بارت(14)
في صباح يوم جديد
توجه الجميع إلي المستشفي للإطمئنان علي مازن ماعدا اسر وفريدة اتجهوا لقسم الشرطة لتقوم فريدة بقول شهادتها بينما توجه حمزة ومراد إلي الشركة لمتابعه أمور العمل
في المستشفى:
دخل الجميع ووجدوا تحسن بسيط في حالة مازن..رفض مازن ان يأكل ولكن تغير رفضه مع اصرار والدته والجميع.. واخذ الجميع في فتح مواضيع مختلفة للتحدث بها بينما شرد مازن في رهف الماثلة امام عينيه وتتبعتها عينيه وهي تتحدث وتمزح مع والده بضحكتها التي لا تفشل ابداً في خطفه كل مرة كأنه يراها لأول مرة..شرد في احاديثهم السابقة واحلامهم التي رسموها سوياً تذكر لهفتها لإخباره كل شئ عنها بالتفصيل تذكر برائتها معه التي لم يجدها في فتاة غيرها...تنهد بحب وهو مازال شارداً في بسمتها البسيطة وعاد بذكرياته لموقف جمعهما سوياً
فلاش باك**
اتصل بها في الهاتف ذات يوم وأخبرته ان اخو واحده من صديقاتها رآها وكلف اخته ان تخبرها برغبته في الارتباط بها.. استشاط غضبا...
مازن في الهاتف بعصبية:هو يوم اسود عليكي وعلي صاحبتك واخوها
رهف بخوف وضحك علي عصبيته:الله انا مالي انا
مازن بحنق:متستفزنيش يارهف دلوقتي عشان مش طايق حد واتفضلي احكي حصل ايه تاني
رهف بضحكه قاصده إغاظته:محصلش حاجه تاني...بس الحصة الجاية لو صاحبتي قالتلي حاجه تاني هبقي اقولك
مازن بحنق:هقفل السكة ف وشك وهترجعي تعيطي
رهف بعناد:طب ابقي اعملها
مازن بعصبية اكبر:طب سلام.. واغلق الهاتف
ظلت تنظر للهاتف وهي تقول بتعحب:دا قفل السكه ف وشي بجد وهو عارف اني مبحبش الحركه دي...ثم لمعت في رأسها فكرة جعلت ابتسامه ماكرة تظهر علي شفتيها وشرعت في تنفيذها..
امسكت رهف هاتفها وارسلت لمازن رسالة نصية محتواها:انت بتقفل السكة في وشي يامازن؟ رغم اني قايلالك مليون مرة الحركة دي بتعصبني...اشطا براحتك شوف بقي مين هيرد عليك تاني..
وبمجرد ارسالها لم تمر دقيقة ورأت هاتفها يضئ بإسمه معلناً اتصال هاتفي منه لم ترد عليه فقام بالرن مرة اخري ولكن ايضاً لم تجيب و في المرة الثالثة اغلقت الاتصال فبعث لها برسالة نصية:اخلصي ردي
رهف في داخلها:احم...بحس براحة نفسية وانا بعصبه..خلاص هرد
ولمعت شاشة هاتفها بإسمه فأجابت قائلة بصوت يبدوا حانقاً:نعم
مازن:متزعليش اني قفلت السكة في وشك بس انتي اللي عصبتيني
مع سماعها لكلماته قالت في نفسها:فرصتي بقي اقلبها ليا واخليه يصالحني بردوا
رهف:لا انت عارف اني نبهتك كذا مرة يعني عملتها قصد انا عمري ما قفلت السكه ف وشك
مازن بهدوء:خلاص بقي متزعليش
رهف:طيب
مازن:متزعليش بقي يارهف انا كنت متعصب وغيران عليكي وبعدين انتي عارفة انا بحبك ازاي
رهف بدلع:بتحبني ازاي
مازن بابتسامه علي تصرفاتها الطفولية فهو يدرك دماغها جيدا:انتي ف مكان ف قلبي محدش وصله ولا هيوصله.. مقدرش اتخيل دنيتي من غيرك..هفضل بعتبرك بنتي مهما كبرتي قبل ماتكوني حبيبتي..ثقتي فيكي ملهاش اخر..هتفضلي اجمل هدية ربنا بعتها ليا...
رهف:...
مازن بخبث:رهف انتي نمتي ولا ايه
رهف بخجل:لا هنام.. تصبح علي خير
انطلقت ضحكات مازن علي خجلها وكان قلبها يرقص طرباً من سماعها لضحكته الرنانة التي تعشقها
عاد مازن من ذكرياته علي صوت رغده وهي تهزه بقلق:ايه يا مازن ساكت ليه... لو حاسس بتعب ننده للدكتور
مازن بهدوء:لا بالعكس انا كويس وانتوا جمبي(ونظره مصوب تجاه رهف)
توترت رهف خجلا فهي اكثرهم ادراكاً بمغازلاته السرية تلك
خرج اسر بصحبة فريدة من قسم الشرطة بعدما أدلت فريدة بشهادتها أمام وكيل النيابه وتوجهوا لسيارة آسر للعودة ولكن فاجئها اسر..
اسر:تحبي نقعد فين
فريدة بارتباك:نروح
اسر بسخرية:دا مش إجابة سؤالي
فريدة بغيظ من اسلوبه:وانا بقول عايزة اروح
وجدت فجأة يد آسرتمتد لتجذب كف يديها ويضعه عند فمه ويقبله قبلة حانيه وهو يقول بصوت حاني قليلا ما يخرج منه:انا محتاج اتكلم معاكي يا فريدة..عشان خاطري
فريدة بصوت مهزوز بسبب خجلها:م..ماشي
أدار اسر محرك السيارة وتوجه إلي احد الكافيهات ليتحدث عن موضوعه الهام الذي اخبر به فريدة
*في الكافيه:.
اسر:اشربي العصير الاول بعدين نتكلم
فريدة بنفاذ صبر:اسر..ممكن تقول الموضوع وتنجز انا مبحبش كدة
اسر:طيب
فريدة:في ايه؟
اسر:في حاجتين عايزك تعرفيهم
فريدة:ايه هما
اسر بهدوء:من سنتين انا اتعرضت لمحاولة قتل وانا مسافر اخلص صفقة للشركة
فريدة بذهول وعدم استيعاب:نعم؟؟!
اسر بهدوء:ممكن تسمعيني عشان تفهمي
فريدة بهدوء:حاضر... كمل
اسر:بصي انتي مش هتفهمي في حوارات الشغل ف انا هحكيلك ب اختصار احنا لينا منافسين في السوق كتير بس في منافس وحيد واقفلنا بالمرصاد ومش بيحاول يعلي نفسه بالعكس دا بيحاول يقللنا احنا وللأسف اللي ماسك إدارة الشركة المنافسه دي كان معايا انا ومراد في الكلية ومن زمان في بينا دايما مشاكل...ف مرة وانا مسافر شغل انا ومراد اتضرب عليا نار ساعتها الحمدلله ان مراد كان معايا لانه لحقني والإصابة كانت سطحية ف كتفي وطبعا محدش في البيت عرف لأني منعت مراد انه يقول لحد غير بابا وجدي واعمامي عرفوا بعدها ومحدش شك ف حاجه لأنهم عارفين اني كنت مسافر شغل..
فريدة بذهول:ومين اللي عمل كده؟..هو اللي بينافسك دا؟
اسر بهدوء:مفيش غيره ولما واجهته اعترف بكدا...دا غير رسايل التهديد اللي كانت علي موبايلي انا ومراد اللي هي كفيلة توديه في ستين داهية
فريدة:وطبعا بلغت عنه
اسر بغموض:لا
فريدة:ازاي يعني
اسر:مهاب السيوفي وابوه اسماعيل السيوفي عبارة عن شياطين لو كنت بلغت عنهم كانوا هيطلعوا نفسهم منها بسهولة جدا دا غير اني سليم وماموتش
فريدة بلهفة:بعد الشر عليك...طب كمل عملت ايه
اسر:انا ليا واحد صاحبي اسمه زين هو رائد شرطة وشغال علي قضايا غسيل الاموال وصفقات السلاح واللي شركات السيوفي متورطة فيها بس كالعادة مفيش دليل قوي عليهم..مراد كلمه اول مادخلت المستشفي ولما اتطمنوا عليا اتفقت معاه اني اخد حقي من اللي عمله دا بس بالطريقة..وكمان احمي اهلي وعيلتي يعني عصفورين بحجر واحد
فريده بتوهان:مش فاهمه حاجه
اسر:هفهمك...انا يعتبر شغال مع الشرطة والموضوع دا محدش يعرفه غيري انا ومراد واخوكي وزين صاحبي...لما رجعت القاهرة بعد ما خفيت روحت لمهاب السيوفي وابوه علي اساس اني عارف انهم عاملين كده بس روحتلهم بقي وانا ظاهرلهم صورة اني عايز اتفق معاهم...طبعا زين كان مجند ناس في مكتب مهاب وابوه ف كان معايا تسجيل صوتي ليهم وهما بيتفقوا علي قتلي..هددتهم بيه انهم لو مبعدوش عن اهلي ونهوا العداوة اللي بيننا دي هسلم التسجيلات دي للشرطة...طبعا هما مخالش عليهم الدور ومصدقوش غير لما سمعوا التسجيل بتاعهم وساعتها خدت اللي عايز اوصله من غير مايحسوا
فريدة:اللي هو ايه
اسر:عملنا اتفاق اننا ننسي العداوة مقابل اني انسي اللي عملوه معايا دا غير انهم عرضوا عليا ندخل صفقات مشتركة بين الشركتين
فريدة:تدخل معاهم صفقات ازاي وانت بتقول انهم شغالين في السلاح
اسر:فتحي مخك معايا شوية...انا دلوقتي مهمتي اني اكشفهم انا بدخل معاهم صفقات فعلا بس دا كله بعلم الشرطة والصفقات دي مش بتأثر علي فلوس الشركة ولا اي حاجه تضرنا لأن ببساطة المحامي بتاع شركتهم عرفنا نشتريه بالفلوس ف تعتبر صفقات وهمية شركات السيوفي هي اللي بتشيلها لوحدها...دا غير طبعا ان الشرطة علي علم بكل اللي بيحصل خطوة بخطوة... والغرض من الصفقات دي انهم يثقوا فيا ويبتدوا يكشفولي ورقهم ويعرضوا عليا اشتغل معاهم في السلاح اللي هو اساس شغلهم طبعا بس في المستخبي
فريدة:اااه.. فهمت وطبعا لما يعرضوا عليك انت هتبقي عارف خطوات العمليات دي والتسليم زي مابشوف في الأفلام
اسر:مش كدة بالظبط بس هو فعلا المهم في دا كله ان مهاب السيوفي وابوه يتمسكوا متلبسين ونوصل للي وراهم واللي بيوردلهم الاسلحه دي
فريدة بقلق:بس دا خطر عليك اوي يا اسر
اسر:دا اللي لازم يتعمل
فريدة:بس انا خايفة اوي
اسر:من ايه
فريدة:انت حطيت نفسك وسط كلاب معندهاش رحمه لو اتكشفت هيقتلوك
اسر:دا الموضوع التاني اللي عايزك فيه
فريدة:قصدك ايه
ياتري ايه اللي هيحصل البارت الجاي وايه الموضوع اللي اسر هيقول لفريدة عليه
أنت تقرأ
رواية"عائلة الخياط"
Romanceأسرة تتلخص محبة كلا منهم للآخر في خوفه وقلقه عليه، ثلاث شباب بالإضافة لصديقهم.. تُري ما الذي سيحدث لهذه العائلة من أزمات وكيف سيواجهونها... بقلم/رانيا خالد
