بارت(12)

1.3K 45 4
                                    

بارت(12)

اخذت رهف لحظة تستوعب فيها ما حدث ولكن وجدت جسد مازن يسقط بين يديها فسقطت معه غير مدركة لما حدث...لم تفق الا علي صوت آسر وهو يصرخ:شيله معايا يا اسر نوديه المستشفي بسرعه
مراد:مينفعش يتحرك دلوقتي لازم اسعاف مينفعش نحركه غلط.. هتصل بيهم حالا
بكت امه وهي مصدومه غير قادرة علي النطق وبكوا جميعا ولأول مرة يشعر رجال العائلة بالعجز كان اسر بين نارين ان يحمل اخاه ويتجه به الي اقرب مشفي.. وان ينتظر حتي تأتي الاسعاف...هبطت دموع ملك واسندها مراد وبكي الجميع في خوف وصدمه من القادم ووقفت ميرنا تنظر بخوف وهي تنظر لدعاء بقلق
ادركت الان ما حدث.. ادركت صوت الطلق الناري..لحظة..لحظة..هل وقف منذ لحظات ليحميها هل افتداها بروحه...اااه يا مازن..لو تعلم كم ازداد عذابي الان.. افاقت علي حركة يديه بالضعيفة وضعت رأسه علي قدميها وهي تبكي وتنظر له مد يده بحركه بسيطة في محاولة لرفعها لمحو دموعها ولكنه فشل فسقطت يداه بضعف وضعت رأسها علي رأسه بضعف وهبطت دموعها وهي تسأله بضعف:ليه يا مازن...ليه عملت كده
مازن بضعف:انا بحبك يارهف..اا.. انا
رهف ببكاء:متتكلمش عشان خاطري...دا مش وقت الكلام
مازن بتعب وهو يتنفس بصعوبة:معنديش وقت تاني...سامحيني وحياة كل حاجه حلوة شوفتيها معايا...ااا..اعرفي اني محبتش غيرك
واغمض عينيه باستسلام وضعف
هنا صرخت رهف صرخة الهبت القلوب وهي تناديه غير عابئة بالعيون التي تنظر لها، وكأنها لا تري غيره امامها:ماااااااااازن..متعملش فيا كده عشان خاطري يا مازن...قوم يا مازن انا مسامحاك وجدت عمها حسن يسحب زراعيها المحيطة بمازن لنقله في عربة الاسعاف بعد ان وصلت ظلت تصرخ وتصرخ قائلة لعمها:عايزة اركب معاه ياعمو والنبي...متخليهومش ياخدوه بعيد عني
احتضنها ابيها برفق:هنمشي وراهم يابنتي
بعد مرور حوالي ربع ساعه وصلت سيارة الاسعاف إلي المشفي تحمل اسر ووصل معها جميع افراد العائلة... لم تتحمل رهف ما حدث وسقطت مغشيا عليها وتم نقلها الي غرفة في المشفي وبقيت جمبها امها واختها
مرت ساعتين في داخل غرفة العمليات ثم خرج الطبيب من الغرفة ويبدو علي وجهه علامه القلق
مصطفي:طمني يادكتور
الدكتور بأسف:للاسف الرصاصة جات في مكان حساس جدا جمب العمود الفقري  وطلعناها بصعوبة ودا ممكن يأثر عليه
اسر:يعني ايه
الطبيب:دا هنقدر نعرفه لما يفوق لان اغلب الاصابات اللي في المكان دا بتسبب شلل في الاطراف
انهارت نادية فور سماعها لتلك الكلمات واحتضنتها رشا والجده وهم يبكون وبكت فريدة واحتضنت حمزة بانهيار فهي تعتبر مازن مثل حمزة تماما
اسر بضياع:هو هيفوق امتي يادكتور
الطبيب بعملية:كمان ساعتين بالكتير...عن اذنكوا

افاقت رهف وصممت ان تذهب لغرفة مازن وجدتهم جميعا امامها وسمعت كلمات نادية المنهارة وهي تقول:اهدي ازاي بس يا رشا الدكتور بيقول احتمال يتشل..ياريتني كنت انا وانت لا يا حبيبي
صدمت رهف من الحديث وذهبت لنادية واحتضنتها بدموع:لا يا طنط متقوليش كده..والله مازن هيبقي كويس انا واثقة ف ربنا ثم انهارت وهبطت دموعها بغذارة وهي تدعو ربها ان يكون سليما معافي

نظرت فريدة باستغراب لميرنا التي تقف لا تبكي ولا يظهر علي وجهها اي علامه من علامات الحزن ووجدتها تتسلل الي الخارج بحذر تظاهرت انها لا تراها حتي تكمل ما تفعله وبالفعل غادرت ميرنا وتتبعتها فريدة بحذر لتجدها تقف معطية لها ظهرها وتتحدث في الهاتف وهي تقول:الغبي اللي انتي مختاراه عشان ينفذ دا جابها في مازن ليه
دعاء:المصيبة ان امن الفندق قبض عليه يعني لو اتكلم هنتفضح
ميرنا بعصبية:انتي اللي غبية وجايبالي ناس اغبية زيك قولتلك اخلصي من رهف مش من مازن افرضي كان مات مكنتش هاخد من عيلته اي حاجه
دعاء:طب احنا هنعمل ايه في المصيبة دي
ميرنا:تتصرفي وتوصلي للواد دا رسالة ازاي معرفش.. تقوليله انه لو فتح بؤه بحاجه هيتقتل
دعاء:سلام
ميرنا:سلام
عادت فريدة ادراجها بصدمه وهي تفكر كيف لها ان تفعل هذا في زوحها كيف لها بكل هذا الجبروت ركضت فريدة بكل قوتها تبحث عن اخاها ولكنها لم تجده سألت اسر اين هو فأجابها:راح هو ومراد الفندق عشان يشوفوا مين اللي عمل كده
فريدة:عايزاك ضروري يا اسر ضروري...تعالي معايا برا نتكلم
في طريقهم للخارج وجدوا ميرنا تعود لباقي العائلة اكملوا طريقهم حتي خرجت فريدة واسر خارج المستشفي
قصت له فريده ما استمعت له من مكالمه ميرنا... صدم اسر وهو يستمع لها واتجه بكل غضبه راغبا ان يفتك بها ولكن منعته فريدة قائلة:مينفعش اللي انت هتعمله دا لازم تهدي عشان منضيعش حق اخوك...وان شاء الله هو اللي ياخد حقه منها لما يفوق مينفعش يفوق وميلاقيهاش موجودة او يعرف ان هي السبب ف كده نفسيته مش هتكون مستحمله دا غير اننا ممسكناش عليها دليل
اسر بغضب:بنت ال**** تعمل ف اخويا كده وديني لأندمها
فريدة بعقلانيه:المهم تتصل بمراد وحمزة دلوقتي تقولهم ياخدوا بالهم كويس لاني سمعتها بتقول للي بتكلمها انهم لازم يوصلوا للي ضرب النار دا رسالة انه ميفتحش بؤه
اسر:متقلقيش انا هتصرف
ثم اخرج هاتفه وتحدث مع مراد واخبره بما حدث وبما يجب ان يفعله.. ومن خلال علاقاته اوصي احد اصدقائه الظباط بأن يتأكد من وضع هذا المجرم في مكان آمن خوفا من ان يقتل قبل ان يعرف الحقيقة ويفضح امر تلك الميرنا ومن معها

انتهي من اتصالاته وتنهد بحزن:
فريدة مشفقة عليه:يلا نطلع... ومش هوصيك تتعامل عادي عشان متشكش ف حاجه وانا هراقبها من غير ما تحس..يلا بينا.. والتفتت لتغادر ولكن اوقفها صوته
اسر:انا اسف يا فريدة
فريدة:علي ايه
آسر:اني كنت اناني فيكي بالشكل دا واسف علي كل مرة جرحت فيها مشاعرك واسف علي كلامي اللي يوجع..انا كنت خايف عليكي مني عشان كده كنت ببعدك عني مع إني روحي فيكي
فريدة بصدمه وخجل وتوتر:نطمن علي مازن بعدين نتكلم في الموضوع دا
آسر باستسلام:ماشي
وقبل ان يصعد اتصل بأحد رجاله واخبره ان يأتي الي المشفي وسيرسل له صورة عبر الواتساب ليراقب صاحبتها
بعد ان انهي اتصاله سألت فريده:وانت هتجيب صورتها ازاي
اسر:هصورها فوق مفيش قدامي حل تاني

صعدوا وماهي الا خمس دقائق ووجدوا ميرنا تستأذن بالذهاب
ميرنا:انا ماشية
رغدة باستغراب:رايحه فين
ميرنا ببرود:صاحبتي تعبانه ولازم اروحلها
نادية بقهرة علي ابنها:وجوزك اللي تعبان جوا دا
ميرنا:هبقي ارجع تاني..ولم تدع فرصة لأحد ان يرد وغادرت المشفي وهي لا تعلم ان هناك من يراقبها

بعد مرور ساعه افاق مازن وتم نقله لغرفة عادية وتجمع الجميع حوله وجاء الطبيب للكشف عليه

وجدها مازن تدخل هي وامه والجميع بلهفة ورأي انتفاخ عيونها من كثرة البكاء ونظر إلي امه بحزن وحاول التحدث ولكن لم يقدر.. جلست امه بجانبه وهي تلف يديها وتحتضنه وتمني له الجميع السلامه وكان يرد بإيمائة بسيطة من رأسه... نظر لرهف وخرج صوته بضعف وصعوبة:انتي كويسة
رهف ببكاء وفرحة لأنه فاق:الحمدلله كويسة المهم انت
هز رأسه لها
دخل الطبيب ليطمئن علي حالته
الطبيب:حمدلله على السلامه يا استاذ مازن
مازن بضعف:الله يسلمك
امسك الطبيب دبوس وشك به رجل مازن فصرخ مازن بضعف فتهلل وجه الجميع بابتسامة وجرب الطبيب مرة اخري في الرجل الاخري فصرخ مازن ثانية وامره الطبيب بتحريك رجليه ففعل وكذلك يديه ففعلها ايضا وتهلل وجه الطبيب بسعادة وهو يلتفت لهم ويقول :الحمدلله الاستاذ مازن زي الفل ومفيش اي شك ف حالة شلل
هو بس يبقي كويس وكلها اسبوع ويخرج من هنا
وعند سماع هذه الكلمات هبطت دموع مصطفي بسعادة وتمتم  مراد(الذي وصل لتوه هو وحمزة بعد تسلبم المجرم لافراد الشرطة بتوصية منهم ومن اسر):الحمدلله
واحتضنت ملك اسر وهي تبكي فرحه...
اما عن رهف ظلت تتمتم في داخلها:الحمدلله يارب...يارب احميه من اي حد حاول يإذيه وابعد عنه كل شر لم تدرك انها وهي مندمجه في دعائها كانت سارحه في عينيه وانتبه لها هو فنظر لها وكأنه يعتذر فأجابت نظراته بابتسامه طمئنت روحه وكأن مضمون ابتسامتها(وكيف لي ألا اعفو عنك وانت نفسي.. جزء مني..لا أريد سوي قربك فأنا بدونك لاشئ وبك اكون كل شئ)

مازن موجها نظراته لآسر:عرفتوا مين اللي عمل كده
تهرب اسر من الاجابة ولكن همس له مراد:من حقه يعرف حرام نسيبه مخدوع كل دا
اسر:....
رشا:لا يابني منعرفش لسة
اسر:عرفنا.. انا ومراد وحمزة وفريدة بس اللي عرفنا
مازن باهتمام:مين اللي حاول يقتل رهف
اسر بهدوء:مراتك
مازن بصدمه:ازاي
وشهق الجميع من الصدمه ونظرت رهف لمازن باشفاق علي حالته فهي في الأول والأخير زوجته
اشار اسر لفريدة ان تقص عليهم ما استمعت له وبالفعل قامت بحكي كل ماحدث واخبرتهم وسط صدمة الجميع وعندما انتهت
مازن:...
نادية ببكاء:حسبي الله ونعم الوكيل فيها
مازن بصرامه وصوت متعب:اللي هقوله يتنفذ بالحرف الواحد
اسر باستغراب:في ايه
مازن:بعد اذنك يا اسر مش عايز حد يعلق علي كلامي ولو عايزين تريحوني نفذوه
حمزة:مش لما نعرف ايه هو الاول
مصطفي:ياحبيبي طب استني لما تخرج من هنا واعمل كل اللي انت عايزه
مازن:لا دلوقتي

ياتري مازن ناوي علي ايه

رواية"عائلة الخياط" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن