بارت(6)

1.6K 55 4
                                    

بارت(6)
بعد الغداء:
اجتمع الشباب في غرفة مراد واخبر اسر مراد بما حدث لمازن
مراد بانتباه:طب هو كده هينزل امتي
اسر:طيارته توصل الخميس الساعه ٦
حمزة :بعد بكرة يعني دا انهاردة التلات
مراد:طب عمو مصطفي وعرف مين هيعرف طنط نادية
اسر بتنهيدة:جدو وبابا هيفهموها.
دخلت رغدة وهي حامله للشاي وتقدمه لهم:الشاي جاهز
اسر وهي تقدم له كوبايته:تسلم ايدك
رغدة:بالهنا... اتفضل كوبايتك يا مراد
مراد:تسلم ايدك يا قمر
رغدة:قمر ايه بقي دا انت خضتنا عليك خضة
مراد بضحك:المرة الجاية هنبهكوا قبلها حاضر
كادت ان ترد عليه ولكنها وجدت أعين حمزة تتسلط عليها بغضب
فقالت بتوتر:ط.. طب انا هروح اشوف ماما شكلها بتنادي
حمزة:....
خرجت رغدة وهي خائفة ف اخذت نفس وقالت بصوت مسموع:انا مش خايفة اصلا فاكر نفسه بيخوفني
حمزة من وراها:عيدي كده تاني
رغدة بخضة:بسم الله الرحمن الرحيم... انا كنت بقول انك اكتر حد بيخوف ف الدنيا..
حمزة:المحك تاني يارغدة ف اي مكان في ولاد غيري ويومك مش مش هيبقي فايت
رغدة بغضب مصطنع:بصفتك ايه بقي... وبعدين دول اخواتي زيك بالظبط
حمزة بغضب:ملكيش فيه.. هعد لغاية ٣ لو لاقيتك قدامي متلوميش الا نفسك
رغدة ببلاهة:انا فوق ف شقتنا اصلا ايه دا مش شايفاك وجريت من امامه سريعا
حمزة بحنق:قال اخوها قال
وجد من يضع يديه علي كتفه ويقول بهدوء:مضايقاك كلمة اخويا غيرها
حمزة: الموضوع مش سهل يا اسر
اسر بسخرية:ليه بقي
حمزة:انا معرفش مشاعرها ناحيتي ايه ورغدة متدلعة محتاجه تتظبط ف حاجات كتير
اسر:مانت عشان حمار ماواضحة زي الشمس انها بتحبك... وحوار انها تتظبط دا ابقي اظبطها ف بيتك ولا ايه
حمزة بتوهان:هااااح امتي تبقي ف بيتي...ثم اعتدل في وقفته:بس بردوا مش دلوقتي
اسر بضحك:والله انت اللي محتاج تتظبط مش هي وتركه صاعدا الي شقته في نفس وقت هبوط فريدة للاسفل
ثبت اقدامه علي درجات السلم فلم يدع لها طريق للهبوط
فريدة بحنق:عديني
آسر:تؤ
فريدة زقته وهي تقول:مش فايقالك وكادت ان تهبط ولكنها وجدت يده تسحبها بشده واصبحت قريبة منه بشدة من يراهما يظنهما محتضنان
فريدة بتوتر:في ايه بطل هزار
اسر:في ٣ حاجات
فريدة بلخبطة:طب ممكن تسيبني وقولهم مينفعش حد يشوفني كده
اسر:تؤتؤ
فريدة بخوف من ان يراهما احد:طب انجز
آسر:اول حاجه مشوفش خصلة واحده من شعرك برا الطرحه ومد يده وسحب طرحتها للأمام... مسمعتش رد اسمع حاضر
فريدة وهي كادت ان تبكي من كسوفها وموقفهم:ح.. حاضر
اسر:تاني حاجه (واخرج من جيبه علبة بها خاتم رقيق من الذهب):كل سنة وانتي طيبة
فريدة بدهشة:بس دا فات من بدري
اسر:دول كام يوم بس.. هو موضوع مراد لخبطنا كلنا
فريدة:بس انا مش هقدر اخد الخاتم دا
اسر:انا ميتقاليش بس وتركها واكمل صعود لشقته
فريدة وهي تنظر للخاتم في يديها:مقولتليش الحاجه التالتة
اسر:اه كنت هنسي.... مش ناوية تبطلي تبقي فادي
فريدة بغضب مكتوم:هي دي الحاجه التالتة يا اسر
اسر:اه... ولم يترك لها فرصة للرد واكمل صعود
فريدة بحنق:مستفز وبارد... ثم نظرت للخاتم بفرحه
واكملت طريقها ف الهبوط

*في شقة مصطفي:
اسر بعد ان ابدل هدومه تذكر انه نسي هاتفه في شقة جده ف الاسفل
اسر:ملك يا ملك
ملك:اؤمر اكيد عايز حاجه انا عارفاك
اسر:نبيهة من يومك
ملك:قول عايز ايه
آسر:نسيت موبايلي تحت وجسمي مكسر انزلي هاتيهولي
ملك:مش نازلة
آسر:طب يلا بس انزلي شوفيه ف الصالون ولا ف اوضة مراد
ارتبكت بمجرد سماعها لاسمه:يوووه طيب خلاص هنزل وامري لله
اسر بخبث:يابتتت
ملك بخوف:ايه في ايه
اسر بضحك علي منظرها:مفيش انزلي هاتي الموبايل وتطلعي علي طول فاهمه
ملك وهي تفر من امامه:حاضر

في الاسفل:
ملك وهي تدخل الصالون بحثت عن هاتف اسر ولم تجده ف اخذت نفس عميق واتجهت لغرفة مراد وجدت سلوي تخرج منها فدخلت هي
مراد:تعالي ياملك...في حاجه ولا ايه
ملك:لا اسر قالي نسي موبايله ف جيت اخده
مراد: طب دوري عليه
ملك بخجل:حاضر
فكر مراد لثواني ثم قال فجأة:ااه ااااه دماغي
ملك بخضة:في ايه يامراد مالك
مراد وهو يمثل التعب:دماغي مش قادر
ملك بلخبطه وعياط:طب انا هروح انده اسر بسرعه
ندم مراد علي فعلته عندما وجد دموعها:اهدي خلاص انا كويس.. مكنتش اعرف ان قلبك خفيف كده
ملك بلهفة:يعني انت بجد كويس يامراد
مراد بحب:كده هتعب تاني
ابتعدت ملك بكسوف ولمحت هاتف اخيها علي المكتب ف اخذته وفرت هاربة

في ظهر يوم الاربعاء اجتمع الجد والجده مع ابنائه و زوجاتهم
الجد:تعالي جمبي يانادية
نادية باستغراب:خير يابابا
الجد:انتي اعقل واحده ف بناتي مش هقول مراة ابني ربنا يعلم غلاوتكوا ف قلبي
نادية :طبعا يابابا ورشا وايمان دول اخواتي
الجد:ربنا يباركلي فيكوا... ثم اخذ يقص عليها ما حدث
بكت نادية وهي تقول:يعني اتجوز من غير مانعرف ليه ملهوش اهل
ايمان:اهدي بس يا نادية ما بابا قال قدامك اهو ان الموضوع شكله غلط
حسن:بس يابابا كده هنتعامل معاها ازاي
الجدة:اسلم حل انهم يقعدوا معانا هنا عشان تبقي تحت عنينا والبنات انا هفهمهم
الجد:وانتي يا نادية مش عايزك تكسفي ابنك قدامها احنا اهله او يمكن ربنا يخيب ظننا وتطلع كويسة ف الاخر
نادية:حاضر

بعد الغداء اصبح جميع من ف المنزل يعلم بقدوم مازن وزوجته
في شقة حسين.. اجتمعت الفتيات
رغدة:يعني ايه فجأة مازن اتجوز.. ويعني ايه مجاتش مناسبة يقول وليه محدش يقول سبب الجواز. دا احنا معرفناش غير انها من امريكا بس من اصول مصرية
ملك:اه والله دا هتجنن
فريدة:بكرة كل حاجه تبان بس المهم نتعامل معاها كويس عشان خاطر مازن
رغدة:تفتكروا للدرجادي بيحبها عشان كده مقدرش يصبر واتجوزها
لم تكن تعلم انها هكذا تؤذي اقرب قلب لها(تؤامتها)
رهف"في نفسها": اتجوز؟!.. يعني ايه اتجوز.. وكل اللي قالهولي قبل ما يسافر دا ايه؟ كدب؟...شالني من حياته ف ٣ شهور؟ ولا هو محبنيش اصلا... طب لما هو محبنيش علقني بيه ليه..كان بيلعب بيا وبمشاعري؟ دا انا بنت عمه يعمل فيا كده؟ واخر مقابلة دي كانت ايه


فلاش باك* *
كانت خارجه من اخر مادة عندها ف امتحانات الثانوية العامه منتظرة اختها رغدة للعودة للمنزل
رغدة:في ايه مستعجلة كده ليه.. اديني فرصة أسألك عملتي ايه ف الامتحان او اقولك عملت ايه حتي
رهف:انتي ناسية ان طيارة مازن كمان ٣ ساعات
رغدة:ايوا صح دا راجع انهارده طب يلا بيننا واحكيلك ف الطريق

وصلوا للمنزل كان الجميع مجتمع في شقة الجد
بعد السؤال عن الامتحان والاطمئنان علي رهف ورغدة وتهنئتهم بختام امتحاناتهم داعين لهم بالتوفيق

مازن بهمس:عاوز اتكلم معاكي
رهف:ماشي هدخل البلكونة وانت تعالي

في البلكونة
مازن:وحشتيني
رهف بخجل:وانت كمان
مازن:خلاص فاضلي سنة وارجع امسك معاهم الشركة ونتجوز
رهف:هو انت بتحبني بجد
مازن:انتي خدتي قلبي من بدري ده انا بموت فيكي
رهف بسعادة وخجل:بس كلامك دا هيتغير اكيد لما تشوف البنات اللي هناك انا مش حلوة زيهم
مازن:انتي بتاعتي مش من حقك تقولي كده علي نفسك دا غير ان اصلا حياتي وعيني مليانين بيكي.. دا لو انتي مش حلوة يبقي العالم كله وحش
رهف بخجل وارتباك:خلي بالك من نفسك
مازن:خلي انتي بالك من نفسك انا واثق فيكي وعارف اني سايب راجل ورايا والله
رهف بخجل وكادت ان تخرج إلي ان اوقفها بصوته:رهف
رهف :نعم
مازن: انا ضعيف معاكي وبحب ضعفي دا عمري ما اسيبك او اتخلي عنك... ولا هقدر اعيش من غيرك او ابعد عنك واعرفي دايما اني بحبك وشايفك احسن حد ف الدنيا
كاد ان يتوقف قلبها من فرط سعادتها وانقذها دخول ملك:يلا الغدا جاهز عشان تلحق تمشي يا مازن

*عادت رهف من الفلاش باك علي صوت فريدة:انتي سرحانه ف ايه كل دا
رهف:هاه.. ولا حاجه... تعبت اوي هنام عشان نجهز لبكرة واصتنعت الضحك حتي لا تشك احداهن في أمرها
وبمجرد ان وضعت رأسها علي وسادتها انهارت بدون صوت فقط دموع تسيل من عيونها العسلية تبكي حسرة علي حالها وعلي قلبها لا تصدق ان هذه نهايتهم او نهاية ما بينهم عقلها يقول لها خدعك يا رهف وقلبها يقول مستحيل اهون عليه وظلت في معركة دائرة بين قلبها وعقلها إلي ان سقطت في النوم كهدنة لتريح عينيها وعقلها وتخمد نيران قلبها


من المؤلم ألا يستطيع الانسان البوح بمشاعره حتي لأقرب الناس له
من المؤلم ترك الأمور لزمام عقلك وقلبك... من المؤلم ان تشعر انك تائه فقط لأنك احببت.. مؤلم ايضا عدم شعور احد بك وبما يقتلك من الداخل.. فتجد انك في نهاية الامر اصبحت وحيدا لا تستطيع حتي القدرة علي الكلام لإخراج ما يؤرقك خوفا علي الكثير من حولك وخوفا من عدم تفهم احد لما بداخلك او الاستهزاء به...


وانتهي اليوم علي هذه الاحداث في انتظار يوم جديد حافل بمشاعر مختلفة ومواقف اكثر اختلافا... اهمها وصول مازن القاهرة
في البارت الجاي



رواية"عائلة الخياط" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن