بارت(20)
في صباح اليوم التالي كان يقف أمام البوابة الرئيسية للجامعة، ثم قام بإخراج هاتفه لمحادثة زين كما اتفقا مساء امس
حمزة هاتفياً: انت فين يابني
زين: انا خلاص داخل علي البوابة الرئيسية، ٥ دقايق وابقي هناك انت وصلت؟!
حمزة :اه انا هناك، أنجز عشان فاضل ربع ساعه والمحاضرة تبدأ عايز ألحق
زين: انا مش فاهم انت واخدني معاك ليه، ساحبني وراك من غير ما تفهمني
حمزة: كانت لما تيجي هفهمك، اخلص بدل ما انت عمال ترغي كدة
زين :انا شوفتك خلاص هركن وانزلك
حمزة: شوفتك
--توجه زين لصديقه بعد أن قام بركن سيارته
زين: اتفضل فهمني جايبني معاك ليه
حمزة : تقدر تقول كدة حصانة، مش عايز وجع دماغ وحد يقولي جوا ينفع أو مينفعش ف جبتك انت يا سيادة الرائد
زين : مبشوفش وشك غير ف المصالح او المصايب
حمزة : طب يلا ندخل متستعجلش علي حوار المصايب دا
--في ناحية أخري، تدخل بخوف ينعكس بهدوء علي ملامح وجهها تبحث عن أحد الأماكن لتجلس وسط همسات زملائها ف تتجه بهدوء إلي بِنچ خالي من الطلاب في الصف الاخير وتجلس به وهي تتنفس بحرقة محاولة التماسك ثم...
وجدت من يمد يده لها، رفعت عينيها لتسقط انظارها علي فتاة رقيقة تسألها بهدوء : ممكن اقعد جمبك
رغدة بتوتر : ها...
فرحة بإشفاق علي حالتها : انا فرحة مش فاكراني!!
رغدة وقد استعادت هدوئها تدريجياً: ايوا انا بشوفك في المحاضرات
فرحة: طب انتي قاعدة لوحدك ليه
رغدة بمرارة : هقعد مع مين وكلهم بيتكلموا عليا في ضهري
فرحة بأسف : انا اسفة اني قومت من جمبك اخر مرة
رغدة: ولا يهمك
فرحة: انا ماليش صحاب ايه رأيك نبقي صحاب
رغدة بإبتسامة باهتة: بجد...مش خايفة حد يتكلم عليكي عشان انتي هتبقي صاحبتي
فرحة : لا انا مش بخاف.. ها قولتي ايه
رغدة بتردد: شكرا بجد
فرحة :بطلي هبل بقي.. احنا صحاب قولت
رغدة بحب : ايوا صحاب
قطع كلامهم دخول دكتور المادة قائلاً: حابب قبل ما ابدأ انهاردة اديكم درس في الاخلاق اللي الظاهر انكم متعرفوش عنها حاجه... فين الطالب وليد عبد الحميد
وليد وهو يقف: انا يا دكتور
الدكتور وهو يوجه حديثه للطلاب : طبعاً انا مش محتاج اقول المحترم االي واقف قدامكم دا عمل ايه.. وعشان يبقي عبرة لأي حد يتجرأ علي زميله او زميلته، طلع قرار بفصلك من العميد...ياريت الناس متتهمش حد بالباطل فكر دايما قبل ما تظلم حد انك ممكن في لحظة تبقي مكانه مش شرط انت ممكن حد من أهلك من معارفك هل هتستحمل تتأذي أو حد تعرفه يتأذى!! اكيد لا.. اتعلم انك تعامل الناس زي ما تحب انهم يعاملوك، واتحكم في نفسك الأمارة بالسوء بدل ما تاخدك لطريق آخره هلاكك لوحدك.
) كانت رغدة تستمع لكل كلمة وهي تبكي وتتذكر ما قيل عنها وتشكر هذا الدكتور في داخلها لدفاعه عنها، بينما وليد يطأطأ رأسه بخجل وندم)
انا كدة خلصت كلامي بس قبل ما ابدأ محاضرتي وقبل ما الطالب دا يخرج برا، في حد تاني حابب يقول هو كمان كلمتين...
دخل حمزة بهدوء بصحبه زين وعيناه تبحث عنها إلي ان وقعت عليها وهي تبكي في حضن إحداهن ولم ترفع رأسها إلا عندما سمعت صوته الذي تحفظه عن ظهر قلب وهو يقول: أنا حمزة حسن إبراهيم الخياط ابن عم رغدة حسين ابراهيم الخياط، رغدة اللي انتوا صدقتوا عليها الكلام اللي اتقال لمجرد انكم سمعتوه من واحد اقل ما يقال عليه انه عيل أو لفظ تاني ماسك نفسي اني اقوله، انا جاي انهاردة اعتذر لرغدة قدام الكل عاللي هي حست بيه واقولها انها أغلى حاجه في الدنيا وأطيب واحن قلب.. هي اتربت وكبرت علي ايدي وانا انهاردة هاخد خطوة انا واثق فيها.. والثقة دي جبتها منها هي ومن قلبها (ثم تقدم حتى وصل إلى مكان جلوسها وركع علي ركبتيه) قائلاً: انا بحبك يا رغدة.. يمكن مش جديد عليكي حبي ليك لأنك اكيد حساه من زمان بس الجديد اني عايز حُبنا يبقي رسمي.. تتجوزيني!!
أومأت له بدموع ممزوجة بفرحة وخجل وهي تقول : موافقة
احتضنتها فرحة بسعادة قائلة: عشان تعرفي ان وشي حلو عليكي بقي
ردت رغدة وهي تشدد علي احتضانها : انا مبسوطة اني عرفتك
تراجع حمزة قائلاً : اسف يا دكتور علي وقت المحاضرة حضرتك تقدر تبدأ.. وشكراً على مساعدتك
الدكتور : العفو
غادر حمزة باب المدرج وبعد خروجه مباشرةً بعث لها رسالة نصية قائلاً:خلصي وهتلاقيني مستنيكي
مررت عيونها علي حروف كلماته بفرحة لحظتها صديقتها فقالت بخبث: بعت ايه هاااا. اكيد هو صح
رغدة بخجل : بدأنا بقي
فرخة بضحك: انتي لسة شوفتي حاجه
رغدة بضحك: انا اللي جبته لنفسى... ثم اكملت هامسة : الدكتور هيطردنا وهنحصل وليد
كتمت فرحة ضحكاتها وانتبهوا لشرح الدكتور
---- في شركة الخياط
يجلس أسر برفقة مراد قائلاً: يومين كدة وهكلم مهاب أبلغه اننا معاه ف الصفقة دي
مراد بقلق: ربنا يستر
أسر : يارب
قطع كلامهم دخول مازن الذي انتظم في الشغل : اسر محتاج امضتك علي الورق دا
مراد: مالك داخل حامي كدة ليه
أسى ببرود: سيبه مش هتبقي انت والتفكير عليه
مازن بعصبية : قصدك ايه يا أسر
اسر: قصدي انت فاهمه كويس، ياريت تفوق لنفسك وتبطل تفقد الأمل كدة
مازن بحنق وهو يلتقط منه الأوراق : انا ماشي
بعد مغادرته التفت مراد لآسر: بالراحة عليه مش كدة
أسر بلا مبالة : مازن مبيجيش غير كدة.. يلا نكمل شغل
في جامعة رغدة :
بعد انتهاء المحاضرة خرجت من المدرج برفقة فرحة التي ارتاحت لها كثيراً وتبادلوا أرقام الهواتف..
رغدة: انا لازم اعرفك عالبنات متأكدة انك هتحبيهم وهيحبوكي
فرحة بابتسامة : اتفقنا
رغدة بحماس : انا هعمل جروب ونتكلم فيه لحد ما نتقابل
فرحة بغمزة: طب شوفي اللي جايلك يا قمر وبعدين فكري ف الجروبات
وما كادت تكمل كلامها حتى وجدت حمزة برفقة زين واقفين أمامهم
حمزة: خلصتي خلاص ولا لسة في محاضرات تانية
رغدة بابتسامة : لا خلصت
حمزة :دي صاحبتك
رغدة وهي تخبط علي رأسها : دي فرحة صاحبتي
حمزة بمرح : ودا زين صاحبي
فرحة بخجل : اهلا... طب انا همشي يا رغدة
حمزة: تعالي نوصلك في طريقنا
فرحة: لا لا شكرا
رغدة بتقليد: ما تبطلي هبل بقي.. احنا صحاب
فرحة بابتسامة مصطنعة وبصوت هامس : حسابنا بعدين
حمزة : يلا هنوصلك
زين: وانا هروح الشغل بقي عشان اتأخرت.. فرصة سعيدة يا آنسة رغدة انتي وفرحة
فرخة ورغدة: احنا اسعد
وانطلق كلاً منهم في وجهته
في المساء اجتمعت العائلة وانضم لهم مراد وسلوي واحتفلوا احتفالاً بسيطاً بموافقة رغدة علي حمزة ومر اليوم بسلام ودون أحداث اخري تذكر...
أنت تقرأ
رواية"عائلة الخياط"
Romanceأسرة تتلخص محبة كلا منهم للآخر في خوفه وقلقه عليه، ثلاث شباب بالإضافة لصديقهم.. تُري ما الذي سيحدث لهذه العائلة من أزمات وكيف سيواجهونها... بقلم/رانيا خالد
