بارت(18)
خرج حمزة من شقته قاصداً شقة عمه حسين ولكن قابل في طريقه ملك بنت عمه..
حمزة: كويس اني قابلتك عايز منك خدمة محدش هيعرف يساعدني فيها غيرك
ملك: انت مبتعرفنيش غير وقت المصلحة
حمزة: اه واقفلي بوقك وهتعملي بردوا اللي قولتلك عليه
ملك بحنق: ولازمتها ايه خدمة بقي
حمزة: انجزززززي
ملك بغرور وثقة : انا مبقتش اخاف منك والله اقول لمراد
حمزة بسخرية: مراد!؟ تصدقي انا اصلا مكنتش موافق عالخطوبة دي من الاول ووريني بقي ابوكي هيجوزهولك ازاي وانا مش موافق
ملك بخوف : بهزر معاك دا انا اخدمك من غير حاجه خالص
حمزة بانتصار : تعالي معايا هنروح نشوف رغدة ف شقة عمك
ملك: انا اصلا كنت رايحالها...بس فين الخدمة بردوا
حمزة: هتقنعيها تخرجلي تتكلم معايا عشان انا عارفها بتهرب لما يكون في حاجه مزعلاها
ملك : سهلة دي هقولها تعالي هوريكي حاجه ف الصالة وتطلع تتفاجئ بيك والباقي عليك انت بقي
حمزة: ماشي بس متخليهاش تنسي طرحتها ولحد ما تخرجوا هكون انا اتكلمت مع عمي اني عايز اتكلم معاها لوحدي وافهم مالها
… وبالفعل دخلت ملك برفقة حمزة شقة عمهم حسين الذي قابلهم بالترحاب ثم انسحبت ملك من بينهم للدخول لرغدة بينما تابع حمزة حديثه مع عمه الذي أخذ يقص عليه قلقه هو وزوجته علي ابنتهم فقابل حمزة حديثه بهدوء واخبره أن يترك الأمر عليه وأنه سوف يعلم ما في الأمر ويطمئنه فرد عليه عمه قائلاً : انا عارف ان بنتي ف مكان تاني عندك يا حمزة وواثق فيك
حمزة بخجل من عمه: انا فعلا يا عمي محتاج أقعد معاك بخصوص الموضوع دا
حسين بفرحة: من غير قعدة ولا حاجه انت عارف رأيي المهم عندي رأي بنتي
حمزة بضحك : دا بدل ما تقولي اجيبهالك لحد عندك
قطع حديثهم خروج رغدة برفقة ملك التي تفاجئت بوجود حمزة وارادت الدخول ومنعها صوت والدها قائلاً: تعالي يارغدة سلمي علي ابن عمك وانتي يا ملك ادخلي اعمليلي كوباية شاي عشان مرات عمك تحت وهاتيها عالبلكونة عشان نلعب كوتشينا
ملك بمرح: من عنيا جهز نفسك بقي عشان اغلبك
وبالفعل غادرت ملك إلي المطبخ وعمها إلي شرفة منزلهم بحيث تكون ابنته علي مقربة منه ويراها من بعيد... جلست رغدة قائلة بارتباك: عامل ايه
حمزة بنبرة دافئة: مش كويس اكيد وانا شايفك كدة
رغدة وهي تنظر ف الارض بارتباك: كدة ازاي يعني انا بس تعبانة
حمزة بلوم : من امتي يارغدة؟!
رفعت رغدة رأسها إليه باستفهام: من امتي ايه؟
حمزة بعتاب: من امتي الكذب بيننا وانك تخبي أنا عمري ماعودتك علي كدة معايا
انفجرت رغدة باكية وكأنها لم تبكي من قبل ليس بسبب كلماته بل بسبب كثرة الضغط الموضوع علي كتفيها وماتكتمه في قلبها خوفاً من رد فعله وعصبيته...تركها حمزة تفرغ ما بداخلها وهو بداخله براكين لرؤية دموعها بتلك الطريقة التي لم يراها من قبل وحدثه قلبه أن الامر ليس هين استمرت رغدة ف البكاء حتي بدأت تهدأ شهقاتها تدريجياً فمد يده بمنديل لها
قائلاً: بقيتي احسن!!
رغدة ومازالت دموعها تنهمر علي خديها بهدوء: ايوا كويسة
في تلك اللحظة خرجت ملك من المطبخ متجها للشرفة ومرت عليهم في طريقها ف وجدت رغدة تبكي ولكن اشار لها حمزة بعينيه أن تتركهما سويتً فأكملت طريقها منسحبة بهدوء
أكمل ما بدأه قائلاً: ايه اللي حصل لكل دا؟
رفعت رغدة عينيها بخوف مقابلة عينيه ولم ترد
أحس حمزة بسكيناً تُغرز في قلبه من تلك النظرة ولكن هذا ليس وقت عتاب وشغله الشاغل هو أن يعلم ما بها فكرر سؤاله قائلاً: في ايه يارغدة
رغدة بنبرة خائفة: مشاكل مع صحابي ف الجامعة
خمن حمزة أن الامر له علاقة بالمدعو وليد وزملائها الذين قدموا لخطبة ملك ومراد فشجعها قائلاً: قولي متخافيش
أخذت رغدة تقص عليه كل شيء بداية من الهمسات حولها حتي سؤالها لإحدي الفتيات ولحسن حظها أنها كانت تنظر أرضاً فلو سقطت عينيها عليه لرأت في عينيه كم هائل من الغضب والغيرة يحرقا عالماً بحاله.. أما في الناحية الأخرى كان حمزة يشعر بنار تشتعل داخل صدره فكيف يتجرأ أحد ويتحدث عنها ويتهمها بأمر كهذا؟! كيف يجرأ أن يضع اسم حبيبته في جملة أياً كان محتواها.. ألقي نظرة عليها وجد الخوف قابع في عيونها ومسيطر علي ملامح وجهها التي طالما عشقها، حاول أن يتحكم في انفعالاته وتركها وهبط إلي الاسفل في صمت عازماً علي أمراً ما في داخل نفسه لن ولم يتراجع عنه مهما كلفه الأمر ولكن عليه أن يخبر أسر أولاً فهو يثق برأيه
أما رغدة ظلت تنظر له وهو يغادر ويدور برأسها العديد والعديد من السيناريوهات لا تستطيع تخمين أي منها سيحدث ولكن يكفي ملامح الغضب التي رأتها علي وجهه والتي أكدت لها حدوث كارثة لا مفر...فجرت إلي غرفتها ولمحتها ملك من الشرفة فلحقتها للاطمئنان عليها.
*في شركات الخياط..
يجلس آسر برفقه مراد ينهي الامضاء علي بعض الاوراق ويراجع البعض الاخر إلي أن قطعه رنين هاتفه معلناً اتصال من حمزة
اسر : مرجعتش الشركة تاني ليه مش قولت راجع
حمزة بنبرة حانقة: محستش بالوقت
اسر: مال صوتك حصل حاجه؟
حمزة: لما اشوفك...انتوا هتخلصوا امتي
اسر: نص ساعة كدة وهنروح انا ومراد هو جمبي اهو
حمزة: طب خلاص نتجمع ف شقة مراد بالليل عايزكوا وكدة كدة طنط سلوي عندنا ف البيت
اسر: ماشي...سلام دلوقتي
أغلق آسر الخط مع حمزة والتفت لمراد واخبره بما اتفقوا عليه
مرت احداث اليوم ولم يحدث أي جديد سوي تجمع الشباب في شقة مراد ولحقهم مازن فيما بعد.. وقضت ملك ليلتها مع رغدة ورافقهما فريدة ورهف بعدما قصت عليهم ملك ما حدث وما علمته من حديث دار بين حمزة ورغدة والذي اخبرته بها رغدة وهي تنهار بين يديها إلي ان ذهبت في سبات عميق
تنهدت فريدة بإرهاق قائلة بين نفسها: ربنا يستر أنا عارفة حمزة متهور..
هاتف مراد ملك بعدما ابتعد عن الشباب وخرجت هي للشرفة حتي تجيب عليه..
ملك: ألو
مراد: وحشتيني
ملك:....
مراد: هموت ف مرة من سكوتك دا
ملك بلهفة: بعد الشر عليك
مراد بخبث: خايفة عليا
ملك بخجل ولخبطة: ايوا انت اللي مربيني مع اسر وانا بخاف علي كل اللي بحبهم
مراد بحنق: والله؟!
ملك:
مراد: تصبحي علي خير ياملك
ملك: انت زعلت؟
مراد :لا
ملك بنبرة اشبه للبكاء: لا زعلت مني
مراد بحنق: مزعلتش يا ملك
ملك: انا بحبك
وأغلقت الهاتف في وجهه دون سابق انذار عاود هو الاتصال بها اكثر من مرة لكنها لم تجيب كان يسيطر عليها خجلها وهي تقف في شرفة منزل عمها وتلوم نفسها علي تسرعها وتشعر وكأنها ستنصهر من الخجل أفاقت علي معاودته الاتصال بها مرة اخري ولكنها ايضاً لم تجيب فبعث لها برسالة نصية محتواها: اتفضلي ادخلي جوا حالا عشان مجيش اجيبك من شعرك اللي انتي فرحانة بيه دا لدرجه انك خارجة البلكونة بشعرك وبجامة البيت..
شهقت ملك بخضة والتفتت حولها إلي أن رأته في شرفة منزله ينظر لها وعينيه تنطق بالشرار فهرولت إلي الداخل سريعاً وقبل أن تصل إلي غرفة رغدة ورهف وصلتها رسالة أخرى منه : انا اسعد واحد ف الدنيا انهاردة...وانا كمان بعشقك يا ملكة قلبي...بس دا ميمنعش اني هطلع عينك علي حوار الطرحة دا
وضعت ملك يدها علي فمها تكتم ضحكات سعادتها بعد أن مررت عيونها علي حروفها وطبعتها في قلبها ثم دخلت إلي الداخل وتدثرت في الغطاء بجانب رغدة وهي تغمض عينيها علي صورته المحفورة في ذهنها وقلبها.
في صباح اليوم التالي استيقظت الفتيات قبل رغدة وهاتف حمزة فريدة اخته قائلاً لها :
حمزة: اسمعي اللي هقولك عليه دا وتعمليه بالحرف الواحد
فريدة: في ايه؟!
حمزة: بصي...
في ناحية اخري كان يجلس الجد والجدة والجميع منتظرين حضور حمزة الذي طلب تجمعهم.. ماعدا مراد واسر فهما في الشركة بصحبة مازن الذي أصر علي الذهاب قائلاً: انا خلاص بقيت كويس الحمدلله..، مع عدم حضور الفتيات بناءً على طلب حمزة
ظل الجميع في حيرة ما الامر الذي طلب حمزة منهم التجمع بشأنه ولكن قطع هذه الحيرة سؤال الجد...
الجد: موضوع ايه اللي حمزة عايزنا فيه؟
حسن: زمانه جاي يا حاج هو محلفني مقولش حاجه
بعد جملة حسن نظرت رشا وإيمان لبعضهم وشاركتهم نادية ثم ابتسموا جميعاً فهم أدركوا ما يريده حمزة...
أنت تقرأ
رواية"عائلة الخياط"
Romanceأسرة تتلخص محبة كلا منهم للآخر في خوفه وقلقه عليه، ثلاث شباب بالإضافة لصديقهم.. تُري ما الذي سيحدث لهذه العائلة من أزمات وكيف سيواجهونها... بقلم/رانيا خالد