بارت(17)

1.1K 34 2
                                    

بارت(17)

أمام المقر الرئيسي لشركات الخياط...
تنبهت فريدة من عملها علي صوت رنين هاتفها وجدته يُضيئ بإسم رهف اجابتها سريعاً قائلة:ايه ياروحي
رهف:فريدة
فريدة بخضة:مال صوتك يارهف في ايه
رهف ببكاء : انا في الاستقبال تحت انزليلي يا فريدة
فريدة بقلق : مش فاهمه حاجه استقبال ايه؟ انتي هنا ف الشركة؟
رهف بإرهاق: مازن وصلني الشركة عندك هو واقف معايا انزليلي يلا
فريدة : حاضر هتصرف وانزلك حالاً
أغلقت فريدة معها الهاتف ثم أخذت تلملم اشيائها في حقيبتها واتجهت إلي السيدة التي تترأس تدريب مجموعتها وهي "مدام هدي" واستأذنتها في ضرورة المغادرة قائلة : مدام هدي بعد اذنك انا لازم امشي حالاً عندي مشكلة
مدام هدي بعملية : مينفعش من اول يوم كدة
فريدة برجاء : الموضوع ضروري ولي علاقة بأختي
مدام هدي بإشفاق : تمام هو كدة كدة فاضل ساعتين و معاد التدريب يخلص اظنك عرفتي المواعيد كويس ومن بكرة تلتزمي وانا هعمل استثناء بس لأنه اول يوم ليكي معانا
فريدة بتفهم : تمام
ثم غادرت وهي راضية وقلقة في نفس الوقت؛ راضية لأنها اشترطت علي جدها وآسر قبل ان يأخذها لمكان تدريبها أنها لا تريد أن تُعامل علي اساس أنها ابنه أحد شركاء هذه الشركة أو حفيدة المالك بل تريد أن تُعامل كموظفة عادية تتدرب مثل زملائها ، وقلقة بشأن أمر رهف وأخذت تُسرع في خطواتها لتطمئن علي رهف وصلت إلي الاستقبال وجدت رهف جالسة وفي يدها كوب عصير استنتجنت أن مازن هو من جلبه لها.
فريدة بقلق وهي تجلس بجانبها: مالك يا رهف في ايه؟ مالها يا مازن!؟
مازن وهو يتهرب: معرفش خلي بالك منها وانا هطلع لآسر
هزت فريدة رأسها قائلة: ماشي
غادر مازن بخطوات حزينة قلقة عليها والتفتت فريدة إلي رهف قائلة: ممكن اعرف مالك بتعيطي ليه؟
رهف بحزن: هحكيلك كل حاجه عشان انا تعبت
فريدة : طب تعالي نروح نقعد ف مكان بس ثانية واحدة هعمل حاجه.. ثم أخرجت هاتفها وقامت بإرسال رسالة إلي آسر تخبره فيها المكان الذي ستذهب إليه واخبرته باختصار مجيئ رهف إليها وحذرته من أن يحدثها هاتفياً وإن اضطر فليحادثها عن طريق الرسائل....قامت فريدة بإمساك رهف واصطحبتها إلي أحد الكافيهات وجلسوا سوياً
فريدة : اشربي العصير واحكيلي يلا
رهف : حاضر... وأخذت تقص عليها كل شيء منذ البداية وفريدة تستمع إليها بإنصات مع تبدل ملامحها للتأثر تارة وللغضب تارة اخري وللفرحة تارة حتي انهت رهف حديثها قائلة بدموع : بس هو دا كل اللي حصل
فريدة بعقلانية: وايه اللي مخليكي مش قادرة تسامحيه
رهف : مسامحاه انا مش بتكلم ف كدة انا بس مش عارفة انسي شكلهم مع بعض ولا رد فعله في مواقف معينة ومش قادرة انسي احساسي وتعبي وقتها.
فريدة: بس هو كان مظلوم
رهف: وظلمني معاه لما مرديش يحكيلي.. كان شايف تعبي ومهانش عليه يرجع ف قراره ولا حتي يجي يشرحلي عاملني زي الباقيين وخبي عليا ولا كأني كنت افرق معاه
فريدة بعقلانية : بصي يا رهف انا معاكي انه غلط وغلطة كبيرة كمان بس اللي يغفرله انه اتخدع كفاية التفكير اللي كان بينهش دماغه وكفاية موقفه وهو اتحكم عليه يتجوز واحدة مبيحبهاش.. مازن مش جديد علينا يا رهف وكفاية اننا عارفين اخلاقه وانتي  لو مش عايزاه مكنتيش هتبقي كدة أو بالحالة دي أنا حاسة بيكي وفاهمة إيه اللي بيحصل جواكي بس كنت مستنياكي تيجي تحكيلي من نفسك عارفة انك مسامحاه بس خدي نصيحتي يارهف سامحيه وكفاية زعل وتعب ودا عشانك وعشانه مش عشانه هو بس
كتر الزعل عمره ما كان حل والعياط عمره ما كان حل بالعكس الحزن والعياط بيدفنوا شخصيتنا وبتتبني شخصية جديدة سلبية و ضعيفة لو ركزنا فيها مش هنلاقي في أي علاقة بينها وبين أصلنا وقلبنا بنتفاجئ إننا اتحولنا لشخص تاني مع اننا السبب ف كدة... لما بنحزن مبنحزنش لوحدنا ولا بنتأذي لوحدنا دا احنا بنإذي اللي حوالينا حتي لو هما مش فاهمين فينا ايه ولا يعرفوا احنا مرينا بإيه كفاية عليهم ملامح الزعل اللي بتتشكل علي وشنا وبيشوفوها بعيونهم ونظرة عيونا اللي بيلمحوا فيها اثر عياط ف احنا بنتعبهم معانا...لازم كلنا نخرج من أي حزن وزعل ونهزم أي مشاعر سلبية بنخلقها بإيدينا جوا قلوبنا، نزعل بس في اطار المحدود والطبيعي نتحكم ف زعلنا منسمحش ابداً انه يتحكم فينا.
كانت رهف تستمع إلي كلمات فريدة بدموع وعندما انتهت قامت من مكانها وجلست بجانب فريدة وارتمت في أحضانها أخذت فريدة تمسح علي رأسها بحنان لتهدأها وعندما انتهت رهف من نوبة البكاء المرير قالت لفريدة: انا حاسة اني عايزة انام
ضحكت فريدة وقالت : عمرك ماهتتغيري من وانتي صغيرة لما بتعيطي لازم تنامي....بس انا مبسوطة انك طلعتي العياط اللي جواكي
رهف: كلامك كان بيوصف اللي حساه ونبهني لنفسي وللي حواليا ياريتني كنت اتكلمت من بدري
فريدة: المهم تعملي بيه وانا دايما هفضل ف ضهرك
رهف : حاضر
فريدة: يلا بينا بقي نروح الوقت عدي من غير ما نحس
وبالفعل غادروا عائدين إلي المنزل بعد أن طمأنت فريدة اسر في رسالة نصية.

في منزل الخياط تحديداً في شقة حسن
كانت رشا تتحدث مع زوجها في وجود ابنها
رشا: الشاي اهو جاهز يا حسن
حسن: تسلم ايدك يا حبيبتي
حمزة بتوتر: هما بنات عمي حسين مش باينين ليه ياماما
حسن بخبث: طمنيه يا رشا علي بنات عمو حسين احسن الواد بيقلق
حمزة بضحك: مشكلتك انك فاهمني يابابا
ضحك حسن ورشا علي جملة حسن وقالت رشا: والله ايمان زعلانة ولسة كانت بتحكيلنا
وقع قلب حمزة في قدميه: في ايه يا ماما
حسن بانتباه هو الاخر: ايه اللي حصل
رشا: والله ما اعرف بس بتقولي ان رغدة مش بتنزل جامعتها منزلتش غير مرة واحدة ورجعت بعد ساعة
حمزة بقلق : ليه هي تعبانة
رشا نافية : لا لا ايمان قالتلي انها مبتقولش غير انها مش عايزة تنزل حتي مبقتش تنزل تقعد مع البنات زي الاول في شقة جدك او شقق اعمامها
حمزة بعصبية: احسن يكون حد ضايقها
رشا: الله اعلم حتي انا جربت اتكلم معاها قالتلي مفيش لما اختك تيجي هخليها تنزل تشوفها هما مش بيخبوا حاجه عن فريدة
حمزة بغضب: لا انا مش هستني فريدة انا رايح لعمي هتكلم معاها اشوفها 
حسن بهدوء: لا خلي اختك انت عصبي وممكن تضايقها اكتر
رشا وهي تتحدث هامسه: هيجيبه من برا يعني ماهو طالعلك
حسن بنصف عين: سامعك ياحبيبتي
دفنت رشا رأسها في حضنه وهي تقول: بحب فيك كل حاجه والله
ابتسم علي كلماتها وقبل رأسها وهو يقول: ربنا يخليكي لينا يا حبيبتي
حمزة بحنق: راعوا مشاعري طيب
انفجر ثلاثتهم ضاحكين ثم اتجه حمزة لباب المنزل خارجاً منه قاصداً شقة عمه..... ياتري حمزة هيعمل ايه وهيتصرف ازاي ف الموقف دا..هنعرف البارت الجاي

رواية"عائلة الخياط" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن