بارت(16)

1.3K 34 2
                                    

بارت(16)

التفتت فريدة بخضة:في ايه
وفي لحظة واحدة وجدت نفسها بين يديه حاولت الابتعاد ولكنه تمسك بها بشده
فريدة بخجل وخوف:حاسب يا اسر
اسر:تؤ
فريدة وكادت أن تبكي من الخجل:والله هعيط
اسر:عيطي...وبعدين عاوزاني ابعد ليه
فريدة:عشان كده غلط
اسر بسخرية:يعني انتي شاطرة وعارفة الغلط من الصح اهو
فريدة:اه
اسر:ولما هو اه..كلامي مبيتسمعش ليه...هو انا مش قولتلك مش عايزك ف اي مكان قريب مني عشان محدش يشك ان بيننا حاجه..تروحي تيجي تشتغلي ف الشركة يعني ٢٤ ساعه شايفاني يا فرحتي بيكي
فريدة بعصبية:انا متفقة مع جدو وبابا اني هتدرب ف الشركة من قبل حادثة مازن اصلا...ودا ملهوش علاقة باللي بتقوله
اسر:اسمعي كلامي كويس يا فريدة...خناقتك مع هايدي برا دي اكبر غلط ثانياً بقي مجيتيش علي مكتب حمزة ليه
فريدة بعصبية اكبر:خناقتي مع البتاعه دي ف دا عشان هي قليلة الذوق...وحوار اني مجتش علي مكتب حمزة ليه..ف دا بسبب اني عارفة حمزة مش مسؤول عن العلاقات العامة اللي انا هتدرب فيها وجدو قالي اني اجيلك انت عشان انت اللي هتخليني ف المكان الصح
هدأ اسر قليلا:انا خايف عليكي
فريدة بتنهيدة:لو بطلت قلقك دا كل حاجه هتتحل
اسر بحب:وحشتيني اوي
فريدة بخجل وهي تحاول ان تبعد:اسر مينفعش كده
اسر بتوهان:تاني
فريدة بعدم فهم:هو ايه اللي تاني
اسر بحب:عيدي اللي قولتيه تاني
فريدة بخجل وقد فهمت:كنت بقولك مينفعش كده
اسر بزعل:لا اللي قبلها
فريدة حاولت تخليص نفسها من بين يديه بخجل شديد فضحك علي منظرها الضعيف بين يديه وهو يقول:خلاااص...هسيبك بالذوق بس بشرط
فريدة بعصبية ممزوجه بالخجل:اخلص
اسر:توعديني تاخدي بالك من نفسك ومهما حصل اي حاجه حتي لو صغيرة خصوصا لو هنا ف الشركه تبلغيني...ومتحتكيش ب اي راجل فاهمه...انا اصلا هحطك ف وسط مجموعه الاغلب فيها بنات واللي ماسكها ست
فريدة بحب:حاضر..مع انهم مش شرط واحد
اسر وهو يتركها :تعالي معايا اوصلك مكتبك واعرفك هتشتغلي تبع مين

خرج اسر وفريدة من المكتب متجهين لقسم العلاقات العامة تحت انظار "هايدي" المحتقنة من الغضب ظناً منها وجود علاقة بين اسر وفريدة




في مكتب مراد

مراد بتفكير:مش عارف ازاي حبيتك كده رغم انك كنتي قدامي سنين كتير بس دايما كنت بشوفك ملك الطفلة اللي ف ثانوي...كنت خايف اوي لما اتقدمتلك واترددت في القرار دا اكتر من ٦ شهور..حبك دخل قلبي فجأة يا ملك..محتاج اقعد معاكي واسألك في حاجات كتير واتكلم معاكي وافهمك...حاسس اني تايه فيكي...متتخيليش انا بحبك قد ايه

قطع تفكيره صوت رنين هاتفه معلناً وصول رسالة نصية
فتحها بدون تفكير مخمناً انها من ملك حيث اتفقا ان تخبره بمكانها دائماً وتطمئنه عليها هاتفياً وإن لم تستطع فتقوم ببعث رسالة له تخبره فيها
فتح مراد هاتفه وكان محتوي الرسالة:انا وصلت الجامعه وقابلت صحابي اول ما اخرج من المحاضرة هكلمك
بعث لها الرد قائلاً:خلي بالك من نفسك يا ملاكي.

في الجامعه وسط صديقاتها:
ابتسمت ملك بخجل وسعادة وهي تقرأ كلماته المكتوبة فقطع ابتسامتها صوت صديقتها الفضولية "رحمة" قائلة:اوووه مسچ من مين ها ها
ملك بخجل:دا مراد
رحمة:خطيبك اللي حكيتيلي عنه؟
ملك:اه
رحمة:ماشي
سارة"صديقتهم الثالثة":ركزوا الدكتور دخل

لم تكن ملك علي علاقة وطيدة برحمه وسارة حيث انها تعرفت عليهما منذ ثلاثة ايام لا اكثر ولكنها تثق بمن حولها سريعاً ف اخبرتهم بحياتها الخاصة وقصة حبها بمراد وانها تعشقه منذ طفولتها ولكن لم يكن احد يعلم ابتسموا في وجهها مطالبين منها حكي المزيد عنها ولكنها كانت ابتسامة كاذبة...ما الذي تخبئه لكي الايام يا ملك...


في غرفة رهف ورغدة
تجلس رغدة وحيدة بعد مغادرة اختها الوحيدة"رهف"إلي جامعتها حيث عرض مازن علي ابيها وامها توصيلها ووافقوا ف اصطحبها في سيارته ليقلها إلي مكان الجامعه الخاصة بها

دخلت ايمان غرفة ابنتها وهي تنظر لها بشك:بردوا مش هتروحي الجامعه انهاردة يا رغدة
رغدة:لا ياماما ماليش مزاج اروح
ايمان:في حاجه ضايقتك طيب؟
رغدة بتوتر:لا ياماما مفيش...انا هنام شوية
ايمان بتنهيدة:ماشي يا رغدة
وتركتها وخرجت من الغرفة اغمضت رغدة عيونها بحزن وتنهدت وهي تتذكر يوم خطبة مراد وملك وماحدث من احداث اهمها اعتراف حمزة بحبه لها تذكرت صوته وهو يقول لها "بحبك" دق قلبها بعنف فهي تحبه ولا تري غيره منذ صغرها فهو دائماً يقف في ضهرها هي وجميع بنات اعمامها واختها ولكنها دائماً كانت تشعر بتمييزه لها من بينهم وما أكد لها شعورها هو اخبار الفتيات لها بذلك في اكثر من مرة ف أكثر ما جعلها تقع في حبه دون ان تشعر هو خوفه الشديد عليها من أقل الاشياء..وغيرته التي تجعله بركاناً ثائراً..رغم عصبيته الشديدة إلا أنه يمتلك قلب يحتوي علي حنية العالم أجمع..فيغمرها بحنانه وحبه وغيرته ولكن بطريقة غير مباشرة.. لطالما تخيلت انه يعترف لها بحبها ورسمت العديد من السيناريوهات في رأسها ولكن التخيل أمر والحقيقة أمرٌ اخر فعندما قالها لها في خطبة مراد شعرت وكأن قلبها يُحلق في السماء من فرط ساعدتها شعرت وكأن لسانها انعقد من كثرة خجلها..تمنت لو ارتمت بين احضانه واخبرته "أنا اعلم يا حمزة.. اعلم ياحبيبي بحُبك لي وأعدك اني سأبادله لك اضعاف الاضعاف ليس كرد للجميل ولكن لطول انتظاري اعترافك هذا..لأنني اعشقك ولا أري سِواك أمام عيناي"
وتذكرت ايضاً غيرته عليها من وليد ولكن بقدر فرحتها بالأمر إلا انه انقلب ضدها في جامعتها حيث ان نسرين واسراء ونيرة ووليد وعمرو يتحدثون عنها بكلام اقل ما يقال عنه انه قذر ويخوضون في عرضها وهم يخبرون باقي زملائها بوجود علاقة متحررة بينها وبين ابن عمها مستشهدين بما حدث يوم الخطبة...ولم تسلم من كلامهم

*فلاش باك*

في جامعه رغدة

دخلت رغدة المدرج لحضور محاضرتها وبمجرد دخولها وجدت الجميع ينظرون إليها نظرات غريبة ويتهامسون فيما بينهم ووجدت شلة وليد ونيرة يضحكون بشماته فابتلعت ريقها بتوتر من نظرات الجميع لها وجلست بجانب فتاه تدعي "فرحة"
ولكن بمجرد جلوسها بجانبها همت الفتاة في المغادرة.. فامسكت رغدة يديها بتوسل وهي تسألها بصوت اشبه بالبكاء:هو في ايه
فرحة وقد رقت لمنظرها عندما رأت الخوف في عينيها:في كلام بيقولوه عليكي
رغدة وهي تبتلع ريقها:كلام ايه
فرحة بإشفاق:وليد بيقول انهم كانوا معزومين علي خطوبة عندك وشافك انتي وابن عمك في وضع غلط ولما حاول يتكلم ابن عمك ضربه وانكم طردتوهم من عندكوا
رغدة بصدمه وهي تضع يدها علي فمها وتكتم بكائها...امسكت اغراضها وغادرت بانهيار وسط نظرات الجميع.. حاولت فرحة اللحاق بها ولكن لم تستطع...وشعرت انها مظلومة ولامت نفسها علي ظلمها لها معهم ولكن لم يعُد بوسعها فعل شئ
عادت رغدة إلي البيت ودخلت غرفتها منهارة في البكاء ومنذ هذا اليوم وهي لا تذهب إلى الجامعه وتتحجج لأمها كل يوم بحجة مختلفة


في سيارة مازن

مازن:مالك
رهف:انت عارف اني مش بحب الأمر الواقع
مازن:عارف...وبعدين انا بقالي كتير منزلتش بسبب الجرح اللي ف ضهري ف قولت اوصلك بالمرة وارجع البيت بدل ماتروحي لوحدك
رهف:منا بروح لوحدي علي طول
اوقف مازن السيارة فجأة...
رهف باستغراب:وقفت ليه
مازن:عايز اتكلم معاكي يارهف
رهف:وانا مش عايزة بعد اذنك
مازن:لا هتسمعيني
رهف بعصبية:الحكاية مش بمزاجك مش وقت ماتحب تتكلم هتتكلم ووقت ماتسكت تسكت
مازن:انا عارف اني غلطت بس انا مكنش ليا ذنب
رهف:سكوتك لوحده من غير ماتبررلي حاجه دا لوحده اكبر ذنب
مازن:انا مكنتش عارف احط عيني ف عينك
رهف ببكاء:انا شوفتها ف حضنك...حضنك غصب عنك؟!
مازن بندم:كانت مفهماني اني ظالمها وضيعت مستقبلها..كنت فاكر اني لما اعاملها باللي يرضي ربنا واديها فرصه هكفر عن ذنبي وارجعلها حقها
رهف بانهيار:وانا حقي فين يامازن...حقي فيك فين..انا استنيتك وكنت مستنية يوم نزولك عشان تطلبني من بابا زي ماوعدتني عشان ابقي مراتك وابقي جمبك طول عمري فجأة الاقيهم بيقولوا مازن اتجوز...انا مصدقتش مكنتش عايزة اصدق..فكرة اني اشوفك مع غيري صعبة اوي عليا حسيت ان حد ماسك سكينة وبيضربني بيها في قلبي..لما بشوفها معاك بموت يا مازن ببقي عاوزة اقولها دا مكاني انا اللي المفروض ابقي هنا مش انتي.. انا اللي محتاجاه..ببقي عاوزة اقولها انا اللي حبيبته بس...لكن طبعا مينفعش اقول لأنك حرمتني من الحق دا...انت عارف اني شكيت في نفسي؟ كنت بقول طب هو للدرجادي انا عندك ولا حاجه لدرجه انك تتجوز وتدوس عليا كده؟...متخيل انا كنت عاملة ازاي وانا سامعاها بتتكلم عنك وعايزة اقولها اخرسي..انتي مش من حقك تتكلمي عنه مش من حقك مازن حبيبي انا...بس كنت بشوف اللي نفسي اقوله في عينيها هي كإنها بتقولي انتي ولا حاجه انتي مين عشان تتكلمي.
انت عارف اني كاتمه جوايا لوحدي؟! عشان مينفعش افضي مشاعري لحد عارف ليه؟ لأن هيبقي اسمي مشاعري رايحة لواحد متجوز يعني هبقي زيي زي البنات اللي مش كويسة.. البنات اللي بتخطف الرجالة...
مازن بدموع لم يشعر بها:والله يارهف غصب عني..والله محبتش غيرك ولا شوفت غيرك..اتحطيت ف مكان غريب عليا مكنتش عارف اتصرف ازاي فجأة لاقيت كل حاجه حصلت...انا مشوفتش غيرك يارهف..محبتش غيرك انتي كل حاجه ليا...انا ماليش عين اطلب منك تسامحيني..مش عايز اخسرك تاني يارهف..متسيبينيش وحياة كل حاجه حلوه بيننا
رهف بصدمه من دموعه ولكن ماكُسر بداخلها كان اكبر فتحدثت بصوت خالي من الحياة:انا مسامحاك يامازن بس مش عارفة انسي ولا هعرف انسي وجع قلبي دا...انا اسفة
مازن:رهف..
رهف مقاطعه حديثه:لو بتحبني بجد اقفل اي موضوع دلوقتي انا تعبانه...ممكن توديني الشركة فريدة هناك وانا محتاجه اتكلم معاها ومش هعرف ارجع البيت وانا كدة
مازن بحزن:حاضر

واتجه في طريقه الي شركات الخياط...انتظمت فريدة في عملها كأول يوم لها تحت بعد ان اخبرها آسر بمكان مكتبها وعرفها علي افراد مجموعتها التي سوف تدرب بها وارتاحت لهم جميعاً وتحمست للعمل
تنبهت فريدة من عملها علي صوت رنين هاتفها وجدته رهف اجابتها سريعاً قائلة:ايه ياروحي
رهف:فريدة
فريدة بخضة:مال صوتك يارهف في ايه


رواية"عائلة الخياط" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن