بارت(22)

1K 34 2
                                    

بارت(22)

في منزل عائلة الخياط----
وصل ابراهيم وأولاده للمنزل واستقبلهم الجميع وهم يأملون ان يكون أسر معهم
أسرعت نادية الي زوجها ببكاء: ابني فين يا مصطفي
جلس مصطفي بخيبة امل واضعاً يديه علي رأسه بينما أجاب أخاه حسين قائلاً: هيتعرض بكرة الصبح علي النيابة
انهارت نادية في البكاء واحتضنتها الهام محاولة مواساتها في مصيبتهم الكبيرة
قال إبراهيم بصرامة: أسر هيخرج بالسلامة ان شاء الله
وتركهم وغادر لغرفته ليختلي بنفسه ويفكر جيداً
وفي جانب اخر من المنزل كانت تقف وهي تشعر انها في داخل حلم لالا بل كابوس تود أن ينتشلها احد منه وتستيقظ فها هو قلبها يؤلمها أشد ألم وهي تشعر انها عاجزة مقيدة غير قادرة على فعل شئ سوي الانتظار.. وما أصعب الانتظار عندما يتعلق الأمر بمن نحب وما أشده في وجود احتمالات مؤلمة يمكن أن تحدث.
أخذت الدموع تسيل على خديها دون شعور منها. دموع تشق طريقها علي وجنتيها حاملة كم الألم الذي يوجد بداخلها فتسقط دمعة ممتلئة بحزنها تليها أخرى تزيحها جانباً ممتلئة بالخوف
الخوف الذي اشتغل بداخلها بمجرد ابتعاده حتى وان كان ابتعاده رغماً عنه فهي اعتادت على قربه، لم تستطع التحمل وصعدت جرياً إلى شقتهم حتى تنفرد بنفسها ولا يفتضح أمرها أحداً
لاحظتها رغدة وصعدت وراءها فوجدتها تبكي بحرقة وتكتم صرخاتها في الوسادة فهرولت إليها تحتضنها قائلة: فريدة اهدى يا حبيبتي
ولكن ظلت فريدة في بكائها وكأنها لا تشعر بمن حولها فهاتفت رغدة توأمتها حتي تصعد وتعاونها في تهدئة فريدة، وبالفعل ما هى الا دقيقة ودخلت رهف وهي تلهث وخلفها ملك وحاولوا ان يجعلوا فريدة تستفيق من حالتها تلك إلى أن نجحوا في تهدئتها إلى حد ما حتي غرقت في نوم عميق دون أن تشعر بعد هذا المجهود النفسي المرهق.

في قسم الشرطة تحديداً في المكتب الذى يمكث به أسر يصحبه زين ومازن
مازن وهو ينزل الهاتف من علي اذنيه: مش بيرد ولا هو ولا مراد
أسر: اصبر
مازن بتوتر : احنا داخلين عالساعه ٨ مفيش وقت قدامنا انت هتتعرض الصبح عالنيابة
زين: حاول تتصل بيهم تاني تشوفهم وصلوا لأيه
مازن: برن اهو

في شركة الخياط-----

كان حمزة يتجه للمصعد برفقة مراد الصعود لمكتب أسر ولكن استوقفهم عامل المطبخ بالشركة وهو يلهث : حمزة بيه
حمزة باستغراب: ايوا يا عم محمد مالك بتنهج كدة ليه
عم محمد: معلش يابني حكم السن، وعشان اقدر الحقك
مراد: ربنا يديك الصحة
عم محمد: انا بحاول اوصلكم من الصبح عشان اقول شهادة حق
مراد باهتمام: خير ياعم محمد
عم محمد: انا كنت طالع من المطبخ عشان اجيب لأسر بيه القهوة بتاعته هو والست هايدي زي كل يوم ف نفس المعاد، بس قبل ما اطلع عرفت بخبر القبض علي أسر بيه وكنت هرجع بس طلعت عشان الآنسة هايدي السكرتيرة مش بتفوتهالي لو مجبتلهاش قهوتها ف طلعت قولت لو هي فوق اديها القهوة واشوف لو عايزة حاجه تاني مكانتش فوق خلاص ارجع مكاني تاني وابقي عملت اللي عليا
حمزة : طب ايه الغريب ف كدة يا عم محمد وياريت بسرعه عشان احنا ف عرض دقيقة
عم محمد: حاضر يابني انا جايلك ف الكلام اهو، وصلت مكتب الآنسة هايدى بس ملقتهاش وكنت هرجع وانزل بس سمعت صوت جاي من مكتب أسر بيه روحت اشوف مين لاني عارف أسر بيه مش موجود وقبل ما افتح الباب سمعت الآنسة هايدي بتتكلم و...

*فلاش باك*
كاد ان يفتح عم محمد الباب ولكن ثبتت يداه علي المقبض وهو يستمع لتلك التي يبدو أنها تتحدث في الهاتف..
هايدي وهي تضحك ضحكات صاخبة :لا بس لعبتها صح دا انا خوفت منك
الطرف الاخر:
هايدى : لا لا اتطمن انا متأكدة ان محدش شافني وانا باخد الورق
الطرف الاخر:
هايدي: طب ايه مش هنحتفل
الطرف الاخر:
هايدي: خلاص هكلمك تاني
الطرف الاخر:
هايدي: باي

*باك*
عم محمد: بعد كدة نزلت تاني من غير ولا كلمه ومعرفتش اتصرف ازاي، دا كل اللي حصل
حمزة بغضب : يابنت ال*****
مراد مهدئاً: البت دي لازم تتجاب ، لازم نفكر بعقل
حمزة : عم محمد انت لازم تيجي معانا القسم شهادتك هتفرق في براءة أسر
عم محمد: تحت امرك يابني
مراد: طب يلا بينا نجيب تسجيلات الكاميرا عشان اتأخرنا
حمزة : يلا

عادوا للقسم وتم تفريغ الكاميرات وبالفعل اثبتت التسجيلات ان هايدي سكرتيرة مكتب أسر هي من سرقت ورق الصفقة من خزنة أسر، ولكن كان عليهم أن ينتظروا حتى الصباح ليقدم المحامي تلك التسجيلات بشكل رسمي للنيابة، بالإضافة للتسجيلات القديمة وإثبات تعاون أسر مع الشرطة لكشف الصفقات المشبوهة لمهاب ووالده الاذان اتخذا شركاتهم ساتراً لتلك الصفقات..


في صباح اليوم التالي ____
اتجه أسر في سيارة زين و احد ظباط الشرطة وذلك بسبب علاقات زين
لحق بهم رجال عائلة الخياط ورافقتهم نادية بسبب تصميمها
تم عرض أسر علي النيابة رافقه المحامي الخاص بالعائلة ومع تقديم تسجيلات هايدي وشهادة عم محمد، والتسجيلات القديمة لمهاب من ضمنهم اعترافه بمحاولة قتل أسر سابقاً وقررت النيابة الاتي :
-الإفراج عن آسر مصطفي ابراهيم الخياط
-القبض على هايدى الدمنهوري
-القبض علي مهاب السيوفي ووالده
خرج أسر بعد انتهاء التحقيقات ووجد الجميع ف انتظاره واحتضن امه التى اخذت تقبله وتبكي وهو يربت علي كتفيها في حنان قائلاً:خلاص ياماما انتي ايه اللي جابك بس
اجابه عمه حسن: مقدرناش عليها، كلهم كانوا عايزين يجوا والبنات بالعافية وافقوا يقعدوا ف البيت
اسر بارتياح : دا الصح مش عايزهم يدخلوا مكان زي دا
أثناء حديثه مع عائلته وصل مهاب السيوفي ووالده فوقف أسر أمامه قائلاً ببرود: مستنيك من بدري وأخيراً شرفت ف المكان اللي يليق بيك يا مهاب
مهاب: التهمة لبساك يابن الخياط
أسر بهدوء: تؤتؤ...انت ملحقتش تعرف الجديد ولا ايه؟! ثم دني منه هامساً بصوت يشبه فحيح الافعي: ادخل اعرف جوا لما تسمع التسجيلات اللي بصوتك
مهاب بغضب: اوعي تفتكر انك خلصت مني... وزي ما عرفت اوصل للي يخصك وانت محبوس هعرف بردوا حتي وانا محبوس
زين مقاطعا ً: خده يا عسكري من هنا
غادر مهاب برفقه العسكري بينما غادر أسر وعائلته تاركين هذا المكان واتجهوا لسياراتهم وقبل ان يركب أسر سيارته وجد هايدي تهبط من بوكس الشرطة برفقة العساكر فاتجه إليها وما ان شاهدته حتي انتفضت ذعراً وقف أمامها دقيقة صامتا ثم هوي بصفعة شديدة على وجنتها جعلتها تنزف وتركها ولحق بعائلته وهو يصعد سيارة مراد عائدين إلي منزل الخياط...
في السيارة..
اسر: تليفوني معاك؟
مراد: لا مع حمزة ف العربية التانية
اسر: طب هات موبايلك
مراد: ليه
اسر: هعمل تليفون أنجز
مراد وهو يناوله الهاتف غامزاً: ايوااا.. ايواااا
أسر بضحك: هات يا متخلف
ثم قام بضغط بعض الأرقام فوجد اسم فريدة واخر اتصال كان الأمس فسأل مراد : انت ايه كمية الاتصالات اللي بينك وبين فريدة دي
مراد بتوتر: يابني دي اختي
اسر: ايوا يعني كلمتها ليه ولا كلمتك ليه
مراد بكذب: كانت بتطمن عليك امبارح لما اخوها مردش
اسر: ها وبعدين.. لسة عندك كلام انا عارف هات اللي عندك يلا
مراد: كدة كدة لازم تعرف، واخذ يقص عليه ما حدث وانها تعرضت لحادث
أما أسر فكان يربط بين كلام مراد الذي يقصه وجملة مهاب الأخيرة ترن في أذنيه " وزي ما عرفت اوصل للي يخصك وانا محبوس هعرف بردوا حتي وانا محبوس"
تصاعد غضبه وهو يسب مهاب غاضباً وحاول مراد تهدئته ولكنه لم يستمع له وضغط زر الاتصال ليهاتف فريدة و مع أول رنة أجابت قائلة في لهفة: ايوا يا مراد أسر فين عملتوا ايه
رد عليها أسر باشتياق واشفاق علي حالتها في آن واحد: وحشتيني
وكأن احد سرقها من هذا العالم، وكأن الأمان عاد فجأة إليها بسماعها لهمسته تلك اعتقدت انها جُنت وظلت صامتة ساكنة عدا عبراتها التي تتساقط بغزارة انتشلها صوته مجدداً وهو يقول : متعيطيش
وكأنه أعطاها الأمر في الانهيار فأخذت تبكي وتنوح بصوت مرتفع وهو لم يتمالك نفسه من طريقة بكائها الطفولة فأخذ يضحك بصخب مما اغاظها فقالت بصوت يخالطه البكاء : بتضحك علي ايه
أسر وهو يحاول آمالك نفسه: عليكي يا طفلة
فريدة وقد هدأت قليلاً: هو انت خرجت ازاي هو ايه اللي حصل
في هذه اللحظة كانت السيارات وصلت تحت بناية منزل الخياط فأجابها قائلاً: انا طالع عالسلم
فريدة بسعادة: انت خلاص هنا.. سلام
واغلقت الهاتف في وجهه وهي تحاول أن ترتب هندامها وأخذت تصيح في جميع من ف المنزل :أسر خرج هما تحت البيت
استقبل الجميع أسر بالترحاب وجلس هو يحاوطها بعينيه يحاول ان يبثها الأمان فهو يعلم كم تحبه وأثناء حديثهم فاجأ مازن الجميع قائلاً: طب بما ان كلنا متجمعين بعد اذنك يابابا ثم وجه كلامه لعمه حسين: انا عايز اطلب ايد رهف
نظرت له رهف بخجل وخضة فهي طوال الفترة الماضية علمت كم هي تعشقه وأعلنت استسلامها ولكن لم تتوقع أن يفاجئها هكذا افاقت علي كلمات جعلتها علي وشك البكاء عندما وجدت اسر يقول ببرود: مش هينفع
....
ياتري ايه اللي هيحصل ف البارت الجاي





رواية"عائلة الخياط" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن