية:انتي اتكلمي مع باباكي بالراحه وفهميه
رغدة بخوف:خلي ماما هي اللي تقوله
ايمان:وانا مالي
رشا:قولي تحت قدام عمامك كلهم كمان عشان محدش يتعصب عليكي فيهم لو شافك واحنا هنفهمهم معاكي وبالفعل في نفس اليوم في وقت الغداء اخبرت الجميع ما حدث ولكن بالطبع لم يكن الشباب موجودين بل كانوا في اعمالهم
مرت الايام الي ان اتي يوم الخطبة تألقت ملك بفستانها وجميع الفتيات ايضا بفساتينهم البسيطة مع الالتزام بحجابهم وكانت ملك ملامحها رقيقة ووضعت لها الميكب ارتست ميكب خفيف يتناسب مع فستناها المميز وحجابها الرقيق ف ظهرت في غاية الجمال وبالطبع باقي الفتيات كلا منهم ترتدي ما يميزها ولكن كانت ملك مثل الشمس وسط كل النجوم وفرحتها كانت تطغى على عيونها
وصل مراد مع عروسه الي القاعة والتفت الفتيات حول العروسة وسط اجواء احتفالية منهم وكذلك الشباب التفوا حول مراد وهم يرقصون
لمحت رغدة نسرين واسراء ف تسللت من وسط الفتيات حتي تستقبلهم ولكنها وجدت نيرة ووليد وعمرو خلفها
سلمت عليهم بضحكة بسيطة وهي تقول:اهلا اتفضلوا
دخلوا بصحبتها تحت نظرات حمزة الغاضبة التقت نظراتها بنظراته فارتجفت خوفا منه قائلة لهم:ثانية واحدة وجاية
توجهت ناحيته وارجلها ترتجف خوفا وقفت امامه وابتلعت ريقها امام صوته الغاضب الهامس:مين دول
رغدة بخوف:دول زمايلي في الجامعه
حمزة وهو يكاد يفتك بها ولكنه تذكر كلام آسر وانه يجب ان يثق بها ف وجد نفسه دون شعور يسألها بهدوء وحنان جعلها ترفع نظرها باستغراب له لتتأكد من انه هو من يحادثها
حمزة:بقولك احكيلي عزمتيهم ليه
رغدة وهي مازالت غير مصدقة هدوئه:هحكيلك.. وقصت له ماحدث
حمزة وهو يسبقها بخطوة:طب تعالي انا هفضل معاكوا عشان تطمني
رغدة بسعادة:يعني انت مش زعلان مني
حمزة:مقدرش ازعل منك دا اولا.. ثانيا بقي دا مش وقته انا محتاج اقعد معاكي وافهمك حاجات كتير انتي ورهف عشان تعرفوا تتصرفوا فالجامعة
رغدة بسعادة:ربنا يخليك لينا
واتجه معها ناحية اصدقائها وعرفته عليهم علي انه ابن عمها وسط اشتعال نظرات وليد ظنا منه انها تحبه قائلا في نفسه(ما هو انا مش هسيب القمر دا يضيع مني) ثم قام بمسك ايد رغدة فجأة وهو يقول لها: تعالي نرقص يا رغدة وسط صدمتها ولكن لم تدم صدمتها طويلا حيث افاقت علي صوت حمزة الغاضب وهو يقف امامها في مواجه وليد قائلا:ايه يا خفيف نش مالي عينك انا
وليد:في ايه يا كابتن
حمزة بغضب:تعاملك معاها يبقي بحدود بعد كده
وليد باستفزاز:وانت مالك
حمزة بغضب وهو يلكمه في وجهه:انا هعرفك انا مالي ولكن خلص اسر وليد من يده:خلاص يا حمزة وانت يا كابتن اتفضل من هنا
غادر وليد وغادر خلفه أصدقائه وهم ينظرون بقرف لرغدة ونظر اسر لرغدة خلف حمزة وهو يقول له:انا هسيبك واتكلم معاها بالراحه...
حمزة:انا اسف
رغدة بصدمه:متقولش كده... انا اللي اسفة اني حطيتك في الموقف دا
حمزة:محدش يقدر يقربلك طول ما انا موجود...انا بحبك يا رغدة
رغدة بصدمه:....
حمزة بضحك:في ايه عملتي كده ليه...انطقي طيب ولا اقفلي بؤقك اللي انتي فاتحاه دا
رغدة بكسوف وهي تعدل حجابها:هروح اكلم ماما...وفرت من امامه هاربة
اوقفها صوته وهو يقول:انا بهزر
التفتت له بصدمه:نعم ياخويا
حمزة بضحك:يعني انتي موافقة اهو.. امال ايه جو المكسوفة دا
رغدة بغيظ:طب مش هرد عليك بردوا وتركته وغادرت وهي تكاد تطير من السعادة
في جهه اخري في القاعه كانت تقف إلي جانب ملك ف جاء ناحيتها وهو يقول:اخيرا طلعتي البنت اللي جواكي
فريدة ببرود:عايز ايه يا اسر...سوري نسيت يا اخويا آسر
اسر بضحك:قلبك اسود اوي انتي
فريدة:جدا
اسر:اسيبك انا بقي اصلي شايف دعاء داخله القاعه اهو هروح استقبلها
نظرت له بحنق وتحكمت في دموعها بصعوبة فهي اقسمت الا يري احد ضعفها حتي هو... واتجهت الي حمزة اخيها فهي تعرف انه يغار عليها حتي من والدها واخوها قائلة في نفسها.. لما نشوف برودك دا اخره ايه يا اسر
في نفس الوقت قام مراد بمد يده لملك حتي يرقصوا سويا علي النغمات الهادئة...وقامت خلفها فريدة وهي تضع يدها في يد اخيها لتشاركهم الرقصة الثنائية ورقصت رهف مع والدها ورغدة مع عمها حسن ووقف آسر يشتعل غيظا فهو لا يتحمل ان يراها بين يدي رجل غيره حتي لو كان اخوها....وتحايلت ميرنا علي مازن حتي يصحبها في الرقصه مثلهم ووافق ليتخلص من زنها.... ولكن لا تكتمل ابدا اللحظات السعيدة في وجود نفوس تحمل الخبث تبذل قصاري جهدها لتفرقة اللحظات السعيدة كأن هذه النفوس تعيش علي الخراب فما هي الا نفوس مريضة... في وسط فرحه الجميع انطلقت صوت طلق ناري وانطلق معه صوت مازن صارخا:رهفففف
ليسدل الستار علي هذه الليلة التي بدأت بسعادة كبيرة وانتهت بفاجعه اكبر بدأت بالموسيقي والضحكات وانتهت بالبكاء والصرخات...صعبة هي الحياة تسلبنا اغلي ما نملك لا احد يملك شيئا هيناً الفرق فقط في الفقد..تبقي الأمور في موضعها العادي حتي نفقدها فنكتشف اننا فقدنا ارواحنا معها...لا نتحمل رؤية اذي يقترب ممن نحب ولا نتحمل خسارة من نحب.. احياناً نتمني لو بإستطاعتنا بناء جدار حول قلوبنا وحياتنا واحبائنا..وخصوصا احبائنا لاننا بخسارة من نحب نخسر قلوبنا وحياتنا...مهما كان الانسان قوي كفاية لمواجهة الحياة..يأتي الفقد ليغير هذا المفهوم فيصبح الانسان اضعف من ان يقف ليعيش في هذه الحياة مرة اخري
ياتري ايه اللي هيحصل لرهف ومين اللي ضرب النار هنعرف دا في البارت الجاي
أنت تقرأ
رواية"عائلة الخياط"
Romanceأسرة تتلخص محبة كلا منهم للآخر في خوفه وقلقه عليه، ثلاث شباب بالإضافة لصديقهم.. تُري ما الذي سيحدث لهذه العائلة من أزمات وكيف سيواجهونها... بقلم/رانيا خالد